متابعات للملك .... يوم بيوم

Quote: الأغنية : ليلة السبت الشاعر الفلسطينى / محمود حسيب القاضى الحان وغناء / صلاح بن البادية طال أنتظارى ليلة السبت يا حلوة العينين يا أنت أنسيتى وعدك باللقاء هنا كم مرة بالله أوعدت ***** ولأتفــه الأسباب فاتنتى كم جئت امس وكم تعللت لو قلت أنك لست آتية أسكت في النيران لو قلت عبر المدى عينى مشردة ترعى خيالك ربما جئت تتهامس الأشواق آتية وتصيح بى الأوهام لن تأت ***** هل أبلغوك وشاية كـذبا يا حلوتى عنى فصــدقت أم خفت أعين عازلين لنا فى الحى ترقبنا فأحجمت أم أنّ مكـــروها ألمّ بك لا قــدّر المولى تأخرت فتصوّرى ما بات يعصف بى من عاصفٍ أشعلته أنت ***** وجمعت باقات الزهور هنا ولكم بأزهارى تزينت ألقيتها بجوار مقعدنا الخالى حزينا أذ تخلّفت وبكى المساء الوردى وأرتعشت كل النجوم عشية السبت وحملت أشواقى وعدت بها متلفعاً بالليل والصمت واحدة من أجمل الأغنيات السودانية التى إحتلت مساحةً مقدرة فى قلوب السودانيين ورقص على أوتار كلماتها العذبة ولحنها الطروب أرتال العاشقين ولاننسى فى هذا المقام قبيلة المشوكشين والذين تقمصوا حال شاعرها وتكيفوا معها حسب أهوائهم ووجدوا فيها متكأً للبَرود من سعير بساط طال جلوسهم عليه وفى إنتظار مواعيدٍ خائبة لاتجرى كما يشتهون ، وكان حالهم (يحنن) حتى أهل السبت أنفسهم والذين كانوا أكثر حظاً منهم لأن حيتانهم كانت تخرج إليهم وتتراقص أمامهم فى يوم السبت، اليوم المخصص للعبادة المحرم فيه الصيد، ثم تغيب باقى أيام الأسبوع ، إختبارٌ فشلوا فيه أيما فشل وخارت عزائم صبرهم وصاروا ينصبون لها الشراك يوم السبت وينهالون عليها وينالون منها باقى أيام الأسبوع ، ولكن اصحابنا هؤلاء تخرج إليهم فقط الشواكيش (التودى الآخرة) ، كان هذا حالهم ونحن معهم تتراءى لنا كلمات هذه الأغنية بقالبها العاطفى المنسابة فيه ولكن هل كان محمود حسيب القاضى مثلنا كما تخيلناه. محمود القاضى كان على موعدٍ مع الواجب الذى أصبح ماركة مسجلة للشعب الفلسطينى البطل، عملية إستشهادية كان ينتظرها شاعرنا والشعب الراكز على لهب القضية ورمز إليها تمويهاً وكأنها فتاة أحلامه المرتجاة، قوافل من الفدائيين الفلسطينيين تمضى إلى اليوم ، وماكانت سناء محيدلى إبنة ال 17 ربيعاً والتى كانت تعمل فى متجر للفيديو تناضل بلبس بنطال ضيق وصدرٍ عارٍ ، بل كانت على موعدٍ مع التاريخ تسجل قيم البطولة والرجولة المتناهية لهذا الشعب الأبى الصابر ، سناء محيدلى طفق أهلها يبحثون عنها فى كل مكان حتى فاجأتهم من خلال شاشة التلفزيون اللبنانى وهى تقول " انا الشهيدة سناء يوسف محيدلي ، عمري 17 سنة من الجنوب ، جنوب لبنان الجنوب المحتل المقهور ، من الجنوب المقاوم الثائر، جنوب الشهيد البطل وجدي الصايغ "وهذا الأخير كانت هى قد قامت بتصوير عمليته الإستشهادية ، وأضافت فى وصيتها "إنني ذاهبة إلى أكبر مستقبل، إلى سعادة لا توصف، لا تبكوا عليّ من هذه الشهادة الجريئة ، لا، لحمي الذي تناثر على الأرض سيلتحم في السماء". الفنان الكبير صلاح بن البادية نفسه ماكان يدرى القصة التى تكمن خلف هذه القصيدة لذا تجده قد أعطاها لحناً يجسم أحزان المحبين ، ورغم إن الشاعر حاول مناورة العدو إلاَ إن الصدق كانا مخبوءاً تحت لسانه خاصة عندما يقول: هل أبلغوك وشاية كـذبا يا حلوتى عنى فصــدقت أم خفت أعين عازلين لنا فى الحى ترقبنا فأحجمت أم أنّ مكـــروها ألمّ بك لا قــدّر المولى تأخرت عادة من طبع المحبين التشبث بالفأل الحسن واستنتاج الأعذار الراقية والخيرة عند غياب المحبوب (الغايب عذره معاه) (واقول إمكن انا الماجيت) ولكنهم لايتنبأون أبداً بما هو مكروه كما جاء فى البيت أعلاه وأنا كنت قبل أن أعرف هذه القصة أقف كثيراً عند هذا البيت (أم أنّ مكـــروها ألمّ بك) وكنت عاتباً على الشاعر كيف جاز له صياغة هذا المعنى ، أما الآن ومنذ زمن بعيد كلما أستمع لهذه الأغنية تمر بى قصة أبطال الميل أربعين ، أجسادٌ نحيلةٌ مدرعةٌ بالقرآن ووقودها ذكر الله تفر أمام بأسها أحدث الدبابات ، دبابات لم تسعفها التكنولوجيا التى تعمل بالليزر فى صد قوافل الدبابين ، ومن لدن على وإلى على ، على عبداللطيف وعلى عبدالفتاح ، ستبقى قيم البطولة والتضحية راكزة فى وجدان هذا الشعب العظيم لايزحزحها كيد الخائنين ولاتنال منها أعين المتربصين. شكراً للفنان القامة صلاح بن البادية وهو يلتقط هذه الدرة الغالية من الصحافة وإلى الميكرفون حتى صارت من الأغانى النادرة التى تضمها مكتبة الغناء السودانى. مين نطاك ياقويديس / أبوالمثنى