نبض الحروف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-25-2024, 07:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-10-2013, 02:27 AM

الطيب عبدالرازق النقر
<aالطيب عبدالرازق النقر
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 1955

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نبض الحروف (Re: الطيب عبدالرازق النقر)

    أحداث جامعة الخرطوم
    أحداث جامعة الخرطوم
    01-05-2012 04:16 PM

    أحداث جامعة الخرطوم

    الطيب النقر
    [email protected]

    أريد أن أرسل نفسى على سجيتها فى هذا المقال، وأن أتنزه عن كل ولاء يجعل يراعى يرتطم بجلاميد العصبية، وأن اصدح بها واضحة جلية، لا التواء فيها، بعد أن اقتحمت جموع العسكر تلك القلعة الحصينة ، وانهالت على طلابها العزل بالضرب والتنكيل.
    مثل هذه التصرفات الفجة التي تبدر من بعض عساكر الشرطة، ترمض القلب ايها السادة، وتجعل الدمع ينبعث من العيون، فهذا السلوك المشين ينبئُ عن بربرية هوجاء، ولكنه يمسح الكرى عن الجفون، والقذى عن العيون، لأولى الأمر الذين يبدو أنهم أوكلوا أمر رعيتهم لذئاب تدثروا بوداعة الحمل، رجال لهم وجوه بشرية، وقلوب حجرية ، رجال غلاظ الأكباد، تفاقم شرهم، واستطار اذاهم، حتى آل الوضع الى هذه الكيفية التي تمجها النفس الأبية، وينفر منها الحس الشريف .
    إن الأجهزة الامنية التى يعول عليها حفظ النظام لن يرسخ لها أصل، أويسمق لها فرع، ما لم تستعين برجال موسومين بالعقل والحنكة فى معالجة الدقائق من المعضلات، رجال مجبولين على الرقة واللطف، يحتفون بالمواطن ويكرمون حقه، رجال شابت نواصيهم فى العلم، وليس على طغمة لا حظ لها من حصافة الذهن، أو رجاحة العقل، إلا النذر القليل، تجد بعضهم غاية فى الغثاثة والهزال، جلّ ما يملكه عقلية ضحلة خرقاء، لا تجيد غير تنفيذ الأوامر التى قد تصدر من صاحب فكر منخوب، فتقدم عليه بشغف بالغ، وهوىً موتور، فتقيد أيادى بعض الطلاب بالأغلال، وتنهال على بعضهم الآخر بالهروات، لا لشيء إلا لأنههم دافعوا عن حقهم فى التعبير، ونافحوا عن أمر كفله الدستور، فاقامة الندوات السياسية وتكدس الطلاب في أركان النقاش، وانخراطهم في صيال عقلي مؤطر بالحجج الدامغة، والسلوك الحضاري داخل سياج الجامعة، أمر لا غضاضة فيه، ولا يتنافى مع اللوائح القانونية التي تسوغ للعسكر باقتحام جامعة الخرطوم العريقة وترويع طلابها الذين تعاطفوا مع وفد المناصير القادم، و قضية المناصير مادة الصحف والمجلات، ومحور الخطب والمحاضرات، ما الذي يمنع أهل النبوغ والذكاء الثاقب بتداولها وتقليب أوجه الرأي فيها.
    اننى ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي قادتني فيه قدماي لمخفر تلك الولاية التي نشأت بين حناياها لتحرير بلاغ عن جنسيتي الضائعة، قتلقتنى ثلة من جموع العسكر بوجهِ عبوس متجهم ، وسرت إلي غايتى بخطى وئيدة، وجنان يمور بالغضب، من وخز تلك النظرات التي أثارت حفظيتي، وما أن وصلت إلي تلك الطاولة التي يقبع خلفها رجل كالح الوجة، مقطب الجبين، تراصت خلفه أخياف من البشر، فى مكان ضيق عطن، ضُرِبَ حولهم بمقامع من حديد، ومزاليج ضخمة ينوء بحملها أولوا العصبة من الرجال، حتى وجدت ذلك الرجل المكفهر الوجه ينظر الىّ شذراً ويسألني بصوت أجش عن السبب الذي حدا بي للقدوم هنا، هذه الكيفية التي يلقاك بها بعض العسكر في بعض مخافر الشرطة تذهل عقل الحصيف، وتجعلك ترفع حاجبك من الدهشة، وتتساءل في براءة عن الجريرة التي اغترفها، أو الذنب الذي أرتكبته... وبعد دقائق حسبتها دهور أحالنى العسكري الحانق لآخر حدجنى ببصره فى احتقار، وكلمنى ببعض شفتة في ازدراء، وحينما طلبت منه فى لطف بالغ، وأدب جمّ توضيح بعض ما أُشكِلَ علىّ انخزل عن جوابى، ولم يحفل بي، فآثرت أن أغادر المخفر مسرعا قبل أن (يطقَ ) لى عِرق من الكدر والغيظ، وذاكرتي الخربة التي تعجز عن حصر مقتنياتي هي التي دفعتني للعودة مرة أخرى لمخافر الشرطة، فعدت بعد عقد ونيف لمخفر آخر في مكان بينه وبين ولايتي التي تحررت من ربقة الاستبداد فراسخ وأميال، فوجدت أحلاما جزلة، وثغور تومض بالابتسام، ومعاملة رقيقة الحواشي، أتحفني بها أفراد مخفر حلة كوكو، فلهم التجلة والاحترام.
    إن ازدراء المواطن، وهضمة حقوقة، إن كان عقيدة مغروسة، وتقاليد موروثة
    فى الأنظمة البائدة، ينبغى الا يكون كذلك لنظام اتى لانصاف المواطن، ورفع الغبن عن كاهلة، فلقد تهللت اسارير هذا الشعب حينما علم أن دفة الحكم قد تغيرت وذهب عبث الأحزاب وفوضويتهم إلي الأبد واتت مجموعة من الشرفاء عُرفوا بالتقى والورع، وجاهدوا فى الله حق جهاده..جاءت هذه المجموعة لارساء دعائم العدل وتطبيق شرع الله
    فكيف تحولت الامور رأسا على عقب وأضحى الجهاز الذى يعزز الأمن ويبسطة هو من يخلق الفرق والروع؟
    هذه الصور لها اشباه تفوق الاحصاء فى مختلف الدول العربية والإسلامية التى تنظر الى المواطن كما ينظر الرجل الى قلامة ظفره، فى هذه الدول ما يتبرم فرداً من الضيم الذى لحق به ويعبر عن امتعاضة من عنت الجموح والطغيان، الا ولقنتة دروع الشرطة أصنافاً من الأذى والهوان وأحالت حياتة إلي جحيم هذا إذا كتبت له الحياة، تفعل كل ذلك الشرطة ضاربة بقيم الانسانية والدين عرض الحائط، لا تخشى رقيباً أو حسيب سوى النظام القمعى الذى تروقة مثل هذه التصرفات، فاستمرار وتيرتة تكمن فى الضرب بيد من حديد، ونحن نربأ على نظامنا الحاني أن يتسنّ بسنن الذين من حوله وأن يدرأ على نفسة تلك القالة السيئة التى جاء بها بعض المنسوبين إلي احدى الأجهزة الأمنية وأن يجتث بائقة تلك الناجمة، ويطهر كل الأجهزة ممن هم على شاكلتهم، حتى لا تغدو الفتنة فينانة الافرع ريا الأماليد.
    فلتتق الله الدولة فى الطالب و المواطن، ولتحاسب الجناة الذين أقدموا على ضرب الطلاب وترويعهم داخل جامعتهم العريقة، نصرة للحق، وقمعاً للباطل، وأن يتكرم السيد الرئيس بالتفاتة إلي الأجهزة الأمنية تردها إلي الصواب، فهى لعمرى إذا استمرأت هذا المسلك المشين لن تستطيع أن تبذر غير الخلاف، ولا أن تحصد غير الضغينة.



    المستشار مصطفى عثمان وكبوة الأمس - الطيب النقر
    الانتباهة
    نشر في الانتباهة يوم 14 - 12 - 2011

    كنت أتصور أن الطبيب الحاذق والسياسي البارع مصطفى عثمان إسماعيل الذي لم أجد وهناً في منطقه، ولا خللاً في سكبه، ولا سقطاً في ألفاظه، ولا شططاً في معانيه لا يرمي بنفسه في غمرات الرأي إلا على هدى وبصيرة وأن عقله المتقد يستقصي ألفاظه ويتحرى أعطاف كلامه حتى لا يتفوه لسانه بكلمة تمجُّها النفس أو عبارة ينفر منها الذوق السليم، لطالما أطنبت في مدح الوزير الذي لا يجري معه أحد في عنان، والذي لا يجود بمثله زمان وخلعت عليه من الألقاب ما إن مفاتحه لتنوء بأولي العصبة من الرجال، وختمت على مسامع عترتي وخلاني بأن السودان الذي تزعزعت دعائمه، وتضعضعت نعائمه لا ينهض من كبوته ويجتاز محنته إلا على كاهل ممن هم على شاكلة المستشار الهمام، فنحن يعوزنا الكثير منهم ولا يتسنى لنا أن نرتقي إلا بهم ولا نسلك وسط هذا الرّهَج والعجاج الطريق الصحيح إلا بهديهم، وندّ عن ذهني أن فخامة المستشار بشر والبشر النقص ممتزج في جبلتهم مؤثل في تركيب فطرتهم وأن الكمال صفة تلازم الخالق عز وجل ولا تتعداه إلى غيره.لا أيها السادة ليست الغطرسة والاستعلاء من شيم المستشار، فهذا افتئات على الرجل وتعدٍ على سيرته، وأزعم وأعتقد أنني قادر على إثبات ما أزعم كما قال الأديب الضرير طه حسين أن المستشار النابه ليس ممن يتكالب على السلطة ويفني فيها ذاته بل هي من قصدته في خفر وحياء وجمعت ثوبها الموشّى وجثت تحت قدميه ترمقه في غنج ودلال، كما لم يكن هوى الشيخ القطب الدكتور الترابي ناضباً في قلبه وتبجيله ضامراً في عقله بل كان هادراً متدفقاً لا يحجزه سد ولا يحصره ساحل، ولكن الحقيقة التي لا يماري فيها أحد أن ذكاء مصطفى الذي يشع من عينيه، وحكمته التي نطقت بها «فكيه» هي التي أهلته لنيل تلك المناصب ذات الرزء الوطني الفادح والتي نهض بأعبائها على أكمل وجه فلم يدع خلّة إلا سدها، ولا ثلمة إلا رمهّا، ولا انفتاقاً إلا رتقه، ولا وهناً إلا جبره، ومضى كما عهدناه يجلو العمى، ويكشف الضلال، ويفضح المكيدة.
    ولكن رغم هذا الإرث الحقيق بالإعجاب أوشك الحديث الذى أدلى به المستشار فى الرياض أن يذهب بتاريخه السياسى ويخمد عرقه النابض وأضحت تلك الكليمات فى ومضة عين حديث الصحف والمرئيات ومادة الخطب والمحاضرات وجعلت الاستياء يمور بين الحنايا والبغض يلامس شغاف الأفئدة، فها هو من شهد له الخصوم بالعقل الراجح والفكر القادح ينعت شعبه بنعوت لا تصدر حتى من أهل النوك والهزال الأمر الذى جعل البعض يزعم بأن الإنقاذ قد نضبت قرائحها وتراجعت عقولها... ولا يعدم المرء منا حجة للاعتقاد بأنه قول أحاط به الزيف من كل صوب وشابته الغفلة من كل جانب، ولكن دعونا أيها الأكارم نميط الأذى عن صورة المستشار التى ترقد وادعة فى جوانحنا ونطرح الواغش عن إطارها ونرمّ ما تحطم من جزئياتها وننتحل له عذراً صادقاً أو شبهة تدرأ عنه غضب السود الذين لا يصبرون على خسف أو يطمئنون إلى غضاضة فالرجل يذبُّ عن وطن يستبيحه الغريب وتجول فيه مركباته التي تمزق فدافد الأرض لتعيث فيه فسادًا وشعب يتخطفه الموت ومستقبل يكتنفه الظلام لذا تراه لا يستقر له جنان من الروع وقد تبدَّى ذلك من خلال قوله معبراً عن مثالب الإعلام العربى: «مشكلتنا في أجهزة الإعلام.. للأسف الشديد لدينا إعلام غبي.. لا يفرق بين الأمن القومي والسبق الإعلامي» والمستشار حينما كان يتولى حقيبة الخارجية ومازال متوثب العزيمة دائم الحركة والاضطراب يضرب من أفق لأفق ويخرج من غور إلى غور حتى سقط من العمل الدائب والعناء المرهق فتفوه بتلك الكلمة الجامحة... لقد أراد أن يمدح ثورته المجيدة التى تناكب قوى البغي والاستبداد بالمناكب العريضة والتى عظمت مفاخرها وعلت مبانيها، والتى أحالت الشعب الذى كان يتكفف الناس ويتسول السكر إلى شعب مترع بالغنى والرياش ومفعم بالرّئى وسعة المعاش، ولا أعتقد أن المستشار كان يرمي لرسم لوحات فجة عن شعبه أو حطه عن منزلته وإذاعة غفلاته وتتبع سقطاته.
    أقول رغم المناقشات الفجة والأصوات الناشزة أن الدكتور مصطفى لم يفترِ على شعبه كذباً بل كان صادقاً فيما قال...إننا نقر أيها السياسى المحنك والمستشار الذى لا تعزب عنه شاردة ولا واردة فى فن الممكن قبل مجيء ثورتك الظافرة بأن السواد الأعظم من هذا الشعب كان يعيش على الطعام الوخيم والماء الكدر والفراش النابى ولكنه لم يشكُ من الوصب الذى نجم عن حروب رعناء لا تأصرها آصرة ولا تدركها رأفة بالنسيج الاجتماعى الذى تداعى وتهدم بسبب السياسة، ونسيت أن السودان عُرِفَ بهذا الخليط وتفرد بهذا التنوع وأن هذا الوطن المترامي الأطراف قد امتزجت علائقه فلم يعد يكترث لمعايير الشرف والخسة، كما أن المعارضة الموتورة التى لم تملك الألباب ولم تثر الإعجاب ولداتها من الحركات المتخلفة العجفاء اللاتى لا تتحرك إلا فى اطار دوافعها الانتهازية واللاتى أصلبها عوداً، وأصفاها جوهراً، وأجودها طبعاً، ما هي إلا أداة فى يد المستعمر الغربى يستخدمها لنيل شهواته وحصد نزواته وقادة تلك الحركات يتراشقون بالتهم من غير بينة، ويسعون إلى الحكم من غير غاية، ويبدو أنّ متعتهم برؤية الدماء المنزوفة والدموع المذروفة هم والسادة أعيان الفضل وأقطاب الفخر حكامنا الأماجد لا تضاهيها أىّ متعة أخرى.
    أيها المستشار صوِّب بصرك تجاه هذا الشعب المجهد وستراه متدثراً بلفائف المرض رغم وفرة العلاج وأرتال الأطباء فهو رغم كدحه الدائب وراء الرزق الشرود لا يستطيع أن يسدد فاتورة نِطاسى تخرج للتو من جامعة لم يفقه فيها من الطب سوى اسمه، انظر لمن وقعوا فى براثن الأهيغين الأكل واللهو، تطاولوا فى البنيان وتنقلوا فى البلدان وأضدادهم أنضاء الفاقة يعانون الشظف ويكابدون الحرمان ويرددون فى حسرة وأسى أبيات الكميت بن زيد:
    فقُلْ لبنى أُميّة حيثُ حلُّوا... وإنْ خِفتَ المُهنَّد والقَطِيعا
    أجاع الله مَن أشبعتُموه... وأشَبعَ مَن بجَوْرِكُمُ أُجِيعا

    من وحي الواقع: الطيب النقر
    الانتباهة
    نشر في الانتباهة يوم 03 - 03 - 2012

    الكُتّاب المُترسلون يجب أن ينضدوا اللفظ، ويجودوا المعنى، ويروضوا القوافي في مدح قواتنا الباسلة التي أذهبت الروّع، وأمنّت الجناب، وكففت عُرام أصحاب النحل الخبيثة، والمطامع الإنسان رخيصة، الذين يصدر عنهم كل فساد، وينجم منهم كل شر. طواغيت الحركة الشعبية كانوا يتوقعون أن تغشى أجواء الوطن الحبيب الذي انسلخوا عن كينونته أدخنة البوار والدمار بعد أن ذهب البترول الذي لم يستفرغوا الوسع فيه، الذهب الأسود الذي لم يجعل من الشمال حطاماً وأشلاء، فالسودان غني بموارده وعقول بنيه المتقدة، ولكن موطن الداء يكمن في الفساد الذي تزكم رائحته الأنوف، الفساد ومخصصات الوزراء الذين ضاهى تعدداهم في ظل الحكومة العريضة تعداد صانعي الجفان والتماثيل لسليمان، هو الذي جعل السواد الأعظم من هذا الشعب الصامد على عرك الشدائد، يتبلغ بيابس النبت، وآسن الماء.
    اسرائيل التي يتعاقب عليها وزراء الجنوب تعاقب الظلال، تنصب شراك الفتنة لرواد الخنا، وسماسرة الفجور، وتسدد إلى أفئدتهم الحافلة بالسخائم والأحقاد سهم الغواية بالورق المالي الصفيق حتى يبطلوا الاجتهاد، ويعطلوا العقول إذا كانت لهم عقول للارتقاء بصرعى الفاقة وأسرى المرض قاطني الجنوب الذي تركض فيه المصائب، وتتسابق إليه النكبات. وسلفا كير الذي لا تتوسم النبوغ في ملامحه، أو الكياسة من شمائله بحكم النشأة وسلطان العادة، أسلم مقوده لربيبة الشر معتقداً أنها سوف تسانده مهما ناله من خطوب، أو اختلف عليه من صروف.
    مفاجآت العام المنصرم قلبت كل وضع، وسبقت كل احتمال، فقد شهدت انهيار أنظمة لا يختلج فيها شعور، أو ترق عليها عاطفة، أنظمة غاشمة مستبدة استطالت على الهدم، وتعمقت على الاجتثاث عقوداً من الزمان، أنظمة لم يكن يأبه طغاتها للبطون الخاوية التي لا تصيب الدواء، والأجساد العارية التي لا تجد الكساء، والأبدان المعتلة التي لا تنال الدواء، طواغيت مناط آمالهم، وحديث أمانيهم العجاف أن يظل السودان في ساق الركب الأممي، ولا يرتقي إلى ذرى المجد، ولما طوتهم الغبراء ووردوا حياض أم خشعم، أبى حمام الموت إلا أن يرفدهم بأذنابهم.
    المجون الذي وصفه أحد أدباء العربية بأنه أصيل في كل نفس، عريق في كل أدب، يجب أن تتناصر كل شرائح المجتمع على كف ضلاله، وكبح شروره، وذلك بتجفيف منابعه، ورصد المظاهر المنحرفة التي تتنافى مع عاداتنا المغروسة وتقاليدنا الموروثة، وتفعيل قانون النظام العام ومد أكناف الصبر عليه، فهو لعمري كفيل بأن يقينا شرور المظاهر التي تندب الشرف وتنعي الأخلاق.
    أغاني المُلهم وردي نصوص صحيحة الثبوت في التفرد، صريحة الدلالة على الكمال، تنذر من يود أن يصاولها بأفدح الخطوب، لأنها تهز الشعور، وتوقظ النشوة، وتُذهِب الكدر.. رحم الله الشفيف وردي الذي اشتهر بطلاوة الحديث وشجاعة الرأي وحرية الضمير.
    قلم رصين على شاكلة قلم الكاتب الفخيم الأسلوب الأنيق المفردة الجزل العبارة الأستاذ المتفرد حسين خوجلي، ينبغي أن تتباهى به الحركة الإسلامية، لا أن تسعى لإخماده.

    في تأبين الهيئة القومية للكهرباء: الطيب النقر


    التفاصيل
    نشر بتاريخ السبت, 11 شباط/فبراير 2012 07:21

    الهيئة القومية للكهرباء التي أضمرتها الأرض، وطوتها الغبراء، حوت كل مؤشرات الأصالة، والصدق، وحسن المحتد، وسلامة الطوية، الأمر الذي أفسح لها مكاناً وثيراً في فؤاد كل مواطن يدب في حواشي هذا الوطن العملاق، فطوال سنواتها الزاخرة بالعطاء لم تعلق بها شائبة حرص، أو يخدش سمعتها أذى تقصير. نعم لقد دالت دولة الهيئة التي كنا نطمح أن تبقى مصانة من شظايا الخلل، لأنها كانت مشبلة على المواطن الذي أفنته فداحة التكاليف، فلم تكن ترهقه من أمره صعودا، وحلّت محلها شركات في سبيل الثراء تعامت عن بؤس هذا الشعب الذي يقاسي لأْواء الحياة، وتصامت عن وخز الضمير الذي دفعها لإحالة جمهرة من منتسيبها للصالح العام، فبعد أن استنفدت أغراضها منهم لفظتهم كما تُلفظ النواة، ومن أبقتهم يعانون العسف، ويسامون الخسف، فرواتبهم المجزية التي كانت تترى إليهم من قبل الهيئة نظير السعي الدائب، والجهد المتصل، تواضعت وتواضعت في ظل هذه الشركات حتى لزمت الدقعاء. لقد كانت الهيئة أفاض الله عليها من سجال رحمته حفية بعاملها، تبسط له أكناف رحمتها، وتخفض له مهاد رأفتها، فهي وإن لم تكن تسربل جسده بالحرير، أو ترصع أصابعه بالماس، فقد كانت ترعى ذمامه، وتكرم منزلته، وتجنبه غوارس الكلام، وشوائب التعقيد، كانت الهيئة تحتفي بمن يشقون القفار الموحشة، والصحاري المجدبة، ولا يبالون بجنادل الجبال، أو أصول الغاب، فأفئدتهم المخضوضرة، وعزيمتهم الصخّابة توهي أرصفة المستحيل، وتجلب الضياء لبقاع كانت غارقة في لجة العتمة، ووهاد لا يجفل الليل عنها إلا تنفس الصبح، وافترار ثغره، ولأنها تعي تماماً الغرر والمخاطر التي تحدق «برسل النور» فقد كانت تغدق لهم العطاء، وتكيل لهم الثناء، ولعل الأمر الذي لا يقبله المنطق السديد، والعقل الرشيد، أن تأتي هذه الشركات لتطمر ذكر تلك الهيئة وتدفعها لزاوية النسيان، وتجعل الاصابات الميدانية على نفقة العامل، ومن يهوي من شاهق فيموت لا يحصد ذوويه سوى جوالات من السُكر والدقيق، وكلمات جوفاء سُطرت في شهادة لا ترد حياة، أو تقيم أود.
    حاشية:
    ما زال الأمل يحدونا في آلية مكافحة الفساد التي يرأسها السيد الطيب أبو قناية والتي وعدت بأن تقدم من تصرفوا في المال العام كما يتصرف المرء في تالده وطريفه للعدالة.

    جنود حطوا رحالهم في ربى الخلد/ الطيب النقر [email protected]


    التفاصيل
    نشر بتاريخ الإثنين, 31 تشرين1/أكتوير 2011 08:01

    إن للقوات المسلحة التي عجمتها الخطوب وحنكتها التجارب جنودًا مجهولين في هذه الدنيا ولكنهم حتماً سيكونون غداً أعلاماً شامخة في ربى الخلد، جنودًا قدّموا مهجهم رخيصة ليس طعماً في نفوذ أو رغبة في سلطان ولكن من أجل صون هذا التراب الغالي الذي أحاطوه من كل جانب وفدوه من كل إنسان رخيص وطامع.
    لقد شاهدت هذه القوات التي لا تصرعها الشدائد ولا تضعضعها النوائب والتي تشقى ليسعد الناس وتموت ليحيا الوطن حينما اكتنفت مدينتي الدمازين جحافل الذعر والاضطراب وعانت من الغدر المفجع والذعر المفزع، رأيت أسود الفرقة الرابعة التي عجمت عودها الأحداث تقاتل في بسالة أوغاد من هتك أستار الولاية بالخزايا والمذام، وشرى ضمائر الساسة بالعطايا والبسل الحرام، ومنّى غمار الناس بالتنمية والسلام، أبصرتها في دفاعها المشروع وجهادها المقدس طليقة العنان حرة الإرادة تكسر شوكة من طغى وتجبر، وتقلم ظفر من اغتر وتكبر، وأعادت الهيبة لدولة ينبغي أن يعصف برأسها الحياء ويعقل لسانها التزايل، إنني لا أبالغ في الثقة أو أسرف في الغلو إذا زعمت أن قواتنا التي تسربلت بالشجاعة والشرف وتحصنت بالصبر، وتدرعت بالثقة بالله والتي عاشت حزينة الفؤاد، محروقة الجوى، ملدوغة النفس وهي ترى من تبدّدت فيه مخايل الرجولة فأظلم حسّه وحفت الرذائل على طباعه يسبغ التهم الفواجر ويستعين على إثبات ترهاته بالكذب والتدليس والافتراء لا أراني ركبت متن الشطط والجموح إذا ادعيت أن أصحاب الأنفس الأبية، والأنوف الحمية لا يضاهيهم أحد في قوة الجنان، وسلامة الوجدان، وعظمة الإيمان وعشق الأوطان، لأجل ذلك نصرها الله على من خرج عليها لغلول في نفسه، أو تنمر لها لنكول في طبعه.
    وتمضي مسيرة خواضي الغمرات أصحاب الساعد المجدول والعضد المفتول في جنوب النيل الأزرق تجدد ما رثّ من حبل الدين وتجمع ما شت من شمل الكرامة، لا تأبه لمنجل الموت الحاصد الذي خطف فتية في ميعة الشباب وربيع العمر أو تكترث لوعيد بغيض عرشه مرفوع في الكرمك على غثاء العمالة والارتزاق، تمضي متوثبة العزيمة، دائبة الحركة وهي تطوي طريقًا دامي المسالك، معبد بالمنايا والحتوف للتحرر بقاع خنس فيها الشرك وجال فيها الشيطان، تحرر أخاديد الأرض وبطون الأودية وذرى الجبال، من ضلال العقيدة، وشيوع العصبية وتفشي الجهالة، نعم لقد طهر حماة الحقائق وأباة الذُل «سالي» و«أبيقو» من دنس الأوخاش الأوباش أهل المعصية والإلحاد الذين لا يحجزهم تُقى ولا يردعهم نهى، لتقهقر تلك الطائفة التي اشتبه عليها الحق والتبس عليها الصواب إلى مأوى من نغلت نياتهم، وسقمت ضمائرهم، إلى تلك المدينة التي ضاقت بها المصائب وكشرت في وجهها الخطوب، المدينة التي خبرت لجة المعارك واعتادت على صخب الحروب، تنتظر أن تتطاير فيها الجماجم وتذوب مهج من تسلطت عليهم الغرائز وتحكم فيهم الشهوات، أصحاب النحل الخبيثة، والمطامع الإنسان رخيصة الذين حلّوا عصم الفتن وسعروا نار الهيجاء، ليبقى في خاتمة المطاف من عاش في سلام مع نفسه ووئام مع الناس، إنسان الولاية صاحب الحس اللطيف والطبع الشريف، يترقب بزوغ الفجر بعد تطاول الليل واعتكار الظلام.

    لشماسة طرائد البؤس وأنضاء الفاقة /الطيب النقر


    التفاصيل
    نشر بتاريخ الجمعة, 21 تشرين1/أكتوير 2011 08:42

    وُلِدَ في أحراش مأهولة بالضواري من ذئبِ حافل النفس بالجرائر، مثقل الضمير بالكبائر، وأم أعلاها عسيب، وأسفلها كثيب، لينة الأطراف، ثقيلة الأرداف، كابدت من نصب العيش، وعنت البؤس، ووطأة الغرس، ما دفعها أن تلج معترك البغاء الذي يؤمه وعولٌ نحلت أبدانهم مقارعة اللذة، وشحبت أبدانهم مواتاة الرذيلة.
    سرى خبر انضمام الفتاة البارعة الشكل، اللطيفة التكوين، للواء العار، وكتيبة الخزاية في كل صقع وواد، بعد أن تجرعت من غصص الحياة وآلامها ما أجبرها أن تتجرد من ثوب الحياء، وتكون من رائدات الخنا، وسدنة الانحلال.
    عقد كل داعر يتسابق إلى مظان الشهوات، وخبيث يتزاحم على موارد النزوات العزم للنيل من رغائب بلغت كنانتها السهام، وتوافدت لمائدتها قوافل اللئام، حتى قبيلة البخلاء التي لا تبسط يدها بمعروف، ولا تندي يمينها بنوال، أولمت لها الولائم الفاجرة، وأقامت لوأد شرفها الليالي الداعرة، فصارت موطناً لكل مبتغى، ومهبطاً لكل مرتجى.
    وبعد أشهر عديدة قضتها تلك الفتاة في مستنقع العهر، ومعاطن الفجور، تمخض نضالها الدائب عن «نغل» تركه أبوه لأمه، وتركته أمه للناس، وتركه الناس للقدر حتى التقطته أيادي حفية مضت به إلى تلك الديار التي تنعي الشرف، وتندب الأخلاق،«دار المايقوما« ... الدار التي شيدتها الأرصفة المائجة بالفتنة، والمباني التي تشهد خلوات العشاق، «دار المايقوما» التي تسخر هازئة من كل قصر ورئاسة، ومن كل صاحب مكانة وقداسة، «دار المايقوما» التي تفضح من كوروا عمائمهم، ورفعوا طيالسهم، وسرحوا لحاهم، تفضح من قادوا هذا الشعب إلى الفقر المدقع، والغلاء المرهق، والعيش الإنسان رخيص.
    نشأ الطفل في مهاد الملق والفاقة، وترعرع في أكناف المرض والجوع، وقبل أن يناهز الإدراك، ويشارف الحلم، آثر أن يفر من منزل وهت فيه نوازع الحياة، وتداعت بين جنباته أسباب الأمل.. وعندما همدت الأصوات، وسكنت الحركات، أطلق الفتى البائس ساقيه للريح، وقصد عن حرد جماعة لم يزهر قط وجهها الشاحب، أو ينبسط محياها الكئيب، أو يبتسم ثغرها الحزين، جماعة لا تنشد غير الشبع، ولا تطلب سوى الهيام في أودية الكيف، جماعة تستدر الأكف بالسؤال، وتجني المال بالسرقة، شريحة الشماسة التي قنعت بحظها من الحياة رغم أنها ترى طائفة تسربلت بالحرير، ورصعت أصابعها البضة بالماس، قد شادت قصوراً تطاول السماء، ورياضاً تنافس جنة العاصي، وتركتهم طرائد للعوز، وأنضاءً للمخمصة.
    نعم لقد تركتهم دولة المشروع الحضاري يقاسون التعب، ويعانون النصب، وهم الذين لم تخلُ حياتهم من المخاطر، والمهالك، والحتوف، لقد وجد الغلام المنبوذ الذي يستعصم بخيوط الأحلام نفسه في ركاب نفر من ضعاف النفوس الذين لا يتحركون إلا في إطار دوافعهم الانتهازية، مروجي المخدرات الذين يتخذون منه ومن هو على شاكلته قطعاناً تسعى، ورغائب تُبتغى، ولذائذ تنال، بعد أن ضاقت حيله، وتصرمت حبال أمله في دولة تشبل عليه وترعاه، أما غمار الناس فقد كانوا ساكني القلب، لا يختلج فيهم شعور، أو ترف عليهم عاطفة، حتى نالته عوامل الزوى والبلى، وأخذته نشغات الموت في مساء يوم كئيب وقد أحاطت به عصبته الذين جلسوا مطرقين لا يلوون على فعل شيء وهم يرمقونه بطرف دامٍ، وفؤاد منفطر حتى علقته أوهاق المنية، فأتى في جنح الليل البهيم من يبقر بطنه ويستأصل كُلاه.. حتى يحصل على قراريط من المال يقيم بها أوده، ويسد بها رمقه..
    ليت شعري متى ترحم الإنقاذ الحانية حفنة من البشر تُنهر كما يُنهر الكلاب، وتُذبُّ كما يُذبُّ الذُباب.

    إلي أساتذتي مع التحية: الطيب النقر


    التفاصيل
    نشر بتاريخ السبت, 18 شباط/فبراير 2012 06:51

    صاحب الجسد المهدود، والعصب المجهود، المعلم الذي تقلص ظله في هذه البلاد سيبقى مع ما ناله من خطوب، واختلف عليه من صروف، الشخصية المحورية التي يدور في فلكها كل طالب، فالقيم النبيلة التي تحلق فوق السحائب الجون والتي يقطر من شمائلها ماء الكرم، وينضح من سجاياها حسن الخلال لا تعروها آثار النسيان، ولا تشوبها أعنّة الغفلة، هذه الخصال التي كانت تتوافر في أساتذة الزمن الجميل جدير بنا أن نتحلى بها ونجعلها حداء لمسيرتنا، والحق الأبلج الذي لا مرية فيها اننا مهما أمعنا في الادعاء، وأفرطنا في الافتراء تبقى حقيقة مفادها أن البون شاسع بيننا وبين أولئك النفر من الأساتذة الأجلاء الذين رفعوا راية العلم عابلية خفاقة في ربوع وطننا الحبيب، فكيف لمن يتبادلون فضول الكلام وغث الحديث، أن يكون في مرتبة سواء مع أصحاب العقل الراجح، والفكر القادح، والخلق السامي الرفيع.
    وناظر المدرسة الذي يوري زناد الإلهام فتشتعل كوامن العبقرية في الأذهان الخصبة، والقرائح الموهوبة، رأيناه ونحن في معية الصبا يجاهد نزقنا بالحلم، ويجالد طيشنا بالصبر، ويصاول شرهنا للهو البريء بالضرب والوعيد، أبصرنا تلك المؤسسة العريقة التي أهملتها الطائفية، وأذلت ناصيتها الإنقاذ، تدفع عنّا بيد، وتناضل دوننا بسهم، عندما تسكب في ضمائرنا اليافعة مقادير وافرة من اليقين، وتبتسم في وداعة وهي ترى ثائرتنا الغضّة قد تبدّت في ملامحنا البريئة جراء تأخر الكتب القشيبة فيهون علينا بعباراته المتزنة الرصينة حتى تمتلئ جوانحنا بالرضا، ففي مدينة الدمازين كان ناظرنا في مدرسة الجمهورية الابتدائية المربي الفاضل والرياضي المطبوع الطاهر بابو يحيل أيامنا التي ترتع فيها أشباح الهفوات إلى مدينة فاضلة نأمن فيها من كل سوء، ونتحصن بها عن كل فتنة، فلقد كان هو وأركان حربه الأستاذ الخلوق عبد الوهاب الطيب يعيان تماماً أننا نكابد ألم التناقض فيما نهفو إليه من لهو بريء، وعبث جامح، بحكم النشأة والتكوين، وبين تلك القيود التي تفرضها ضروريات التعلم، وما زال ثغري يومض بالابتسام كلما تذكرت صدر أيامي في تلك المدرسة الشامخة، فقد كنت أُظهر امتعاضي وتمردي على ذلك العالم الجديد، فقد أذضت من كل شيء بشاشته، كنت كغيري من لداتي وأندادي أود أن أناغي الأطيار، وأتسلق الأشجار، وأخاطب الطبيعة، أجلب البلية، وأهش للعطية، وأبغض السخاء، لأجل ذلك عافت نفسي المدرسة لما فيها من شطط واعتساف، واجتوى عقلي الدرس لما فيه من كد، واجهاد ذهن، ولولا نفر من الأساتذة العظماء نهضوا لإصلاح اعوجاجي، وسعوا لتقويم خطل اعتقادي، لاقتصرت دراستي على الفصول الأولى، فلهم ولكل أساتذتي في المراحل التعليمية المختلفة أحني هامتي إكباراً لما قدموه لي ولغيري من حنو ورعاية وعلم.
    حاشية:
    ما يكابده هذا الشعب من الغلاء المرهق، والفقر المدقع يبرهن يجلاء أن حكومتنا الحانية لها قلب أقسى من الصّوان، وأصلب من الفولاذ لأنها تركته وحيداً يواجه هوج الرياح، وسرف المطر، وضراوة الصعيق.

    ليلة السبت/ الطيب النقر [email protected]


    التفاصيل
    نشر بتاريخ الأربعاء, 02 تشرين2/نوفمبر 2011 08:17

    كنت بمعية بعض الأصدقاء من جنسيات شتى نناقش أمر فتى لا تجد عاهة من عاهات الفكر، ولا آفة من آفات الروح، إلا ضاربة فيه بعرق، أو واصلة إليه بسبب، حينما أقبل الإعلامي النابه سيف الدين حسن العوض الصديق الذي تربطني به علاقة تأكدت أسبابها على الخفض والشدة، ورسخت قواعدها على الاكبار والحب، متهلل الوجه، طلق المحيا، كدأبه دائماً وبعد أن تنسمت من مصافحته أريج المودة زفّ إليّ خبر أرهف ذوقي للجمال، وهيأ فلبى للسرور، فحالي في الجامعة الإسلامية يلفح بالسموم، ويطفح بالهموم، ويضطرم بالروتين البغيض الذي لا ينجلي ليله البهيم إلا بعد لأي، معز عمر بخيت الكاتب الذي اتسعت عباراته، وانتظمت ألفاظه، والشاعر المرهف الذي تفتّقت قريحته الشعرية على عدد من الدواوين كثيرة الرونق والطلاوة، بديعة الصور والتراكيب، العالم الفذ الذي يهبط على كل روضة، ويقع على كل غدير، تخطو أقدامه بين حواشي كوالا البارعة الشكل، اللطيفة التكوين، وسوف يشنف أسماعنا بعد غد في فندق فسيح الأركان، بديع البنيان، ليس بأحاديث العلم التي لا ينشرح لها صدري، أو ينفسح لها فناء طبعي، بل بالشعر الجميل الذي يملأ شعاب القلب بالإعجاب، ويخلع على النفس بريق الحسن، وعلى الروح رونق السعادة، في أمسية من أماسي كوالا لمبور الجميلة المهفهفة الدعجاء.
    ها هي السيارة تشق عباب الطريق وسط هوج العاصفة وسرف المطر، يقود زمامها الإعلامي الحاذق سيف الدين ويجلس بجواره رئيس الجالية الدكتور الورع سعد الدين إبراهيم، وفي المقاعد الخلفية جلس هادئاً متزناً القانوني الضليع سعد أبو القاسم، تتراقص على محياه ابتسامة زاهية من دعابة ألقاها كاتب الأسطر الذي ضجّ فيه ماء الحياة، وأورق في عوده زهر الربيع، والذي لم يكن هناك شيء يكدر عليه سوى أن الشاعر المعز جل قصائده من الشعر الحر وليس من الشعر العمودي، وهو الشيء الذي أخالفه فيه أشد الخلاف وأنكره عليه أشد الإنكار، ولكن مهلاً إن حرية الشعر والتعبير تبيح للشاعر أن ينتحل ما يريد من ألوان ويصطفي ما يشاء من أوزان.. وما يستوي الثّوبان ثوبُ به البلى... وثوبُ بأيدي البائعين جديدُ ويلاه كيف سالت على قلمي مثل هذه الكلمات الجامحة، وكيف جابهت قوى لا تُزدرى، وكرامة لا تُمتهن، وحمىً لا يُستباح، لعل القوم الذين ما زالوا يعيشون في سجية الماضي قد أغضبهم وقع كلامي وحتى لا يتنكب بعضهم السلاح ويروموا قتلى أقول إنها ليست نزوة من نزوات الطيش، ولا غمرة من غمرات الكرب، ولكنها غصة تراودني وتعاودني وتلح عليّ حتى لم يكن من الكتابة فيها بُد، إنّ من ضلال الأفهام والأسقام أن ننظر إلى شعر التفعيلة كما ينظر الرجل المحافظ على قيمه وموروثاته الى العقائد الباطلة، والمذاهب الواغلة، والعادات الدخيلة، فالقرون تمضي، والعقود تتعاقب، والشعراء تختلف مدارسهم أشد الاختلاف، وتتباين مذاهبهم أعظم التباين، ولسنا نستطيع أن نفرض على قبيلة الشعراء أن يحتذوا في قصائدهم أساليب القدامى ومراميهم بعد أن جهدت القرائح وتراجعت العقول، ولكن يتعيّن على النقاد أن يبرزوا للشاعر مواطن الخطل في قصيدته، وأن يهمسوا في أذنه بأدب جم أن للشعر غاية وغايته هي صلاح النفس وتقويمها وإبعادها عن لجج الشهوات، ومواخير الابتذال، وجعله عصياً على أنفاس الغواني، وشدو القيان، وهزج المزامير.
    سرت على الممر المرصع بالدر والياقوت بخطى وئيدة وجنان يشدو بأعذب الألحان، والرائع سيف يرمقني بثغر باسم، ولحظ ضاحك، كنت أرقب نواطير الشباب وهم يتبادلون التحايا، وأنظر إلى أطياف السعادة وهي تغمر العيون، وترفرف على الشفاه، واستمع الى أجهزة التسجيل وهي تصدح بالأهازيج، وتعج بالأناشيد، إلى أن وقع بصري على رجل ليس له نظير في علمه وخلقه وسمته وهندامه، البروفيسور مالك بدري، الأب العطوف الذي ينساب من صوته أصداء الزمن النبيل، وتلمح عبر ابتسامته الودودة الحانية وجبينه الناصع دعة المطمئن، وفرحة الجزل الذي استقرّ في أماكن أذهب الله عنها الحزن وأحلّ قاطنيها دار المقامة، وظللت عاكفاً عليه ببصري أسمع ذكراً يتضوع في المساجد، وأرى نوراً يتهادى عبر المآذن، إلى أن أخرجني من تلك الدوحة الصوفية الفينانة رجل الأعمال ورفيق الدراسة الوجيه مجاهد أبو كساوي وقبعنا تحت جدار الذكريات نرمي هذه بالقبح وتلك بالاعتدال، إلى أن دلف إلى القاعة الدكتور اللوذعي شهاب الفاتح عثمان جزلاً بلِجاً مستبشراً، يسير خلفه رجل عريض الشباب، رقيق الاهاب، مشرق الجبين، لا ترى فيه خلاء ولا عراء ولا وحشة، رجل اشرئبت لمقدمه الأعناق، وشخصت لطلعته الأبصار، وتاقت لسماع قصائده الأنفس التي تبتغي الترويح من متاعب الحياة وأوصابها، وبدأ الدكتور شهاب بتحية الجموع الغفيرة التي ملأت ردهات القاعة وسكب عليهم من تحايا الشعر والمطر ليقدم بعدها البروفيسور مالك بدري متحدثاً عن فقيد البلاد الدكتور بعشر الذي لا يغنى عنه عزاء ولا عظة، محصياً مناقب الفقيد ومعدداً مآثره الجمة، داعياً الحضور الترحم على روحه الطاهرة، ثم تحدث المعز فشاع عقله في معانيه، وصاغ القريض فلاح الدر من قوافيه، وبان بأبهى صورة اللفظ المنتقى، والسبك المحكم، والتنسيق المطرد، وظهرت قدرته على احتواء المعاني واستنباطها، خاصة في النسيب فشعر البروف حلو التغزل، حسن المطالع والمقاطع، كما شدني شعره السياسي الذي يصور الواقع المرير الذي ترزح تحت نيره البلاد بكلمات رصينة، وأبيات متينة تتخيلها أحياناً أعيرة نارية مصوبة إلى صدور من ساموا الشعب بخسف وجعلوه يكابد نكبات لا حصر لها، إلاّ أن شعر البروف الغنائي وأتمنى أن أكون مخطئاً فيما لاح لي، بدأ لي شعر المعز الغنائي مبتذل المعاني، ناضب القريحة، مطروق الأغراض، ليس مثل رصيفه الشعر السياسي أو الوصفي الذي يتسم بشدة العارضة، وحدة البادرة، وفيض القريحة، كما ينتابني إحساس أن البروف في لحظات الخلق الفني يهيم وراء خياله، ويطرق العديد من الصو، ويلامس العديد من الأكوان، ولا يحفل بالفكرة التي تقوم عليها دعائم القصيدة، ويظل هكذا متنقلاً من وادٍ الى آخر، يتبعه القارئ بنفس لاهث، وجسد مكدود، مُعجباً حتماً بلطافة التخيل ومستفهماً عن بعض الطلاسم، كما أن هناك شيئًا آخر لا يقدح أبداً في شاعرية البروف المعز وهو عدم معالجته للشعر العمودي إلا في القليل النادر وحتماً إذا رام المعز نظم الشعر العمودي لوجد الألفاظ في خدمته، ولضاهى النجم في رفعته، ولروض القوافي الصعبة، ولأتى بالبيت النادر، والمثل السائر، فما الذي يجعل المعز الذي عُرِفَ ببدائعه المشهورة، وبراعته المأثورة، لا يتطرق لشعر يهتز له السواد الأعظم من الناطقين بلغة الضاد، ولا غرو فقد جبلوا على فطرته ودرجوا على حوزته، وهاموا في أوديته، ومضوا على محبته، إنك إن تفعل تبعث المسرة في النفوس، وتحدث النشوة في المشاعر، وتُرضي قاعدة عريضة من عاشقي الشعر الموزون المقفى، ليت شعري متى يتاح للشعر العمودي في وطني من يجدد حبله، وينشر فضله ويذيع روائعه على الناس.
    لقد مكث خليط من الأساتذة الجامعيين، ورجال الأعمال، ورجال السلك الدبلوماسي، وطلاب الجامعات والمعاهد العليا، يستمعون في خشوع العابد، وسكون العاشق الوله لشعر المعز لساعات طوال دون كللٍ أو فتور، والبشر يتهلل في الوجوه، والأنس ينطلق في المجالس، والضحك يجلجل في القاعة الفسيحة، فقد حكى البروف عددًا من النكات والقفشات توْمضَ الجماد، وتُضحِكُ الثكلى، كما أضفى وجود طائفة من طالبات كلية الطب بجامعة الأحفاد صبيحات الوجه، وضئات الطلعة، ألقاً وسحراً على الحفل، إضافة للنغم العذب، واللحن البهيج، الذي سكبته أنامل أحد خريجي جامعة الملايو على الحضور والذي كان مصاحباً لإلقاء المعز لأشعاره أدى إلى بزوغ لوحة من الحسن ضربت على الآذان وغلبت على الأذهان وجعلت (ليلة السبت) تاريخاً لا يتطرّق إليه النسيان، وأثراً لا يمحوه تعاقب السنون.

    الدكتاتور الفاشي/ الطيب عبد الرازق النقر النقر عبد الكريم


    التفاصيل
    نشر بتاريخ الأربعاء, 12 تشرين1/أكتوير 2011 07:54

    لا أدري متى يهجر الرئيس الإنسان رخيص الشنشنة، السافل الطبع، الغواية والفساد، ويجنح إلي الهداية والرشاد، بعد أنّ وطئته الكماة بأظلافها، والخيل بسنابكها، وأمست مضاربه مسرحاً تركض فيه المصائب، وميداناً تتسابق إليه النكبات.
    إن الطاغية المتسلط الذي يبوء صدره بالضغائن، ويحرك لسانه بالنقائص، لا يستشعر الخوف من الله الذي هو طبيعة في النفس أملته افتقارها الدائم إليه، واعتمادها المطلق عليه، فلم يُعرف له قط قلبٌ واجف، أو دمعٌ واكف، بل إنك تكلف الحافظة شططاً إذا سعيت أن تستحضر له موقفاً دلّ على خشيته وإيمانه، أو حدثاً برهن على تبتله وإذعانه، فالغاشم المستبد ما زال ممعناً في عمايته، متردياً في جهالته، متهافتاً في ضلالته، وقد تألق سناه في الفتن والمخازي، وانتشر هداه في جلب المصائب والحروب.
    إن الدكتاتور المأفون الذي تبرأت منه المروءة، وتجافت عنه شمائل الكرم، قد تفاقم شره، واستطار أذاه، ووجب تنحية نظامه المتداعي الذي كلما رتقت منه جانب تبدّى لك جانب آخر، بعد أن استحال لسانه إلى حُسام يشنع أهله ومحكوميه، وسلاحه أداة يفتك بها بشعبه وبنيه، لقد ساءه أن تجتمع الحشود في أقاريز الشوارع، وطنوف العمائر، منددة بحكمه الجائر، تلك الجموع التي لها مسوِّغات تسندها، ووقائع تعضدها، لم تبتغِ إلا الإصلاح وبسط الحريات، ولكن أنّى لصاحب الصلف العاتي، والغرور الناتئ، أن يمهلهم حتى يُنضجوا رأيهم، ويرسموا خطتهم، ويبتغوا وسيلتهم، لتحقيق ذلك الإصلاح، فحشد ضواري الفتنة، وطواغي الغي، وأقبل بمعيته أوخاش، أوباش، وطّنوا الخوف في كل قلب، وأقروا الذعر في كل منزل، وجعلوا أرتالاً من البشر يعانون العسف، ويسامون الخسف، والقائد الأممي الذي تبذأهُ النواظر، وتنبو عن منظره الأحداق، يحتال احتيال الذئاب، ويفترس افتراس الأسود، وينكل بشعبه الذي دمغه بالجهل، ونعته بالتخلف، شعبه الذي صبر أربعين عجافاً على متعجرف نفخ شدقه تعاقب السنين على سدة الحكم، وصعر خده مضاء الأيام في بحبوحة الملك. لقد أنعش معتوه ليبيا زاوي الفتن، وجدّد بالي المصائب، وأوقد حربًا ضروسًا أذلت ناصية الشعب السوداني، وامتهنت كرامته، حروباً طاحنة دارت رحاها بين أبناء القطر الواحد، لم تأصرها آصرة، أو تدركها شفقة، أفضت إلى تهدُّم النسيج الاجتماعي بين السود الذين شتّ شملُهم، وتفرق لفيفُهم، واستقر أمرُهم، واستبان طريقهم بعد سعي ولأي على الانقسام والتشرذم. هاهو ملك ملوك إفريقيا يشق كثبان الرمال، وركام الحصى، خائفاً مذعورًا، وقد تخلى عنه من كانوا يتسابقون إلى وده، ويتنافسون في رضاه، بعد أن اقتلعت سيول الغضب كل دوحة فينانة رفيعة الدعائم في الطغيان، أثيلة المنبت في الشر، لم يقف صاحب الكتاب السقيم المعاني، المبتذل الألفاظ، على شرفة التاريخ ليستقرئ الدقائق، ويستجلي الحقائق، حتى يتبين أنه أصار الظلم لن ينالها النسيان، أو تشوب صفحتها الداكنة آثار الغفلة،عندها لدمغ باطل حكمه بالحق، ودحض سوء خلقه بالدين، ولاتضح له بصورة جلية قول الشاعر السوداني إدريس جماع:
    لو أدركوا قيمة الإنسان ما جمحت
    بهم لمقتل إنسان نزوة الأربِ
    فما يساوي الذي تحوي خزائنهم
    مجرى دم واحد في الأرض منسكبِ

    حتى تكتمل الصورة: الطيب النقر


    التفاصيل
    نشر بتاريخ السبت, 25 شباط/فبراير 2012 07:48

    في سوريا الحبيبة التي استحرَّ فيها القتل، وانفرط عقد النظام، تتحفنا كتائب الأسد التي أصابتها شظايا الشبهة، ومظنون الكلام، بمخازٍ يندي لها الجبين فهي لا تخطئ مرماها، ولا ترحم قتلاها من العُزّل الذين خرجوا إلى أقاريز الطرقات في مهد الثورة وألسنتهم تهضب في عتاب رقيق، وخصومة غضة تطالب رئيسهم الذي ينافس النجوم الزواهر سمواً ورفعة، ببعض الإصلاحات التي تدفع بتلك الأمة التي تحمل كل مؤشرات الأصالة والكرم وحسن السجايا إلى مراقي التطور، ولكن صاحب الهيكل المنحل، والجسد المعتل، والتفكير المنخوب، الحزب الصمد في سوريا الذي يهتف باسمه كل جشع، ويصدح بذكره كل انتهازي، حزب البعث الذي يعيش بلا أنصار حقيقيين أو أصفياء سلّط جنود الرهبة، وقيود الذل، وسجون القهر والبطش لوأد تلك الثورة التي صبرت على عرك الشدائد، ولم تسلم من عنت الجور، فأحال هذا البلد الشامخ إلى ملاطم ومناحات. ولعل الحقيقة التي لم يدركها هذا الجيش الجرار المدجج بالسلاح، وكتائبه الخرساء التي يقودها طواغي الغي، وشيعة الباطل، أن هذا الشعب المنافح عن حريته وكرامته، لن تروعه الصواريخ القميئة، والسلاح ال########، بل سيمضي في نضاله وسعيه الدائب حتى يتنسم عبير الحرية التي لا تقدّر بثمن، ففي هذه الأيام الحافلة بالتضحيات من قبل هذا الشعب الصامد الذي يقدِّم في كل دقيقة وثانية شهداء يكتبون الحياة لهذه الثورة المجيدة بدمائهم الغالية، رأينا في حمص التاريخ، وبابا عمرو قوافل الشهداء تترى لتلهب الحماس في أوصال فتية رفضوا الضيم، والإقامة على القذى، رأينا في كل صقع ووادٍ من سوريا أصحاب أنفس أبيّة، وأنوف حميّة يتوقون لملاقاة حِمام الموت، كما أبصرنا في تبرُّم وضيق شيعة الأسد صاحبة الذوق المصقول في المخازي، والتدابير المحكمة في إبادة الشرفاء، تفتعل الأكاذيب، وتستجيش العواطف، لقمع تلك الثورة التي استطالت على الهدم، وتعمقت على الاجتثاث، شاهدنا هذا الحزب الذي لا يتورّع عن توسل أقذر الأسباب لتركيع كل من شق عليه عصا الطاعة، يسرف في الحديث عن تنظيم القاعدة حتى يبقي الدول الغربية التي تتأهب لمحق عنصره في دائرة ضيقة معتمة من البلبلة والاضطراب، والشيء الأقرب إلى الصحة، والأدنى إلى الصواب، أن مبررات هذا الحزب الذي جرّده الله من كل فضيلة، وألحق به كل خزاية، والتي لا تنطلي حتى على الغبي الفدم، تحمل بين طياتها الكثير من البشريات، فنحن حينما نستمع إلى هذه المسوِّغات التي تنبئ عن ضحالة التفكير، واعتساف المنطق، في شيء من الفتور والاشمئزاز يومض ثغرنا بالابتسام لتذكِّرنا لنظام فاشي آخر تآكل أسفله وتناثر أعلاه، نظام أوغل في الصلف، وغرق في التيه، وأمعن في الغرور، نظام القذافي البغيض الذي كان ينتحل نفس الأعذار لإباده شعبه، والقضاء على جرثومته. وحتى تشفى صدور الثواكل من الغل، والأرامل من الضغينة، واليتامى من الكره، سيلاقي هذا الحزب وطاغيته الذي لا تختلج في وجهه جارحة وهو يرى شلالات الدماء التي أغرق فيها شعبه، نفس المصير المحتوم الذي لاقاه فرعون ليبيا بإذن الله، وعندها تنطوي صفحة الأسد عن ليبيا كما انطوت صفحة القذافي عن ليبيا، المجد والخلود لشهداء سوريا، والعار والشنار لشبيحة الأسد.

    (عدل بواسطة الطيب عبدالرازق النقر on 07-21-2013, 10:20 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
نبض الحروف الطيب عبدالرازق النقر07-08-13, 02:41 PM
  Re: نبض الحروف الطيب عبدالرازق النقر07-08-13, 03:28 PM
    Re: نبض الحروف الطيب عبدالرازق النقر07-08-13, 04:07 PM
      Re: نبض الحروف الطيب عبدالرازق النقر07-10-13, 02:27 AM
        Re: نبض الحروف الطيب عبدالرازق النقر07-11-13, 04:55 AM
          Re: نبض الحروف الطيب عبدالرازق النقر07-17-13, 01:49 AM
            Re: نبض الحروف الطيب عبدالرازق النقر07-17-13, 04:13 AM
              Re: نبض الحروف الطيب عبدالرازق النقر07-17-13, 05:48 AM
                Re: نبض الحروف الطيب عبدالرازق النقر07-18-13, 10:34 AM
                  Re: نبض الحروف الطيب عبدالرازق النقر07-21-13, 08:15 AM
                    Re: نبض الحروف الطيب عبدالرازق النقر07-21-13, 09:28 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de