بوحُ المياسم !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2024, 05:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-04-2013, 02:03 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بوحُ المياسم !

    بوحُ المياسم !
    شاذلي جعفر شقَّاق
    [email protected]

    أزحتُ عني الغطاء للمزيد من الاستمتاع بالنُّسيْمات الشاربات من نداوة الفجر ، المضمَّخات بالدعاش والرذاذ ..أخرجتُ هاتفي المحمول من تحت الوسادة ..ألغيتُ مهمَّةَ المُنبِّهِ الذي يفصل بيني وبين رنينِ جرسه نصفُ ساعة ..لا حاجة لنا بالمُنبِّهات عندما ننام على وعْدٍ بهيج ، إذ يصحو الترقُّبُ المؤرَّقُ لهفةً كما طفلٍ غريرٍ يعزف أيقونة مناغاتِه على أوتار خصلات أمَّه النائمة !
    شقشقةُ العصافير المتناغمة مع حفيف الأشجار ورفْرفة الملاءة ؛ تشي بميلاد الحبور ..قسمات الفجر الوسيم تحاول رسْم ما يجوس بداخلي من صورةٍ أنَّى نظرتَ إليها طارتْ في المدى وانداحتْ دائرةَ ضياءٍ مُنمْنمةَ الحواشي بمِدادِ قو س قزح .. كنتُ خفيفاً كلحنٍ راقص ..كدرويش في حلقةِ تَجَلِّيات ٍ أنبتْ له التَّهيامُ جناحين أخضرين من جُبَّة العشق العتيق !
    رنَّقتُ على صهوةٍ صافرةٍ - من مخزونِ عُمرٍ تجاوز الخمسين – وأنا أشرعُ في دخول الانعتاق عبر طقوسِ إزماعِ الإياب الراحل أو الرحيل الآيِب ! حلَّقتُ بمنْطادِ أغنيتي الأثيرة بعد أن قصَّرتْ الصافرةُ عن لحاف نشوتي ! تحمَّمتُ بنِثارِ الأمنيات العطرات ورحيق القوافي الأبكار ..تعطَّرتُ بأنفاس البتائلِ وبوحِ المياسم وهمس الياسمين ..زهوتُ على أمشاطِ الترفُّقِ من غبطةٍ مٌبلَّلة ِ الأردان مؤتزرةِ الوعد الوشيك !
    ملأتُ رئتيَّ شاهقاً كغطَّاسٍ طفا بعد غوصٍ عميق .. توقَّفتُ وسْطَ فناء وحْدتي ..هززتُ رأسي الأصلع كما ينبغي لعصفورٍ بلَّل ريشَه القطْرُ .. أصاب كتفيَّ وابلٌ أثمرتْ على إثْرِه حديقتان ..سجعتْ حمامتان ..هززتُ رأسي مرَّةً أُخرى ؛ اعْشوشبَ داري..اشرأبَّتْ السنابل بأعناقها فوق الحيطان ..شققتُ طريقي بين سيقان القصب المكتنزة والحشائش المتشابكة ..دلفتُ غرفة أحلامي حيث يرقد بطمأنينة على طرف السرير الجلباب والسروال والسديري والشوتال وعصا الخيزران !
    تنفَّس الصُبح المخضَّب بالخريف ..تنفَّستُ الصُّعَداء ..استدرتُ حول نفسي كما ينبغي لعاشقٍ مُرتَبِكٍ على أُهْبةِ اللقاء المهيب ..وقعتْ عيني على صورتي في المرآة ..أعدتُ النظرَ كرَّةً أُخرى وأنا أحاول أن أزيح سُدفةً تحجبُ عني الرؤية ؛ فإذا بشَعر رأسي قد نبتَ ونما واستطال حتى تدلَّتْ خصلاتُه السوداءإلى أرنبةِ أنفي .. ! يا إلهي مَنْ هذا ؟ هل يوجَد سواي في هذه الدار التي طالما تمنَّيتُ أن يُشاركني إيَّاه أحد ؟تُرى هل نبشتْ هذه المرآةُ اللعينةُ الصورةَ من قعر ذاكرتها السحيق ؟مَن لي بشخصين إثنين يضعان يديهما على رأسي ليُقرِّرا أنها لا تخصُّني ؟ مَن استبدل تلك الرأس التي طالما مسحتُ عليها أنْ قد هرِمــتُ وفاتني القطــــــار !!
    سُحقاً ، ما هذا ؟ الأزيز ..الطنين ..الهدير .. الجلبة ..الضوضاء ..أصوات تهشيم رِقاب القصب وضلوع النباتات..صرير الجذوع.. تأوَّه الأغصان وشهقات الفسائل.. تطمرها أصوات متداخلة كأنَّها وقْع أقدامٍ لزاحفين خِفافاً أو مُولين أدبارهم تحرُّفاً لمواجهة ما .. ما هذه الفوضى في هذا اليوم الأغرِّ ؟من أين جئتم أيها المُقالون من عالم السكون إلى هذا الحدِّ من التغلغُل والتقلقُل والتمكين المتين؟ أيُّ شِعْبٍ يريدكم وأيُّ شعابٍ تسلكون ؟ولكن كان الدُهماء في شُغلٍ عني يفكهون ..لم يِجِبْني أحدٌ من داخل المرآةِ أو خلف إطارها أو خارج الدار !!
    لا شئَ سيحول بيني وبينك يا قُرمزيَّة الشفاه ويا حمراء الوُجهة والعُنوان .. يا محجَّتي ومُبتغاي وسِدرة مُنتهاي ..سيِّما وقد أسقطتُ من عمري الهارب منِّي زُهاء ثلاثين سنةٍ بفضلِ هذه الرأس الجديدة أو المستعادة من رحيق الزمان الأوَّلِ !
    الآن سأترك زِيِّ المفضَّل ولو بعض حين تماشياً مع طلَّتي الشبابية الجديدة أوليس لكُلِّ حالةٍ لبوسُها ؟سارتدي بنطال الجينز والتي شيرت والحذاء الرياضي الخفيف ..سأخطف منديلاً من البشكير أجفِّف به عرَقي الذي سينهمر دون شكٍّ حياءً وارتباكاً عندما ألقاك !
    كلُّ الطرقاتِ كانت تسير في اتّجاهٍ واحدٍ ..الراكبون ..الراجلون ..كباراً وصغاراً يتدافعون صوب محجَّتي وأنا لا يهمُّني إنْ وافقت خطاهمو خُطاي في الطريق بقدر ما يهمّني الوصول إليك وحدكِ لا سواك !
    هأنذا أسير كما (فلورنتينو اريثا ) - في رواية الحُب في زمن الكوليرا - متعجِّلاً وبالإصرار ذاته لتقديم عهد الحُب لـ (فرمينيا ) في نفس يوم وفاة زوجها ، وإذا ما طردتْه مُشيَّعاً بالشتائم والإزدراء ؛ لا تعوذه العزيمة لفتح شُرفة الأمل على باحة العقلانية المجنونة أو الجنون العقلاني ..حتى يُقيَّض الحبُّ عُشَّاً لزوجين - تجاوزا عقدهما السابع – على متْن سفينةٍ ترفع علم الوباء الأصفر كأنَّهما يحقَّقان أمنية كُثيِّر عزَّة :
    ألا ليتَنا يا عزُّ كنَّا لذي غنًى ........... بعيرين نرعى في الخلاءِ ونعزبُ
    كلانا به عرٌّ فمن يرَنا يقُل .......... على حُسنِها جرباءُ تعدي وأجربُ !!
    تلك السفينة لا تني تمخُر ماء النهر جيئةً وذهاباً لا تتوقَّف إلاَّ للتزود بالوقود في دائرة حبٍّ غير متناهية ..!
    يبدو أنَّ المدينة تحتفل على مستوى الحكَّام بيومٍ سياسيٍّ ياهتٍ مكرورٍ كأساطير الأوَّلين ..بضع عربات كانت تسير في الاتّجاه المعاكس لحركة أشواقي وبقيَّة الأقدام الزاحفة ! افترَّ هاتفي عن رسالةٍ نديَّةٍ تُفيد بالتحرُّك نحو المُلتقى ..حثثتُ سيري بدقّاتِ قلبٍ تتزايد وأنفاسٍ تتلاحق !
    حال بيني وبينها جسرٍ حاسدٌ ،توقَّف عنده نبضي ..حُلمي ..اقتربت الشمس من الرؤوس ..حمي ا########س ..التفَّت السوق بالسوق ..أصبح باستطاعة المرء لحس مرفقه بلسانه ..اقتربت الشمس من الرؤوس ..نبت شعر الراحتين بلغ العرَق الصدور ..هززتُ رأسي تساقط شعري ..سُحقتْ حديقتان ، أصبحتا صعيداً زلقا ..هززتُ رأسي مرَّةً أخرى طارت حمامتان ..أغرقت الأرضُ بما رحُبتْ !!
    لم يعد هناك جدوى من قفل الجسر الحاسد وقد اشتعلت السماء حرارةً وعلا الماء فأصبحت غريزةُ البقاء مُدرِّبةَ سباحةٍ من الطرازِ الأوَّلِ ..غير أنَّ العشق أٌقوى من أنْ يخور عزمه أمام المتاريس !
    في الضفَّة الأخرى لقيتها شبه عارٍ ولكن متلفِّعاً عشقي ..متجلبباً شوقي ..مُنتعلاً صبري الجميل ..تأبَّطها سمراء ، فارعة القوام ، وضَّاحة المُحيَّا ..حُلوة الغمَّازتين .. متبرقعةً بحياءها ..متجوربةً طلْحاً ..قُفَّازاها نقْشٌ حنَّاءٍ بديع ..متسرولةً بشرفها ..سابلة بُحيرتي عينيها العسليَّتين ..شاهرةً نُدبةَ حاجبها الشمال ..في صلَف مهرةِ عصيَّة المراس ..باذلةً قلبها مدائن وقُرى وحواري وطُرقات وأزِقَّة ً ..وجسدها حرْثاً طيَّباً أنَّى شاء عاشقُها الأبدي !





    الوفاق – اليوم الخميس 4/7/2013م
                  

العنوان الكاتب Date
بوحُ المياسم ! shazaly gafar07-04-13, 02:03 PM
  Re: بوحُ المياسم ! Abuzar Omer07-05-13, 04:22 AM
    Re: بوحُ المياسم ! shazaly gafar07-06-13, 12:00 PM
  Re: بوحُ المياسم ! ملهم كردفان07-05-13, 07:06 AM
    Re: بوحُ المياسم ! shazaly gafar07-06-13, 12:20 PM
      Re: بوحُ المياسم ! معاوية الزبير07-06-13, 12:32 PM
      Re: بوحُ المياسم ! معاوية الزبير07-06-13, 12:33 PM
        Re: بوحُ المياسم ! shazaly gafar07-07-13, 05:41 PM
          Re: بوحُ المياسم ! زهير عثمان حمد07-07-13, 07:22 PM
            Re: بوحُ المياسم ! shazaly gafar07-08-13, 02:12 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de