|
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز (Re: طه جعفر)
|
(9)
قد أُرتكبَت أم لا و تسمي الجناة . في حال عدم امتثال حكومة السودان للقرار 1556 ( 13 يوليو) أو هذا القرار سيتخذ مجلس اجراءات أخري تؤثر علي سبيل المثال علي استثمارات النفط السودانية. الفصل الرابع عشر و بدقة شديدة تجنب ذكر العقوبات الاقتصادية. بعدم وجود قوات حفظ السلام و وجود المراقبين فقط و المطالب الغامضة من مجلس الأمن حول مساءلة الجناة و من دون أي امدادات لمساندة بعثة الاتحاد الافريقي و مراقبي الامم المتحدة، تكون حكومة السودان قد اخرست افواه معارضيها و من ينتقدوها بالداخل و الخارج بخطابها الاعلامي المشوش بعربونها الرمزي من الكلام للحد من حركة المنظمات الانسانية. بناءً علي ذلك يكون اعلان الولايات المتحدة عن اعمال الإبادة في دارفور تكثيف للجدل الدائر حول المأساة الفظيعة التي وقعت و تكون حكومة السودان بإنكارها قد نجت من التهديد بالتدخل الدولي ، بذلك تكون حكومة الولايات المتحدة قد وفرت فرصة لنظام الخرطوم ليمارس دبلوماسية العزلة المجيدة. ابوجا و ما بعدها نشطت بعد اعلان كولن باول في سبتمبر 2004م عن ارتكاب حكومة السودان و الجنجويد اعمال الإبادة الجماعية في دارفور الحملةُ من اجل دارفور في الولايات المتحدة و اوربا ، تميّزت هذه الحملة بالمظاهرات العامة و التغطية الإعلامية المكثفة و دراسات اضافية عن دارفور لطلاب الجامعات، بالإضافة إلي تكوين التحالف "من أجل حماية دارفور" و هو تحالف مؤثر و بتمويل جيّد. لم يكن بمقدور البرلمان الاوربي تجاهل هذه الغضبة من أجل دارفور حيث صوّت البرلمان الاوربي باجماع 566 ضد6 بأن الصراع في دارفور هو بمثابة الإبادة الجماعية و هو اقتراح لن يصوت ضده إلا القلة. النشوة بابتداع هذا النغم الانساني ضد الابادة الجماعية سرعان ما خففت منها واقعية الجغرافية السياسية. لا الولايات المتحدة و لا الاتحاد الاوربي كانت له الرغبة في التدخل العسكري في دارفور و لم يكن هنالك أي رغبة في الزام قوات حلف الناتو بعمليات عسكرية بدارفور كما تم في البلقان. الصدع بين مني اركو مناوي و عبد الواحد محمد النور في الحركة/جيش تحرير السودان اصبح واضحاً خاصةً بعد فشل مفاوضات ابوجا الأولي، هذا الخلاف تسبب في احباط المجتمع الدولي و لم يلهمه بغير عدم المواصلة في الاجندة الرامية لانجاز تدخل دولي في دارفور. لما كانت المفاوضات غير المثمرة و المحبطة تنقطع و تتواصل من جديد خلال عام 2005م، كانت الاوضاع في دارفور تتدهور باستمرار.كلاهما حركة العدل و المساواة و حركة/جيش تحرير السودان بدأتا في فقد سيطرتهما علي عناصرهما جيّدة التسليح، و نتيجة لذلك قامت بعض عناصر هاتين الحركتين في نهب قوافل الإغاثة غير المحمية أصلاً التي تحمل الغذاء و التموينات للمتضررين من المدنيين. في سبتمبر2005م سحبت الامم المتحدة مسئوليها من دارفور نتيجة لانعدام الأمن و بذلك تقلصت و بصورة كارثية كمية المعونات الانسانية التي يعتمد عليها الدارفوريين الآن بصورة كاملة. ازدياد معدلات العنف كشف بجلاء حجم القيود المضروبة حول ال7000 مراقب التابعون للاتحاد الاوربي و هو الامر الذي ادركه الجميع قبل ذلك بكثير. وجب علي الجميع الآن الاعتراف بأن المراقبين الدوليون قليلون و لقد تم ارسالهم إما بتفويض مستحيل التنفيذ او غير كافٍ علي الأقل. في هذه الاثناء استمرت المفاوضات المتعثرة في ابوجا بقليل من النجاح. خلال عام 2005م أساء ممثلوا نظام الخرطوم إستغلال أجواء التنافس و الخلاف بين حركة تحرير السودان و حركة العدل و المساواة حول القيادة، استراتيجيات التفاوض و الإجراءات؛ أساءوا استغلالها بصورة مستمرة من أجل إحباط و إثارة حنق الوسطاء من الاتحاد الاوربي و المراقبين الدوليين. في شهر فبراير و تحت ضغوط مكثفة من تشاد تم اقناع جناحي حركة تحرير السودان بوضع خلافاتهما جانباً فتواقوا ظاهرياً و اتفقوا ،لكن بفظاظة من أجل التعاون مع حركة العدل و المساواة في جبهة موحدة، تم ذلك و كان بهشاشة زواج متعة. و لسوء الطالع كانت الفصائل بداخل حركة العدل و المساواة متشاكسة تماماً كما كان الحال بين فرقاء حركة تحرير السودان، في شهر يناير2006م كان هنالك حادث غير لائق حيث اعتدي أحد الفرقاء بحركة العدل و المساواة علي غريمه في مشاجرة بالأيدي صغيرة و ########ة. في فبراير 2006م تواصل تدهور ت الاحوال الأمنية علي الحدود مع تشاد بسبب عبور اعداد متزايدة من من المنشقين من الجيش التشادي و المتمردين إلي غرب دارفور و أداروا اعمال قطع الطريق ( السلب و النهب) مستهدفين المنظمات غير الحكومية الدولية مما اعاق جهود الإغاثة الانسانية. اثارت هذه الاعمال موجة عارمة من الغضب الدولي تطالب بكبح جماح العنف واسع الانتشار بدارفور. خلال خريف 2005م و شتاء 2006م تضاءل جهد الامريكان و حلفائهم نحو تحويل بعثة الاتحاد الافريقي في السودان من مراقبين إلي قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة و كان من أهم المطالبين بقوة بذلك السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان.. بحلول شهر ابريل انهارت جهود الإغاثة الانسانية المكثفة من قِبَل الأمم المتحدة و المجتمع الدولي بسبب تحرش الجنجويد الدائم بقوافل الإغاثة و بسبب التحذير المتزايد من العصابات جيّدة التسليح لهذه القوافل. أكثر 200000 دارفوري قضوا نحبهم بسبب هذا الصراع العدمي بالإضافة إلي 2.5 مليون دارفوري نازح داخلياً او لاجيء في تشاد. كان المـتأثرون بأعمال العنف بالتقريب حوالي الاربعة ملايين و 700000 منهم بعيدون عن متناول المنظمات الانسانية و وكالات الإغاثة. كانت هنالك إحصائيات مخيفة و لقد تضاءل الأمل الوحيد لايقاف دوامة العنف ليكون مُركّزا فقط حول اتمام اتفاق بين النظام السوداني من جهة و مجموعات المتمردين المتحزبة التي تتقاتل فيما يشبه لعبة الكلمة الضائعة. كثيرا ما تم تعليق مفاوضات ابوجا بسبب أن أحد الفرقاء الدارفوريين قد رفض التفاوض أو بسبب الشقاقات داخل نفس الفصيل و لقد كان الرئيس النيجيري اوباسانجو و الوسطاء الاوربيين و المراقبين الدولين؛ كانوا هنالك بصبر لانعاش المفاوضات من أجل جولة جديدة. ببطء شديد و ألم زائد أقنع الاتحاد الاوربي و ممثلي المجتمع الدولي بعد تصريح الرئيس الامريكي بوش الذي قال " يجب ايقاف اعمال الإبادة الجماعية في دارفور" و حذّر بشدة من العواقب الوخيمة المترتبة علي ما قاله العاملون في وكالات الغوث الدولي حول خوفهم من كارثة رهيبة ؛ اقنعوا حكومة السودان و حركة تحرير السودان و حركة العدل و المساواة بنفاذ الوقت و لا بد من تحديد تاريخ أقصاه 30 ابريل 2006م من أجل الوصول لاتفاق سلام نهائي. و مع اقتراب نهاية شهر ابريل تم إكمال المسودة النهائية للاتفاق و لقد وافقت عليها حكومة السودان فوراً و هو ما أدهش معظم من كانوا في ابوجا، اندهشوا من الممارسة القياسية لحكومة الاسلاميين في الخرطوم التي خلال سنواتها الطويلة في المفاوضات تورد اعتراضاتها في آخر لحظة من أجل انتزاع المزيد من التنازلات. سرت تكهنات من البعض حول أن السرعة و روح التعاون من حكومة السودان قد افزعتا حركة تحرير السودان و حركة العدل و المساواة فخاف ممثلو الحركات الدارفورية من أن يكونوا قد تغاضوا عن اشياء أو فاتت عليهم أمور خاصة الموضوعات التي تحفظوا عليها بشدة خلال التفاوض، لذلك في منتصف ليل 30 ابريل 2006م رفض المتمردون الدارفوريون التوقيع علي مسودة الاتفاق النهائي. كان رد الفعل علي هذا الرفض المفاجئ غاضباً من جهة الاتحاد الافريقي، الاتحاد الاوربي، الولايات المتحدة، بريطانيا و حتي من الجامعة العربية التي طالما وقفت في صف
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-02-13, 03:21 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-02-13, 03:22 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-02-13, 03:24 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-02-13, 03:25 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-02-13, 03:26 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-02-13, 03:29 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-02-13, 03:30 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-02-13, 03:31 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-02-13, 03:32 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-02-13, 03:33 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-02-13, 03:35 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-02-13, 03:46 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-02-13, 12:27 PM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | محمد نور عودو | 07-02-13, 07:43 PM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-03-13, 02:47 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | Frankly | 07-02-13, 07:58 PM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | بريمة محمد | 07-03-13, 03:16 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-03-13, 03:59 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | بريمة محمد | 07-03-13, 04:52 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-03-13, 05:05 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-03-13, 04:33 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | بريمة محمد | 07-03-13, 05:27 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-04-13, 03:39 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-05-13, 03:55 AM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-05-13, 07:16 PM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | Frankly | 07-05-13, 07:26 PM |
Re: نكبة دارفور. ترجمة لما كتبه روبرت كولنز | طه جعفر | 07-07-13, 02:40 PM |
|
|
|