|
Re: الجالية بواشنطن مع-أ/المحبوب عبدالسلام فى العشرية الاولي والوضع ال (Re: دبس)
|
Quote: قليلة جدا هي الكتب التي تناولت تجربة حكم الحركة الإسلامية في السودان, علي الرغم من أهمية كونها أول حركة إسلامية تصل إلي حكم في العالم الإسلامي السني,
تأليف: المحبوب عبد السلام وأهمية هذا الكتاب الذي بين أيدينا وعنوانه: الحركة الإسلامية السودانية ـ دائرة الضوء وخيوط الظلام( تأملات في العشرية الأولي لحكم الإنقاذ) تأتي مع شخصية مؤلف الكتاب المحبوب عبد السلام الذراع اليمني للدكتور حسن الترابي وأقرب المقربين إليه وأحد القيادات الإسلامية السودانية وهي تؤسس لحكمها للسودان الذي وصلت إليه عبر إنقلاب عسكري عام1989 ثم استمرت في الحكم علي مدي الـــ22 عاما الماضية بأشكال مختلفة. والمحبوب عبد السلام يلقي الضوء علي هذه الحركة التي حكمت السودان في أقل من نصف عمرها الأول الذي مازالت تحيط به رغم ذلك خيوط ظلام كثيرة, وليحكي لنا من وجهة نظره ما حدث في الحركة بل وفي السودان كله, وليقدم بعضا من النقد الذاتي لتجربة الحركة, ليثير من الأسئلة أكثر مما يطرح من الإجابات, وليمنحنا فرصة لتأمل هذه الحركة الإسلامية التي كانت واعدة, ورصد منهجها, وإستعراض أرباحها وخسائرها الكتاب بل والتجربة الإسلامية السودانية كلها في الحكم ذات أهمية خاصة لنا في مصر والعالم العربي للحركات الإسلامية في الدول العربية ويجب الإطلاع علي تجربتها وتأملها مليا, للوقوف علي حجم الأخطاء التي وقعت فيها وتجنبها, وقد كانت الحركة الأكثر انفتاحا وتقدما واجتهادا في محيطها العربي. ويري المحبوب عبد السلام في مقدمة كتابه كيف صعدت الحركة الإسلامية السودانية للحكم بعد عقد كامل من نجاح الثورة الإسلامية في إيران وقيام أول جمهورية إسلامية تنسب للعالم الشيعي, وكيف أن الأخيرة جاءت عبر ثورة جماهيرية, بينما جاء حكم الإنقاذ الإسلامي عن طريق إنقلاب لم يظهر في البداية علاقته بالحركة الإسلامية ثم مالبث أن ثبت ذلك يقينا بعد بضعة أشهر من وقوعه, تلك الحركة التي كانت قد تجاوزت عقدها الرابع في السودان البلد الشاسع المساحة المتعدد الأعراق والأصول واللغات والثقافات, والمعقدة مشكلاته والذي لا يسمع العالم عنه سوي أنباء الحرب الأهلية والمجاعة والنزوح, والمراوحة ما بين حكم ديمقراطي ثم إنقلاب عسكري في دورة خبيثة. ويطلعنا المؤلف كيف كانت حركته الإسلامية تمهد للحكم الذي وصلت إليه عام1989 منذ وقت مبكر, وكيف كانت حركة ذات وقع وسمعة ونجاح شعبي وجماهيرية واسعة, وتنافس القوة التقليدية الراسخة في وسط السودان وشماله وشرقه وغربه, وتحصد أهدافها وفق تخطيط إستراتيجي يسلمها من نجاح إلي نجاح, وكيف كانت تلك الحركة تجتمع علي وشائج قوية وعلي التداول والشوري, ويحكي كيف استفادت الحركة من هدنة المصالحة الوطنية مع نظام الرئيس الأسبق جعفر نميري عام1977, وكيف استغلت ذلك في تنظيم صفوفها والانتشار نحو جذور المجتمع ونخبه, وكيف حددت وقتها هدفها بأنها حركة تغيير اجتماعي تسعي لكسب السلطة السياسية؟, وبدأت تتوسع في صفوف طلاب الجامعات والمرحلة الثانوية والنساء والأحياء السكنية ومدن السودان وريفه وحضره, ثم كيف دخلت إلي التجارة والسوق برأس مال محدود في البداية, لكن بتجربة وثقافة أوسع مما لدي التاجر التقليدي, فأقامت شركات يشارك فيها الإسلاميون, موصولة بالسوق العالمية لاسيما الخليجية, وكيف أقامت منظماتها الدعوية وأقامت قطاعات لتنظيم المهنيين من عمال وتجار ومهندسين وأطباء وقانونيين وإعلاميين وقطاع خاص أمني وعسكري, وكيف أسست خلايا للتنظيم الإسلامي في الجيش بحذر شديد, وكيف خاضت الحركة التي كانت تحمل يومها اسم جبهة الميثاق الإسلامي تجربة العمل الجبهوي مع أحزاب أخري يسارية وغيرها, وكيف إستفادت من تجاربهم وانتهجت كذلك نهج التفاعل مع المجتمع, وهو ما يخالف حال باقي الحركات الإسلامية في العالم العربي, ثم تحولت الحركة الإسلامية السودانية إلي الجبهة الإسلامية القومية في عهد الديمقراطية بعد الإطاحة بنظام نميري وواصلت وقتها استثمار الأجواء الديمقراطية المتاحة لتقوية كيانها, ثم قررت وقتها ضرورة الانقلاب علي الحكم الديمقراطي لما رأته من أخطار محدقة علي السودان, من نذر لاتفاق الميرغني ـ قرنق الذي سيجمد القوانين الإسلامية التي أعلنت في عهد نميري ثم مذكرة الجيش التي أخرجت الجبهة من حكومة الوفاق مع حزب الأمة, وتعطيل البرلمان, وكان قرار الحركة بالانقلاب للوصول إلي الحكم, وبنت قرارها علي اعتقادها أنها أكملت بروفة المشاركة في الحكم عبر عهدي نميري والصادق المهدي. |
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|