|
Re: كيف تفشل في التحوّل لشيخ طريقة (للأغبياء والسودانيين) (Re: mustafa mudathir)
|
يا دكتور انو في الجيش المصري القديم اكتشفوا أن السودانيين شعب متقشف بالسليقة و أن لافراده قدرة خارقة على تحمل شظف العيش و قساوة الحياة فكونوا منهم سلاح الحدود. المجموعة منهم يجدعوهم في اطراف الصحراء مع حبة مؤن قليلة تقيم الأود بالكاد لغيرهم، لكنهم كانوا يصمدون الشهور تلو الشهور، و عندما يأتيهم التموين الجديد يجدهم في افضل حال حامدبن و شاكرين كحالهم دائما و مجضمين الشغل برفقة جمالهم الصبورة مثلهم فهي ايضا يكفيها القليل و لديها عبقرية فذة في تصريفه و الاقتصاد فيه. هذه نتاج النشأة الشحيحة التي تغرس في الانسان احتقار الاستهلاك و دعة الحال. الا تذكر زمان كان الواحد فينا يتجنب أشد ما يتجنب أن يشير اليه اقرانه بأنه "ود عز"؟ و كأنها سبة و صفة لا تليق! نحن الطلاب الذين درسنا في مصر تخرجنا بشهادتنا الاكاديمية و بخبرة كبيرة في معاظلة الحياة و ملاوتها و مثلك يكيفينا القليل و لا نأسى أبدا غلى شئ فات او فقدناه. في مصر تلقينا دروسا في الصبر و المشاركة و الحياة التضامنية و عبور اليوم حتى في الشتاءات الباردة بحبيبات من الفول و بضع اقراص من الطعمية، و ربما افسحنا على انفسنا قليلا في اليوم او اليومين اللذان يتلوان "الإعانة" وهي المبلغ المالي الشحيح الذي كانت تقدمه لنا السفارة ممثلة في ملحقيتها الثقافية. و حتى هذا استكثره علينا الكيزان فاوقفوه و طالبوا الدارسين بالرجوع لاستكمال دراستهم في جامعات قدت من عجل و بنيت على عجل فصمدنا هناك ايضا* ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- *انا لم اعود إذ كنت في السنة النهائية فاستثنيت ضمن آخرين و لكن ايضا لم يخلوا أمر الحكومة ممثلة في سفارتها من تماطل و تسويف و تعطيل اشتهر به الجماعة واجهناه بقوة و صرامة اشتهرنا بها نحن الطلاب السودانيين الدارسين بمصر.
|
|
|
|
|
|
|
|
|