الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
ضرورة إشراك المواطن في الاستثمار
|
إذا انفصم صانع القرار عن مصلحة المواطن همه مصلحته في إبرام صفقة ليجني من ورائها فائدة خاصة . إذا أصبحت الدولة تنظر للمواطن مجرد معتوه وسفيه يجب الحجر عليه . إذا تولى أمر العامة أهل الواسطة والقرابة والقبيلة . إذا أصبحت الدولة تعبر بنفس جهوي لا قومي .. إذا أصبحت نظرتها لمواطنيها إما أعراب جائلة أو غرابة أو نوبة أو بجة وعيرتهم بألسنتهم وألوانهم . فالنتيجة أن الوطن أصبح أضيق من سم الخياط وأن الثروة والسلطة والنفوذ محصور في زاوية ضيقة جداً من محاسيب وجوقة ..وضاعت معه قيم تواضع عليها الناس منذ قرون خلت ...فالقومية السودانية إلى زوال !! والجهوية وروح داحس والغبراء في طريقها للعودة ...وعلى الدنيا السلام ... هذه المقدمة مجرد مؤشرات لمآلات الحال والواقع اليوم ..وليس ضرباً من خيال .. لماذا لا يكون المواطن شريك استراتيجي للدولة في العقود المبرمة ...لو كان الإنسان هو هدف التنمية وحجر زاويتها الذي لأجله يعمل الموظف العام أياً كان مقعده! ليس من المعقول أن تصادر الدولة أراضي المواطنين تحت غطاء ما يسمى بالمصلحة العامة - وهو غطاء فضفاض في ظل إنعدام الثقة بين المواطن والدولة والتي أصبحت في نظر المواطن مجرد عصابة تستقل القانون والقوة لإخضاع المواطن وإخافته وتجريده من ممتلكاته ..فمشروع دريم وأراضي أم دوم على سبيل المثال - لا الحصر - أرادت الدولة بنية إجرامية مبيتة الاستيلاء عليها وبيعها أو إيجارها لمستثمرين أجانب ..ويتبادر للذهن السؤال لماذا تعامل الدولة المواطن بهذه العقلية الهمجية وتنتظر منه الانصياع والتأدب والامتثال لقانونها !!فاقتصاد السودان لا هو إقطاعي ولا صناعي ولا معرفي ولا رقمي بل بل اقتصاد يدار بعقلية ( رزق اليوم) و( هات الساهلة ) .. والناظر للعالم حولنا في المحيط الإقليمي أن الدولة ترعى مواطنها ولا تشق عليه وتوفر له الدواء والكساء والوظيفة والأمن والرعاية والاحترام والتقدير وتجلب له المستثمرين وتمده بكل المعينات ويحصل على 51% في أي شراكة ..وليس نسياً منسياً إما مات كمداً وحسرة على بلد أراضيه الصالحة للزراعة لا تقل عن 200 مليون فدان ...فلماذا تمنح هبات للمستثمر المصري أراضي لإقامة مناطق صناعية دون إشراك المواطن في هذه المناطق الصناعية ؟! الاستثمار لا ينفصل عن الأمن وحفظ النسيج الاجتماعي وبناء الثقة بين المواطن والدولة يقوم على مراعاة الحقوق وصونها وليس الاستخفاف بأرواح المواطنين وتعريضهم للدخول في صراع مع الأجهزة المناطة بها حمايتهم ..فالنظام الذي يحكم السودان منذ ربع قرن لم يتعلم من أخطائه بل سادر في غيه وضلاله وحتماً سيذهب لكن آثاره المدمرة والمرارات التي أوجدها في نفوس المواطنين ستظل باقية طالما يغذيها بعقلية استعمارية ونفس عنصري ونظرة دونية لمواطنيه..
|
|
|
|
|
|
|
|
|