|
Re: عندما يبخس مصطفى البطل للناس اشياءهم !! ..السفير: على حمد ابراهيم (Re: أيمن الطيب)
|
Quote: قرأت عن حملة منظمة تشنها، أو تنوي أن تشنها، جماعة من الناشطين تهدف الى مقاطعة صحيفة (الانتباهة) وحث المواطنين على عدم شرائها من الأسواق. والحملة هذه سابقة في فكرتها وتنظيمها على خبر الإعلان الشهير الفاضح الذي تورطت فيه الصحيفة، كما تورطت وزارة العمل، وجهات أخري في القطاع الخاص. وهو الاعلان الذي وجد أحبابي الأفاضل من الكتاب الصحافيين في ماعونه إداماً وفيراً ربما كفى حاجاتهم من غموس الكتابة حتي نهاية الشهر القادم أن شاء الله. وتسمى مثل هذه (الجلطات) التي تتيح للغيورين على الحق، تماماً مثلما تتيح للخصوم والمنافسين، والحاسدين أيضا، من الناشرين ورؤساء التحرير، فرصاً ذهبية لتصفية الحسابات القديمة والجديدة مع الصحيفة الأكثر توزيعاً، تسمى في اللغة الشرعية (رزقٌ ساقه الله إليك). وياله من رزق! من حيثيات الحملة الأصلية للمقاطعة أن الخال الرئاسي يتحمل تبعات انفصال الجنوب، وأنه ما يزال سادراً في غي العنصرية، ينشر خطاب الكراهية ويثير النعرات، وأنه – غفر الله له - ينفّر السودانيين عن بناء علاقات ايجابية مع بعضهم البعض. وقد استغربت غاية الاستغراب، أن الدعوة للمقاطعة، التي يقودها داخل السودان بعض منسوبي الحركة الشعبية، لم تشمل الموقع الالكتروني الذي تنقر عليه نحواً من مائة ألف أصبع في كل ليلة. وذلك بحسبان أن قطاعاً عريضاً من المقاطعين المفترضين لا يشترون النسخة الورقية أصلاً، كونهم يقيمون في المهاجر المتناثرة، ولا يجمع بينهم غير بغض الخال الرئاسي وقلاه، وتمني زوال صحيفته من على وجه الأرض! وأنا أجد نفسي علي الضفة الاخرى من دعوة المقاطعة. أنأى عنها وأردها رداً غير رفيق. ولا تخالجني ذرة شك في أن هذا النداء أنما قام واشتد عوده فوق ركام التقارير الصحافية الاحصائية التي نشرت على الملأ قبل أسابيع، والتي كشفت ان صحيفة (الانتباهة) هي الأعلى توزيعاً على مستوى السودان بفارق مهول عما عداها. والموقف الصحيح، في نظري، تجاه هذه البيانات الاحصائية، لا يكون بالدعوة لمقاطعة الصحيفة التي ثبت أنها تلقي قبولاً شعبياً مختبراً ومؤيداً. بل يكون بأن يسأل دعاة المقاطعة أنفسهم سؤال المليون دولار: لماذا يشتري الناس (الانتباهة)؟ ما الذي لم يجده السودانيون في الصحف الأخرى، ووجدوه في صحيفة الخال الرئاسي، فأنِسُوا اليها وجعلوا منها صحيفتهم المفضلة؟ من أبشع الخطايا التي يمكن أن يقع فيها المثقفون والمتعلمون محاولة فرض وصايتهم على المواطن العادي، مثلما يحاولون اليوم. لكأنهم يقولون لرجل الشارع: "أنت قاصر وجاهل، لا تعرف ما يصلحك وما يضرك. نحن سنتولى أمرك ، ونملي عليك ما تقرأ وما لا تقرأ". ولم لا؟ أليسوا مثقفين ثوريين؟ والمواطن القاصر الجاهل في ذمة المواطن المثقف الثوري؟! ومن عجب أن تأتي مثل هذه المواقف الشائهة العرجاء من قومٍ ما فتئوا يملأون دنيانا ضجيجاً عن الديمقراطية وعن الحريات!في أتون الثورة المصرية، قبل عامين، نشط الثوار في إصدار قوائم سوداء تضم عدداً من مشاهير الفنانين، طالبوا الشعب بمقاطعة انتاجهم الفني باعتبار أن مواقفهم من الثورة كانت مخزية، أو على الأقل ليست في المستوي الثوري المطلوب. فماذا كانت النتيجة؟ بعد أشهر قلائل من صدور تلك التعليمات الثورية مختومة بخاتم الأوصياء الجدد، أنجز الفنان عادل أمام، الذي جاء أسمه على رأس القوائم السوداء، مسلسل (فرقة ناجي عطا الله) الذي حطم أرقاماً قياسية في التوزيع علي مستوى مصر والعالم العربي كله. كذلك قدم الفنان تامر حسني، الذي جاء ترتيبه في القوائم السوداء بعد عادل إمام مباشرة، مسلسل (آدم) فبلغت نسبة مشاهدته الجوزاء، وحصد من الجوائز ما استعصي على الحصر. وذلك بينما طرح للجمهور مسلسل (خاتم سليمان) الذي قام بدور البطولة فيه الممثل خالد الصاوي، أحد أبرز رموز الثورة وقادتها، فلم ينل القبول، وخسر منتجوه خسارات فادحة! الشاهد أن الشعوب ترفض الوصاية. وليس من حق أحد أن يعلمها ماذا تأكل وماذا تشرب، وماذا تقرأ وماذا تشاهد. حتي ولو كان هذا الأحد يحمل شهادة جامعية، ويلبس قمصان نظيفة بياقات منشّاة، ويقرأ لميشيل فوكو وجاك دريدا وأدونيس، ويزعم أنه يحس هموم الجماهير ويعرف مصالحها! الأحرى بفوارس زمانهم هؤلاء، بدلاً من أن يطالبوا رجل الشارع بأن يقلع عن قراءة صحيفة (الإنتباهة)، أن يرهقوا عقولهم في البحث والتقصي، لمعرفة العوامل والأسباب وراء التقدم اللافت للنظر الذي حققته تلك الصحيفة وهي تعرض نفسها في سوق تنافسي حر ومفتوح. كما يتعين عليهم حتماً أن يقدموا للمواطن السوداني البديل الذي يعبر عن قناعاته ويلبي طموحاته، حتى يتجه نحوه ببصر مفتوح وبصيرة نافذة. ولكن الأهم من ذلك كله هو أن يبذلوا من الجهد ما يمكّنهم من تلمس هذه القناعات واستئناس تلك الطموحات، وسبر أغوارها، وألا يفترضوا أنهم يعرفونها لزوماً وبالضرورة، لمجرد أن الواحد منهم وضع على صدره شارة (مناضل)، ثم صدق نفسه! |
بعـد قرءة ماكتبه سعادة السفير، رجعت مرة تانية لقراءة مقال البطل؛ وانا أقـول: كيف فاتني في القراءة الأولى أن أمتع نفسي بأسمى آيات ومعاني العشق والوله والغـرام والثناء و(الكلف) التي قال السفير إن البطل قد سطرها بحق صحيفة الخال الرئاسي..لكن للأسف خيب البطل أملي الكبير..مثلما حارفكري حول لماذا عمد السفير لتحريف مقصد مقال البطل؛ وهو كما ما أشرت له هنا بالخط العريض واللون الأحمر: رفض الوصاية لا التغـزل في سواد حبر الإنتباهة وثورها، ولا في بياض جنسها اللطيف وعباسية الخال الرئاسي...وإن كان سعادة السفير يعلم أن سبب توزيع الإنتباهـة هو لأن الحكومة تشتريها أو تفرض على مؤسساتها شرائها؛ فمن باب أولى أن يعرف ذلك دعاة المقاطعة قبل البطل.. وبالتالي تصبح حملتهم المزعومة غير ذات معنى إلا إذا كانوا يحسنون الظن بأن تستجيب الحكومة لنداء حملتهم الظافرة وتتوقف عن شراء الإنتباهة، وعن مدها بإعلانات الجنس اللطيف وغير اللطيف.. وإذا صح أيضا رأي السفير عن سبب توزيع الإنتباهة؛ فهذا يدعم صحة موقف البطل بالوقوف على الجانب الآخر من دعاة المقاطعة.. أما إنتقال السفير المفاجئ من موضوع الإنتباهة ليوغندا وموسيفيني وعيدي أمين، فأمر محير بالنسبة لي.. إلا إذا كان مقصد السفير أن البطل في المقالين يبخس الناس (مقاطعي الإنتباهة واليوغنديين) أشياءهم الثمينة.. لكن وبالإضافة لتعليق الأخ حافظ كمال من الفيسبوك؛ أعتقد أن البطل ــ إن رغب بالرد ـ يستطيع توضيح ذلك لمن لا يريد أن يفهم.. ليس فقط شرح التأريخ.. ولا أدري أن كان سبب غضبة السفير المضرية هي لخلط البطل للتواريخ أم لحديثه عن مشاركة أجانب في ثورة موسيفيني أم كما ذكر حباً ـ وليس عشقا أو كلفا ب ــ أهل الهامش بالسودان..
|
|
|
|
|
|
|
|
|