|
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق (Re: Abdel Aati)
|
الورقة عن قضايا النازحين واللاجئين والمهجرين
Quote: قضايا النازحين واللاجئين وإعادة التأهيل و السلام الأهلي
تمهيد:- لكى نتعرف على حجم قضيتي النزوح و اللجوء يجب ان نلقى الضوء على الاسباب و العوامل التى ساهمت فى بروز هاتين القضيتين على المستوى العالمي و المحلى. فقضية التشرد و الهجرة القسرية للسكان هى ظاهرة قديمة و جديدة ترتبط بالظروف الامنية و البيئية و الاقتصادية و السياسية التى تحيط بالمجتمعات, و خلال القرنين الماضيين اخذت ظاهرة النزوح و التشرد تنمو و تتزايد بشكل مطرد لعدد من الاسباب والمحفزات التى أدت فى نهاية المطاف الى ان يترك المواطنين المدنيين مواطنهم و مواقع سكنهم فى هجرات جماعية قسرية او طوعية , و من ابرز هذه العوامل التى قادت الى تفاقم هذه الظاهرة على المستوى العالمي هى النزاعات المسلحة بشقيها الدولية و المحلية , و كان للحربين العالمتين اليد الطولي فى بروز هذه القضية وبسببهما تحولت الكرة الارضية الى مسرح كبير للعمليات العسكرية و جزء منها صار مأوى و مخيم للهاربين من عتون هذا العنف المفرط والذي خلف اثار مدمرة و مروعة على مجمل الاوضاع و خاصة الانسانية. لكن العالم لم يتعلم من تجاربه المأساوية بل زاد من انتاج الصراعات المسلحة. فبعد الحرب العالمية الثانية 1949م اندلع اكثر من 250 نزاع مسلح دولي او على المستوى المحلى . و بنهاية الحرب الباردة عمل قطبيها على هيكلة هذه النزاعات المحلية و اصبحت الاطراف الوطنية المتناحرة تجد من يسندها ايدلوجيا و ماديا مما اعاق جهود احلال السلام و الاستقرار و افرز اوضاعاً محلية لم تكن اقل بشاعة وفظاعة على حياة المدنيين من الحربين العالميتين, وفى معظم الاحيان ينجم النزوح فى حالات النزاعات المسلحة عن انتهاكات القانون الدولى الإنساني و القانون الدولى لحقوق الإنسان. و بسبب هذه الانتهاكات قد يضطر الناس للفرار باستمرار لتفادى الجيوش فتكون حياتهم اشبح بالهروب المستمر خاصة فى ظل فشل جهود التهدئة و عدم التزام اطراف الصراع بتعهداتهم فى حماية المدنيين.
و يعتبر العالم الثالث و بالأخص القارة الام افريقيا اكبر مستودع للصراعات المسلحة الداخلية , بدأت بحروب التحرر من قبضة المستعمر . و بعد نجاح الثورات الوطنية فى ازاحة المستعمر انقلبت تأكل ابناءها لأسباب ترتبط بغياب العدالة الاجتماعية و عدم التداول السلمى للسلطة و مشكلة الهوية و تعقيداتها من اقصاء و تهميش. فبسبب هذه العوامل اجتاحت اغلب دول جنوب الصحراء صراعات مسلحة شملت كل من سيراليون , السودان , يوغندا , روندا , الكنغو , الصومال , ارتيريا , ليبريا , مالي , ساحل العاج ,..الخ , و بين الاعوام 1990- 2007 اندلعت صرعات مسلحة فى اكثر من 28 دولة افريقيا تقع جنوب الصحراء وازهقت ارواح قرابة 150 مليون شخص و كلفت الاقتصاد الأفريقي اكثر من 284 بليون دولار أمريكي (المرجع Guardian report, global issues report 2007) بالإضافة الى الاثار المدمرة الاخرى التى انتجتها هذه الصراعات على مستوى الاقتصاد , السياسة , المجتمع...الخ , حيث خلقت ظروفاً معقدة و موجات كبيرة من الهجرة القسرية للسكان . هذه الإفرازات كانت على المدى الطويل و القصير تحدى و معوق أساسي فى توفير ظروف معيشية و حماية افضل للمشردين داخلياً. , انتظر الافارقة طويلا ليقدموا استجابة (اطار قانونى) حيث طور المجتمع الأفريقي المتمثل فى الاتحاد الأفريقي اتفاقية خاصة تعنى بحماية و مساعدة النازحين اعتمدت فى كمبالا 22 اكتوبر 2009.
و تأتى من ضمن المسببات الرئيسية للنزوح بعد الحرب الظروف و الكوارث الطبيعية . فغضب الطبيعة ساهم بشكل مباشر فى ترحيل اعداد مهولة من المواطنين و جرفهم الى مناطق اخرى غير مواطنهم الاصلية , حيث كانت الزلازل , البراكين , العواصف الاعاصير , الفيضانات و غيرها من اكبر العوامل التى يعانى منها جزء كبير من سكان الكرة الارضية فلازالت صور بعض الماسي تسيطر على الاذهان , مثل الزلازل التى ضربت ايران , التسونامي الذى اجتاح بعض الجزر الأسيوية , زلزال هايتي , تنامت معها الحاجة الى تدابير وقائية فطورت معظم الدول و المنظمات الدولية و الاقليمية اليات و اجهزة للتصدي لمخاطر الكوارث و تفادى حدوثها و هى ما تعرف باليات الإنذار المبكر و درء الكوارث او ادارة الازمات , و ايضا تعتبر مشاريع التنمية و التوسع الحضري من العوامل الرئيسية فى تهجير السكان , فارتفاع الاستهلاك العالمي و الحاجة الى التوسع فى مجالات شتى كان على الدوام على حساب مجموعات سكانية اخرى , فقيام السدود , المشاريع الزراعية الشاسعة , و مشاريع التعدين و التصنيع , تدمير الغابات و تغيير مجارى الانهار . ابرز معها الحاجة لان يصاحبها برامج تعويضية للمجتمعات المتضررة تعرف بمشاريع التنمية المجتمعية كمحاولة لامتصاص اثار هذه المشاريع على اوضاع و ظروف السكان المحليين, اضف ايضا الى اسباب النزوح و التشرد عوامل ضعف الامن الغذائي و الجفاف و التصحر و النمو السكاني او البحث عن الخدمات و حياة افضل , و حسب اخر تقرير للمفوضية السامية لشئون اللاجئين بلغ عدد اللاجئين فى العالم 43,7 مليون شخص و النازحين27,5 مليون شخص هربوا من الصراعات المسلحة او الانتهاكات المنظمة لحقوق الانسان او تفاديا لأثار الكوارث الطبيعة.
مفهوم اللجوء و النزوح: اهتم المجتمع الدولى بقضية اللاجئين اهتماماً كبير اً بعد الحرب العالمية الثانية التى كان من ضمن إفرازاتها موجات كبيرة من الهجرة الجماعية داخل القارة العجوز. و كاستجابة لهذه الطارئة استحدثت الامم المتحدة وكالة متخصصة تعنى بمساعدة هؤلاء اللاجئين فصدر قرار بإنشاء مكتب مفوض الامم المتحدة لشؤون اللاجئين فى العام 1950 و بعد عام من انشاء هذا المكتب تم اعتماد اتفاقية خاصة باللاجئين كقانون دولي يُعين المفوضية فى انجاز مهامها بشان هذه الشريحة. و اضيف برتوكول للاتفاقية سنة 1967 لسد بعض القصور و النقص فى الاتفاقية . و تدريجياً وسعت المفوضية نطاق عملها لتساعد فى احتواء موجات النزوح و اللجوء التى إفرزتها الثورات التحريرية ضد المستعمر فى كل من افريقيا وآسيا و امريكا اللاتينية و الحرب السوفيتية و حرب البلقان ...الخ.
توضح اتفاقية اللاجئين لسنة 1951 من هو اللاجئ ونوع الحماية القانونية وغير ذلك من المساعدات والحقوق الاجتماعية التى يجب أن يحصل عليها من الدول الموقعة على هذه الوثيقة مثل الحق فى الحماية , الحق فى عدم التمييز , حرية الحركة , حرية العمل , حق الاغاثة , حق المسكن و حق العودة. و تحدد ايضا التزامات اللاجئ تجاه الحكومات المضيفة، كما تحدد بعض الاجراءات و التعامل مع بعض الفئات المعينة . و تعرف المادة الأولى من الاتفاقية اللاجئ إنه شخص يوجد خارج بلد جنسيته أو بلد إقامته المعتادة، بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب العنصر، أو الدين، أو القومية، أو الانتماء إلى طائفة اجتماعية معينة، أو إلى رأي سياسي، ولا يستطيع بسبب ذلك الخوف أو لا يريد أن يتمتع بحماية ذلك البلد أو العودة إليه خشية التعرض للاضطهاد.
اما قضية النزوح فقد بدأ الاهتمام بها في السنوات الأخيرة و لاحظنا أن موقف المجتمع الدولي والدول ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الحكومية أو غير الحكومية اتخذ بعداً جديداً بشأنها . ان الاهتمام الضئيل بهذه القضية فى اوقات سابقة قد تطور على نحو متزايد و تبلور بشكل اكثر زخما فى بداية التسعينات، ففي عام 1992 كلفت المفوضية الدولية لحقوق الانسان السيد فرانسيس دينق لدراسة أسباب و تعقيدات مشكلة النازحين وتحديد وضعيتهم القانونية ومعرفة احتياجاتهم وبالتالي إيجاد الحلول والتدابير الضرورية لتحسين ظروف حمايتهم او اوضاعهم الإنسانية. لاحقا استحدثت الأمم المتحدة مكتب مساعد للأمين العام للأمم المتحدة لشئون النازحين يعمل على دفع الجهود و المساعدة فى وضع السياسات الدولية بشان هذه القضية و انتدب لهذا الموقع السيد فرانسيس دينق. احرز فرانسيس ابان فترة ولايته تقدماً عملياً توج بتطوير و اعتماد المبادئ التوجيهية للنازحين باعتبارها وثيقة اطارية تعنى بكافة الجوانب المتعلقة بقضية النزوح و التى استخدمت على نطاق واسع كمرشد يستمد قوته من القوانين الدولية لحقوق الانسان و القانون الدولى الإنساني يعين موظفو الحماية والاغاثة الدولية فى أعمالهم الميدانية و التدخلات الانسانية. تؤكد المبادئ التوجيهية على حقوق الأشخاص النازحين داخليا وواجبات و مسؤوليات الاطراف الاخرى, هذه الوثيقة تعرف النازحين على النحو التالي ”الأشخاص أو مجموعات الأشخاص الذين أرغموا أو اضطروا إلى الفرار أو إلى ترك منازلهم أو أماكن إقامتهم المعتادة، وبصفة خاصة بسبب أو رغبة في تجنب آثار النزاع المسلح، أو مواقف العنف العام، أو انتهاكات حقوق الإنسان أو الكوارث الطبيعية أو التي من صنع الإنسان، والذين لم يعبروا الحدود الدولية المعترف بها لإحدى الدول".
و حسب التعريف الذى اعتمد فى المبادئ التوجيهية للنازحين نجد ان السمة المميزة للنزوح هو الاكراه او الاجبار على مغادرة السكان لمناطقهم وأماكن إقامتهم لأسباب خارج عن سيطرتهم , فالتعريف اعلاه لا يشمل الاشخاص الذين يهجرون مناطقهم بطوعهم و اختيارهم او لعوامل ترتبط بقضايا اقتصادية او اجتماعية او ثقافية , فالأشخاص المرغمين على التشرد هم من ينطلق عليهم نازحين داخليا .
و رغماً عن تطابق او تشابه الأسباب التى تؤدى للنزوح واللجوء الى حد ما ، إلا أن هناك فرق واضح بين الفئتين. فاللاجئ يترك موطنه و يتجاوز حدود دولته السياسية وينتقل الى دولة أخرى، بينما يتنقل النازح فى داخل حدود دولته , وخلافا لحالة اللاجئين فإن النازح لا يكتسب وصفا قانونيا يوفر له الحماية الدولية لكونه نازحا، وذلك لعدم وجود قانون دولي يحدد وضعية معينة للنازحين ويحدد حقوقهم وبالتالي يلزم الدول بحمايتهم وأحترام حقوقهم. فاللاجئون لهم اتفاقية خاصة و آلية و وكالة اممية تعنى بقضاياهم على عكس النازحين حيث لا توجد لهم اتفاقية دولية او الية متخصصة.
|
يتبع ...
(عدل بواسطة Abdel Aati on 04-22-2013, 09:34 AM)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالقاهرة | Abdel Aati | 04-17-13, 09:08 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-17-13, 09:12 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-17-13, 09:14 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-17-13, 09:19 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-17-13, 09:21 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-17-13, 09:22 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-17-13, 09:25 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-17-13, 09:26 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-17-13, 09:29 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-17-13, 09:35 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-17-13, 11:39 PM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-17-13, 11:40 PM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-17-13, 11:43 PM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-17-13, 11:44 PM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | طلعت الطيب | 04-18-13, 01:42 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-19-13, 08:28 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-19-13, 08:34 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | نايف محمد حامد | 04-19-13, 08:54 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-19-13, 09:04 AM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | ثروت سوار الدهب | 04-19-13, 04:07 PM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 04-19-13, 04:14 PM |
Re: مشاركة الحزب الديمقراطي الليبرالي في مؤتمر القوى الديمقراطية بالق | Abdel Aati | 05-01-13, 10:55 AM |
|
|
|