تدني التعليم الجامعي بالسودان-أمثلة لمواقف تثير الحزن وأخرى تثير الضحك

Quote: الاخ محمد علي البصير لك التحية و الشكر ايضا على طرح هذا الموضوع الهام للنقاش بيت الداء هو ادلجة التعليم من مرحلة الاساس الى التعليم الجامعي. الدول التي تهتم بتعليم ابنائها تتحسس ميولهم و مواهبهم و هم في رياض الاطفال لتوجيههم عند الدراسة ليتخصصوا في العلم الذي يوافق ميولهم و مواهبهم. و نحن في السودان لا نعرف ذلك حتى على مستوى التعليم الجامعي. لي ابن يدرس بكلية الطب جامعة الخرطوم و ابن آخر يدرس في كلية الهندسة جامعة الخرطوم، و في الكليتين تدرس مادة التربية الاسلامية. لو قلت لك ان من ضمن اسئلة امتحان التربية الاسلامية في الكليتين سؤال عن نواقض الوضوء، فماذا تتوقع بعد ذلك. انا هنا لا استخف بالسؤال و لكن هذا السؤال تعلمنا اجابته من السنة السابعة من عمرنا، لأنها السن التي كلفنا فيها بالصلاة، و ليس في عمر العشرين. و فوق كل ذلك التعليم الجامعي هو تعليم تخصصي و ليس تعليما عاماً. و ما قولك ايضا اذا علمت ان مدير جامعة الخرطوم الاسبق (مصطفي ادريس ان لم تخونني الذاكرة) قد ذكر في حوار مع جريدة الخرطوم بان جامعة الخرطوم اضافت الى منسوبيها ستمائة من الدبابين بلا شهادات ثانوية. و نفس العدد من الدبابين في جامعات النيلين و السودان و الاسلامية. ماذا تتوقع من دباب بلا شهادة غير القتل و حرق الداخليات و ممتلكات الطلاب، و تخريب العملية التعليمية برمتها. تعيين الاساتذة على الولاء في المواقع القيادية بالجامعات و قصر البعثات الدراسية العليا لمنسوبي الحركة الاسلامية من معاول تدمير التعليم العالي في السودان. من جانب آخر لا يمكن ان ننسى قلة الاهتمام بالأستاذ الجامعي، اذ اضحى في عهد الانقاذ ان يعيش عسكري في جهاز الامن عيشة لا يعيشها حاملو الدرجات العلمية الرفيعة من ابناء البلد المخلصين. و من الاسباب المهمة هي الاصرار الاعمى على تعريب التعليم الجامعي دون ان يصاحب هذا التعريب ترجمة مواكبة و تعريب للمراجع العلمية. و قد لاحظت ان معظم الطلاب يحملون تلخيص مختصر لمعظم المواد الدراسية التي يدرسونها. يأتي ذلك من افتقار المكتبات الجامعية للمراجع و الكتب الدراسية المواكبة. و اخيرا عليك ان تتذكر ان ميزانية التعليم لهذا العام هي فقط ثمانية مليارات في حين ان ميزانية القصر الجمهوري ( الجهاز الرئاسي) 88 مليار.