|
Re: اللبطنجي (Re: درديري كباشي)
|
توجهنا انا وصديقي القديم الجديد الذي لم اعرف اسمه حتى الان لانه لم يعطيني فرصة لسؤاله وجلسنا في احدى الطاولات التي لها كراسي عالية دوارة ... انا قلت حتى استطيع الالتفات في كل مرة و استطيع ان اتابع الموضوع الاساسي وهو استقبال الحاجة . وواصل الصديق : تعرف يا ابو عمرة ( كمان بقى يدلع فيني ) تذكر ايام كنا في المتوسطة ورحنا نطينا الحيطة لمدرسة البنات عشان نقطع الجوافة .. بعد داك الخفير سكانا (طاردنا) ونحن جارين وخلفنا الخفير ومعه كلابه .. - فكرت في نفسي وقلت ( صدقوا هذا الشخص وهمني لدرجة انه انا كدت اصدق واتذكر فعلا معه رغما عن ثقتي التامه في اني ما حصل عشت في بورتسودان سوى الخمسة عشر يوما التي ذكرتها آنفا وندمت عليها وقلت ياليتها لم تحدث ) وواصل صديقنا في سرد ذكرياتنا العجيبة قائلا .. فجاة انت ( اي انا) سقطت في طين قرب بلاعة ناس حاجة علوية بياعة الطعمية .. وهدومك ات######ت .. كمان ؟؟... لكن حاجة علوية مرة طيبة جدا دخلتك بيتها وغسلتك من الطين ولبستك ملابس ولدها عادل .. كان ما كدا كان ناس بيتكم قتلوك .. زي ما قلت لي انا .. وبعدين حاجة علوية ملت لكل واحد مننا كيس بالطعمية .. تركت هذا الصديق الواهم الموهوم يتحدث وقفلت الصوت بيني وبين نفسي وجلست افكر في المواضيع المشابهة التي قابلتني في حياتي .. تذكرت قصة الجاسوس الاسرائيلي باروخ ( في الكتاب انه الاسرائليين اذا ارادوا ان يزرعوا جاسوسا في دولة ما عربية او حتى اروبية مثلا .. يختاروا واحد اسرائيلي من اصول نفس الدولة . وبعد ذلك يخضع لتدريبات مكثفة حتى يتقن لهجة تلك البلد وينطقها مثل اهلها تماما وبعد ذلك .. يصنعوا له هوية جديدة يكون له فيها اقارب واصدقاء .. بمعنى يغيروا له قصة حياته تماما .. وبعد التدريب المكثف يخضع لاختبارات قاسية كان مثلا واحد يوقظه في منتصف الليل ويساله عن خالته فلانة التي تطلقت من زوجها في المكسيك .. فهو عليه قبل ان يدعك عينيه ان يروى القصة بتفاصيل دون اي زيادة او نقصان كانها حدثت فعلا .. في قصة باروخ الاسرائيلي .. كان باروخ يلعب دور تاجر مغربي اشتهر باسم الحاج سليمان وهاجر لليمن من المغرب .. وكان حاجا بحق وحقيق كما يقال يتحدث العربية بلكنة مغربية وعاش وسط اليمنية يصلي وياكل معهم ويحكي لهم عن ذكرياته الجميلة بالمغرب .. الا ان كشفته الاستخبارات المصرية .. وحتى عندما عرفوه رفض ان يعترف واصر على قصته المغربية .. وفي التحقيق معه الظابط المصري كان ذكي جدا .. تظاهر بانه يئس من التحقيق معه فقال له اذهب الحين يا حاج سليمان واسفين للازعاج .. ولكن قبل ان يصل الباب ناداه باسمه الحقيقي ( باروخ) لا اردايا التفت الجاسوس واخيرا انهار وعاد ليعترف بكل القصة وتفاصيلها ..) رفعت راسي بعد ان دارت تلك الهواجس ووجدت صديقي لازال يسرد ويروي في ذكرياتنا والتي لم تعجبني فيها حكاية الطين والطعمية .. وحتى لو كانت حقيقية كنت نكرتها ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|