|
Re: الانقاذ ثعبان ولا دبيب عديل ؟ (Re: عرفات حسين)
|
- منذ أن أخذ الشيخ (بعبوصاً) و اُلـقي به خارج السفينة المترنحة، فإنك –أخي محمد- لو سألت أي سوداني من أولئك الذين يدعون معرفة عميقة ببواطن أمور السياسة السودانية لاختلفت إجاباتهم وتعددت عن من يدير أمر الشأن السياسي في السودان.. وعن من هو الرأس.. وعن من يكون الذّنب...
لكن الأمر المؤكد أن النظام ما يزال يسير ويتخبط بلا رأس.. فالرأس الذي يبدو في الصورة أتت به الصدفة المحضة .. ومعرفة هذا الرأس بحسن الإدارة وبالسياسة قد لا تتجاوز كثيراً مسالة الكوع والبوع..
وكان يمكن أن يكون رئيس السودان في الثلاثين من يونيو 1989 هو الطيار (مختار حمدين) وكان يمكن أن يكون العميد (محمد عثمان محمد سعيد).. لكن الشيخ قال كلمته واختار أن يذهب هو إلى سجن كوبر حبيساً وأن يرسل دميته إلى القصر رئيساً..
ولكن.. وكما هو معروف فقد جرت الرياح بما لا يشتهي الشيخ بعد أن أحدث التلاميذ خروقاً متعددة وثقبوا سفينة الشيخ..
و منذ أن أخذ الشيخ ذلك البعبوص مع بدء الألفية الحالية، فالبعض يرى أن (مركب عل الله) تسير على غير هدى ، ومحل ما تمسى ترسى.
بينما يرى البعض أن (علي عثمان) هو الرأس المدبر الذي يمسك بالبوصلة بعد ذهاب الشيخ وسبق أن تحدث بعض الخبراء عن أن (عوض الجاز) هو الذي يحرك الدفة..
وهناك من تحدثوا عن المهندس (بحري) عبدالرحيم حسين الذي استطاع عبر عقود التسليح و الإفساد المنظم أن يقوى شبكة اتصالاته الداخلية والخارجية، وهو بحكم منصبه كقائد عام يسيطر على وحدات الجيش من مشاة ومدرعات وقيادة عامة وبقية الأسلحة.. وهو قد حصل بالفعل على الضوء الأخضر من دول الإقليم ومن أمريكا في حالة شغور المنصب الرئاسي بالمرض أو العجز الموت أو الموت الدماغي.. وكلها متحققة لدى ذلك الرأس الظاهر في الصورة.
بينما رجح آخرون بأن (بكري حسن صالح) رغم أنه -هو الآخر- ينتمي إلى إحدى الوحدات الفنية في الجيش (المظلات) إلا أنه وبحكم قربه من القصر هو الذي يحتفظ بـ"سر الليل" ويسيطر على كل الجيش بالإضافة إلى الأجهزة والشركات الأمنية.
ومن قبل أشار البعض لاسامة عبدالله، والبعض أقسم بالطلاق المثلث بأن قطبي المهدي هو المتحكم في الخرائط الملاحية، ومن قبل تحدثوا وعن مجذوب الخليفة.. وجزم البعض بأن الفريق (عبدالرحيم حمدي) هو صاحب الكلمة النهائية في "الإنقاذ"، وتحدث البعض عن قدرات فذة لصلاح قوش، وأنه هو الذي كان يحتفظ بكلمة السر في نظام الإنقاذ، و هناك من جزموا بأن غازي صلاح الدين هو ميكافيلي الإنقاذ الذي لا يرد له الرئيس كلمة.. ---------- لكن يبدو من الواضح أن سفينة السودان الجانحة تتجاذبها ثلاث مجموعات من المافيا تعمل كل واحدة منها جزيرة منفصلة عن الأخرى: هناك مافيا مالية: ومافيا عسكرية، لها شبكاتها المركزية والولائية.. ومافيا أمنية لها أيضاً امتداداتها الداخلية والخارجية...
تختلف مراكز الأشخاص ومواقعهم التنظيمية في كل واحدة من المافيات الثلاث بحسب الظروف، وحسب شطارته، وحسب قربه من القصر وعلاقاته مع القراصنة داخل الشبكات الأخرى.. لكن يبقى الأمر المؤكد أن النظام فقد أي شكل من أشكال الشرعية بعد أن مزق البلاد وبعد أن أفقر وقـّتل العباد وبعد أن بات يلفظ آخر أنفاسه.. وهو يسعى حثيثاً إلى حتفه بظلفه ... .. .
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|