|
Re: اسمحوا لي بقراءة نوبية لنهيدات البنت عند الحردلو ووردي (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
يا بنت يا نهيدتا يادوب قايمين .. شايليين تخا ورخا شايليين بنات وبنين .. إذا تأملنا في عمق هذا الكلام والبيئة التي انتجت مثل هذه الصورة التي تبدو غريبة على البعض ربما نظر اليها من جانب اقتصادي نفعي حسب ما أوردته في المداخلة اعلاه عن مغزى ورمزية ما ورد اعلاه من ابيات .. فالحس والشعور بالفتنة والاثارة هي طبيعة بشرية لا يمكن فصلها عن تكوين الانسان وهي من الاحاسيس التي غرسها الخالق في خلقه لتكون بدايات الانجذاب نحو الاخر والتمهيد للتزواج والتكاثر لبقاء الخلق وهي غريزة موجودة في كل المخلوقات وليس في الانسان فقط .. ولكن ليس كل ما نشعر به ونحسه نظهره للعلن إلا لفسد الكون وضاعت الحياة .. ففي الشعر الامدرماني لم يكن هناك حاجز أمام الشعراء للغوص في الوصف الحسي العميق ورغم ان هناك الكثير من البحوث والدراسات اجريت في هذا الشأن .. ولكني من وجهة نظري المحدود وحسب اجتهادي وقراءاتي المتواضعة .. أقول ان شاعر هو ابن بيئته لا ينفصم عنها ابداً مهما حاول ذلك .. فلأن شعراء الحقيبة في المدن مساحاتهم وادواتهم محدودة للغاية ( المكانية ) وتتلخص غالباً في شوارع ذات مساحات ضيقة ومحدودة وازقة وطبيعة صناعية آيلة للتغيير في كل فترة .. حيث لا يبقى هناك رمز او مكان لسنوات طويلة ليتجذر في الذاكرة وتصبح رمزية او مرجعية يمكن الاستناد عليها مثال ( الطابية والضريح ) .. واذا أردنا اقحام النيل كرمز ومرجعية نجد أن النيل هنا فارغ من معناه وعمقه ويكون غير ذو قيمة وليس النيل فقط المياه والمناظر التي تحيط به لكنه الانتماء والرابط المعنوي بينه وبين الانسان ولا يأتي ذلك إلا بالاحساس بأنك تمتلك جزءاً من هذا النيل وهنا تأتي رمزية السواقي والجروف والنخيل وغيرها من المفردات التي لا تزول بفعل الزمن ولا يمكن تغييرها او إزالتها من الذاكرة .. وهنا نستحضر دور شاعرنا خليل فرح الذى أتى من حاضنات الشمال ذات التاريخ والرموز ورغم أنه جارى شعراء امدرمان .. ولكنه كان شديد الضيق أحياناً وخاصة من طبيعة المكانية .. فكان نداءه ( في الضواحي وطرف المدائن .... ) والادهي والأمر عندما ذهب الى مصر مستشفياً فكان ان ضيق عليه المكان اكثر وبدا أنه معزول عن النيل والطبيعة فأصبح يردد ( عيني ما تشوف إلا شاهق ) ..
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|