|
|
 جيدلكم يا شماليين:إنفاقكم في السكن فاق الأوروبيين
|
جيدلكم يا شماليين:إنفاقكم في السكن فاق الأوروبيين
أحد التقاليد القديمة بغرب إفريقيا هي أنه حينما يتوفى مالك المنزل الذي قام بتأسيسه فإنهم يعمدون إلى دفنه في ضريح مهيب وسط هذا المنزل
وعندما يضطر ورثته لاحقاً لبيع المنزل , يكون هذا الضريح سبباً في انخفاض سعر العقار بشكل كبير
فإذا كان سعر البيت يعادل 10 ألف دولار , بالميت سيكون 5 ألف دولار , ومن هنا جاءت كلمة (بالميت)
كان هذا في الماضي أما اليوم بالخرطوم فقد إنعكست الآية , فالمنازل المليئة بالأضرحة (أي الأحياء القديمة)هي التي تحوز على أعلى الأسعار بصورة كبيرة
فإذا كان المنزل يعادل 10 ألف دولار فهو بالميت سيكون 150 ألف دولار
رغم أن بعض هذه المنازل متهالك أو متواضع في بنائه إلا انها اليوم أمست في وسط العاصمة واحتلت المواقع الأكثر تميزاً ,كما أن المعروض منها نادر.
مركزنا عالمياً:
متوسط إنفاق السوداني على السكن 18% من دخله الشهري مقارنة ب 10% عالمياً
وخاصة العاصمة فعدد سكان الخرطوم قد تضاعف مرتين خلال عشرة سنوات واصبح 7 مليون نسمة يقطنون 875 ألف منزل
وزاد الطين بلة أن الهجرة غير الشرعية لعدد 4 مليون اثيوبي (وفق أرقام رسمية) ضغطت أكثر على قطاع السكن
مستوى السكن:
رغم متوسط الإنفاق الكبير على السكن السوداني بأسعار فاقت كثير من الدول الأوروبية
أسعار العقار في ولاية الخرطوم فاقت بيروت وفق تأكيدات شهود عيان رغم أن مساحة السودان أكبر 188 مرة من مساحة لبنان
إلا أن السكن متواضع البنية والخدمات مقارنة بما ستحصل عليه في غير السودان و بأكثر قليلاً من نصف متوسط الإنفاق الشهري
رقم محيّر:
ذكرت أعلاه إحصاء مساكن ولاية الخرطوم 875 ألف مسكن , وعدد السكان 7 مليون نسمة (بدون المهاجرين غير الشرعيين)
بالقسمة المطولة يصبح المعدل 8 أشخاص داخل كل مسكن
لكن جهاز الإحصاء المركزي أكد أن معدل عدد أفراد الأسرة التي تسكن في منزل واحد Household هو 6 أشخاص !!
إذن يوجد شخصين إضافيين لم تحصى مساكنهم أي ربع السكان , هذا العدد كبير جداً
من كل أربعة أشخاص يتجولون في العاصمة هناك واحد منهم لا أحد يدري أين ينام؟
هل هناك مساكن عشوائية بهذا القدر؟
احتمال وجود غسيل أموال؟:
Money Laundering
هذا الإحتمال وارد فالسودان دخل ضمن الفئة الثالثة حسب تقرير
INCSR 2012
فئة أولى:الدول الاساسية Primary Concern
فئة ثانية:دول يجدر الاهتمام بها Concern
فئة ثالثة:دول موضوعة تحت المراقبة Monitored
وحتى يأتي الدليل والبرهان سأعتبر أسعار الاراضي حقيقية من وجهة نظري لجملة أسباب:
1-اقل قليلاً من ثلث السودانيين يسكنون في أصغر ولاية ,ولاية الخرطوم مكتظة وللناس اسباب وجيهة لبحثها عن الخدمات -رغم بؤسها- فهي الأفضل في السودان لذلك الطلب عالي.
2-بروز طبقة جديدة من الرأسمالية الطفيلية ترغب في توطين نفسها حلت محل الطبقات المقتدرة السابقة , زيادة في الطلب والتنافس.
3-أساس تثمين العقار ثلاثة معايير وهي "الموقع ثم الموقع فالموقع",وأغلب المعروض يقع في الاطراف, إذ لم تعد هناك مخططات جديدة في الوسط أي قلة العرض.
لذلك تفكر الإدارة باستراتيجيتنين , الاولى هي إبعاد المواقع الخدمية التي تحتل مواقع نموذجية في وسط العاصمة والاستحواذ على أراضيها وبناء أبراج متعددة الأغراض بها بتفريغ وسط العاصمة من الخدمات الصحية والتعليمية والجيش والوزارات
والاستراتيجية الثانية هي محاولة التوسع الرأسي في مواقع الأحياء القديمةوقد طرح معتمد الخرطوم مثلاً خطة قائمة على أن يجعل المنازل من 5 طوابق في حي الديوم الشرقية
4-القطاع العقاري بطبيعته الفطرية أو الغريزية يتحرك عكس القطاعات الاخرى, لانه بمثابة خزينة السوق ,ينتعش إذا إضطربت القطاعات التجارية والصناعية والزراعية , ويضمحل إذا قويت هذه القطاعات.
5-طبيعة نسبة كبيرة من السودانيين محافظين conservatives يفضلون الاستثمار في الاراضي والذهب للربح المضمون أو على الأقل لحفظ المال مما أدى لزيادة الطلب.
-----
هوامش:
لؤى بابكر حاج احمد -قروب الديم احلى حتة (قروب مغلق) فيسبوك
تقرير قناة الجزيرة عن العقارات في السودان (يوتيوب)
تقرير incsr 2012
إحصائية السكان والمساكن 2008
|
|
 
|
|
|
|
أسامة العوض
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست