اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 12:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-05-2013, 09:36 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل (Re: الكيك)

    مذبحة المجتمع المدني السوداني الثانية: المأساة والمهزلة معاً
    د.عبدالوهاب الأفندي
    2013-03-04

    خلال الأسابيع القليلة الماضية، أظهرت الحكومة السودانية همة عالية في إغلاق عدد من مراكز البحوث والجمعيات المدنية، كان من أبرزها مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية ومركز الدراسات السودانية وبيت الفنون. وعندما حاول ممثلون عن عدد من المراكز التي أخطرت بقرارات الإغلاق في ديسمبر الماضي تسليم مذكرة لمفوضية حقوق الإنسان الرسمية، حاصرت أجهزة الأمن مقر المفوضية ومنعت المحتجين من تقديم مذكرتهم. الأجهزة منعت كذلك مفوض حقوق الإنسان من مقابلة المحتجين خارج المبنى.
    وكانت الحكومة قد شنت حملة سياسية وإعلامية اتهمت فيها بعض المنظمات بتسلم دعم أجنبي بغرض زعزعة الاستقرار في البلاد وإسقاط النظام، كما اتهمت أخرى بكونها واجهات لحركات مسلحة. وقد تميزت الهجمة على هذه المنظمات بشراسة استثنائية، بلغت حد اعتقال بعض مسؤولي المراكز ومصادرة ممتلكاتها. ولم يتم اتباع الإجراءات القانونية برفع الأمر إلى القضاء أو إتاحة فرصة الاستئناف، أو حتى كما رأينا- السماح للمتضررين بالتظلم لدى مفوضية حقوق الإنسان.
    ويذكر أن نظام الإنقاذ بدأ عهده بأكبر مذبحة لمنظمات المجتمع المدني في تاريخ البلاد، حيث قام بإغلاق كل الصحف والأحزاب والنقابات والمنظمات المدنية، وهو إجراء صعب فهمه، لأنه كان تعطيلاً للطاقات وإضعاف للبلاد. وقد كان أكثر ما أزعجني وقتها وضع القيود على منظمات الإغاثة، خاصة في عام 1990، حين كانت بعض نواحي البلاد تواجه خطر المجاعة. فقد كان هناك هوس عند الأجهزة الأمنية بأن منظمات الإغاثة الأجنبية هي بعض أدوات المخابرات الغربية، وهو سوء فهم مزدوج، أولاً لأن طبيعة هذه المنظمات تجعلها في حالة مناكفة دائمة مع دولها، خاصة وأن من يعمل في صفوفها هم غالباً من أصحاب النظرة المثالية الناقدة لآليات الرأسمالية العالمية. وتشكل هذه المنظمات صداعاً لدولها لأنها تمارس الضغوط عليها باستمرار لصالح فقراء العالم الثالث. ويرجع سوء الفهم ثانياً لأن التجسس على السودان لا يحتاج لكل هذا التعب، فأسراره، إن كانت هناك أسرار أصلاً، مبذولة بغير ثمن ولا جهد، وكثيراً ما يتطوع بها كبار المسؤولين. بل إن هناك صحافيين يدبجون مقالاتهم من تقارير الاستخبارات، أحياناً بدون تصرف.


    مهما يكن فإن تلك المحاولة لقمع المجتمع بكامله كانت كارثة كبيرة، عادت على البلاد والنظام بأضرار لا نهاية لها. ولم يلبث النظام طويلاً قبل أن يبدأ التراجع عنها، كما قام بتحرير السوق والسماح بإنشاء الأحزاب، وعقد الصفقات مع الحركات المسلحة. وكان المأمول أن يكون البعض قد وعى ذلك الدرس، وأدرك أولاً أن مثل هذا القمع لا يجدي شيئاً، كما أنه يعود بالضرر على البلاد والعباد. ففي هذه الأيام التي أصبح فيها العالم قرية، يمكن إنشاء مركز أبحاث أو صحيفة في كاليفورنيا أو واق الواق، فتصل رسالتها كاملة غير منقوصة إلى كل بقاع السودان. وقبل ذلك تصلها المعلومات في أحيان كثيرة قبل أن تصل المسؤولين.
    ولا ننسى هنا أن الحكومة تصدع كل صباح هذه الأيام بالدعوة لكل معارض للمشاركة في الحوار حول صياغة الدستور، وتشنع على من يرفض المشاركة وهم غالبية أحزاب المعارضة- بأنهم يرفضون الحوار الذي لا تقوم للديمقراطية قائمة بغيره. ولكن أضعف الإيمان في حوار مثل هذا هو أنه، إذا نجح، فيسمح لقوى المعارضة بكامل الحرية في تشكيل الأحزاب، وتمكنها من المنابر الإعلامية، ولا تسمح فقط بإنشاء منظمات المجتمع المدني من كل نوع، بل تبادر بدعمها وإسنادها. فلعل الأولى إذن، قبل الحوار، السماح لمنظمات المجتمع المدني القائمة أصلاً بالاستمرار في عملها، خاصة وأنها أنشئت تحت طائلة قوانين موجودة أصلاً، وقدر من الحريات هو أقل مما تطالب به المعارضة.


    إذن كيف تدعو الحكومة للحوار صدر النهار وتكفر به آخره، وكيف تبذل الوعود للمعارضة المسلحة بالمشاركة في العملية السياسية والتمتع بكامل الحريات، ثم هي تقوم بمعاقبة المنظمات المدنية ذات مطالب الحد الأدنى، خاصة المراكز التي لا مهمة لها سوى تيسير الحوار وممارسته؟


    حقيقة نحن في حيرة من أمرنا من نظام يبدو أنه لا يعرف بالضبط ماذا يريد، بل لا تعرف يمينه ما تصنع شماله. فقبل أيام قامت جهات أمنية بإبعاد مواطن أمريكي من أصل صومالي من العاصمة السودانية بطريقة فجة وغريبة، حيث داهم رجال أمن غرفته بعد منتصف الليل واقتادوه إلى المطار و قاموا بترحيله. ولكن الطريف أن الرجل دخل البلاد بتأشيرة نظامية، وتم استقباله من مسؤولين كبار في الحزب الحاكم في قاعة كبار الزوار، وكان في نفس ذلك اليوم في لقاءات مع كبار المسؤولين، ومن بينهم وزير الداخلية. ويعود بعض من هذا لأن الرجل، الذي عمل وزيراً في حكومة الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد، كان على علاقة طيبة مع المسؤولين، ويزور البلاد بصورة دائمة. ولكنه كان قبل ذلك الممثل الإقليمي لمنظمة إغاثة دولية تعمل في دارفور، تم إيقاف نشاطها رداً على قرار المحكمة الجنائية بمطالبة الرئيس السوداني عمر البشير للمثول أمامها. وكما هو واضح فإن هذا القرار لم يكن له علاقة بالمنظمة وعملها.



    ولكن حتى لو كان الأمر كذلك، فإن الرجل دخل إلى البلاد بطريقة مشروعة، وكان في حوار مع كبار المسؤولين، ومنهم وزير الداخلية الذي لم يعلم بقرار الإبعاد إلا في اليوم التالي (وهو اليوم الذي كان الضيف سيسافر فيه أصلاً). وهذا يطرح سؤالاً مهماً حول من يدير البلاد، وبأي عقلية ووفق أي منطق وفهم؟ فإذا كان مقر مفوضية حقوق الإنسان التي أنشأتها الدولة (وهي ليست منظمة مجتمع مدني) يحاصر من قبل قوات تمثل الدولة، وإذا كان ضيوف البلاد يروعون في منتصف الليل ويطردون دون علم وزير الداخلية، ألسنا أمام دولة هي في حالة حرب مع نفسها، إن صح إطلاق صفة الدولة عليها؟


    الأدهي من كل ذلك أن هذه الردة إلى جاهلية الإنقاذ الأولى تأتي بعد ربع قرن من الانفراد بالسلطة. وإذا كان التبرير للهجمة الأولى على منظمات المجتمع هو تنفيذ سياسة 'التمكين' (وهي سياسة يتبرأ منها اليوم كبار مهندسيها) فإن العودة إلى ذلك المنهج في وقت يزعم فيه الحزب الحاكم أنه بلا منافس في شعبيته وقوة أنصاره، يشير إلى أحد أمرين: إما أن الحزب يعرف قدر نفسه ويرتعد كلما هبت نسمة باتجاهه، وإما أن الأجهزة الأمنية تعربد بدون مبرر حتى من حجة تأمين النظام، وهي حجة باطلة على كل حال.
    وأذكر في هذا الأمر حواراً دار بيني وبين أحد أقطاب اليسار المصري في مطلع التسعينات بعد أن صرح الرجل في مؤتمر كنا نحضره في دولة أوروبية بأن الخطر على الحريات في مصر لا يأتي من النظام الغاشم وإنما يأتي من الجماعات الإسلامية. فقلت للرجل: لقد احتكرتم معشر العلمانيين السلطة في مصر أربعين عاماً، فقتلتم وسجنتم وشردتم، وهيمنتم بلا منازع على الإعلام والتعليم والاقتصاد، ثم تأتي بعد كل هذا لتشكو من الإسلاميين المهمشين؟ فهل يعني هذا أن أنكم تطلبون أربعين عاماً أخرى من الاستبداد حتى تتخلصوا من 'الخطر الإسلامي'؟ في اعتقادي أن الحل هو أن تعترفوا بأنكم خسرتم المعركة، وتكتفوا بإدارة معركة أخرى تطالبون فيها بضمان حقوقكم كأقلية. فليكن الحوار من الآن فصاعداً حول ما هي الضمانات التي تريدونها لتسليم السلطة للشعب حتى لا تصبحوا، مثل خصومكم، ضحايا للنظام الجديد.


    غضب الرجل من مداخلتي غضباً شديداً، ورفض طوال الفترة الباقية من المؤتمر أن يتحدث إلى أو حتى مصافحتي. وعندما حييته مرة أثناء مروري به قال لي غاضباً: ما ذا تريد مني بعد أن أحلتني إلى المعاش؟ ولعل الطريف والمؤسف- في الأمر هو أن الرجل، الذي كان قد تجاوز وقتها سن المعاش بدهر طويل، كان سيكون رحمه الله- في حال أفضل لو أنه تقبل المعاش بأريحية، لأنه تحول فيما بعد إلى أحد أقطاب ('والعياذ بالله' على سنة الزميل حسنين كروم) التطبيع مع إسرائيل.
    وفي اعتقادي أن نفس النصيحة التي وجهناها لصاحبنا الذي انتقل من أقصى اليسار إلى اقصى مراحل الانبطاح للامبريالية، تصدق في حق إخواننا الإنقاذيين الذين تحولوا بدورهم من رافعي شعارات 'أمريكا روسيا قد دنا عذابها' إلى مرحلة الافتخار بكونهم 'عيون وآذان المخابرات الأمريكية في افريقيا'. فإذا كانوا بعد ربع قرن من الحكم التسلطي المنفرد يخافون من بضعة أفراد لا سلاح لهم سوى مايكروفون وبضعة كراس وأجهزة كمبيوتر في بيت مستأجر، فإن من الحكمة أن يدخلوا في نقاش جدي مع بقية أطياف المجتمع حول شروط التقاعد المريح، وكيفية تسليم السلطة إلى الشعب. ذلك أن استمرارهم في السلطة في هذه الحالة لن يكون إلا بارتكاب المزيد من الجرائم في حق الشعب، أو العمالة والارتماء في حضن الأجنبي، أو الاثنين معاً في الغالب. وقد أخذوا سلفاً من كل بنصيب كما فعل أشياعهم من قبل.


    وقد كان الأخ الواثق كمير نشر الشهر الماضي مقالة بعنوان 'الكرة في ملعب الرئيس' يدعو فيها الرئيس عمر البشير لأخذ زمام المبادرة في قيادة الانتقال الديمقراطي. ولا شك أن من العقل والحكمة الأخذ بهذه النصيحة، فلو أن حسني مبارك وزين العابدين بن علي كانا على شيء من الحكمة، وبادرا إلى التغيير، لكان كلاهما يعيش اليوم في بلده معززاً مكرماً في قصر 'رئاسي معاشي' يغشاهما فيه الأصدقاء القدامي ويعرج عليهما فيه كبار الزوار، ويا دار ما دخلك شر (إلا الشر القديم). ولكن لله تعالى مقادير لا راد لها، وإذا أراد بقوم سوءاً فلا مرد له وما لهم من دونه من وال، ويزين لهم الشيطان أعمالهم ويقول لهم لا غالب لكم اليوم من الناس، حتى يأتي أمر الله.

    ' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن




    ---------------------

    الأخوان المسلمون بين الأمس واليوم : نبيذ قديم فى قوارير جديدة
    March 5, 2013
    الفاضل عباس محمد علي..

    أوردت مجلة “روزاليوسف” فى عدد 16 فبراير الماضي مقابلة مطوّلة مع أحد الإخوان المسلمين أعضاء الجناح العسكري “النظام الخاص” المشتركين فى محاولة اغتيال جمال عبد الناصر عام 1954 – يدعي خليفة مصطفي عطوة – المتهم الثالث،….. ولقد جاءت الحقائق التالية علي لسانه:

    1. هنالك تنظيم عالمي للإخوان المسلمين يترأسه “المجلس الأعلي للإرشاد”، وهو الذى أشرف على تأسيس الفرع المصري برئاسة حسن البنا.

    2. سلمت المخابرات البريطانية حسن البنا عام 1928 مبلغ 500 خمسمائة جنيه لتكوين “جمعية مكارم الأخلاق”، وبالفعل أنشأها البنا… ولكنه أسماها “جمعية الإخوان المسلمين.”

    3. أسّس البنا الجناح العسكري عام 1943 ليقوم بالإغتيالات اللازمة وليستعد لدوره المستقبلي فى الاستيلاء علي السلطة؛ وقام الجناح بتصفية أحمد ماهر رئيس الوزراء عام 1945، كما دشّن سلسلة من التفجيرات منها “تفجيرات سينما مترو” التى أدين بسببها بعض الإخوان، وكانت ردة فعل التنظيم العسكري اغتيال المستشار الخازندار رئيس محكمة الاستئناف، فقام النقراشي باشا رئيس الوزراء (الذى تم اغتياله كذلك لاحقاً بواسطة الجناح العسكري) بحل جماعة الإخوان المسلمين واعتقال جميع كوادرها القيادية ماعدا حسن البنا، إذ كان البنا قد أصدر بياناً أدان فيه منفذي التفجيرات وقال عنهم: إنهم “ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين”، كما أصبح واضحاً أن البنا علي صلة وثيقة بالقصر (الملك فاروق). ونتيجة لذلك، قام الجناح العسكري باغتيال حسن البنا أمام دار حزبه بميدان رمسيس، ولم يتحرك قادة الإخوان الموجودين لإسعافه، وتركوه ينزف لمدة 14 ساعة…حتي صباح اليوم التالي، ففارق الحياة قبل أن ينقل للمستشفى، ولم يحضر أي من الإخوان تشييع الجثمان، وتركوا ذلك لزوجه وبناته لوحدهم.

    وفي إحدي الندوات التى قدمها الأستاذ الخرباوي بأبوظبي الأسبوع الماضي، سألته عن صحة هذه الأشياء، فأجاب كالآتي:

    • فيما يختص بالتنظيم العالمي فهو ما زال موجوداً، ورئاسته بنيويورك، غير أن المنطقة العربية تقع كذلك تحت إمرة المرشد المصري الموجود بالقاهرة (حالياً محمد بديع)، وكل تنظيمات الإخوان بالدول العربية تدين له بالولاء وتبايعه على المكره والمنشط، بيعة مباشرة أو بالوكالة، مما يخلق تناقضاً بين ولاء كل منهم لوطنه من جانب وللجماعة من الجانب الآخر، والجماعة بالقطع تأتي قبل الوطن، ومن هنا تجد عداء الإخوان “للشعوبية” أي “الوطنية”، وتمسكهم بالأممية الإسلاموية.

    • أما علاقة الإخوان بالمخابرات الغربية فهي أيضاً مثبتة تاريخياً، غير أن المبلغ الذى تسلمه حسن البنا عام 1928 كان 300 فقط وليس 500 جنيه مصري.

    • ومسألة اغتيال حسن البنا فعلاً لغز كبير؛ وقد تحدث إبنه وابنته مؤخراً عن هذا الموضوع وقالا بأن اغتيال والدهما لم يكن بالطريقة التى تم الترويج لها، وهنالك سر يكتنف هذا الموضوع وسيقومان بكشف النقاب عنه فى كتاب سيصدره ابن المرحوم، سيف الإسلام. وقال الخرباوي إن جماعة الإخوان المسلمين عرّضت أبناء الشهيد البنا لضغوط شديدة، كان من نتيجتها أن توقف كلام أبناء حسن البنا عن مقتل أبيهم، وأكد الخرباوي بأن الكتاب المذكور لن يري النور مطلقاً.

    هذا ما قاله الخرباوي، وفى كتابه “سر المعبد” المزيد من مثل هذه المعلومات. ولكن المشكلة الكبري التى يواجهها العالم العربي برمته أن الإخوان المسلمين، برغم كل ذلك، انطلوا على كتل ضخمة من الجماهير العربية، وتربعوا علي دست الحكم – عبر بوابة الانتخابات - فى مصر وتونس والمغرب – (وفى المغرب جاءوا لكراسي الحكم بدون انتفاضة) – والسودان: (حيث بطشوا السلطة بانقلاب عسكري قبل ما يقارب ربع قرن، وما زالوا متشبثين بها)؛ والإخوان يحدثون ضجيجاً هائلاً وحراكاً مستمراً بكل من البحرين (بتحالف وثيق مع إيران) واليمن وليبيا وسوريا والكويت، والسعودية بين الفينة والأخري. و لا يبدى الإخوان أي نوايا نحو التنازل أو الانفتاح أوالمشاركة أو الرضوخ لرغبة الشارع فى الوصول لحلول وسطي تتضمن دستوراً علمانياً يسمح بوجود دولة تعددية ديمقراطية بالمعني الأصلي للكلمة، وما زال خطابهم يشمله الغموض فيما يختص بحقوق الأقليات المسيحية وحقوق المرأة وحرية التعبير.

    ولقد وضّحت الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري للشرق الأوسط…. ومصر خاصة…أن الحكومة الأمريكية بلا أدني شك وراء ما يحدث فى الشرق الأوسط، وأنها القوة الحقيقية الداعمة للإخوان المسلمين باعتبارهم – حسب رؤية الورش التى تطبخ قرارات السياسة الخارجية الأمريكية – صمام الأمان الوحيد المتوفر للاستقرار بمنطقة شديدة التوتر وكثيرة القلاقل، ولا يهم كثيراً أي نوع من الدكتاتوريات يخططون لفرضها علي شعوبهم، فحيثما اتجه سحابها، سيصب خراجها باتجاه الخزائن الأمريكية فى نهاية التحليل، حيث أن الولايات المتحدة هي الموئل للحسابات السرية والممول بالأسلحة وقطع الغيار والحافظ لأسرار الفساد وسرقات الأباطرة الحاكمين بمثل هذه الأنظمة، وهي التي تمسك بطرف الحبل الذى يحيط بعنق إسرائيل….وتستطيع أن ترخي لها العنان فتعتدي على من تريد، دون وازع من أمم متحدة أو مجلس الأمن…طالما أن أمريكا تتمتع بحق النقض…كما تستطيع أن تكبح جماح الدولة العبرية إزاء هذه أو تلك من دول المنطقة…فإسرائيل منذ تأسيسها ###### الحراسة المخلص للمصالح الأمريكية.

    ولذلك، رغم الرفض الجماهيري الواضح لحكم الإخوان المسلمين بمصر وتونس والسودان، علي سبيل المثال، فإن الأنظمة الإخوانجية بهذه الدول الثلاث تبدو مطمئنة كأن شيئاً لم يكن، ولم تتأثر بحالة عدم الاستقرار التى سادت لفترة طويلة من الزمن، وحالة الانكماش، بل الانهيار الإقتصادي… والشرخ المريع الذى يشهده الشارع السياسي بكل منها. ويتساءل المراقبون عن كيفية الخروج من هذا المأزق…وعن وجود أو عدم وجود ضوء فى آخر النفق!

    و لا أستطيع أن أتحدث بشيء من البيان والتبيين إلا عن الحالة السودانية…وهنا أيضاً يحتار الدليل…ويقف حمار الشيخ فى العقبة.

    فلقد راهنت المعارضة السودانية لأكثر من 15 سنة على ما يسمي بالتجمع الوطني الديمقراطي الذى ضم كل الأحزاب (باستثناء الإخوان المسلمين)، والنقابات ومنظمات النفع العام، بالإضافة للقوة العسكرية الأكبر: الحركة الشعبية / الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة الراحل العقيد الدكتور جون قرنق. ولكن تضافرت عناصر شتى فى إضعاف ذلك التجمع رويداً رويداً إلي أن تفرق أيدي سبأ، وتهالك نحو الخرطوم أفراداً وجماعات، وانتهي بها الأمر جميعها – أي الفصائل المكونة للتجمع – لتصبح جزءاً تابعاً لحكومة البشير، …ورضوا بالفتات، واستخدمتهم حكومة الخرطوم تكتيكياً ، لخدمة أغراض عارضة وتمويهية، ولفظتهم لفظ النواة فى آخر النهار، فأصبحوا كالمنبت…لا أرضاً قطع و لا ظهراً أبقي. وتلك العوامل هي:

    • لعبت الحكومة الأمريكية دوراً مفصلياً فى ترتيب محادثات سلام بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية (بمعزل عن باقي التجمع) فى مشاكوس بكينيا عام 2002، تلك المحادثات التى تمخضت عنها فى النهاية مفاوضات نيفاشا بكينيا نفسها…والتى خرجت منها اتفاقية السلام بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية فى يناير 2005. ولقد تدثرت الحكومة الأمريكية برداء شفاف إسمه “مجموعة دول الإيقاد” وهي إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي ويوغندا وكينيا، والسودان…بالإضافة لأصدقاء الإيقاد : الولايات المتحدة والنرويج وإيطاليا، ولكن الوجود الفعال طوال تلك المحادثات فى كل من ماشاكوس ونيفاشا علي مدي ثلاث سنوات كان لمندوبي المخابرات المركزية ووزارة الخارجية الأمريكية…إذ كانوا هم الذين يقودون المحادثات فعلياً، كمايسترو الفرقة الموسيقية، وكانوا يقومون بالدعم اللوجستي والتزييت والتشحيم اللازم والمساعدة فى حل العقد وتقريب الرؤوس، مع توزيع مظاريف يومية مكدسة بالدولارات لكل المشاركين فى المحادثات، من الطرفين، تسمى مصاريف أتعاب. وعندما تكللت تلك المحادثات فى نهاية الأمر باتفاقية السلام الشامل CPA التي وضعت حداً لحرب استمرت لأكثر من عشرين سنة….اعتبرتها الدبلوماسية الأمريكية نصراً لها، وتباهت بها كثيراً وروّجت لها، ودافعت عنها بالظلف والناب، ولا زالت تفعل ذلك. ولقد تابعت الحكومة الأمريكية سير الاتفاقية على الأرض حتى استفتاء عام 2011 الذى كانت نتيجته انفصال الجنوب، مربط الفرس.

    • ما كان التجمع طرفاً فى محادثات كينيا… بإصرار من الحكومة السودانية التى تميل دائماً للحلول التجزيئية وللانفراد بالخصم، بعيداً عن حلفائه الآخرين، وبمباركة من الحكومة الأمريكية التى وصفت التجمع بالضعف والتشرذم وعدم وضوح الرؤيا، ويبدو فى حقيقة الأمر أن الحكومة الأمريكية تخلت عن الشمال برمته وركزت على الجنوب الذى أوشك أن يخرج بدولة أفريقية مسيحية ناطقة بالإنجليزية وصديقة للغرب وإسرائيل (مساحتها ثلاثمائة ألف ميل مربع)…وذلك فى حد ذاته إنجاز منقطع النظير….لم تتمكن الحكومة الأمريكية من تحقيق شيء قريب منه فى كل البؤر التى تورطت فيها وانفقت عليها النفس والنفيس…مثل الصومال والعراق وأفغانستان… ومسلسل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

    • كان التجمع بدوره فى أضعف حالاته مع نهاية التسعينات، فقد تفاقمت الصراعات الداخلية بين الأحزاب المكونة له، وكان من نتيجة ذلك أن تخلي حزب الأمة عن التجمع كلية وأبرم إتتفاقية ثنائية مع حكومة الخرطوم (إتفاقية جيبوتي 2000) عادت كوادره بموجبها للخرطوم وشارك بعضها فى السلطة. ولقد نجحت الحكومة ليس فقط فى تفتيت التجمع، إنما سعت ونجحت فى تفتيت حزب الأمة القادم الجديد إلي حضنها، فضمت جناحاً منه ولفظت الآخر، ثم انقسم الجناح التابع لها إلي عدة أجنحة…وهكذا دواليك.

    • منذ نهاية التسعينات، كان تجار الحزب الإتحادي الديمقراطي (الذى بقي بالتجمع) يكثرون من زيارة القاهرة حيث تتواجد قيادة التجمع، ويلحون عليها فى الوصول لثمة صفقة مع حكومة الخرطوم، ويتحجّجون بأن مصالحهم قد أضيرت وأن الإخوان المسلمين قضوا تماماً علي الطبقة الوسطي التقليدية واستبدلوها بنفر أشعث أغبر قادم من بطون الريف وتلافيف الحرمان… بشرهٍ ونهمٍ وافتئاتٍ علي حقوق الآخرين….فساهمت تلك الضغوط فى تسليك محادثات القاهرة بصيف 2005 التى تمخضت عن اتفاقية يونيو من ذلك العام، وبعدها مباشرة غادرت فلول التجمع المتواجدة بالخارج…غادرت بلاد المنفى… وعادت للخرطوم وشاركت فى الحكومة بمقدار ضئيل ومساهمة رمزية ليست ذات أثر…وظل توازن القوى لصالح الإخوان المسلمين حتى اليوم.

    وهكذا، شدد الإخوان المسلمون قبضتهم على السودان، واكتسبوا نوعاً من الشرعية بوجود الأحزاب المعارضة فى كنفهم، مشاركة فى الحكومة وفى البرلمان بشكل أو بآخر، مما أغراهم بصياغة دستور دائم يضمن لهم الوجود السرمدي علي كراسي الحكم، وهو الدستور الإسلامي الذى سيشرعن دولة الخلافة ويقنن ولاية الأمير الذى كان قد فاز فى الانتخابات الرئاسية بأغلبية ساحقة (بغض النظر عن رأي الآخرين فى تلك الانتخابات التى لم تكن شفافة، كما شابتها جميع أنواع التزوير).

    وبالطبع، لا يهم الإخوان كثيراً ما يحدث للوطن السوداني، فهم كغيرهم من الإخوان المسلمين ليسوا شعوبيين، ولهم رسالة استراتيجية واحدة، تلك التى تصوّرها مؤسس الحركة حسن البنا، وهي إعادة الخلافة الإسلامية، وهي رسالة تمتد بالضرورة خارج الحدود، وقد يدخل فى إطارها المسلمون فى مالي ونايجيريا وتشاد، بالإضافة للصومال….كملحقات للخلافة الأم فى قاهرة المعز.

    لا يهم الإخوان فى كثير أو قليل أن إتفاقية نيفاشا كانت وبالاً على السودان، فقد تم الانفصال قبل أن تحسم مسائل المشورة الشعبية التى نصت عليها الاتفاقية فيما يتعلق بمنطقة أبيي وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، ولم يتم ترسيم الحدود بين دولتي الشمال والجنوب…وهي حدود تمتد لألفي كيلومتر…يقطعها جيئة وذهاباً أعراب من البدو وجنوبيون رعاة لا يعرفون معنى الحدود الدولية…كما تم الانفصال قبل أن تحسم الأمور الخاصة بالنفط وأنابيب توصيله والرسوم والمستحقات لكلا الطرفين…وغير ذلك من المسائل الاقتصادية والحياتية التى تهم شعوب الشمال والجنوب، والتى ما زالت المفاوضات الخاصة بها تراوح مكانها منذ الانفصال قبل عام ونصف.

    ولقد تم انفصال جنوب السودان دون أن يتم التوصل لحل خاص بمشكلة دارفور التى ظلت مستعرة منذ عام 2003…ومع أن الحكومة الأمريكية أبدت اهتماما بهذه المسألة فى أول الأمر…وزار الممثلون والشخصيات الأمريكية معسكرات النازحين الدارفوريين بتشاد وإفريقيا الوسطى…إلا أن الإعلام الأمريكي صرف النظر عن مسألة دارفور بالمرة…وذلك حتى لا يحدث أي تشويش بالنسبة للقضية الأخري الأكثر أهمية للإستراتيجية الدولية الأمريكية…وهي جنوب السودان…وظلت دارفور في مربعها الأول، بل ربما تآمرت المخابرات الأمريكية لإسكات صوت المعارضة الدارفورية…إذ يقال إن الطائرات الفرنسية المنطلقة من تشاد هي التى أودت بالدكتور خليل ابراهيم قائد حركة العدل والمساواة بأحد أصقاع دارفور…ومن المستبعد أن تقوم المخابرات الفرنسية والجيش الفرنسي بهذه الخطوة دون تنسيق مع الأمريكان…وهو التنسيق الذى شهدنا طرفاً منه فى الآونة الأخيرة عندما تدخل الجيش الفرنسي فى شمال مالي وطرد منها جماعة القاعدة المتشددين…بضوء أخضر ومؤازرة معلوماتية ولوجستية من المخابرات المركزية الأمريكية.

    ولقد تداعت بعد الانفصال سلسلة من الحروب بين جيش الخرطوم وفروع الحركة الشعبية قطاع الشمال بمنطقة جنوب كردفان، حيث تقطن قبائل النوبة، ومنطقة جنوب النيل الأزرق موطن الإنقسنا والبرون وغيرها من القبائل الإفريقية التى تحلم بثمة حكم محلي فدرالي يبعدها عن هيمنة المركز الخرطومي العروبي الذى عرضها للتهميش الموروث من العهد الاستعماري …والذى تسبب فى عدم مجاراتها للتقدم الاقتصادي الاجتماعي النسبي الذى شهده باقى الوطن، رغم تعثره وكبواته المستمرة.

    هذه الأزمات المستعصية التى يعيشها بلد كالسودان هي بسبب التعنت والعناد الآيدلوجي الذي يتمسك به الإخوان المسلمون، وتراهم يرددون ما قاله محمد مرسي مؤخراً بإن تخلي الإخوان عن السلطة من رابع المستحيلات، ولسان حالهم يستذكر ما قاله عثمان بن عفان رضي الله عنه: “لن أخلع لباساً ألبسنيه الله.” وهكذا سيستمر الإخوان فى البطش بشعوبنا، خاصة وهم يجدون الضوء الأخضر من الحكومة الأمريكية (إلي حين إشعار آخر).

    ولكن الخطورة الحقيقية تكمن فى أن مخطط الإخوان يستهدف المنطقة بأسرها، وكما عرفنا فى ندوة أبوظبي يوم 24 فبراير، فإن تنظيم الإخوان العالمي موجود الآن بدولة قطر، وهي التى تدعم تحركات المنظمات المتطرفة المشبوهة بمنطقة الخليج، وهي التى تقف وراء التمدد السلفي بشمال إفريقيا والصحراء الكبري، وهي التي تدعم النظام السوداني بسخاء شديد، وتعيد له توازنه كلما سدد له الشارع المعارض ضربات موجعات….إذ تحقنه بهبات نقدية ضخمة تحافظ علي سعر عملته المحلية إزاء الدولار…وتساهم بالاستثمارات الهائلة التى جيّرت ملايين الأفدنة من الأراضى الزراعية لصالح حفنة من الرأسماليين القطريين…وهي التى توشك أن تشترى مصر بقضها وقضيضها….من قناة السويس حتي المناطق السياحية بالأهرامات والأقصر.

    فما هو الحل، والحالة هذه؟

    إن الشعوب لن تقف مكتوفة الأيدي وهي تري بلدانها تباع فى المزاد العلني والخفي لحفنة من الرأسماليين المحليين المتحالفين مع الإمبريالية الأمريكية…فالولايات المتحدة نفسها ليست إلا نمر من ورق….و لا ننسى أبداً أن شعوباً ضئيلة الإمكانيات كالفيتنامي والكوبي مرغوا أنف الإستعمار الأمريكي فى التراب….أما الأباطرة المحليون…فهم كأباطرة الأمس الذين تهاووا كأنهم أعجاز نخل خاوية…مثل حسني مبارك وبن علي والقذافي…وستبقي الشعوب….

    فقط علينا أن نرفع من درجات اليقظة والوعي…وأن نواصل فى رسالتنا التنويرية الخاصة بفضح تكتيكات واستراتيجية الإخوان المسلمين محلياً وإقليمياً ودولياً…وهذا ما لن نكف عنه حتي الرمق الأخير.

    ألا هل بلغت اللهم فاشهد!

    والسلام.



    ------------------

    إستهداف المسيحيين : لمصلحة من ؟
    March 4, 2013
    فيصل الباقر..


    وصل عمى البصر والبصيرة بالعقل المُتاسلم المأزوم فى السودان – للأسف - درجة من الغلو والتعصُّب الدينى البغيض، فى التعامل مع الآخر، يصعب فهمها وتوصيفها وإدراك معانيها وعلى الكثيرين من أهل السودان الذين عرفوا أنّ الإسلام الذى شبُّوا وأجدادهم الاوّلين عليه ، هو دين تراحم ومودّة ودعوة بالحسنى.

    هاهم دُعاة دولة ( خلافة ) آخر الزمان، يمضون خطوة فى الطريق (غير المُستقيم ) يُسخّرون أجهزة أمنهم الرسميّة و” كتائبهم الجهاديّة ” لتنفيذ حملات و” نفرات ” ” إيمانيّة ” “هلاليّة “جديدة لإلغاء الوجود والتواجد ” الصليبى ” - على حد زعمهم وبؤس تفكيرهم وتدبيرهم – وهم فى حالتنا هذه مواطنين سودانيين كاملى الدسم والأهليّة من معتنقى الدين المسيحى فى السودان ( الفضل ).وقد إختار الدُعاة الجُدد الزمان والمكان، لتبدأ معركة تصفية البلاد من (الآخر والمُختلف) فى قلب عاصمة (الخلافة الإنقاذيّة ) لتمتد عاجلاً أو آجلاً إلى غيرها من ( الأمصار )، بغرض تجفيف أو ” تطهير” (بلاد الإسلام ) من الآخر الدينى ،عبر إستخدام عنف الدولة وتمرير حملات التنكيل والإعتقال .. وقد بدأ المُخطط – لمن لا يعرف – قبل وقت طويل ،آثرت فيه- وقتها الدولة – أن تعلن زوراً وبهتاناً – عبر كل موجة و” حملة ” أنّها مُجرّد أحداث فرديّة، ولا تشكّل – بأىّ حال من الأحوال – نمطاً أو سياسة مُعتمدة بمباركة وتأييد ” أولى الأمرمنهم ” وخاتم (أمير المؤمنين ).

    تُرى لمصلحة من يتم إستهداف قيادات الصف الأوّل من معتنقى الديانة المسيحيّة فى السودان بينهم قساوسة ومبشّرين و” تُهدم ” كنائس وتُغلق مؤسسات صحيّة تابعة لها ومراكز ثقافيّة وتُصادر كُتب وأفلام وإرشيف؟

    الذى يحدث من إنتهاك لحقوق المسيحيين فى سودان (الإنقاذ)،هذه الأيّام ، لا يمكن عزله- البتّة – عن المناخ الذى يتم فيه ” تفريخ ” عناصر الهجوم والعنف المادّى والمعنوى ضد الإسلام الشعبى وموجات هدم الأضرحة والإساءة للرموز الدينيّة الإسلاميّة ومنع الإحتفال بالمولد النبوى الشريف وفتاوى تكفير المُعارضين السياسيين وحملات إغلاق المراكز الثقافيّة ومُنظمات حقوق الإنسان ، فالتطرف الدينى والسياسى عدو الجميع ،و هو – من قبل ومن بعد – بؤس يُنظّر له ويدعمه (فقهاء الظلام ) وما على الأجهزة التنفيذيّة سوى السمع والطاعة. فأنتبهوا يا أولى الألباب


    ------------------

    الحكومة لا تستقيم إلا برأى يخيفها
    March 5, 2013
    امال عباس..

    قال الكواكبي.. الاستبداد شر أبوه الظلم وأمه الإساءة وأخوه الغدر وأخته المسكنة وعمه الضُر وخاله الاذى وأبنه الفقر وبنته وعشيرته الجهالة ووطنه الخراب.

    تأملت هذه الكلمات مليئاً وأنا استعرض مسيرة هذا الاستبداد بعائلته المدمرة.. على مدى التاريخ.. تاريخ الأمم التي دمرتها هذه العائلة.. وتاريخ الأمم التي دمرت العائلة.. عائلة الاستبداد وكتبت تاريخها بأحرف من نور.. طافت بذهني وقائع استحضرها معكم وأنتم تراقبون مسيرة هذا الشر وعائلته بين ثنايا حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

    كان حمدان قرمط وعبد الله بن المقفع يتأملان التناقض المريع بين الثراء المترف والفقر المميت اللذين يكتنفان الحياة في بغداد في عصر هارون الرشيد.. كان الغني الذي يموت بالتخمة والفقير الذي يموت بالجوع.. وكان العلماء لا يجدون قوت يومهم ويرحلون من بلد الى بلد وكل منهم يحمل كتبه في (خرج) على ظهره فتبتل الكتب وتفسد من العرق المتصبب من ظهور العلماء في رحلة البحث عن كسرة الخبز وجرعة الماء.. وكأني بأمين بيت المال عندهم يقول ليست هناك ضائقة معيشية وليست هناك جوع؟؟!!

    وثار الزنج في وجه العباسيين واستولوا على البصرة وقتلوا آلاف المصلين أثناء صلاة الجمعة.

    وثار القرامطة ثورة عارمة وعاصفة داعين الى المساواة والعدالة الاجتماعية

    واخمدت نيران الثورتين ولم تخمد الفكرة في العقول والنفوس.. فكرة الثورة على الخلفاء والسلاطين والحكام الذين يحكمون بالاستبداد وعائلته تحت راية الإسلام.

    وكانت أفكار جمال الدين الافغاني للثورة بالمفهوم الإسلامي ضد الاستبداد والظلم.. دافع الافغاني وهو السني عن ثورة المهدي في السودان.. وكتب في صحيفة العروة الوثقى يدعو المسلمين لتأييد المهدي الثائر في السودان على صلف واستبداد الاستعمار التركي فالوطن الاسلامي كان قد مزقته اوربا حين التهم الفرنسيون الجزائر وتونس وسيطرت انجلترا على الهند ومصر واستولت هولندا على اندونيسيا.

    كان الافغاني يقول وعلمنا التاريخ ان الحكومة لا تستقيم إلا برأى يخيفها ويلزمها أداء واجباتها فاذا لم يكن الأمر كذلك فالطبيعة البشرية تملي على الحكام أن يستأثروا بالمنافع.

    عندما اراد الملك فاروق في مصر أن يتحول الى خليفة مسلمين تصدى له الشيخ عبد الرازق احد تلامذة الافغاني ورفض الخلافة المحمولة من تركيا الى مصر على السفن الانجليزية.

    كل مسلم حريص على دينه يبحث عما يجمع وينبذ ما يفرق فالناس من شتى الاجناس سواسية أمام الله كاسنان المشط لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى.

    لكن بعض الجماعات ترفع رايات الإسلام وتخرج على الدولة بدعوى أنهم وحدهم المسلمون الناجون من النار وغيرهم كفرة وزنادقة مثواهم النار وبئس المصير أنهم يفرقون ويسيئون للإسلام ولثورة الإسلام المنفذة دوماً من أجل العدل والمساواة والقائمة أساساً على الفكر والعقل لا على البندقية والسكين والفؤوس.

    هذا مع تحياتي وشكري
                  

العنوان الكاتب Date
اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-20-13, 10:12 AM
  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-20-13, 10:51 AM
    Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-21-13, 06:56 AM
      Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-22-13, 05:46 AM
        Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-22-13, 06:28 AM
          Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل جعفر محي الدين01-22-13, 06:56 AM
            Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-24-13, 07:59 PM
              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-26-13, 09:52 PM
                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-28-13, 08:54 PM
                  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-31-13, 10:06 PM
                    Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-02-13, 12:29 PM
                      Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-03-13, 07:57 PM
                        Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-06-13, 08:55 PM
                          Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-06-13, 09:45 PM
                            Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-08-13, 12:40 PM
                              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-08-13, 08:26 PM
                                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-09-13, 09:28 AM
                                  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-10-13, 09:02 PM
      Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-11-13, 08:36 AM
        Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-14-13, 04:38 PM
          Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-14-13, 10:10 PM
            Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-17-13, 05:01 AM
              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-18-13, 10:18 AM
                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-20-13, 08:11 AM
                  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-20-13, 08:48 PM
                    Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-21-13, 08:27 PM
                      Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-23-13, 12:13 PM
                        Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-25-13, 07:26 PM
                          Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-26-13, 07:25 PM
                            Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-28-13, 11:16 AM
                              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك03-01-13, 10:13 PM
                                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك03-05-13, 09:36 AM
                              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك03-06-13, 07:07 AM
                                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك03-18-13, 05:35 AM
                                  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك03-25-13, 09:16 AM
                                    Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك03-31-13, 11:20 AM
                                      Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-03-13, 06:24 AM
                                        Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-08-13, 06:36 AM
                                          Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-10-13, 08:58 AM
                                            Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-13-13, 10:11 AM
                                              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-14-13, 04:56 AM
                                                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-16-13, 05:09 AM
                                                  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-22-13, 11:12 AM
                                                    Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك05-07-13, 09:19 AM
                              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل عبدالله الشقليني05-07-13, 03:32 PM
                                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك05-20-13, 05:41 AM
                                  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك05-27-13, 07:39 AM
                                    Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك05-30-13, 11:00 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de