اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-12-2024, 07:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-02-2013, 12:29 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل (Re: الكيك)

    قيامة السودان

    بقلم: سيف الدولة حمدناالله
    الجمعة, 01 شباط/فبراير 2013 19:54



    جاء الوقت الذي نحكي فيه على المكشوف، فلم يعد هناك ما يمكن أن نتستر عليه أو ندفن منه رؤوسنا في الرمال، فالحقيقة التي يكاد المرء أن يلمسها بيديه تقول بأنه إذا لم تقم الأحزاب والقوى السياسية التي رفضت التوقيع على ميثاق الفجر الجديد أو تنصلت منه بعد التوقيع عليه بمراجعة موقفها، فإن النتيجة الحتمية لذلك هي انفصال جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور جملة واحدة، سواء سقطت الإنقاذ أو لم تسقط، وسواء كان سقوطها بثورة شعبية أو بانقلاب عسكري أو بذبحة صدرية.


    هذه حقيقة لا ينكرها الاٌ حالم أو ذي غفلة، فالمرارة التي يتجرعها أهالي تلك المناطق من هذا النظام، بات يصاحبها - بسبب مثل هذه المواقف - تنامي الشعور لديهم بأن الشعب في الشمال – بالمعنى الإثني وليس الجغرافي – ليس لديه إهتمام بما يحيق بهم من دمار وخراب، فمن العسير على مواطن من جنوب كردفان أو دارفور أن يفهم كيف يعيش أخيه في الخرطوم مثل هذه الحالة من البهجة والحبور بسبب افتتاح شارع ذي ثلاث مسارات على النيل وكأن الإنقاذ لا يكفيها "مسار" واحد، أو يفهم خروج الشعب في مظاهرات بالخرطوم بسبب شطب لاعب كرة من كشوفات نادي رياضي، في الوقت الذي يصمت فيه عن قصفه بالمدفعية والطائرات كل يوم، وأن يكون فيه غاية ما يصبو إليه حصوله على قطعة رغيف حاف يسد بها نصف رمق.
    فإذا كانت الإنقاذ قد فعلت بالوطن ما فعلت كل هذه السنوات، فإن الأحزاب التي رفضت التوقيع على هذه الوثيقة سوف تكون مسئولة عن محو الوطن من الوجود، وليست المصيبة في جهل الإنقاذ بحقيقة هذا الموقف برفضها التفاوض مع الجبهة الثورية، فاللص عادة لا يأبه بالضرر الذي يتسبب فيه للشخص المسروق، ولكن المصيبة تكمن في موقف بقية القوى السياسية التي تقول أنها تعارض النظام وهي تجلس – في استرخاء – بعد أن نفضت يدها وتبرأت من الميثاق دون أن تأبه بالمصير الذي ينتظر الوطن من وراء هذا الموقف بحسب ما يخلفه ذلك في نفوس أهالي تلك المناطق، وهي في ذلك تشبه حال راكب الطائرة الذي يطلب من المضيفة فنجان قهوة بعد أن سمع قائدها يعلن بأنها على وشك السقوط.


    من الغباء القول بأن الذين يقاتلون الحكومة في مناطق الحرب، يفعلون ذلك من أنفسهم لأنفسهم دون سند شعبي من الأهالي في تلك المناطق، ومثل هذا القول يردده كثير من بلهاء النظام، ومن جنسه ما قالت به قبل بضعة أيام سامية محمد أحمد نائب رئيس المجلس الوطني وقامت بنقله صحيفة "الراكوبة"، التي قالت : "مالك عقار مذعور وهائم على وجهه في الخلاء لأنه ملفوظ وغير مرغوب فيه من أهالي النيل الأزرق".
    هذا عبط وضعف خيال، فكما سبق لنا القول، فإن ظفر مالك عقار عند أهله في النيل الأزرق يساوي رقبة مائة من الهادي بشرى الذي تم تنصيبه والياً عليهم، وسوف يأتي اليوم الذي تدرك فيه الإنقاذ – بل والشعب بأسره – هذه الحقيقة، فليس من المقبول عقلاً أن يهتف المظلوم لجلاده، ويقف ضد الذي يقاتل من أجله، فالنتيجة المنطقية أن تسعى أي جماعة يقع عليها ظلم بأن تعتق نفسها من مصدره بأي ثمن، ففي مدينة بورسعيد المصرية قام الأهالي بوضع لوحات على سياراتهم كتبوا عليها "جمهورية بورسعيد" لمجرد تسبب حكومة مرسي في قتل عدد من أبناء المحافظة المتظاهرين ضد أحكام قضائية، (تقرير مصور بثته قناة الجزيرة في نشرة الأخبار).


    ولا يطعن في صحة هذه الحقيقة وقوف عدد من أبناء تلك المناطق مثل التيجاني السيسي وكبر ودوسة وتابيدا بطرس والحاج آدم .. الخ إلى جانب الحكومة ضد أهلهم، فمثل هؤلاء المخلوقات المشوهة كان للإنقاذ أكثر منها من أبناء الجنوب الذين كان بعضهم قد (نجر) لنفسه غرة صلاة، وبايعوا البشير وعلي عثمان ونافع، وفي لحظة الحقيقة أداروا وقفوا مع وهم اليوم وزراء في حكومة الجنوب.


    في ظل هذا الواقع، كان حرياً بالأحزاب السياسية أن تفكر ألف مرة قبل أن تصدر البيان تلو البيان برفض ميثاق الفجر الجديد، وليس أسوأ من هذا الموقف، غير السبب الذي قدمته تلك الأحزاب كتبرير لعدم توقيع الإتفاق، وهو الزعم بوجود بند في الميثاق ينص على فصل الدين عن الدولة، ولعمري هذه حيلة بأكثر من كونها فرية، كشف عن حقيقتها شخصية إسلامية في وزن الدكتور يوسف الكودة الذي قام بالتوقيع على الميثاق بعد أكثر من إسبوعين من رفض الأحزاب الأخرى التوقيع عليه، بتوضيحه لحقيقة النص الذي يقول برفض إستخدام الدين في تحقيق أهداف سياسية، وليس فصل الدين عن الدولة.


    ثم، أين الدين الذي تنفصل عنه الدولة أو لا تنفصل !! بل أين الدولة التي ينفصل عنها الدين !! فالواقع يقول بأنه لا توجد دولة في هذا الكون – بما في ذلك ديار الكفر - فصلت الدين عن الدولة بمثلما فعلت دولة الإنقاذ، فهي لم تترك شيئاً نهى عنه الدين لم تفعله، ولم تفعل شيئاً قال به الدين، فالدولة التي تقيم الدين، هي التي تنشر الفضائل التي جاء بها الدين، كإقامة العدل ودفع الظلم،والمساواة بين الناس، وإشاعة الحرية، وتحلي أهل الحكم بصفات الإسلام من صدق وطهارة في اليد وعفة في اللسان، وعدم التعدي على مال الغير، وتوفير حاجات الناس الضرورية ...الخ.
    ودولة الإنقاذ آخر من تمتلك لسان لتدعي بأن هناك صفة واحدة من ذلك تنطبق عليها، فقد قتلت مئات آلاف الأنفس البشرية بغير حق، ومثلهم من قطعت أرزاقهم، وليس هناك ظلم طال العباد مثل الذي ذاقوه تحت هذا الحكم من إعتقال وتعذيب بوحشية، وتعدي على المال العام، الذي تقاسمه من ولٌوا أنفسهم علينا فيما بينهم، ولم تنتشر الفاحشة والمخدرات تحت حكم في السابق بمثلما حدث في العهد الذي يقول أنه يحكم وفق أصول الدين (نشرت صحيفة آخر لحظة بعدد أمس تصريحاً للشيخ حسن عثمان رزق القيادي بالحركة الإسلامية يحذر فيه من تزايد ظاهرة زواج المثليين جنسياً وسط المجتمع السوداني).


    ماذا تبقى بعد ذلك ليربط بين الدين والدولة التي تخشى الأحزاب الفصل بينهما، وهي لا تستطيع مجرد الزعم بتطبيق الحدود التي عجزت عن تنفيذها في أرض الواقع وظلت مجرد نصوص على الكتب فيما عدا جريمة شرب الخمر وهي الوحيدة من بينها – أي جرائم الحدود – التي يثور جدل فقهي كبير على كونها كذلك، فالواقع أنه لم يبق لم يبق لدولة ربط الدين بالدولة سوى ما تقول به من أسلمة البنوك، وهذه الأخرى أيضاً فرية يكذبها الواقع، وليس هذا بالمجال المناسب للحديث عنها بالتفصيل، ويكفي القول من واقع البيانات التي لا تكذب بأن البنوك الإسلامية – في السودان – تتقاضى فائدة – نعم فائدة تسمى عندهم مرابحة – تبلغ حوالي 20% سنوياً من أصل الدين، تنقص أو تزيد، في الوقت تبلغ فيه نسبة الفائدة (اليوم) في البنوك التي يقال لها ربوية في أمريكا وأوروبا والبلدان العربية نسبة لا تتجاوز 4%.
    لقد كان من المتعين على الأحزاب السياسية أن تفكر في مغبة رفضها التوقيع على ميثاق الفجر الجديد، الذي يهدد وجود الدولة نفسها التي يخشى على عدم فصلها عن الدين، وذلك بعدم الرضوخ للإرهاب الفكري الذي تمارسه عليهم الدولة بنشر هذا الإفك والتضليل الذي إذا جاز أن ينطلي على بسطاء الناس وعوامهم، فلا يليق أن ينسحب عليهم، فالشعب السوداني لم يدخل الإسلام على يد الإنقاذ ولن يخرج منه بسقوطها لكي يصدق مثل هذا الإستعباط.
    تبقى القول بأنه لا تزال هناك فرصة لتصحيح هذا الخطأ بمراجعة الأحزاب لموقفها، وأن تضع يدها مع الذين يحملون لواء القضية نيابة عن أهل تلك الأقاليم، قبل أن يأتي اليوم الذي يستعصي قبول أولئك الأهالي البقاء في حضن وطن يجمعهم مع الشمال، حتى لو رضي بذلك مالك عقار والحلو وياسر عرمان، وذلك اليوم – وهو ليس ببعيد - هو الذي تقوم فيه قيامة السودان.


    ---------------------



    المثقفون السودانيون من السخط إلي المقاومة

    بقلم: د. حيدر إبراهيم علي
    الجمعة, 01 شباط/فبراير 2013 19:55



    يكون السُخط في بعض الاحيان شعورا ايجابيا ولكنه هروبي في نفس الوقت فهو أقرب إلي تطهير الروح(catharsis) وينقذ الإنسان من شعور ######## يسمي الإحباط يقود إلي الانسحاب الكامل وعدم المواجهة، والتراجع عن المقاومة، ورد العدوان سواءا كان ماديا أو معنويا بمثله. فالساخطون قوم أذكياء وشديدو الحساسية، ونبلاء، وجادون، والأهم من ذلك كونهم صادقين. وللمفارقة يجئ تأزمهم المؤدي للسخط بسبب تحليهم بهذه الفضائل!وهذا وضع مفهوم حين يتدهور المجتمع ويبتعد ناسه عن تمثل هذه القيم، ويصير الأدني هو الأعلي والعكس. ويكون السفلة هم الأغلبية والسادة. وهنا يشعر نبلاء البشر وأصحاب القيم بأنهم غرباء في هذا الوسط الذي يسود فيه السفلة والمنحطون،وينقلب سلم القيم، ويطفو البغاث، ونحسب الشحم ورما.وهذا الاغتراب هو الذي قصده :شيخ الساخطين –أبو الطيب المتنبئ،بقوله:-

    أنَا في أُمّةٍ تَدارَكَهَا اللّـ ـهُ غَريبٌ كصَالِحٍ في ثَمودِ
    وفي نفس المعنى يقول(صالح عبدالقادر):
    سبقت أواني كالمسيح بن مريم فانكرت في دنيا المهازل ذاتي
    خلقت غريبا في بلاد عجيبة إلي العزم ما متّت بأي صلات
    وما عرفت إلا بجهل وفاقة وما اتسمت إلا بطول سبات

    تميز مثقفو السودان بشعور واضح بالاغتراب النابع من غربة عن مجتمع شديد المحافظة وعنيد في مقاومته للتغيير والتحديث.ولديه آليات شديدة الفعالية في تدجين المجددين المتمردين، والذين يتحولون بسبب الخوف، والسطحية، وعدم الصدق،هم أنفسهم الي جزء من آليات التدجين والمحافظة لائذين بحضن التقليدية والماضوية الآمن. ويردد لسان حالهم: جنا تعرفه أخير من جنا ما تعرفه! ولذلك،استحق السودان لقب بلاد الآمال الموءودة ،وليس بلاد الشمس المشرقة-كما تقول سفرياته الجوية,فقد انطفأت كل شموسه (مالو في الأفلاك في ظلام؟) بل هو بلاد الأعمار القصيرة وغير المكتملة:التيجاني يوسف بشير(1912-1937) أي 25 سنة فقط، ثم (الامين علي مدني) من1900حتي1926 أي عاش26 عاما،ثم معاوية نور(1909-1942)أي عاش33 عاما فقط.ظاهرة الموت المبكرة وترافقها المعاناة :المرض،العزلة،الفقر:-

    كذاك بلادي كلما ذر شارق علي الأفق لم يعدم من الدهر راميا

    وقد يمكن تتبع ظاهرة الموت المبكر ،ولكن هناك ظاهرة الانتحار العقلي حيث يتراجع المرء عن كل مواقفه ومبادئه التي عاشها سابقا،ويتبول علي تاريخه.وتظهر "أزمة منتصف العمر"في تغيير أفكاره أو يتوب وكأن كل عمره كان حراما ويستحق التوبة والمغفرة.وال‘نسان بهذا الاسلوب يدين كل ما فعله، وتتحول كل حياته الماضية إلي هباء وآثام.فهو إنسان بلا ظل بلا تاريخ،ويبدأ خرفا مبكرا ويعيش في خسران كامل،لأنه ليس له ماض ولا يعرف شيئا يسمي المستقبل علي الأرض.هذا من قصده القائل:-
    ليس من مات فاستراح بميت
    إنما الميت ميت الاحياء
    إنما الميت من يعيش كئيبا
    كاسفا باله قليل الرجاء
    المثقف السوداني التائب هو صورة مقلوبة لدكتور(فاوست)لأنه يقايض ما تبقي من حياته ولكن مع شيطان يظنه ملاكا.وكيف يكون ملاكا وقد اشتري منه كل عمره الفائت وتاريخه بثمن بخس أو بشيك مؤجل؟
    أما الساخط فهو متمرد رافض قلق ولكن ينقصه الفعل،ولذلك يشقي ذو العقل والوجدان الطيب كثيرا، بعقله وقلبه.فهو يعرف الخطأ والاعوجاج ولكنه عاجز عن التغيير بيده،ويكتفي بالتغيير بلسانه وقد اختار أضعف الإيمان طواعيه. لذلك، فقد انتج السودان كثيرا من الشعراء الساخطين لأنه بلد قليل الجمال والحرية كثير القيود والممنوعات والمحرمات.وبالمناسبة تواطأت الطبيعة مع المجتمع وحرمته من عطاياها من مناخ، ونبات، وطيور،ونساء. وقد خبرأصحاب(موت دنيا) ذلك الوضع القاسي،ولكن بحثوا عن سبل غير السخط. يكتب (المحجوب) و(حليم):-"لقد عدنا من جديد نبحث عن العلل الدفينة في المجتمع،ونفكر في العلاج حتي لا نجرم من نعمة التفكير والعلاج.إنها حياة السأمة والملل هي التي أخرت ومازالت تؤخر الآداب والفنون" وبعد زيارة للقاهرة التي وجد فيها"مرح المدنية المنظم، وجمال العمارة وجمال البشر"يثور صائحا:-"أمّا هذه الحياة التي خلت من جمال الطبيعة ومن إبداع الانسان،فما افسدها من حياة يذبل فيها الفكر ويفني كما يذبل ويفني النبات في الجو غير الملائم".(ص،102-103). وهربوا الي محراب الفن والأدب:-" وإذا كنا نحن محرمين من مباهج الحياة ومقوماتها فلا أقل من أن نعني بما يخفف بعض الشئ من مرارة الحرمان، وإذا لم يكن في ميسورنا ان ننشئ (نادي الفنون والآداب)نظرا لقلة الذن سيقبلون علي الانتساب إليه،ولان بيئتنا لم تنته بعد إلي هذا اللون من اللذات المعنوية".(ص104).واكتفي جيلهم بتكوين جماعات صغيرة لتذوق الآداب والفنون،وتهذيب الاذواق.ويتحدث بمرارة عن هذه التجارب التي لم تستمر طويلا"حيث دب الفساد إليها، وأرسلت الرجعية الاشاعات عنها،وأخذت معاول الهدم تعمل فيها،وضعفت نفوس وخارت عزائم،فأذن مؤذن الخراب،وانفرط العقد،وعدنا إلي حياة السآمة والملل ولكن إلي حين". وكان هذا الحين حتي قيام مؤتمر الخريجين.
    هذه الرجعية كانت تمثلها في الريف القبلية، أما في المدينة فقد قامت المؤسسة الدينية بالمهمة.فقد لعبت المؤسسة الدينية دورا كبيرا في تضييق الحياة وتصحر الروح وتخفيفها - للمفارقة! وكانت هذه المؤسسة بمعاهدها الدينية،وقضاتها الشرعيين،واخيرا أحزابها السياسية الطائفية؛تمارس وتجيد صناعة الموت والبؤس. وهنا يذكرنا(جماع) بأصلنا ونظرية "تطور" الإنسان السوداني:-
    خلقت طينة الأسى وغشتها
    نار وجد فاصبحت صلصالا
    ثم صاح القضاء كونى فكانت
    طينة البؤس شاعراً مثالا
    ليس البؤس والكآبة فطرة أو طبيعة سودانية،ولكنها ثقافة رسختها تلك المؤسسات بمثابرة وصبر.عندما يجد السوداني الظروف المواتية،يمكن ان تفتح قدراته، وقد أحست المؤسسة وأخواتها بالخطر.لذلك،كان عليها أن تزيد شراسة وعنفا. وهذه القصة كثير الدلالات لمن يبحث عن اسباب خمود شعلة الحياة والعقل في دواخلنا، وضياع الامكانيات المفتوحة والتي لا تحد:
    "سأل مندوب بال مال جازيت،الشيخ محمد عبده،في العدد الصادر17/8/1884 عن العصبية بين السودانيين، فكان جواب الإمام:-"ليس السودانيون أكثر تعصبا منّا فحينما كنت اعلم الفلسفة في القاهرة كان كثيرون من الطلبة المصريبن يخشون حضور دروسي متعصبين".(عبد العزيز عبدالمجيد،تاريخ التربية في السودان،ج2 ص97).
    كانوا يقبلون علي المعرفة ولا يخشونها.ولكن عند العودة ،يبدأ الانطفاء وثقل تقليدية المجتمع في الداخل،يعمل عمله.وعندها يظهر الساخطون والمتمردون،بعد أن أخمدوا يقظة النفوس فاحاطها نوم-موات بعيد من الحياة والحيوية.يقول(التيجاني):

    ونفوس سجي الكري في حواشيها ودب الفتور في الأرواح

    هذا هوحال المثقفين السودانيين:نفس نائمة وروح وفاترة.ولكن(التيجاني) لهم أن نفسه غير قابلة للخضوع والوأد البطيْ،لأنها:
    هي نفس إشراقة من سماء الله تحبو مع القرون وتبطي
    موجة كالسماء تقلع من شط وترسي من الوجود بشط
    خلصت للحياة من كل قيد ومشت للزمان في غير شرط
    كلما اهتاجها الحنين استظلت بحبيبين من يهود وقبط

    وقد كان المعهد العلمي خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي،من أقوي معوقات الانفتاح والحرية الشخصية. لذلك، كان هدفا لكثير من هجوم المنتسبين اليه وليس من خارجه،وذلك لسبب بسيط هو أنهم خبروا اساليبه وعانوا مباشرة من قهره وعنته.وهناك من يعتبر المعهد ضحية رغم ما فعله بالتيجاني والقاضي (راجع عبدالله حمدناالله: المعهد العلمي والكيد الأكبر،الصحافة4/4/2007) ومع ذلك استمر وفاء (التيجاني) لمعهده،والذي مارس عليه مبكرا الابتزاز والترهيب:-

    حتي رميت ولست أول كوكب نفس الزمان عليه فضل شهابه
    قالوا وأجفت النفوس واوجفت هلعا وهاج وماج قسور غابه
    كفر ابن يوسف من شقي واعتدي وبغي.. ولست بعابيء أو آبه
    قالوا احرقوه بل اصلبوه بل انسفوا للريح ناجس عظمه واهابه
    ولو أن فوق الموت من ملتمس للمرء مدّ الي من اسبابه!!
    ولا ينسي تذكر معاناته من الدراسة العقيمة والمضجرة،حين يقول:-

    ولقيت من عنت(الزيود)مشاكلا وبكيت من(عمرو)ومن اعرابه


    أما السخط العاري، فيمثله الشاعر محمد محمد علي، ففي قصيدة بعنوان"ثورة" وهو في الحقيقة ثائر ضد المعهد العلمي وليس ضد المحتل،كما قد يفهم البعض القصيدة.فالدراسة في المعهد تقتل الابداع والتجديد،وتطفئ جذوة الحياة في الشباب،يقول:

    أأفني شبابي وأجفو رغابي أجوب الفلاة وأجني الحطام
    حطام جنان طواها الزمان وأسمال قوم تولوا كرام
    أؤم السراب أروم الشراب فسعي ضلال وريي أوام
    كرهت جلوسي أمام الشيوخ أودع عاما وأسلك عام
    كرهت المجاز ولغو النحاة ######ف الفقيه وعلم الكلام
    وفيم العناء وهذا البلاء وقرع الصفاة وطول السقام
    وما شاق نفسي وقار الفقيه ولا أن أُري قاضيا أو إمام

    أحب الحياة وفقه الحياة ووجه الحبيب وكأس المدام
    ولكن المجدد الساخط(حمزة الملك طمبل) ينبهنا بأن التخلف وفساد الحياة والنفوس،يعم أهل البلاد جميعهم:الشيوخ والافندية؛فلا نظلم المعهد وأهله.فيقول:
    (فالشيخ) خزي فادح متستر تحت العمامة
    نذل(تقفطن) بالنفاق ولف من جشع حزامه
    ماهام بالتقوي ولكن بالضلال أري هيامه
    وكذا( الأفندي) قد أباح لكل موبقة زمامه
    فتراه مختل النظام نعي علي المولي نظامه
    الناس طاروا وهو في أسر الخلاعة والمدامة
    نزق تملكه الغرور فضل نهج الاستقامة

    ويبلغ به السخط والضيق مداه،فيقول:

    لا رجاء في من تفرنج منّا لا ولا في أخي القديم المعمم
    طال تمثيلنا الشقاء علي الأرض فحتي متي الرواية تختم
    ومتي تسدل الستارة والأر ض بمن فوق سطحها تتحطم

    وقد كان (طمبل) أول من هجا مدينة بأكملها وهي (الدويم) يقول:
    فهم الاعداء إذا ما افترقوا وهم عند اللقاء كالاصدقاء
    جمعتهم خدعة لا صحبة بعضهم من خوف بعض رقباء

    كان(حمزة)مهذبا في سخطه وغضبه،ولكن هناك من لم يستطع أن يجامل أو يدعي الأدب والتهذيب.ولم يتردد في استخدام أقصي كلمات وأوصاف البذاءة والفحش،وكأنني يحاكي(مظفّر النواب)حين أفحم من لامه علي بذاءته:أرني وضعا اكثر بذاءة مما نحن فيه؟لذلك،لم يتردد الشاعر(حسين منصور)صاحب ديوان:الشاطئ الصخري،في استخدام أقسي طاقات اللغة لوصف أهل زمنه من الشيوخ والأفندية.فهو يقذف ابناء (كلية غردون)بما يصعب قوله علنا، وأن كان يتردد في مجالس النميمة وسهرات الخنا:-

    يسمونها كلية وحقيقة بها جمعت كل الضلالة والهلس
    ينمي علي ماء الرجال نباتها وإن اكرموهم فالغذاء من العدس
    تظن بهم خيرا ويعجب هزرهم فان زرتهم ماسوا بأذرعة ملس
    مدوا شفاها أدميت من ترشف وقالوا بلا خوف لطالبهم هيس
    هم النفر الانجاس من غرس يودل واخوانه من ذلك الصنف والجنس

    (حاشية: اشتهر مستر يودال مدير كلية غردون في الفولكلور السوداني المديني بمثليته غير الخفية وليبراليته كأول من تناقش سياسيا مع الخريجين،واجتماعيا اول من ادخل رياضة كرة القدم المنظمة).
    اما الشيوخ فيقول عنهم:-
    والاخرين ذوي العمائم واللحي اللابسين ملابس الطاووس
    يدعونها فرجية سنية لكنها للحبر والقسيس
    أما العمائم فهي صم كلها ولحاهم ليست علي الناموس
    متحزمين فإن مشوا وهرولوا ففراشة طارت لنار مجوس
    سحقا لهم لا فرق بين اذانهم والله أو ضرب علي الناقوس

    في أحيان كثيرة ينصب السخط الذاتي علي المجتمع والوطن،وكأن الساخطين
    يحملونه كل الخطايا التي اسقمت أرواحهم واصابت أرواحهم بالعطب والخراب.فقد عمّ الفساد والوهن كل موقع، واندثرت القيم،فيصيح(البنا):
    ياأمة جهلت (طرق) العلا فلم تسبق لغاية معقول ومخزون
    فللمدارس هجران ######رية وللمتاجر ضعف غير موزون
    وللمفاسد إسراع وتلبية ولا التفات لمفروض ومسنون
    والناس في القطر أشياء ملفقة فإن تكشف فعن ضعف وتوهين
    فمن غني فقير في مرؤته ومن قوي بضعف النفس مرهون
    ومن طليق حبيس الرأي منقبض فأعجب لمنطلق في الأرض مسجون
    وهيكل تبعته الناس عن سرف كالسامري بلا عقل ولا دين
    يحتال بالدين للدنيا ليجمعها سحتا وتورده في قاع سجين

    ويصرخ(صالح عبدالقادر) في أمته:

    يابني قومي أفيقوا إنكم ماخلقتم لتعيشوا غنما
    ليتني أعرف ما اخركم سادة كنتوا فصرتم خدما


    لكل طريقته في التعبير عن سخطه،ولكن الواقع واحد. واعتقد أن هذا ما أثار غضب ######ط شاعر المؤتمر (علي نور) والذي حوله من التفاؤل والامل،ليري الواقع بلا أمل لأن كل شئ صار بغير منطق.فهو القائل:-

    هذي يدي لسماء المجد أرفعها
    رمزاً يشير إلى المستقبل الحسن

    لما نرجيه تحت الشمس من وطر
    وما نفديه بالأرواح من وطن

    زفوا البشائر للدنيا بأجمعها
    وللعروبة من شام إلى يمن

    إننا هممنا وأرهفنا عزائمنا
    على النهوض بشعب للعلا قمن

    الله أكبر هذا الروح أعرفه
    إذا تذكرت أيامي ويعرفني

    كنا ننميه سراً في جوانحنا
    حتى استحال إلى الإجهار والعلن

    يتحول شاعر المؤتمر والمستقبل،لكي يجاري(الرصافي)في هجائه لشعبه وأبناء وطنه.وتنسب له القصيدة التي لا أملّ من ذكرها والترنم بها:-
    كل امرئ يحتل في السودان غير مكانه
    فالناس اكفاء شجاع الرأي مثل ########ه
    والعلم ليس براجح بالجهل في ميزانه
    والفضل ليس مكارم الاخلاق من عنوانه
    والمرء ليس باصغريه قلبه ولسانه
    بل باكتمال ريائه وروائه ودهانه
    وطن لو أن الحر لا يصبو الي اوطانه
    ما كان لي شأن بذلته ورفعة شأنه

    لم يكن السخط مقصورا علي تلك الفترة التي كنا نرزح خلالها تحت نير الاستعمار،بل ظهر ساخطون معاصرون لا يقلون حدة وعنفا في غضبهم فقد أفرد الشاعر(محمد الواثق) ديوانه(ام درمان تحتضر) لهجاء مدينة كما يظهر،ولكنها في الحقيقة هي العاصمة (الوطنية) مما يعني أنها رمز للوطن كله، يقول:

    من صحن مسجدها حتي مشارفها حطّ الخمول بها واستحكم الضجر
    ولا أحب بلادا لا ظلال لها يُظلّها النيم والهجليج والعُشًر
    ولا أحب رجالا من جهالتهم أمسي وأصبح فيهم آمنا زُفر

    السخط والواقع المقاوم

    يتوجب علي المغرمين بالحديث عن الشخصية السودانية أن يعطوا ظاهرة السخط اهتماما خاصا ،لأنها بؤرة هذه الشخصية،رغم أنها تأخذ تسميات مختلفة.فالطفل السوداني وفي سن مبكرة جدا،تسأله : مالك قاعد كده؟يرد عليك:- زهجان! ولكن المشكلة ليست في شعور السخط والزهج المتفشي بين السودانيين والمثقفين بالذات.ونحن بالمناسبة كان لنا سبق أول من عنون أحد شعرائه كتابا ب:ملعون أبوكي بلد! وصرنا نتلذذ بالاستشهاد بهذه الحكمة.وجيلنا هو الذي كان يختم"قعداته"بالقول:دي بلد حفرة.وفي ذلك الوقت لم يكن الإسلامويون يحلمون بمنصب مدير جامعة الخرطوم حتي لو قدموا عبدالله الطيب.السؤال المُلح رغم وقدم ظاهرة السخط،هو:تحولت من الاحتجاج الي التمرد ثم الي المقاومة والثورة أم ظل اجتماعيا علي مستوي النقّة والنميمة،وسياسيا علي مستوي الشجب والادانة ونسخ البيانات؟
    اخترت الشعراء والشعر باعتبار ان الشعراء عينة ممثلة جيدا لعقل النخبة.كما أن الشعر في مثل مجتمعاتنا فكر مصفي لمعاناة صاحبه في اختيار الكلمة والفكرة التي يريد توصيلها للمتلقي.ولم أهدف التضييق والحصر ولكن المقصود كل النخبة أو الانتلجنسيا السودانية.لذلك،حين نتعرض لسخط النخبة لابد أن نضع في الاعتبار ثلاث لحظات حاسمة تؤرخ لهزائمها.الاولي هي الهزيمة العسكرية النهائية للمهدية عام1898 والتي تسميها العامة:الكسرة. وقد سمي(محمد المكي ابراهيم) ذلك الجيل: ورثة الهزيمة. وهو يري أنهم قد"ضاعوا ضياعا غير مخلفين ورائهم اثر ذا شأن..وإذا كان لابد للاحتلال من ضحايا،فإن هذا الجيل وحده،هة جيل الضحايا(...)لقد هبطت الهزيمة علي رؤوسهم كالصاعقة وبترتهم من العالم بضربة سيف. "(ص41) ثم كانت هزيمة انتفاضة1924 تشتيتا مبكرا للقوى الحديثة الجنينية التي بدأت في التشكل. كذلك، أغلقت النافذة –مصر- التي كان يطل بها السودان مع العالم والخارجي وتفاعل من خلالها مع الآخر.وظلت النخبة في حالة ركود وبيات شتوي لم تنتعش من آثاره إلا بعد معاهدة1936 وحراك الخريجين.ثم كانت الهزيمة الثالثة والقاضية في سلسلة مراحل أو حلقات ثلاث متتالية من الانقلابات:1958و1969 و1989.فقد كانت الإنقلابات تقوم ببعثرة التراكم الديمقراطي الذي يتم خلال الديمقراطيات قصيرة العمر السابقة لها.وفشلت النخبة في تكريس وتطوير الديمقراطية،وهي ليست مجرد ضحية برئية لأنها جميعا تنشط وتتآمر داخل القوات المسلحة.
    تفسر هذه الهزائم وسوسيولوجية الفشل أو السلوك الاجتماعي للفاشل،أسباب توقف المثقفين السودانيين عند مرحلة السخط أو حتي الغضب الانفعالي الحاد دون الانتقال لمرحلة التمرد الواعي والمصادم ثم المقاومة والثورة. نشأ العقل السياسي السوداني تفاوضيا ووسطيا بدءا من تربيطات وتحالفات انتخابات مؤتمر الخريجين مرورا بوفد مفاوضات عام1946 حتي اتفاقية الحكم الذاتي1953.وفي أول ديمقراطية شهد البرلمان ميلاد العقل المماطل والمراوغ علي انقاض المفاوض،وأي دراسة لممارسات سياسيين مثل يحي الفضلي وبوث ديو،ستؤكد هذه الفرضية.كذلك العقل الموحد:شمال جنوب .واخيرا رسا العقل السياسي في مرحلة الكذب المقدس التي نعيشها الآن.وفي كل الأحوال والمراحل يتجنب المثقفون والسياسيون المواجهة والصدام ما عدا الاسلامويين أو الاخوان المسلمين بتسمياتهم المتعددة.فقد تدربوا علي العنف والصدام في الجامعات والمؤسسات التعليمية،منذ عهد مهرجان(العجكو). وتفاخروا بكادر منهم اسموه: راجل البراكس. وفي الحياة العامة،كانت محاولة انقلاب مرشدهم الرشيد الطاهر بالتعاون مع الضابط علي حامد وزملائه،ثم صدامهم مع النميري في الجزيرة أبا متحالفين مع أمام الانصار الهادي المهدي،ثم العمل المسلح للجبهة الوطنية عام1976 وأخيرا الإنقلاب-الكابوس الذي نعيشه منذ 30 يونيو1989.
    أما القوى السياسية الاخري والمثقفون غير الإسلامويين، فقد باع لهم الإسلامويون اسطورة السوداني المتسامح وسلمية العمل السياسي رغم كل التاريخ المذكور.ولذلك اكتفت تلك القوى من الديمقراطيين بالسخط والهجاء،
    والشكوى لغير الله (منظمات حقوق الانسان العالمية ). وجعل الديمقراطيون من المنابر والمواقع الاسفيرية، حائط مبكي وسوق عكاظ لهجاء الانقاذ.هذا فعل واحد وصغير لمعارضة النظام وليس مقاومته.صارت الاحزاب السياسية المعارضة ومنظمات المجتمع المدني مصانع انتاج كبير لبيانات الشجب والأدانة ويتسابقون في ذلك مثل حضور الدفن والفاتحة في المقابر،العادة السياسية التقليدية لارضاء المناصرين.لقد كانت الادانات والشجب والهرولة لمنظمات حقوق الانسان،والكونقرس الامريكي، والبارونة كوكس وغيرها؛ مطلوبة ومفيدة في بداية التسعينيات بقصد كشف وتعرية النظام.ولكن النظام الآن عاريا تماما ومكشوفا حتي عند أهله.الإصرار علي الشجب والادانة والهرولة غربا، هذا سوء تقدير وعدم فهم لمراحل النضال وماذا تقتضيه كل مرحلة من ادوات للعمل السياسي؟التوقف عند مرحلة سابقة دون ادراك المستجدات،هو تخلف واعاقة.وبالمناسبة تسمي هذه الحالة في علم النفس(التثبت)(fixation) ويوصف بها الفرد عندما ينمو من مرحلة الطفولة ويصر علي أن يمارس سلوكه القديم وكأنه لم يكبر بعد!
    يتبدي هذا التثبت والوقوف في مرحلة السخط والشجب والادانات التي ما قتلت ذبابة،في حالة الدفاع المستميت في رفض العمل المسلح والتبرؤ منه.وهنا نجح النظام وبجدارة في تخويف وابتزاز المعارضة.هل نسيت المعارضة تاريخها وحملت السلاح منتصف التسعينيات؟أين مزايدات قوات التحالف علي الآخرين:-" في ظل هذا الواقع اصبحت وسائل النضال السلمية المعهودة مستحيلة،ولذلك يسعي التحالف لتصعيد نشاطات الانتفاضة الشعبية المسلحة وتنسيق جهود كل قوى الشعب ودفع عمل كل الفصائل الثورية وتعزيز جهودها وحماية ظهرها لتحقيق اهدافها".(الميثاق في اصدارة: نحو دولة مدنية ديمقراطية موحدة، ص90). ولابد لي من التساؤل في هذه الحالة عن مصير دماء ذلك الشباب النضر الذي سالت في(قرورة) و(منزا) هل راحت سدى؟ وكانت ذلك التحدي هو التباري في تكوين جيوش الاحزاب التي تتبرأ الآن من العمل المسلح، ظهر: جيش الأمة، والاتحاديون المسالمون ولم يكونوا جهادية في يوم من الأيام زايدوا بتكوين جيشين: جيش الفتح والاسود الحرة والذي ينسب تمويها لشرق السودان.هل بعد كل هذه السنوات والدماء تنكرون تاريخكم النضالي-لو كان حقيقيا-مع تهديدات نافع وسامية وبدرية؟ولا ادري لماذا تذكرت (المحجوب) وأنا اتابع رفض (الصادق) لدرجة المبالغة لما تم في كمبالا،فقد خاطب والده السيد(الصديق):-
    فيا أبا الصادق الصديق انت لها بعد الامام،ونحن الجحفل اللجب
    فان تشاء لغدت حمرا صوارمنا من الدماء ونار الحرب تلتهب
    نحمي البلاد،ونحمي سنة سلفت اجدادنا جاهدوا فيها وما نكبوا
    لا بارك الله في الدنيا يكدرها ذل القيود ويغشي أهلها الريب
    عش للبلاد كما عاش الإمام لها وعاهد الله،واسلك نهج من ذهبوا

    *****

    اخيرا، هذه اللجلجة لا خير فيها ولا نرضاها لقياداتنا.فلابد من الثبات علي الموقف وتأييد وثيقة كمبالا وتحويلها الي فجر جديد فعلا من خلال تعديل الأولويات وتأجيل المختلف حوله.ولابد للعقل السياسي من قدر من العقلانية والمنطق في ترتيب الأولويات.الآن السؤال الصحيح:كيف نسقط النظام وما هي انجع الوسائل وأكثرها فعالية للإسراع في القضاء عليه وعلي آثاره؟ثم بعد ذلك نتحدث عن كيف يحكم السودان وشكل الدولة؟ ولكن أن يكون النظام علي صدورنا ونحن نتشاجر حول العلمانية،والفدرالية وعدد الولايات،وحل جهاز الأمن وهو يفتش في منازلنا ويغلق مراكزنا.هذا عين العبث. فلتتوقف كل بيانات الشجب والادانة والمناصرة وحتي التعازي، ولنشرع في تنظيم الناس في الداخل والخارج.وأن يكون هناك ناطق رسمي واحد فقط ولتتوقف الشخصيات التي صارت الاطلالة من أجهزة الإعلام مثل شاي الصباح ضرورة ومزاج.في هذه اللحظات الشعب السوداني والمقاومة ليسوا في حاجة لمزيد من الطواويس. فلتتوحد القوى المعارضة ليس بالتوقيعات الكثيرة علي البيانات ولكن علي الأرض في الاحياء واماكن العمل والدراسة، وتأجيل أي انتماء حزبي ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة.ضرورة الانتقال من مرحلة البيانات والحنجورية الي المقاومة وتنظيم الجماهير في كل مكان.


    ------------------
                  

العنوان الكاتب Date
اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-20-13, 10:12 AM
  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-20-13, 10:51 AM
    Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-21-13, 06:56 AM
      Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-22-13, 05:46 AM
        Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-22-13, 06:28 AM
          Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل جعفر محي الدين01-22-13, 06:56 AM
            Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-24-13, 07:59 PM
              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-26-13, 09:52 PM
                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-28-13, 08:54 PM
                  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك01-31-13, 10:06 PM
                    Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-02-13, 12:29 PM
                      Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-03-13, 07:57 PM
                        Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-06-13, 08:55 PM
                          Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-06-13, 09:45 PM
                            Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-08-13, 12:40 PM
                              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-08-13, 08:26 PM
                                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-09-13, 09:28 AM
                                  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-10-13, 09:02 PM
      Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-11-13, 08:36 AM
        Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-14-13, 04:38 PM
          Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-14-13, 10:10 PM
            Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-17-13, 05:01 AM
              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-18-13, 10:18 AM
                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-20-13, 08:11 AM
                  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-20-13, 08:48 PM
                    Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-21-13, 08:27 PM
                      Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-23-13, 12:13 PM
                        Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-25-13, 07:26 PM
                          Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-26-13, 07:25 PM
                            Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك02-28-13, 11:16 AM
                              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك03-01-13, 10:13 PM
                                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك03-05-13, 09:36 AM
                              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك03-06-13, 07:07 AM
                                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك03-18-13, 05:35 AM
                                  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك03-25-13, 09:16 AM
                                    Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك03-31-13, 11:20 AM
                                      Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-03-13, 06:24 AM
                                        Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-08-13, 06:36 AM
                                          Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-10-13, 08:58 AM
                                            Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-13-13, 10:11 AM
                                              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-14-13, 04:56 AM
                                                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-16-13, 05:09 AM
                                                  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك04-22-13, 11:12 AM
                                                    Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك05-07-13, 09:19 AM
                              Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل عبدالله الشقليني05-07-13, 03:32 PM
                                Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك05-20-13, 05:41 AM
                                  Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك05-27-13, 07:39 AM
                                    Re: اهم المقالات فى الشان السودانى ...سياسة ادب وثقافة ..ادخل الكيك05-30-13, 11:00 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de