فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 05:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-08-2012, 06:11 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 (Re: الكيك)

    الهجوم على الصحافة.. البحث عن طوق نجاة..وقيع الله حمودة شطة

    وقيع الله حمودة شقة

    الانتباهة
    نشر بتاريخ الأحد, 07 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    الصِّحافة بكسر الصاد على وزن «فِعالة» تدل على الحرفة والمهنة في مجالات الكتابة والتدوين والتسجيل والتأريخ والتوثيق والتثقيف والإرشاد والتوجيه نحو القيم الفاضلة والفكر الهادف الراشد.. وهي حرفة لها تخصصاتها في مجالات التحرير الصحفي وصياغة الأخبار وفق نموذج علمي والتحقيقات والحوارات والإعلانات والدعاية وغيرها، والصحافة لها أهلها ومحبوها والمشتغلون بها متخصصون وهواة مثلها مثل مهن وحرف أخرى مثل الزِّراعة والتِّجارة والحِدادة والسِّباكة والحِياكة والنِّجارة والخِياطة والوِزارة... وكلها حرف تأتي على وزن «فِعالة» بكسر الفاء.. وفتحها ــ كما يفعل بعض العامة ــ في وزارة فيقولون «وَزارة» بفتح الواو من الأخطاء اللغوّية التي تفشت بسبب الانصراف ــ المؤسف ــ عن دراسة اللغة العربية والاهتمام بها في شُعَب النحو والصرف والبلاغة والدِّلالة والنقد والأدب والعَروض بفتح «العين» يضاف إلى ذلك قلة الاهتمام بمهارات الخطابة وعوامل التأثير على الجماهير مثل الجذب وشد الانتباه والقدرة على سحر السامع وحمله على المتابعة والاستماع المستمر دون ملل وسأم،

    وهذا أيضاً صار علماً له شُعَبه ومراجعه وتخصصاته في دائرة الدراسات اللغوية البصرية والسمعية ودراسة لغة الجسد والإشارة والإيماء..
    هذه القضايا كلها مجتمعة تفتح باباً واسعاً من التساؤل والاهتمام الإعلامي والاتصالي للبحث عن المعايير التي على ضوئها يتم اختيار قادة المجتمع في مجالات السياسية والإعلام والاقتصاد والاجتماع والدعوة والإرشاد والاتصال الجماهيري والتربية والتعليم ومجالات الحوار والمناظرة والمناقشة الفكرية والمثاقفة والنقد والمساجلات. لقد قدّم تلفزيون السودان بقصد أو بدون قصد خدمة إعلامية مهمة لجماعة المتلقين داخل السودان وخارجه، وذلك حين عمد خلال الأسبوع الماضي إلى نقل مداولات ومداخلات اجتماع مجلس الوزراء وهو يناقش الاتفاقيات التسع التي وُقِّعت مؤخراً بين بلادنا ودولة جنوب السودان.


    التلفزيون السوداني بنقله فعاليات هذا الاجتماع على الهواء مباشرة كشف المستور ووضع «السمندة» على موضع الداء العضال الذي ظل الشعب السوداني يلدغ من جحره لسنين عديدة.. تجدني متفقاً مع الأخ يوسف عبدالمنان الذي كتب مقالاً بعنوان «خُطب مجلس» يقول الأخ يوسف في كلام موفق «لم نشاهد ونتابع برامج التلفزيون القومي بشغف مثلما تابعها الشعب الإثنين الماضي، وجلسة مجلس الوزراء يتم بثها كاملة للرأي العام، ليقف على مستوى الحوار والنقاش داخل أكبر مؤسسة تنفيذية في البلاد، فهل فاجأ التلفزيون السادة الوزراء ببث الجلسة،. أم أحاط الرئيس ووزراءه قبل بدء الجلسة التي كشفت عن ضعف الملكات الخطابية لبعض الوزراء، وتهافت آخرين على الاتفاقية مدحاً أذهب عنهم الوقار أمام الشعب؟!» أ هـ. أنا كغيري من أبناء السودان المهتمين بالشأن العام سياسياً وإعلامياً، شاهدت هذه الجلسة كاملة، وفعلاً خرجت بعدة علامات استفهام واستنكار واستهجان وامتعاض، حيث شاهدت كسعى وصماً وعمياً وخواءً فكرياً ولغوياً وثقافياً كبيراً يعاني منه بعض الوزراء الذين لم يجدوا إلاّ الصحافة والأقلام الصحفية التي يخشونها أن تكشف مثالبهم وإفلاسهم الفكري، لذا هبوا جميعاً نحو الهجوم عليها والمطالبة بإسكات هذا الصوت المزعج الذي يؤرق مضاجعهم، لأنهم يريدون أن يعملوا في الظلام بعيداً عن أضواء الإعلام إلاّ أن يكون لهم لا عليهم!.


    بعض الوزراء تركوا الموضوع الأساسي من الجلسة وتباروا في مدح الرئيس وأعضاء الوفد المفاوض.. والقصة معلومة للحصيف إنهم ــ كما يقول العامة: «يكسرون الثلج» .. إن من كان عاجزاً في الحديث والخطابة أن يوصل رسالته بسهولة ويسر للمتلقي فهو ذو عقل خاوٍ وفكري مطوي لأن اللغة تؤثر في الفكر والأخلاق والدين تأثيراً بالغاً هكذا يؤكد علماء الفقه اللغوي والتفسير والحديث والبلاغة، ولذا قال نبينا ــ عليه الصلاة والسلام ــ كما في الصحيح «إن من البيان لسحراً» وقال أيضاً «إن من البيان لحكمة» وقال أيضاً «أنا أفصح العرب بيد أني من قريش» وقال موسى نبي الله ــ عليه السلام ــ كما في القرآن «هو أفصح مني لساناً» يقصد أخاه هارون. وما بعث الله نبياً قط إلاّ وخصّه بالذكاء والفطنة والبيان والفصاحة والبلاغة.. وهي صفات يلزم أن تتوفر في القائد بالإضافة إلى الحكمة والعلم والرحمة والعدل وتقبُّل النصح وشهود صلاة الجماعة والولاء للدين وأهله لا للجهالات وأعداء الأمة.


    الخضر، والي الخرطوم، الذي تعاني ولايته أزمة حادة هذه الأيام في المواصلات وغلاء معيشة وعطالة تركها وراء ظهره كأنه لا يراها وهجم على الصحافة وأهلها بل طالب بإسكات صوت صحيفة الكل يعلم بأثرها الإيجابي في التنوير والتوجيه لمسار القضايا العامة وليس التخريب كما زعم والي الخرطوم، ثم قدّم تعهداً أن ولايته تتبنى تطبيق الاتفاقية وهذا تصوُّر مبهم، لا يعدو أن يكون حشواً. والي جنوب كردفان أحمد هارون هو الآخر وجد منبراً هدية أراد أن يجعل منه طوق نجاة وقد ضاقت به ولايته ذرعاً وتعالت الأصوات بعزله من الولاية لفشله وعجزه وما يمارسه من استبداد وإقصاء للأقوياء خشية منهم، وتقريبه للضعاف والمطبِّلين.. وجد هذا المنبر ليطالب الرئيس باتخاذ إجراءات استثنائية في مواجهة الأقلام والصحف التي ترفض الاتفاقية، وزاد بقوله لأن ذخيرة كثيرة صبت على المفاوضين.. يقول هذا لأنه جزء من عملية التفاوض، حيث لا تنسى الذاكرة الحوار السيء والتنازلات التي قدمها باسم الولاية للحلو وهي هدية من لا يملك لمن لا يستحق.


    أحمد هارون يهاجم الصحافة والإعلام ويطالب بإجراءات استثنائية ضده ليراعي مصلحته الشخصية حالياً وكان بالأمس يدعم صحيفة الأخبار. أحمد هارون لم يطالب بإجراءات استثنائية ضد الإعلام يوم أن كانت عيون أوكامبو تترصده وتتربّص به حين قام الإعلام يسهر للدفاع عنه وهو نائم ملء الجفون عن شواردها في مخبائه. وقام آخر يدعي إبراهيم أحمد إبراهيم ممثل حزب الأمة يطالب بمحاسبة من يمس الاتفاقية وقال نحن نحتاج للجنوبيين ووجودهم لا يمثل علينا خطراً.. هذا يعيش في جزيرة واق واق.. لكن الشعب يعرف خطورة هؤلاء القوم لو منحوا الحريات الأربع التي زادها إدريس عبد القادر إلى أربعين، لِم وقد صار السودان بشعبه وموارده وأرضه محمية محصنة ########ة لحزب إدريس محمد عبد القادر وعلى الشعب السوداني أن يرعى فيها «بقيده»..!! تصادر حريات الصحافة وآراء الآخرين والتضييق عليهم في قنوات الإعلام القومية وتحجب منابرهم الخاصة لأنهم لا يسبحون بحمد النظام، ولا يركبون مراكب طيشه وفساده.
    الوالي الهادي بشرى كان بقامة رجل دولة حصافة وفصاحة وبيان فكر، أشاد بالإعلام وتحدث حديث القائد الواعي وهذا سر نجاحه في قياداة الولاية حتى الآن.. ومكان الرجل مجلس الوزراء عضواً وليس مراقباً.


    عثمان يوسف كبر كان نجماً تدفقت قريحته بالحكمة والرزانة والوعي القومي أشاد بالإعلام وقال «أنا غير منزعج.. وهذه هي صفات رجل الدولة الذي يقبل الرأي الآخر وأن اختلف معه، ولا يدعو إلى مصادرته وقدم تحليلاً مفيداً عن مكاسب الاتفاقية حيث قال هذه الاتفاقية حرّكت مسيرة السلام وضبطت الحدود، وأفقدت الحركات فرصها، وصارت يتيمة لا عائل لها، وخاطبت قفة الملاح للمواطن وهي ليست محل استحياء من عدم ذكرها.. وقد صدق الرجل في هذا. ثم طالب أن تلخص الاتفاقية وتقدم للمواطن وهذه فكرة تبني الثقة المفقودة حيث ظلت مبادئ الشفافية والصراحة مبادئ مقبورة في أدبيات المؤتمر الوطني الحزب الحاكم!.
    د. جلال يوسف الدقير هو الآخر أحسن الخطاب وأكد أن الدولة لا تدار بالعواطف واتفق مع كِبِر حول أهمية أن يعرف المواطن تفاصيل الاتفاقيات.
    د. عيسى بشري أشار إلى قضية جيدة وهي أن الاتفاقية أخرجت السودان من عزلة دولية.. وهو محق لحد كبير، أما فيما يلي الحريات الأربع فهي مطالب أمريكا وجنوب السودان وشركاء الإيقاد والتجمع الشرير الذي يمهد لعلمانية السودان وإقصاء الدين من حياة الشعب ودون ذلك الدماء والأرواح.
    إشراقة سيد محمود قالت إنها أسعد الناس لأن الاتفاقية خاطبت أهم شيء وهو فك الارتباط بين الحركة الشعبية وقطاع الشمال وسحب الفرقتين التاسعة والعاشرة من أرض السودان.. بهذه العبارات جادت الوزيرة إشراقة بما عجز أن يجود به الرجال وأكدت أنها وطنية حرة لا تكبِّلها قيود ضيقة.
    بدر الدين محمود، نائب محافظ البنك المركزي، أكد أن الاتفاقية أكسبت الجنيه السوداني قوة أمام العملات الأجنبية على ذمته.. دون أن نرى هذا الأثر حتى الآن.. بعد أن طالب أحمد هارون البنك المركزي أن يتعامل مع الخيال وليس الواقع بصورة مدهشة وغريبة أكدت أن الوالي أحمد هارون يعاني من أزمة أيضاً في فهم مطلوبات الاقتصاد.


    الرئيس في تعقيبه ضرب صفحاً عن التعلق على بعض الأفكار بإسكات صوت الصحافة والأقلام والإعلام بصورة عامة لأن الرئيس يدرك أهمية الحرية في هذا الحقل الإستراتيجي وقد أشار إلى دور الإعلام عقب توقيع الاتفاقية في أديس في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة.
    الرئيس أشاد أيضاً بالوفد المفاوض وإثيوبيا والآلية الإفريقية وبصبر الشعب السوداني وأشاد بوفد جنوب السودان بقيادة سلفا كير وأشاد بالقوات المسلحة، وخص بالذكر وزير مجلس الوزراء أحمد سعد ودور علاقاته القديمة التي ساعدت في تقدُّم المفاوضات.. وقال أيضاً هذه الاتفاقية منعت عودة السودان إلى الرقابة من قبل مجلس حقوق الإنسان .اهـ
    على العموم نؤكدة مرة أخرى أننا مع السلام العادل الذي يحقق عزة الإسلام والمسلمين وسيادة السودان ويحفظ أمنه القومي ويحقق سيادة القانون ومكافحة الفساد ويطلق الحريات في إطار القانون، ويحقق العدل والتنمية وحسن الجوار مع الجيران.. ونرفض تكبيل الصحافة وتكميم الأفواه، ونؤكد مرة أخرى أن الحريات الأربع شرٌ مستطير


    ------------------

    أحاديث الإفك «2 ــ 2»

    الطيب مصطفى

    نشر بتاريخ الأحد, 07 تشرين1/أكتوير 2012 13:00
    قبل مقالاته الأخيرة تعليقاً على رفضنا للحريات الأربع كنتُ أكنُّ له كثيراً من الاحترام لكني أقولها الآن لعادل الباز: هذا فراق بيني وبينك أيها الرجل، فقد كنتُ أظنُّك تبحث عن الحقيقة حتى بعد أن تخلَّيتَ عن مرجعيتك القديمة التي أدرتَ لها ظهرك حتى صرتَ تضيق ذرعاً باستشهادنا بالقرآن الكريم وتعتبره ــ شأن الشيوعيين وبني علمان ــ استغلالاً للدين وكأن القرآن أُنزل ليكون تمائم وديكوراً يزين الدُّور لا منهاجاً لحكم الحياة والأحياء.
    بلغ من نزق عادل الباز وتطاوله أن يصفنا بأقذع الصفات.. فنحن عنصريون ومن أعداء السلام بل إننا نهدِّد الأمن القومي.. تلك الصفة التي أبى أن يُطلقها على عرمان وعقار والحلو وباقان وهم يخرِّبون ويدمِّرون ويقتلون بل نحن في نظره لا يهمنا إن (مات الناس وتخرَّب الوطن لأننا نتربَّح من الحرب ونعتاش عليها) فهل بربكم من كلام رخيص و######## أبشع من ذلك؟! هذا الكلام في نظر عادل ليس عنفاً لفظياً أما كلامنا في حق الرويبضة عرمان وفي حق المنبطحين فهو العنف اللفظي، فنحن مُهدرٌ دمُنا ويجوز أن يقال في حقنا ما لا يجوز في الآخرين.. أما نحن فعلينا أن نلزم الصمت!! مما أسقط الرجل في نظري أنه استشهد بالفقرة 4/1 من اتفاقية الحريات الأربع وقال إنها حاكمة للفقرة 4/2 حيث قال إن المادة 4/1 تجعل قوانين البلدين تحكم ممارسة الحريات الأربع ومن عجب أن الرجل تغافل عن حقيقة أن الفقرة 4/2 هي التي تحكم الفقرة 4/1 بل تحكم الاتفاقية جميعها وتحرم فقدان المواطنين المتمتّعين بأيٍّ من الحريات من تلك الحرية أو الحريات ووالله يا عادل ما كنتُ أظنّ أنك ستضطر إلى الانتصار لرأيك حتى ولو بتزوير الحقيقة ولتعلم أني والله لستُ كذلك ولو كنتُ أعلم بصحة رأيك لما تطرقتُ إلى هذه القضية فلسنا بالكذّابين بل إننا نمقت الكذابين والأفّاكين ممَّن يضللون الناس ويزوِّرون التاريخ ويرفضون كلام الله العزيز..


    أما قولك إننا نتخذ من اتفاقية الحريات الأربع منصة انطلاق لهدم الاتفاقيات فهو كذلك من قبيل الإفك الذي أصبح ديدناً لكتاباتك ولو كنا مقتنعين بأن جميع الاتفاقيات سيئة لما منعْتَنا أنتَ ولا غيرُك من الجهر برأينا فلسنا هيّابين وبودي لو نتباهل ونجعل لعنة الله على الكاذبين وأدعوك إلى ذلك متى ما عدتَ إلى أرض الوطن وسأكرِّر الدعوة عندما أعلم بعودتك وسأتصل بك لهذا الغرض إن شاء الله ولن أدعو عليك قبل ذلك فعندما أيدنا معظم الاتفاقيات لم نقبل ذلك إلا لأننا دعاة سلام وما صدعنا برأينا حول القضية المركزية (الانفصال) إلا لتحقيق السلام وما كنا ننافق حين سمَّينا حزبنا (منبر السلام العادل) الذي لن يضيره اتهامك إياه ووصفك له بأنه (منبر أعداء السلام) وليتك تتأمل لماذا تصدَّرت (الإنتباهة) الصحف جميعها بفارق كبير حتى بعد أن رفعت سعرها ولماذا توقَّفت صحيفتُك؟ ليتك تعلم أن صدق (الإنتباهة) في طرحها وقوة حجتها هي التي جعلتها تحوز على رضا القارئ ولن يضيرنا افتراء المفترين وليتك وصاحبك إدريس تُجرُون استطلاعاً للرأي لترَوا أين يقف الشعب؟!


    كثيراً ما سألتُ عادل وأمثاله من كُتاب الغفلة لماذا لا يكترثون لمشروع السودان الجديد؟! لماذا لم يكتبوا يوماً محتجّين على اسم (الحركة الشعبية لتحرير السودان) الذي تُصِرُّ عليه الحركة حتى بعد أن خرجت من بلادنا وحياتنا؟! لماذا لم يكتبوا عن تصريحات باقان المستهدِفة للشمال؟! لماذا لم يكتبوا عن السلاح الذي يُكتشف مِعشار ما يُهرَّب منه إلى الخرطوم؟! هل فهم هؤلاء لماذا نسمِّيهم كُتاب الغفلة؟! السبب الذي جعل عادلاً يتجاهل هذه الأسئلة هو الذي يجعل إدريس وصحبه وغيرهم من المسؤولين لا يفكرون في مآلات الحريات الأربع على أمن السودان القومي ولا في الخلايا النائمة والقنابل الموقوتة التي يمكن أن تُزرع من خلال تلك الاتفاقية المشؤومة في قلب الخرطوم ولذلك لا غرو أن يتمنى إدريس أربعين حرية للجنوبيين دون غيرهم من البشر!!


    كتب عادل في إحدى مقالاته أنه تلقى عشرات التلفونات الشامتة على (الإنتباهة) بعد توقيع اتفاقية السلام ثم طفق يقدِّم النصح لـ «الإنتباهة» وكُتابها وليت الرجل قدم النصح لصحيفته حتى تحيا من جديد بعد أن ماتت وخرجت من السوق!!
    يا سبحان الله!! يواصل عادل نفس اللغة والاتهامات بأننا غاضبون من التوصل إلى اتفاق ثم يتحدث عن الشتائم والإساءات والاتهامات (والتعابير المسيئة للقيادات) وكأنَّ ما يكتبه لا يسيء إلينا لأننا لسنا من القيادات!! وكتب منتقدًا عبارة (المتثاقلين) و(المنبطحين) طيب يا عادل لماذا لا تنتقد القرآن وهو يستخْدم كلمة (اثاقلتم إلى الأرض) في أمثالكم ممّن يُعطون بلا مقابل ويتنازلون عن الأرض والعِرض ويرضَون بالدنية في دينهم ودنياهم ويهرولون ويتكبكبون بعد أن تخلَّوا عن الجهاد بالرغم من أن أرضهم مُحتلة وكرامتهم مُهدرة؟!
    ثم ألست مقتنعًا معي أن نيفاشا شهدت انبطاحًا هائلاً؟! ماذا نقول عن ذلك أنسكت عنه أيها المؤدب أمام القيادات المتطاول علينا نحن (الأقزام)؟! إننا بإزاء وطن يا عادل من حقنا على المسؤولين أن نحذرهم وننتقدهم وهذه ضريبة أنهم شخصيات عامة وقد استخدم القرآن الكريم ألفاظ (السفهاء) وقال مخاطبًا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (فلا تكوننَّ من الجاهلين) اذكر لي مرة واحدة أنني خوَّنتُ المفاوضين وقلتُ إنهم عملاء أو خَوَنَة مثلما فعلت وأنت تخوننا وتقول إننا لا ننطلق من مبدأ وإنما من سعي إلى كسب رخيص حتى ولو كان ثمنه اشتعال الحرب.. كثيرًا ما نُتهم ونُقوَّل ما لم نقل لكننا لا نُنكر أننا نستخدم الكتابة بالسكين فهي التي تجدي في حال وطن مأزوم تُحتل أرضه ويخرج عليه ويتمرد بعض أبنائه ويخرِّبون سمعته ويصيِّرونه أحاديث تلوكها ألسنة أطفال العالم ومنتدياته وفضائياته.


    لست أدري والله هل نسيت يا عادل وهل نسي إدريس عبد القادر وهو يقول إن من يرفضون الحريات الأربع يعيشون خارج التاريخ وهل نسيت ما حدث عقب توقيع الحريات الأربع في مارس الماضي حين جاءهم باقان واستقبلوه كما يستقبل الفاتحون وتعشوا معه ورقصوا في قلب الخرطوم ولم يمضِ على ذلك يومان حتى دهمت جيوش باقان هجليج؟! نستطيع أن نقول الكثير إننا كنا دائماً على صواب لكن الغرض مرض أيها الرجل.

    ----------------------------

    مع نائب الأمين العام للحركة الإسلامية عثمان حسن رزق:

    نشر بتاريخ السبت, 06 تشرين1/أكتوير 2012 13:00


    > حوار: سناء الباقر> تصوير: متوكل البجاوي

    حذر الأستاذ عثمان حسن رزق نائب الأمين العام للحركة الإسلامية من الحريات المطلقة بين السودان والدول الأخرى حتى ولو كانت مع مصر. وقال في الحوار الذي أجرته معه «الإنتباهة» إنه لا بد من وضع قيود وشروط لهذه الحريات حتى لا تكون وبالاً على الدولة، وأضاف: ولا بد من أن يتأكد لنا أن القادم لن يتدخل في شؤون البلد الداخلية في إشارة منه لاتفاق الحريات الأربع بين السودان ودولة الجنوب، ونوه بعدم ترك قضية أبيي و«14» ميل للجان التفاوض بل يجب عرض أي اتفاق بشأنهما للبرلمان وللشعب للاستفتاء حوله، كما تساءل عن سر وجود قوات أجنبية داخل الخرطوم بالمنشية وشارع عبيد ختم والسماح لهم ولمعداتهم بالدخول دون تفتيش أو جمارك.. وفيما يختص بالحركة الإسلامية ونيتها في إبعاد الأمين العام نفى رزق ذلك مؤكدًا أنه لا يمكن تسميته «إبعاد» بل هو النظام الأساس الذي يمنع أي شخص من تولي أي منصب قيادي لأكثر من دورتين تنظيميتين.. وأشار إلى المساوئ العديدة التي صاحبت قيام الإنقاذ على رأسها عدم تطبيق الشريعة الإسلامية بالصورة المطلوبة وتنامي العصبيات والنزاعات المسلحة وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كما تطرق إلى استخراج النفط والطرق والجسور وزيادة عدد الجامعات كجزء من الإيجابيات:

    > تم اتفاق بين الحكومة والجنوب حول الحريات الأربع «التنقل والتملك والعمل والإقامة».. كيف تنظر لهذا الاتفاق؟
    < أنا ضد الحريات المطلقة ولو كانت مع الشقيقة مصر... الحريات لا بد أن تكون مقيدة بشروط وقيود كما تفعل الدول الأخرى مثل كندا وأستراليا وأمريكا ... إلخ. وذلك حتى لا تنقل لنا تلك الدول خبثها.
    > وماهي تلك القيود في نظرك؟
    < أولاً لابد من التحوط للوضع الصحي للقادم حتى لا يأتينا أصحاب الأمراض المعدية والخبيثة مثل الإيدز... ولا بد من التأكد من مؤهلات الشخص العلمية والعملية حتى نضمن أننا فى حاجة إليه وأنه لن يكون متسولاً أو يعمل في عمل هامشي «ستات الشاي» ولا بد من منع معتادي الإجرام من الدخول للوطن ولا بد من منع القاصرين والقاصرات من الدخول إلا وفق شروط معينة «مع محارم أو للتعليم مع الضوابط» ولا بد من أن يتأكد لنا أن القادم لن يتدخل في شؤوننا الداخلية ويمكن إبعاده إذا أخل بأي شرط من شروط الإقامة.. ولا بد من تحديد السن.
    لأننا لا يمكن أن نتحمل تكاليف معاش الدول الأخرى... لا مانع من الإقامة المؤقتة للتعليم وللسياحة وللعلاج وفق الضوابط التي تشترطها الدولة.. ولذلك لا بد من تقييد الإقامة وقد رأينا ما فعلته بنا الإقامة غير المقيدة.. دخل إلينا كارلوس وأبو نضال وغيرهما.. ودخل القتلة والمجرمون والمتسولون.
    > الوجود الأجنبي في السودان ومدى الضرر الذي يُحدثه بالبلاد؟
    < أي وجود أجنبي في أي بقعة من السودان يضر بالسودان أكثر من فائدته وما زلنا نتساءل عن سبب وجود قوات أجنبية في الخرطوم «المنشية وعبيد ختم», كم العدد وما هي المهام؟ وعدد الأسلحة ونوعها.. ولماذا يُسمح لهم بالدخول والخروج دون تفتيش أو جمارك من المطار؟... أسئلة لم تتم الإجابة عنها بعد، أما قوات اليونميد فهي أُوجدت لدعم حركات التمرد ويكفي أنها تخلَّت عن مئات المتحركات والأسلحة والمؤن لصالح هذه الحركات ولم تطالبها بإرجاعها وعلى ذلك قس.
    > منطقة 14 ميل المتنازَع عليها وقبلها أبيي والمناطق الأخرى والمنطقة منزوعة السلاح؟
    < لا مجال للتفريط في أي شبر من أراضي السودان لأي جهة من الجهات ويجب ألّا يترك ذلك للجنة التفاوض وإنما يجب عرض أي اتفاق على البرلمان والشعب للاستفتاء.. وأما أبيي فلا حل لها إلا بمشاركة المسيرية في الاستفتاء أو وفق قسمة عادلة بين المسيرية والدينكا يرتضيها الطرفان, ويجب ألا يتم ذلك تحت أي وصايا دولية لأننا جرَّبنا الانحياز غير العادل للطرف الآخر.. وقد اعترضت سابقًا في مجلس الوزراء وقلت إن هؤلاء لا يريدون أبيي القرية وإنما يريدون المحافظة بأكملها لبترولها لكن لم يصدقوني وقالوا إنهم لا يمكن أن يطالبوا بمنطقة جنوب بحر العرب.. حتى دخلوا هجليج.. ولو أنهم تمسكوا بمشاكوس التي اعتبرت الحدود هي حدود 1956 لما حدث ما حدث، كذلك الاتفاقية أكدت أنه إما الاستفتاء وبمشاركة المسيرية أو تظل المنطقة تابعة للشمال.. أما القول بأن المسيرية رحل فالدينكا أنفسهم رحل وكانوا خارجها فلماذا يشارك الدينكا دون المسيرية؟ وإذا كانت القبائل غير العربية هي الحجة فالقبائل شمال أعالي النيل كلها قبائل عربية «سليم /نزى/ صيحا» وهي تسكن شمال أعالي النيل قبل دينكا نقوك بأبيي, لماذا لا تُضم هذه المناطق بنفس الحجة للشمال؟ كذلك هناك قبائل جنوبية في دول الجوار لماذا لا تضم تلك الأراضي للجنوب؟
    > يقال إن أمريكا بدأت تتحرك بشرق السودان بعد الجنوب والغرب؟
    < رغم أننى لم اقف على حقيقة الأمر حتى الآن.. إلا أن أمريكا لا يأتي منها خير أبدًا.
    > أستاذ رزق.. نريد أن ندلف قليلاً لقضايا الحركة الإسلامية.. حيث إنه توجد أزمة داخل الحركة البعض يصفها بأنها أزمة وجود؟ماهى أبعاد تلك الأزمة؟
    < كان هنالك تخوف من حل الحركة الإسلامية أو دمجها وأحدث ذلك أزمة تم تجاوزها برفض الحل أو الدمج والتأمين على بقاء الحركة وتفعيلها.
    > الإنقاذ ومستقبل الحركة الإسلامية؟
    < إذا قويت الحركة الإسلامية فستقوى الإنقاذ وينصلح حالها وإذا زالت الحركة فستزول معها الإنقاذ فيما أحسب.
    > محاولات لإبعاد الأمين العام؟
    < لا توجد أي محاولة لإبعاد الأمين العام.. كل ما في الأمر أن النظام الأساس السابق والدستور الحالي يمنعان أن يتولى أي شخص في الحركة أي منصب قيادي لأكثر من دورتين تنظيميتين.. ومن ثم فإن الأمين العام ونوابه وأمناء الأمانات وأمناء الولايات ورؤساء مجالس الشورى ومن في حكمهم من الذين أكملوا دورتين لن يجدَّد لهم . ولا يعني هذا إبعادهم ولكن يمكن لهم أن يغيروا مواقعهم لوظائف قيادية أخرى.
    > أين الشباب داخل الحركة وهم المفترض أنهم قادة التغيير؟
    < الحركة ليس لديها مشكلة مع الشباب.. فقد قامت الحركة على أكتاف الطلاب والشباب وكانوا شريان الحياة لها.. والآن الذين يقودون حركة التغيير داخل الحركة هم الشباب... ولا مستقبل لحركة أو حزب تجد الشباب في حماه مضاما.
    > الحركة الإسلامية السودانية والحركات العالمية والعربية الأخرى .. نموذج مصر؟
    < الحركات الإسلامية كأشجار الفاكهة ينمو كل نوع منها في المناخ المناسب لها ... نحن نتفق مع كل الحركات الإسلامية في الثوابت من الأهداف والمرجعيات ولكلٍّ الحق في اتباع الوسائل التي تؤدى إلى نفس الغاية.
    > تقييمكم لتجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان؟
    < لا يمكن اختزال تجربة الإنقاذ في سطور قلائل ولكن يمكن أن نقول إن التجربة لها إيجابياتها ولها سلبياتها.
    > السلبيات؟
    < من المظاهر السالبة عدم تطبيق الشريعة الإسلامية بصورة صحيحة يرضاها الله ورسوله.. وكذلك انفصال الجنوب والنزاعات المسلحة وتنامي العصبيات العرقية والجهوية وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وغيرها مع أن بعض هذه السلبيات لا تتحملها الإنقاذ وحدها.
    > الإيجابيات؟
    < استخراج النفط والطرق والجسور والتصنيع الحربي وزيادة عدد الجامعات والمدارس والسدود إلخ.
    > العلاقة بين الحركة الإسلامية السودانية وإخوان مصر؟
    < مصر هي الأصل الملهم لكل الحركات الإسلامية الإخوانية في العالم والعلاقة كانت وما زالت جيدة وفي إطارها التنسيقي... ومعلوم أن الحركة الإسلامية السودانية تأسست بصورة رسمية في العام 1954 وفي هذا الوقت كانت الحركة في مصر في أشد ابتلاءاتها... نحن الآن نتطلع لتعاون أكثر مع مصر في شتى المجالات وكذلك مع تركيا وتونس وليبيا والمغرب وكل الدول التي أصبح لحركة الإسلام فيها شأن.
    > وصف عبد الوهاب الأفندي وهو أحد أبنائها حاضر الحركة بالمضطرب ومستقبلها بالغامض؟
    < عبد الوهاب كاتب مرموق وأخ قديم .. ولكني أقول إن هنالك حراكًا واسعًا وحقيقيًا في الحركة الإسلامية واستطعنا أن نقيم أكثر من عشرة آلاف مؤتمر أساس ومحلية وغيرها وقد شهدها آلاف من الإخوان وشهدت نقاشًا صادقًا وواضحًا ومثمرًا وشفافًا وحادًا في بعض الأحايين... والإخوان الآن يسعون لإعادة الحركة لسيرتها الأولى.. والاضطراب الذي يراه الأفندي الآن هو آلام المخاض التي تسبق الميلاد الجديد للحركة الواعدة، والحركة الآن فى مفترق طريق وبين يدي مؤتمر مفصلي وأمامها خياران لا ثالث لهما إما أن تكون كما يريدها أبناؤها وإما ان تتفرق أيدي سبأ وتذهب ريحها وظنُّنا أن الإخوان سيحافظون على حركتهم قوية موحدة وفاعلة.
    > بعض قادة الحركة صرحوا بأنهم أصبحوا يستحون حتى من دعوة أولادهم وأقربائهم للانضمام للحركة؟
    < الحركة لن ينصلح حالها إذا ابتعد عنها الإخوان الصادقون وكذلك الأبناء الصالحون، إذا أردنا لهذه الحركة الإصلاح والإحياء فلا بد من الإقبال عليها والمشاركة في بنائها.
    > تعتبر الحركة مؤسسة من مؤسسات الدولة
    < الحركة ليست من مؤسسات الدولة ولكنها هي التي قادت التغيير ولذلك الحركة هي الأصل الثابت وغيرها الفرع والمتحرك.
    > هل من الممكن استغلال خلافات الحركة وضعفها لإسقاط النظام؟
    < هذا صحيح ... والأعداء يعلمون أن إحداث الخلاف والشرخ في الحركة الإسلامية هو الذي سيقود إلى ذهاب ريح الإنقاذ لذا على الجميع الانتباه وتفويت الفرصة على الأعداء.
    > تجديد قيادات الحركة؟
    كل أصحاب المذكرات والشباب مع التغيير والتجديد في صف الحركة الإسلامية.
    > رغم ما تحاولون القيام به من تغطية للخلافات داخل الحركة إلا أن الخلافات تكاد تطيح بها؟
    < حينما تتباين الآراء في الحركة ويجهر كل أخ بما يؤمن به وإن كان مخالفًا للقيادة فإن هذا دليل صحة وعافية .. أما حين يفوز كل شيء بالإجماع السكوتي أو السكوت الإجماعي فاعلم أن الأمر ليس على ما يرام.. وحين تتلاقح الآراء وتتدافع يصل الناس إلى الرأي الصواب .. أما قاعدة ما أُريكم إلا ما أرى فلا تصلح إلا لفرعون؟
    > أيهما يسيطر على الآخر الحركة على الحكومة أم العكس؟
    < الحركة لا تسيطر لا على الحكومة ولا على الحزب وهي تحاول أن تجد بينهما متنفسًا وسبيلاً.
    > الحركة في ظل الوضع العالمي الراهن؟
    < الوضع العالمي الراهن يسير في صالح الإسلام وصالح الحركة الإسلامية العالمية.. فأنظمة الكفر والضلال والتبعية تتهاوى والحركات الإسلامية ينبت لها ريش ويكون لها شأن وتصعد إلى سدة الحكم في أكثر من دولة... والآن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا بدأت تقبل بحكم هذه الحركات وما تسميه «الإسلام المعتدل».
    > دور الحركة في تضييق شقة الخلاف بين الإسلاميين «الشعبي والوطني»؟
    < الخلاف خلاف قيادات وليس خلاف قواعد، ومهما تطاول الخلاف فأنا على يقين من وحدة الصف الإسلامي، وإذا لم تجمعنا الحياة فستجمعنا المقابر.


    الانتباهة

    -----------------

    الدكتور غازي صلاح الدين والاخفاق الفكري !ا
    10-08-2012 03:39 AM

    الدكتور غازي صلاح الدين والاخفاق الفكري !!!!

    حسن وراق
    -68

    الاسلاميون وقضايا التحول الديموقراطي ذلك المؤتمر المنعقد في الدوحة عاصمة دولة قطر ، شاركت فيه القيادات الاسلامية من سياسيين وممارسين ومفكرين اسلامويين من جميع البلدان العربية بما فيها بلدان الربيع العربي . من السودان كانت مشاركة الدكتور حسن الترابي والدكتور غازي صلاح الدين والدكتور عبدالوهاب الافندي والدكتور الطيب زين العابدين وذلك باسهامات تم بثها عبر الجزيرة مباشر .

    انتظر الجميع ورقة الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية وابرز قيادات الانقاذ الحاكمة في مجال الجبهة الفكرية سيما والرجل قدم نفسه في جلسة التحول الديمقراطي باعتباره ممارس وصاحب تجربة تختلف عن جميع المتحدثين في تناول قضية الديمقراطية في فكر الاسلاميين السودانيين مروجا لنفسه بصورة جعلت الحضور أكثر تحفزا وانتباها لماسيقوله الرجل .
    بدأ الرجل اي الدكتور غازي بمقدمة طويلة كمن يقصد تضييع الزمن الممنوح له في الخروج من الموضوع الفكري بمقدمة طويلة عن الفيزياء والذرة ليقرب الحضور الي الي حقيقة بدهية ، ان البحوث في مجال العلوم الطبيعية لم تحل مشكلة الوجود ولكنها قدمت خطوة للامام وقتها تذكرت قصة الطالب الذي لم يذاكر سياسة بسمارك الخارجية التي جاءته في سئوال الامتحان ليجيب عليه مسترسلا في سياسة بسمارك الداخلية كمقدمة لسياسته الخارجية التي لم يتطرق اليها.

    اصيب الجميع بخيبة أمل من مشاركة الدكتور غازي صلاح الدين والذي يعتبر من اكثر قيادات الانقاذ الحاكمة اهتماما بقضايا الفكر والمنهجية والتي ختمها بطريقة الحنابلة (الجكة دي لله ) باعتبار ان كل مافيه مصلحة امر مقرون بالشرع مختصرا الطريق الي قضايا التحول الديمقراطي باشاعة العدل باعتباره امر لا يقبل الابتسار والتنقيص الذي قد يكون مقبولا بالنسبة للحريات التي تقبل النسبية وان العدل والحريات قيم لابد ان ترتبط بالشرع دون ان يبين الكيفية .

    الحرية والعدل ابرز قيم الديمقراطية التي تفتقدهما تجربة الاسلاميين الحاكمين في السودان والتي يمثلهم فكريا الدكتور غازي صلاح الدين والذي هرب من الخوض في تفاصيل التجربة السودانية فيما يختص بقيم الديمقراطية وحسن فعل الدكتور غازي عندما (زاغ ) من الدفاع عن الحرية المعتدي عليها في كافة اشكالها والعدل الغائب في التجربة السودانية التي وطدت اركانها بتدمير نظام العدالة والعدل في السودان الذي كان يضرب به المثل في العالم العربي .

    بينما الجميع في انتظار ان ينهي الدكتور غازي مقدمته فاذا به ينهي وبصورة سريعة جدا مشاركته (الفكرية ) وهو يستشعرالمثل القائل ( فاقد الشيئ لا يعطيه ) ولكن بعد ادخل نفسه في ورطة وسط جموع من المفكرين والمستنيرين يختلفون عن تلك الجموع (المحشودة في امانات المؤتمر )التي تعود عليها وهم جوقة مهرجين لا تجيد سوي التهليل والتكبير بعد ان تعلف حلاقيمهم بالمطايب في انتظار أن تعلف جيوبهم بالمعلوم النقدي . كان من الافضل للدكتور غازي علي المستوي الشخصي الاعتذار عن المشاركة في المنتدي الفكري عن الديمقراطية حتي ينج من تلك المشاركة (الفضيحة ) التي كشفت ان نظام الانقاذ (مقعد ) فكريا و جالس في الراكوبة وما كان في داع للفضائح خارج الحدود


    -------------------

    مؤتمر الحركة الاسلامية الخرطوم : ( ممارسات وحشية ) ومع ذلك ( تجربة يهتدي بها العالم اجمع ) !
    October 7, 2012
    ( حريات )

    بدأت الحركة الاسلامية بولاية الخرطوم مؤتمرها الثامن امس السبت، بحضور النائب الأول للرئيس , علي عثمان محمد طه، الأمين العام للحركة الإسلامية، والحاج آدم، نائب الرئيس، ونافع علي نافع، مساعد الرئيس .

    وفيما تحدث رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر معتصم عبد الرحيم عن ممارسات وحشية وسط القواعد سبقت انعقاد المؤتمر , قال امين الحركة بالولاية عثمان الهادي انها قدمت تجربة في الممارسة والشوري ( يهتدي بها العالم اجمع ) !

    وقال معتصم إن مؤتمر الولاية جاء بعد اكتمال البناء القاعدي على مستوى المحليات والأحياء، مما يؤكد أن الحركة الإسلامية حركة ولودة تتطلع إلى التجديد، واضاف أن الحركة بالخرطوم تضم سبعة آلاف مهني في عضويتها في تخصصات مختلفة، مما يؤكد أنها غنية بالتخصصات وأهل العلم والمعرفة والمهنة والحرفة.

    وقال عثمان الهادي بأن نهج الحركة في إمعان المحاسبة سيتواصل لتمضي المسيرة ناصعة بيضاء، مشددا على ضرورة انتهاج مبدأ المحاسبة لكل أعضاء الحركة الاسلامية بما يتماشي مع أخلاق الشريعة الاسلامية، وأكد بان المحاسبة ليست لديها سقف محدد , داعياً المؤتمرين لتقديم توصيات تدفع بالمسيرة وتصوّب الإخفاقات .

    وتحدث والي ولاية الخرطوم , عبدالرحمن الخضر، عن عظم كسب الحركة الإسلامية بالسودان وتجاربها التي تستحق الوقوف والدراسة لتكون نموذجاً يحتذى به في العالم .

    و طالب عبد الرحمن الخضر بمراجعة وتقييم تجربة الحركة والنظر بتؤدة لقضاياها وخلافاتها ،وتابع هذه تجربتنا ولابد أن ننظر فى كسب المؤتمر الوطني الذي أيدته الحركة الاسلامية، وقال بان عهدنا مع أعضاء الحركة الاسلامية أن نبيض وجه الحركة وأن نكون القيادة الواعية لهم وأن تكون الرائد الذي لا يكذب أهله .

    ودعا الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي , عصام أحمد البشير، بحسب ما اوردت ( سونا )، لضرورة التسامي فوق الجراح وإحكام البناء الداخلي وتوحيد الرؤى الفكرية تجاه القضايا الإسلامية عبر منهج الوسطية وتوحيد أهل القبلة ليكون الوطن لحمة وطنية صادقة.

    وهاجم ممثل جماعة أنصار السنة الابتعاد عما اسماه تطبيق الشريعة الاسلامية خلال الفترة الماضية، واَضاف” لا نجد تطبيق للشريعة بل تطبيل”، وطالب بتحكيم شرع الله وكشف عن اختراق الحركة الاسلامية وأضاف ( الحركة الإسلامية أخترقت ولا أقول إحترقت ونحن لا نريد العلمانيين واليساريين ) . ودعا قيادة الحركة للتنازل عن الحكم وتابع “نحن جاهزين” .

    وقال الحاج أدم يوسف بان السودان يعد البلد الوحيد الذي يحرم التعامل الربوي فى المصارف الاسلامية، مؤكدا مضيهم فى تطبيق الشريعة الاسلامية فى الاسواق بدلا عن قاعات المحاكم .



    ------------------

    تقرير ( حريات ) عن ندوة الإسلاميين ونظام الحكم الديمقراطي , اكاديميون : برنامج الحركة الإسلامية في السودان فشل فشلاً شاملاً
    October 7, 2012
    (حريات)

    أفتتح صباح أمس السبت 6/10 بفندق شيراتون الدوحة بقطر مؤتمر: الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي… تجارب واتجاهات, الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي يتخذ الدوحة مقراً له.

    ويناقش المؤتمر الذي يشارك فيه ثمانون أكاديميا من أنحاء العالم, على مدى ثلاثة أيام فرص الديمقراطية في المنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي. وقد خصص المؤتمر أولى جلساته الستة عشر لمناقشة تجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان بأوراق بحثية قدمها كل من د. عبد الوهاب الأفندي, ود. الطيب زين العابدين, وشمس الدين ضوالبيت, ود. المحبوب عبد السلام وعقب عليها د. غازي صلاح الدين وحضر الجلسة د. حسن الترابي وعدد كبير من السودانيين المقيمين بقطر.

    وقد عدد شمس الدين ضوالبيت في ورقته بعنوان: تجربة الإسلاميين في الحكم في السودان: تطبيق الشريعة في فضاء متعدد, نماذج من عشر ظواهر إشكالية أفرزها تطبيق برنامج الحركة الإسلامية في السودان. فقال إن أحد هذه الظواهر هو أن برنامج الحركة الإسلامية عانى ولا زال يعاني غربة تاريخية مبدئية مع الإطار الحضاري المعاصر للسودانيين, فالشعب السوداني سبق شعوب المنطقة وثورات الربيع العربي بانتفاضتين تطلع بهما إلى الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة لكن تركيز برنامج الحركة الإسلامية كان في المقابل على تطبيق شريعة خالية من هذه القيم…كما أن بعضاً من عناصر ومكونات برنامج الحركة الإسلامية تعارض تعارضاً بنيوياً مع حقوق الإنسان. فبرنامج الحركة الإسلامية يعتمد لائحة عقوبات تعود لأكثر من 1400 عام مضت. ترتب على تطبيق هذه اللائحة والذهنية المرتبطة بها انتهاكات جسيمة ومتواصلة حتى هذه اللحظة لحقوق الإنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية صدرت بها عشرات الإدانات لسجل حقوق الإنسان من الهيئات الدولية, ومنها أيضاً العنف الهيكلي الذي تضمنه البرنامج… والناتج من أن طبيعة برنامج الحركة الإسلامية هي طبيعة انصهارية آحادية يسعى بها لصهر كافة مكونات المجتمع السوداني المتعدد في قالب عربي إسلامي. بينما تتطلع هذه المكونات إلى التعبير عن ذاتها وعن فرادتها . فقاد هذان الإتجهان المتعارضان إلى احتكاكات متواصلة وإلى تفشي العنف في المجتمع السوداني بحيث أصبح هو السمة الأساسية والغالبة الآن. وقال إن هناك إتفاقاً يكاد يكون عاماً بين السودانيين على أن برنامج الحركة الإسلامية فشل فشلاً شاملاً, لا ينكر ذلك إلا مجموعة الأفراد الممسكين بالسلطة. بحيث أصبح السؤال ليس هو ما إذا كان برنامج الحركة الإسلامية قد فشل أم لا وإنما هو لماذا فشل برنامج الحركة الإسلامية حتى لا تتكرر الأخطاء, خاصة وأن ما تبقى من الحركة الإسلامية في السلطة يعد اصيغة أكثر تششداً من ذات الدواء الذي فشل. وفي إشارة لما نقل عن الأمين العام السابق للحركة الإسلامية السودانية من أنه قال إن السودانيين لم يكونوا جاهزين للتغيير وإنه اتضح أن السودان لا يعدو أن يكون “رقعة جغرافية لا ترقى لأن يكون وطن لا يجمع بين أهلها إلا لون بشرتهم” قال شمس الدين ضوالبيت إن السودان كان دولة واعدة عندما استلم الإسلاميون الحكم, فإن أصبح مجرد رقعة جغرافية لا يجمع بين أهلها إلا لونهم فإن ذلك نتيجة لربع قرن من برنامج الحركة الإسلامية وليس سابق له. وقال د. عبد الوهاب الأفندي رداً على د. غازي صلاح الدين الذي قال إن السودان ينتظره مستقبل مشرق, قال إن على الإسلاميين أن يعترفوا أن برنامجهم فشل فشلاً كارثياً في السودان, وليس مجرد الفشل العادي الذي يمكن تجاوزه. فقد ترتب عليه انفصال جزء من السودان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانهيار البناء الاجتماعي للسودانين. وقدم د. حسن الترابي مساء أمس السبت جلسة مصارحة بعنوان: تجربتي الإسلامية بين الفكر والسياسة, كما تُعقد مساء اليوم جلسة نقاشية يتحدث فيها غازي صلاح الدين ويعقب عليه شمس الدين ضوالبيت.

    ( وفي ما يلي ملخص لورقة شمس الدين ضوالبيت )

    بسم الله الرحمن الرحيم

    التحية

    أود في البداية أن أحي المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات على إتاحته هذه الفرصة للتداول حول الإسلاميين ومصائر الديمقراطية بعد ثورات الربيع العربي,

    أحي المركز على وجه الخصوص على هذه الجلسة حول تجربة الإسلاميين في الحكم في السودان.

    التجربة لم تناقش

    في الحقيقة لقد استوقفني أن الندوات والمؤتمرات التي شاركت فيها حول وصول الإسلاميين إلى السلطة بعد ثورات الربيع العربي لم تناقش أو لم تعط الإهتمام الكافي لمناقشة تجربة الإسلاميين في الحكم في السودان, على الرغم من أنها تجربة عملية من لحم ودم..

    المسئولية الأخلاقية

    وللأمانة لاعلم لي إذا كانت الحركات الإسلامية التي وصلت إلى السلطة في بلدان الربيع قد درست الحالة السودانية في قنواتها الحزبية الخاصة أم لا,

    في حالة أنها لم تفعل فإنني أرى أن المسئولية الأخلاقية لهذه الحركات تجاه شعوبها تتطلب منها أن تدرس الحالة السودانية لترى من خلالها الآثار التي تركها برنامج الحركة الإسلامية السودانية على أرض الواقع,

    الزاد الفكري المشترك

    لأن الزاد الفكري لهذه الحركات هو زاد مشترك مع الحركة الإسلامية السودانية. فجميعها قد نشأت – كما نعلم – على أفكار وكتابات حسن البنا وعبد القادر عودة وأبو الأعلى المودودي وسيد قطب ويوسف القرضاوي وراشد الغنوشي وحسن الترابي.. وهذه هي مرجعيات برنامج الحركة الإسلامية الذي طبقته في السودان.

    الحركة طبقت المنهج بجدية وصرامة

    حددت الحركة الإسلامية السودانية أهداف برنامجها لحكم السودان على أنها سيادة الإسلام عقيدة وشريعة من خلال أسلمة الدولة والمجتمع

    ولكن تركيز البرنامج جاء على أسلمة الدولة لأن المجتمع السوداني مسلم في غالبيته منذ قرون

    وقد طبقت الحركة الإسلامية برنامج أسلمة الدولة والمجتمع بكل جدية وصرامة طوال السنوات الثلاث وعشرين الماضية

    الآن بعد هذه الفترة الطويلة أصبح من المشروع أن نسأل أنفسنا ونسائل الحركة الإسلامية السودانية ماذا كانت النتائج على الأرض

    يرصد هذا البحث الذي بين أيديكم عشر ظواهر إشكالية رئيسية أفرزها تطبيق برنامج الحركة الإسلامية في السودان (بالطبع لن يكفي الزمن لاستعراضها جميعاً ولكنني سأذكر بعضاً منها)..

    من هذه الظواهر

    عانى البرنامج ولا زال يعاني غربة تاريخية مبدئية بالمقارنة مع الإطار الحضاري المعاصر للسودانيين..

    فالشعب السوداني سبق شعوب المنطقة وثورات الربيع العربي بانتفاضتين تطلع بهما إلى الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة..

    لكن تركيز برنامج الحركة الإسلامية كان في المقابل على تطبيق شريعة خالية من هذه القيم… هذه واحدة من الظواهر الإشكالية

    ومنها أن

    أطلق برنامج الحركة عملية استدعاء لقضايا وأولويات العهد الإسلامي الأول, لتكون هي ذاتها قضايا وأولويات المجتمع السوداني المعاصر..

    أن بعضاً من عناصر ومكونات برنامج الحركة الإسلامية تتعارض تعارضاً بنيوياً مع حقوق الإنسان. فبرنامج الحركة الإسلامية يعتمد لائحة عقوبات تعود لأكثر من 1400 عام مضت..

    ترتب على تطبيق هذه اللائحة والذهنية المرتبطة بها انتهاكات جسيمة ومتواصلة حتى هذه اللحظة لحقوق الإنسان وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية صدرت بها عشرات الإدانات لسجل حقوق الإنسان من الهيئات الدولية

    أن عمليات التأصيل والأسلمة أطلقت ما يمكن تسميته بدينامية تسابق سلفي, لأنها حولت أداة الحوار الوطني والسياسي العام إلى الحجة الدينية بدلاً من المنطق المدني. فأصبحت الحجة الدينية هي حجة التنافس السياسي والحوار الوطني العام,

    منها أيضاً العنف الهيكلي الذي تضمنه البرنامج… والناتج من أن طبيعة برنامج الحركة هي طبيعة انصهارية آحادية يسعى بها لصهر كافة مكونات المجتمع السوداني المتعدد في قالب عربي إسلامي. بينما تتطلع مكونات المجتمع السوداني المركب إلى التعبير عن الذات والفرادة . فقاد هذان الإتجهان المتعارضان إلى احتكاكات متواصلة وإلى تفشي العنف في المجتمع السوداني بحيث أصبح هو السمة الأساسية والغالبة الآن

    وبالإجمال غابت قيم الحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة غياباً بنيوياً في برنامج وممارسات الحركة الإسلامية طوال فترة حكمها التي قاربت ربع قرن الآن. ومعروف أن هذه القيم هي قيم ضرورية لإدارة التنوع الثقافي والديني والإثني في أي مجتمع.

    علامات فشل

    من الواضح أن هذه الظواهر الإشكالية هي جميعاً علامات فشل. والواقع أن هناك اتفاق يكاد يكون عاماً بين السودانيين الآن أن مشروع الحركة الإسلامية قد فشل فشلاً شاملاً في السودان, لا ينكر ذلك إلا مجموعة الأفراد الممسكين بالسلطة, وهذا مفهوم لأن الاعتراف بالفشل بالنسبة لهؤلاء ستترتب عليه استحقاقات هم غير مستعدين لدفعها.

    معايير الفشل

    ولا ينطلق الحديث عن الفشل هنا من معايير المعارضين فحسب, وإنما من معايير الحركة الإسلامية نفسها.

    فالحركة الإسلامية قالت في برنامجها الذي استولت به على السلطة في السودان إنها تهدف لسيادة الإسلام عقيدة وشريعة لأن ذلك هو السبيل الوحيد لـ(حفظ وحدة السودان من التمزق والانشطار وللنهوض به نحو التنمية والرفاهية), كما جاء في وثائقها التأسيسية.

    لم يحفظ وحدة السودان من التمزق والإنشطار

    والآن بعد انفصال الجنوب واشتعال الحروب في دارفور وجبال النوبة وشرق السودان والنيل الازرق, وارتفاع اصوات جديدة تطالب بحق تقرير المصير فلا يمكن الحديث عن (حفظ وحدة السودان من التمزق والانشطار).

    فيما يتعلق بالاقتصاد صحيح أنه تحققت بعض الانجازات في مجال الكهرباء والطرق وطفرة في مجال الاتصالات وتوسع في التعليم الجامعي إلا أنه لا يمكن الحديث عن نهضة أو رفاهية لأنه في المقابل قد انهارت أهم القطاعات الانتاجية الزراعية والصناعية في البلاد مثل مشروع الجزيرة.

    السؤال لم يعد ما إذا كان قد فشل…

    لذلك فإن السؤال لم يعد الآن ما إذا كان مشروع الحركة الإسلامية في السودان قد فشل أم لا, وإنما صار السؤال هو لماذا فشل مشروع الحركة الإسلامية في السودان؟

    هذا هو السؤال الأهم الآن.

    إذا كان هدف المؤتمر: تعزيز فرص الديمقراطية

    وفي اعتقادي أنه إذا كان هدف هذا المؤتمر هو تعزيز فرص الديمقراطية في السودان وفي المنطقة عامة بعد ثورات الربيع العربي, فإن أفضل وسيلة لذلك هي الإجابة العلمية على هذا السؤال. لماذا فشل برنامج الحركة الإسلامية في السودان؟

    لماذا فشل مشروع الحركة الإسلامية في السودان؟

    الإسلاميون يقدمون أسباباً مختلفة

    بعض الإسلاميين السودانيين يقولون إن السبب في فشل البرنامج هو أنه جاء بانقلاب عسكري, وقد حدد ذلك مساره وهزم أهدافه حتى قبل أن يبدأ.

    آخرون يقولون إن السبب في فشل البرنامج هو إنقسام الحركة وحرمان البرنامج بذلك من علم وخبرة آبائه المؤسسين

    كذلك سمعنا مؤخراً من يقول إن السودان دولة ومجتمع لم يكن مؤهلاً لمثل هذا المشروع الطموح لأنه “رقعة جغرافية لا ترقى إلى وطن أكثر ما يجمع مكوناتها هو لون أهلها”

    جميع هذه المقولات هي أقرب إلى أن تكون محاولات لتبرير فشل البرنامج أكثر منها أن تكون أسباباً صادرة عن دراسات جادة, لأنها لا تصمد عند الفحص والتدقيق.

    الحديث عن الدولة

    الحديث عن الدولة, مثلاً, يريد إلقاء اللوم على الشعب السوداني. لقد كانت الدولة السودانية دولة واعدة عندما استولى الإسلاميون على السلطة.

    علماء الإناسة

    علماء الإناسة يقولون إن الحكومات والسلطات المركزية نشأت أول ما نشأت في التاريخ الإنساني لإدارة منشآت الري.

    وفي السودان يوجد أكبر مشروع مروي تحت إدارة واحدة على مستوى العالم. وكانت به آلاف الكيلومترات من خطوط السكك الحديدية هي ثالث خطوط حديدية أنشئت في القارة, وواحدة من أفضل أنظمة الخدمة المدنية في القارة, ونظام تعليمي لا بأس به..إلخ

    إتفاق الميرغني قرنق

    وعندما استولت الحركة الإسلامية على السلطة كان السودانيون في الشمال والجنوب قد توصلوا إلى إتفاق لوضع السلاح والجلوس للتفاوض حول إدارة التنوع في بلادهم, ولم يتضمن ذلك الإتفاق حتى مجرد إشارة للإنفصال أو لتقرير المصير

    باختصار كان السودان واحداً من أفضل دول القارة جنوب الصحراء, ومعظم هذه الدول تجاوزت حروبها ووجدت طريقها إلى التنمية بل وإلى الديمقراطية.

    إذا كان السودان قد تحول إلى رقعة جغرافية…. فإن ذلك تابع لبرنامج الحركة الإسلامية وليس سابق له

    لا يصمد أيضاً السببان الأولان بخصوص الانقلاب وإبعاد القيادة التاريخية عند الفحص والتدقيق

    الذين يقدمون الانقلاب أو إنقسام الحركة الإسلامية على أنها السبب في فشل المشروع يتجاهلون أمراً غاية في الأهمية: هو مؤسسية الحركة الإسلامية:

    الحركة الإسلامية تنظيم مؤسسي من الطراز الأول

    فمهما حدث لبرنامج الحركة الإسلامية السودانية إلا أن لا أحد يستطيع أن ينكر أنها تنظيم مؤسسي من الطراز الأول.

    وكما قال أحد قادة الحركة بحق بدت الحركة الإسلامية عشية استيلائها على السلطة أفضل طرحاً وتنظيماً من الدولة السودانية ذاتها.

    فهي أكبر تجمع للمثقفين والمتعلمين السودانيين, وحظيت بقيادة جيدة, وموارد مالية هائلة توفرت للتنظيم من الثروات النفطية في الخليج,

    إذن فقد توفرت للمشروع كافة الإمكانات المطلوبة

    افضل العقول السودانية تنظيم جيد بقيادة محنكة. موارد ضخمة من تحالفاته في الخليج, أجهزة وموارد الدولة السودانية, ودعم التنظيم الدولي للأحوان المسلمين

    ومع ذلك فشل المشروع مما يدل على أن الخطأ ليس في قلة الإمكانات وإنما في المشروع نفسه

    والحقيقة أن الخطأ هو في منهج المشروع

    قام مشروع الحركة على إعادة الإنتاج

    فالمنهج الذي تبنته الحركة الإسلامية لبناء الدولة والمجتمع يقوم على إعادة انتاج نظام الدولة والمجتمع في العهد الإسلامي الأول. ثم إنتظار النجاحات التي حققها ذلك البرنامج

    وهذا مستحيل عقلاً وعلماً ومنطقاً, ومستحيل بالتجربة الإنسانية

    لا يمكن أن تؤدي إعادة أنتاج برنامج مضت عليه 1400 عام إلي ذات النتائج

    وتجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان قد أكدت ذلك بالبرهان العملي مرة أخرى.

    السبب الذي تقدمه السلفية

    السبب الذي تقدمه الحركة الإسلامية والحركات السلفية بصورة عامة لتبني هذا المنهج هو أنه المنهج الذي أقام به الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون المجتمع الإسلامي الأول .. بكل النجاحات التي حققها..

    إلا أن الدراسة المدققة لمنهج وفلسفة التشريع في ذلك العهد وهو المنهج الذي ظهرت خصائصه بصورة أوضح في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه تكشف أن هذا غير صحيح أيضاً,

    الخليفة عمر رضي الله عنه عدل أو تجاوز أحكاماً قطعية الورود والدلالة عندما تغير الظرف التاريخي..

    مما يدل على أنه لم يكن يعيد تطبيق الأحكام مهما كان الظرف, وإنما يعتمد منهجاً آخر

    المنهج الذي كان يطبقه الخليفة عمر كما اتضح من طريقته في إدارة الدولة والمجتمع هو المنهج الذي جاءت به البعثة المحمدية وأقام به الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون الدولة والمجتمع هو منهج “الكتاب والحكمة” وكما يحدثنا بذلك القرآن الكريم.

    فبدءاً من الآية 129 من سورة البقرة التي يدعو فيها سيدنا ابراهيم لذريته (ربنا وأبعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم), وعبر عشر أيات أخريات تناولت مهام البعثة المحمدية والبعثات السماوية الأخرى يكرر القرآن الكريم أن منهج الكتاب والحكمة هو منهج بناء المجتمع والدولة في الإسلام

    الكتاب هو ما يكتبه ويوجبه الله تعالى على من يبعث فيهم من رسول, والحكمة هي غاية ذلك الحكم ومقصده

    وبالتالي فإن منهج بناء المجتمع والدولة في الإسلام يقوم على كتاب وحكمة.. على أحكام ومقاصد.. على وسائل وغايات.

    ومع كل بعثة جديدة كان الكتاب أو الأحكام أو الوسائل تتغير لتحقق الغايات والمقاصد الثابتة, لاختلاف الزمان والمكان.. هذا هو منهج بناء المجتمع والدولة في الإسلام

    وهو كما هو واضح منهج تاريخي علمي..

    إذا استخدمنا منهج الكتاب والحكمة للتعرف على الأركان الخمسة للدولة والمجتمع في الإسلام إنطلاقاً من الحديث النبوي الشريف بني الإسلام على خمس نجد أن هذه الأركان هي الكرامة والقوة والعدل والعلم والسلام.. وهي كما ترون قيم إنسانية عامة

    يترتب على ذلك أن أفضل وسيلة لتحقيق هذه القيم اليوم هي منظومة حقوق الإنسان كما طورتها التجربة الإنسانية الواعية وفصلتها العهود والمواثيق الدولية.

    مضافاً إليها المحرمات الإسلامية, التي هي الإضافة الإسلامية للكرامة الإنسانية,

    إذا أردنا عقد مقارنة تقريبية معاصرة لفعالية المنهجين في نظام الحكم والتنمية فهي المقارنة بين منهج حزب العدالة والتنمية في حكم تركيا ومنهج الحركة الإسلامية في حكم السودان..

    حزب التنمية والعدالة يسعى لتحقيق الغايات الإسلامية الكبرى… بينما سعت الحركة الإسلامية لإعادة تطبيق الأحكام, ويمكننا مقارنة النتائج

    هذا طبعاً مع الإقرار بأن حزب العدالة والتنمية لم يقل إنه يطبق منهج الكتاب والحكمة وإنما وجد عناصر من المنهج قائمة في نظام الحكم من فترة سابقة, ويأتي إسهامه في أنه تبناها واعترف بها وأعطاها هوية إسلامية

    أود أن أختتم حديثي بنتيجتين رئيسيتين لتجربة الحركة اإسلامية في الحكم في السودان: أولاً أن اعتماد منهج إعادة الأنتاج كمنهج لبناء الدولة والمجتمع بتطبيق الشريعة أو جزء منها في أي مكان, سينتهي إلى ذات الظواهر الإشكالية التي رصدها البحث وإلى ذات الفشل الذي انتهت إليه تجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان.

    قد يكون هناك اختلاف في المقدار نسبة لخصوصيات كل مجتمع ولكن لن يكون هناك اختلاف في النوع.

    اينما طبق المنهج السلفي سيكون المصير هو الفشل كما برهنت على ذلك تجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان.

    والثاني هو أن تجربة الحركة الإسلامية في الحكم في السودان توضح أن غرس الديمقراطية وتعزيز فرصها في السودان وفي بلدان الربيع العربي والمجتمعات العربية الإسلامية لن يكون إلا بعملية إصلاح ديني شاملة تعتمد بدلاً من منهج إعادة الإنتاج السلفي منهج الكتاب والحكمة كأساس لبناء الدولة والمجتمع .

    والسلام عليكم
                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:33 AM
  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:37 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:41 AM
      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:46 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 Deng07-20-12, 05:31 PM
          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 09:16 PM
            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-20-12, 11:17 PM
              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-21-12, 10:44 AM
                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-22-12, 06:16 AM
                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-25-12, 06:38 AM
                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-25-12, 05:53 PM
                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-26-12, 10:16 AM
                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-26-12, 05:16 PM
                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-26-12, 05:42 PM
                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-28-12, 03:10 PM
                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-29-12, 09:47 AM
                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-29-12, 05:44 PM
                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-29-12, 05:44 PM
                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك07-31-12, 08:31 AM
                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-02-12, 10:30 AM
                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-03-12, 10:23 PM
                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-05-12, 10:54 AM
                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-06-12, 05:31 PM
                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-07-12, 07:25 AM
                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-08-12, 07:13 AM
                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-08-12, 05:34 PM
                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-08-12, 10:21 PM
                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-09-12, 09:16 AM
                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-09-12, 05:50 PM
                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-09-12, 05:55 PM
                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-13-12, 05:21 PM
                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-13-12, 06:52 PM
                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-13-12, 06:52 PM
                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-15-12, 07:16 AM
                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-15-12, 06:40 PM
                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-15-12, 10:33 PM
                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-16-12, 05:27 PM
                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-16-12, 10:03 PM
                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-16-12, 11:05 PM
                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-17-12, 07:59 PM
                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-17-12, 09:33 PM
                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-22-12, 04:44 PM
                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-23-12, 11:08 AM
                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-26-12, 06:53 AM
                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-26-12, 07:04 AM
                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-27-12, 04:57 AM
                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك08-30-12, 05:26 AM
                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-02-12, 08:41 AM
                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-03-12, 10:18 AM
                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-05-12, 05:48 AM
                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-06-12, 08:54 AM
                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-09-12, 04:56 AM
                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-09-12, 06:27 AM
                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-09-12, 06:44 AM
                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-09-12, 10:12 AM
                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-10-12, 06:57 AM
                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-11-12, 05:16 AM
                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-12-12, 11:23 AM
                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-16-12, 06:32 AM
                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-16-12, 10:28 AM
                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-17-12, 05:06 AM
                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-18-12, 06:31 AM
                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-23-12, 08:05 AM
                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-24-12, 05:59 AM
                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-25-12, 10:20 AM
                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-27-12, 05:29 AM
                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك09-27-12, 10:28 AM
                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-01-12, 05:51 AM
                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-01-12, 09:35 AM
                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-02-12, 08:56 AM
                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-02-12, 10:42 AM
                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-03-12, 06:13 AM
                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-04-12, 06:57 AM
                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-07-12, 05:47 AM
                                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-08-12, 06:11 AM
                                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-10-12, 06:46 AM
                                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-10-12, 08:26 AM
                                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-14-12, 09:01 AM
                                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-14-12, 10:33 AM
                                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-17-12, 05:41 AM
                                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-18-12, 10:27 AM
                                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-21-12, 06:56 AM
                                                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-23-12, 06:43 AM
                                                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك10-24-12, 06:04 AM
                                                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-10-12, 08:37 PM
                                                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-19-12, 09:30 AM
                                                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-20-12, 06:10 AM
                                                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-20-12, 09:13 AM
                                                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-21-12, 05:36 AM
                                                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-25-12, 05:45 AM
                                                                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-25-12, 06:32 AM
                                                                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-25-12, 08:02 AM
                                                                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-26-12, 09:00 AM
                                                                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-26-12, 11:24 AM
                                                                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-27-12, 06:23 AM
                                                                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-27-12, 11:28 AM
                                                                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-28-12, 07:44 AM
                                                                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-28-12, 11:08 AM
                                                                                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك11-29-12, 04:29 AM
                                                                                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك12-04-12, 05:51 AM
                                                                                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ....بين اخوان السودان 2+2012 الكيك12-04-12, 07:38 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de