في فترة من سنين غربتي كنت قد تغيبت عن البلد والأهل لمدة 11 سنة متوآصلة، كانن التومات بنات أخوي في خلالها يرددن بصوت يطرق سمع أُختي الكبيرة آسيا: يا رمال حِلتنا زولاً كان يآنسك يا حِليلو فات رحل من بلدو روّح فاتلو لدار ماها هيلو. فتزرف أُختي الدموع حزناً على فراقي وشوقاً لِلقيآيَ، إلى أن أذنت لي الظروف بالعودة، فحزمت حقائبي فكتبت وأنا أتاهب للتوجه للمطار، أحلآم بالعودة. كانت لحظات اللقياء بمطار الخرطوم من أفظع اللحظات في حياتي أحسست فيها أنني أعانق كلّ الوطن في شخص أهلي وآسيا أختي التي ذهبت في آخر زيارة لي للسودان لعيادتها بعد أن أٌصيبت بجلطة أثّرت على نصفها الأيسر إثر سماعها تعرض إبنها لحادث مرور في ديار الغربة. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنحها الصحة والعآفية، وان يعيد كُلّ الطيور المهاجرة لأرض الوطن زمن الخريف...
يا رِمآل حِلتنا زولِك ليكِ عآد هيا ابسميلو جاي يتبّع دِريبو الفوق بياضِك كان دليلو صوت قماري الشوق يحآدي لشُدرنا ولضِليلو لبحرنا ولتمُرنا لعِنقريبو ومقيلو فوقو ينجمّا ويزحو كلما الرقراق يجيلو والعِصير يمرق يطايب ناس فريقو الهم يزيلو يمسح اللوم والعِتاب بالأمارة يتم جميلو في سلف صالح يعزي بحُزُن في الجوف نزيلو وبفرح طآمح يبآرك للصبى الإنتم عديلو والمِغيرِب يمشي ينزل للبحر يكرُف عليلو لهموم الغربة يغسل نفسو من فيض سلسبيلو وجاي سآدر فوق دِريبو النِخيلآت تِنتكيلو يشيلو تمرآت من صبيطا بيها يكتُل نآر غليلو فوق رِمآل حِلتنا يقعد والقمر سآطع في ليلو فوق خدود رملتنا عآكس فيض دموع أفرآح يسيلو تروي أرضك يا بلدنا ونحن كوم الهم نشيلو ومهما أرض الغُربة جآدت الوطن مافيش مثيلو وحتى لو نزلو النجوم حآشآ ما دآيرين بديلو وضُمّة ما بندور بديلو...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة