إلى الأميرة نانسي عجاج .. أنا آسف جدا والله

Quote: يا سفيان الأناقة والجمال برضو من مميزات الفنان وتصب لمصلحة قبوله في المسرح أو التلفزيون .. القبول مكمل لرسالة الفنان ويساعد في سرعة وصولها للمتلقي .. خضر بشير كان أنيق وجميل الحضور لخفة ظلو وتفاعلو الفكاهي مع الغناء .. والنور الجيلاني من بعدو نفس الشىء، وأبو داوود ومحمد الأمين وغيرهم لكل واحد فيهم ميزته التى تجعل منه مقبولا مسرحيا وتلفزيونيا وقس على ذلك أناقة نانسي في الشكل والملبس والوقار والحضور . بعدين يا سفيان والله أنا احترت في الشىء الممكن يرضيك شنو في الفنان إذا نانسي كلها ما قادرة ترضيك ؟؟ نانسي فنانة ذكية جدا والذكاء دا هو نفسه الذي قادها لتصبح في فترة وجيزة جدا (جوة وجدان) المستمع ونبض الشارع الفني الذي رحب بها بكل اعجاب.. ذكاء نانسي يا سفيان جعلها تطرق باب البداية بالبوم ( سحر النغم ) الذي حوي أغنيات مألوفة لدي المستمع بغرض مد جسور التواصل معه مثل فلق الصباح وولي المساء وفي الضواحي وغيرها من الأغنيات التي لم تجيد تقديمها كما فعل أصحابها فحسب بل أضفت عليها لمسات تطريبية تخص لونية صوتها العميق، وذلك بفضل امكاناتها العالية وإجادتها التحرك في منطقة صوتية حرة. . وبعد ألبومها الأول الذي حرك الوسط الفني برغم حداثة التجربة قدمت الألبوم الثاني ( رفقة) الذي انتظره الجمهور بلهفة ممزوجة بالفضول والترقب فلم تخذل معجبيها فجاء الألبوم الثاني ليؤكد نجاح الأول بل ويبصم بالعشرة إن نجاح البدايات لم يكن وليد صدفة بل قام على أساس متين ولا عجب فالقاعدة التي انطلقت منها الأميرة قوية وراسخة ( نشأتها في أسرة فنية ) لذلك لم تجد صعوبة في الدخول (تووووووش) إلى قلب المستمع السوداني لتبدأ مهمة عظيمة في أحياء جذوة الأصوات النسائية التي خبت بعد الفلاتية والخير والعبادية وحنان النيل ولكن بشكل أداء صوتي تبنت خلاله المعني كما يقولون. ذكاء نانسي يؤكده اختيارها وتدقيقها في الأعمال التي تؤديها للجمهور فغنت مثلا (جسمي المنحول) للشاعر الفذ محمد بشير عتيق تلك الأغنية التي تغني بها عمالقة الحقيبة كرومة وداوود وبادي وأولاد شمبات لتتغلغل في وجدان المستمع السوداني فوضعت عليها بصمتها الصوتية المميزة، وبرغم المراوغة الصوتية التي أجادتها صعودا ونزولا فهي لم تخل أبدا بجوهر كلمات الأغنية ومدلولها الفني بقدر ما أضافت بعدا استثنائيا انيقا يؤكد على مقدراتها الصوتية والتطريبية العالية. * غنت (شقي ومجنون ) للعملاق الراحل صديق الكحلاوي فأجادت وأمتعت وزاد ذلك من رصيدها في بنك المعجبين لأن الكحلاوي فنان مميز يمتلك خامات وإمكانات صوتية استثنائية تجعله قادرا على التطريب الصوتي والتحرك كما شاء له في المساحات الفنية التي تلامس مشاعر المستمع بما يجعل التغني باغانية مغامرة يخشاها الجميع إلا من يثق في إمكاناته ومقدراته الصوتية والتطريبية كنانسي عجاج . * صحيح أن السمة الغالبة على صوت الأميرة هي الحزن الذي تحسه حتي في تعابير وجهها لكن هذا هو بالضبط ما ميزها وساعد في بلوغ النضوج الفني لأنهاأجادت توظيف مسحة الحزن وزينتها بإطار إبداعي خالصا ومخلصا بما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها تتمتع بوعي فني كبير وادراك حسي فائق بالغناء كرسالة فنية مهمة في حياة المجتمع، ومع كل ذلك فلصوت الأميرة وأدائها لمسات ومسحات أخري متنوعة تجذب إليها الجميع دون استثناء فهي مثلا تجعل الجمهور يتفاعل معها طربا وانتشاء عندما تؤدي أغنيات تراثية ( اندريا) أو أغاني الوطن (بلدا هيلي أنا) وأغاني الحنين والوله والعتاب ( مسامحك يا حبيبي) وغير ذلك من الوان الغناء. * نانسي يا سفيان فنانة ملتزمة تحرص على إتقان ما تقدمه، من أعمال تخاطب العقل والوجدان بعيدا عن الشكل المألوف والمكرر، فالغناء بالنسبة لها كما وضح من خلال تفاعلها مع ما تغنيه مرتبط أرتباط وثيق بالمشاعر والأحاسيس، فهي مثلا حريصة جدا على الظهور في المسرح بمظهر لائق شكليا ونفسيا، بنفس حرصها على اختيارها للأغاني التي تقدمها فهي تغني للحب والشوق والأنين لكنها في ذات الوقت لم تنس المشاركة في هموم وقضايا المرأة بفكر تقدمي كأي فتاة من بنات جيلها لها تصوراتها وأفكارها التي تؤمن بها كما وضح خلال أحاديثها وحواراتها في وسائل الإعلام. وأزيدك من الشعر بيوت وقوافي أن تواجدها الطويل نسبيا في المجتمعات الأوربية لم ينسيها أبدا ضرورة الاحتفاظ بالخصوصية والنكهة المعروفة عن الغناء والموسيقي السودانية وهذه في حد ذاتها ميزة نادرة ضمن مزاياها المتعددة . يبقي القول إن بعض الهنات الصغيرة في أداء الأميرة ( أدائها لأعمال ابراهيم عوض مثلا ) لا يمكن أن تحسب عليها بمعزل عن المنتجين والشركات الفنية التي تعاملت معها فربما أخفقت نوعا في التعامل مع إمكاناتها الغنائية صوتا وتفاعلا وحضورا وهذه هنات عادية لم ينج منها مطرب ماضيا وحاضرا ومستقبلا ومن الظلم القياس عليها . الاميرة غير يا سفيان فهي سحابة تجمعت تحت سماء الغناء السوداني لتمطره تجديدا ووعدا وإخضرار وهي بالفعل كما قال أحدهم : نانسي هي سفيرة الغناء إلى القمر اذا كانت فيروز سفيرته إلى النجوم .