دوماً هي في خاطري .. كلما ابتعدت عنها جفلت خيول أفكاري .. وتقاذفتها أمواج من حنين .. تتوق اليها .. هي محبوبتي روحاً وراح .. أرتاح فيها .. أتكئ على هدوء وطمأنينة وراحة بال .. يجوبان طرقاتها ومساكنها وحواريها .. يسكنان أرجائها وأزقتها .. يفترشان فضاءاتها الرحبة .. يؤنسان وحشة وحدة قد تحسها أحياناً .. محبوبتي .. تتدثر بروعة قد لايراها .. من يبحث بين جنباتها وفي طرقاتها .. عن تلكـ الكماليات الحسية المرتبطة بالحياة .. حلوها ومرها .. ولو طابت فما معنى الامكنة ؟.. .. وماذا سيكون الفرق ؟ .. فالحياة حين تطيب .. فالأمكنة .. قد لايكون لها كثير اعتبار.. بل قد تصبح بلا قيمة .. هذا في نظر البعض .. وللخصوصية شواذ قواعد .. لابد من جعل الحسبان في اعتبارك .. وأنت تجوب وتنقب .. بين صفحات تقييمهم .. صدقاً .. لم أبحث فيها عن رغد عيش .. مر عليّ ومررت عليه .. عرفته وعايشته .. لكني بحثت فيها عن أشياء أخرى .. علها تكمل نقص روحي .. وماتشتهيه .. بحثت فيها عن بقايا من رائحة أحباب .. عطروا فضاءها بشهيقهم وزفيرهم .. خطوا على صفحات أديمها بخطواتهم .. معنى للحياة .. بكل تفاصيلها وروعتها .. ودقة تفاصيلها .. جئت أبحث .. عن نقطة بدء لحياة أخرى .. عساني اقتبس من سعادة .. من عاشوا بين جنباتها .. فقد علمتهم كم هي بسيطة هذه الحياة .. جئت بحثاً عن أصول كنت فرعها .. شديد الخصوصية .. فرعٌ يحمل في تكويناته .. كل جينات التواصل .. جئت اليها .. امتشق البساطة .. وامتطي خيل الاندهاش .. فقد علمتني الحياة كم هي معقدة .. ولم أدري كنه بساطتها إلا هنا .. هنا عرفت.. أن الروعة بل كل الروعة .. تكمن بين طيات هذه البساطة .. فعشقت هنا الروعة إنساناً وأمكنة .. ومن يبحث عن حيواتنا وتعقيداتها .. نهديها له ونجعله بين دفتيها بلا تردد .. هي من .. حبلت بصغير خيالي المتمرد .. أنجبته .. وهدهدته .. ليشب فتياً .. يعشق روعة هذه الديار .. إنساناً .. وأمكنـة .. من سنين خلت .. ولايزال .. وسيظل ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة