لماذا الحكومات...لماذا لا "نلوم" الشعب السودانى الجاهل...الخامل..الحاسد..الحاقد..المتتاكئ....

Quote: Published on AL Quds (http://www.alquds.com) الصفحة الرئيسية > الكفاءات هي التي تبني الاوطان لا الولاءات ..ألقاب مملكة في غير موضعها -------------------------------------------------------------------------------- الكفاءات هي التي تبني الاوطان لا الولاءات ..ألقاب مملكة في غير موضعها By admin Created 08/17/2010 - 08:50 Tue, 08/17/2010 - 09:24 هذه المقالة لا توجه لشعبنا الفلسطيني فحسب، وإنما توجه لكل مجتمع وبيئة ووطن. توجه لكل امة او شعب يريد لنفسه التطور والتقدم والنجاح على مدارج الرفعة والاستقرار ورفاه العيش، توجه لكل من لا يعرف الدرب الصحيح في بناء الاوطان والشعوب، وقبل ذلك في بناء النفوس وخلق الارادات الصلبة. الا وان حال كل من يرفض النصح من شعب او حزب او فئة او مسؤول، كحال المريض الذي يرفض الدواء بحجة انه مر المذاق، ويرفض الابرة المعالجة بحجة انها مؤلمة، ويرفض العملية الجراحية الضرورية والتي لا بد منها لانقاذ النفس والروح من الهلاك بحجة انها قاسية وصعبة او مكلفة. هذه مقالة او نصيحة يتوجب علينا جميعا ان نقف عندها طويلا وان نصغي لها بكل اهتمام سيما شعبنا الفلسطيني، ووطننا المكلوم المصاب والمريض الذي يتهادى بين الرجلين. اذا اردنا لانفسنا ولوطننا ولشعبنا التقدم والتطور وان نتطلع الى الدول والشعوب الناهضة والراقية وذات المستوى المرموق على الصعد المختلفة من علمية وبيئية ومجتمعية وصناعية وزراعية وسواها في مجالات الحياة المتنوعة علينا ان نتطلع بكل جهد مستطاع الى الكفاءة العلمية والادارية، ان نتوجه في بناء وطننا والنهوض بشعبنا وبذواتنا الى أهل الاخلاص واصحاب الكفاءات ومن لديهم حسن الادارة والشجاعة ومن تتوفر فيهم النزاهة والعدالة والاستقامة. ان الكفاءات العلمية والمهنية والادارية هي التي تستطيع ان تطور المجتمعات وتنهض بطبقات المجتمع وتعنى جيدا بحسن الكياسة وفن الادارة والقدرة على التطوير، سواء اكان ذلك تطوير المجتمعات ام تطوير الشعوب والنفوس والارادات. ان الدول والشعوب التي نرنو اليها ببصائرنا وتملأ العين والنظر ونغبطها على عيشها الهنيء وحياتها الرتيبة وتطورها المشهود يوما إثر آخر، إنها لم تصل الى هذا المستوى المتميز وهي تعيش في ترتيب حياتها وتنظيم معاشها وبناء مدنيتها والنهوض بذاتها على المحسوبية والوساطة والولاء للاشخاص او الحزب والكولسات التي ما انزل الله بها من سلطان، او وهي في منأى عن الكفاءات العلمية والمهنية والادارية. وضع الانسان المناسب في المكان المناسب من الضرورة بمكان لكل من أراد لشعبه ووطنه ان يكون في مصاف الشعوب المتميزة والاوطان المتقدمة، لا تبنى الاوطان بالامنيات ولا تتقدم الشعوب بالاحلام، ولا تنهض الامم بالمحسوبية والوساطة، لم تتخلف مجتمعاتنا وشعوبنا واوطاننا الا بعد ان اصبحت وغدت الواسطة هي الثقافة السائدة في مجتمعاتنا وبيئاتنا. لا بد من ان يقف كل منا امام مجموعة من التساؤلات: لماذا غيرنا تقدم ونحن متخلفون؟ لماذا نهضت شعوب وأمم متعددة ونحن لا زلنا في ذيل القافلة؟ ما الذي انهض اليابان من الصفر بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية اما مجتمعاتنا فما زالت تلهث ولكن دون فائدة ولا جدوى؟ لقد كتبت قبل ما يزيد عن عام سلسلة ومجموعة من المقالات تصب في هذا المصب وتدور كلها حول مجموعة من الاسباب والطرائق التي توصلنا الى النجاحات وتحقيق ما نصبو اليه من تطور وتقدم، ومما قلته هناك: اننا ان لم نأخذ بمثل هذه الاسباب والطرائق الموصلة للنجاحات وتحقيق الغايات فاننا لن نصل في يوم من الايام الى بغيتنا وضالتنا، ومما يؤسف له اننا نقول وندعي اننا اصحاب مبادىء وقيم واخلاق، وغيرنا من المجتمعات مجتمعات غير مؤمنة تفتقر الى قيمنا واخلاقياتنا، ومع كل ذلك نجدها هي المجتمعات المثالية ومحل التأسي والقدوة في النهضة والتقدم والتطور. وقد قلت في حينه حينما تعرضت الى مجموعة الاسباب والطرائق الموصلة للغاية والهدف المنشود ان السنة الكونية لا تتخلف ولا تحابي احدا فمن سار وفق هذه السنن وصل ومن تركها ضل. الامم التي تأخذ بأسباب النجاح والتطور تنجح وتتطور وان كانت مجتمعات كافرة. والشعوب والمجتمعات او الامم التي لا تأخذ بأهداب واسباب النهضة لا تنهض ولن تتقدم وان كانت شعوباً او مجتمعات مؤمنة. ومن هنا امرنا ربنا ان نأخذ بأسباب العزة والنصر والنجاح والا نركن الى الكسل والتواكل واداء العبادات بعيداً عن التوكل والاخذ بالاسباب. وحينما ذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاح وكثرة الصلاة وملازمته للمسجد. سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن يكفيه طعامه وشرابه. حيث هذا الرجل لا يعمل ولا يكدح لانه متفرغ للعبادة. فقال الصحابة الحضور: كلنا يا رسول الله. فقال صلوات الله عليه: «كلكم خير منه». وحينما كان يرى الفاروق ملازمة رجل للمسجد يضربه بالدرة ويقول له: لا تمت علينا ديننا اماتك الله. ان السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة. الشاهد من ذلك انه يتوجب علينا معشر الشعب الفلسطيني ان نولي الكفاءة العلمية والمهنية والادارية اهتماماً كبيراً، وان نجعلها هي الفيصل في اختيار الاشخاص للمواقع والوظائف والمهن وادارة المؤسسات. وكما قلت في بداية المقالة من ان هذا النهج وهذه المعايير ضرورية لكل مجتمع وشعب وأمة. كما وتصلح هذه المقالة لكل البيئات والمجتمعات، ولكننا كفلسطينيين نحن أكثر حاجة اليها من سوانا وتلزمنا هذه الفلسفة اكثر من غيرنا على لزومها لغيرنا. ويتوجب علينا الا نحيد عنا ابداً لاننا نمر عبر ظروف قاسية وصعبة ونحن في مرحلة بناء وامام تحديات جليلة وخطيرة. فإن لزمت هذه المعايير كل المجتمعات فلزومها لنا كفلسطينيين اشد واكثر، وان اخذ بها سوانا فأخذنا بها آكد واكثر الحاحاً. وان كانت معايير الكثير من الشعوب والمجتمعات الناجحة فمن باب أولى ان تكون معاييرنا نحن. وليس لنا عذر لا عند الله ولا عند الناس ولا عند انفسنا ان تركنا هذا النهج وتنكبنا دربه وطريقه. مجتمعاتنا مبتلاة بمنظومة حياتية وفلسفة معاش رديئة وسيئة لا تورثنا هذه المنظومة او الفلسفة سوى الفشل والتخلف والتأخر. ومما يؤسف له اننا اشحنا بوجهنا عما عندنا من موازين دقيقة ومنهجية مثالية ونظام محكم دقيق ومجموعة كبيرة من القيم والمبادىء والاخلاقيات فحدنا عنه وتنكبنا طريقها ثم لم نسر ولم نقلد المجتمعات الناجحة في سيرها وترتيب وتنظيم حياتها. فغدونا كما وصف القرآن الكريم البعض من الناس لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء. ومما لاشك ولا ريب ان ذلك سوء صنيع وبعد عن معايير النجاح والرشاد. وحالي اثناء كتابة هذه المقالة كحال الذي يرقب نجماً ثاقباً عن بعد، فهو لا يرى النجم ولكنه لا يشك في وجوده في آن. وكما قال لي احد الاصدقاء في احدى السنوات: لمن تكتب يا دكتور حمزة؟ اتظن ان هناك قراء وان كان هناك قراء فهل هناك من يستجيب لمثل هذه النداءات ولمثل هذه البرامج التصحيحية؟ يا قوم ما الذي دهانا ولماذا وصلنا الى هذا المستوى الذي لا نحسد عليه. لماذا يصاب المرء بالاحباط ولماذا يتسلل اليأس الى النفوس؟ ومع كل ذلك اقول بأنه لا يجوز بحال ان نيأس او ان نصل الى درجة الاحباط. لا يصح بحال ان نترك الامور على ما هي عليه من الخلل والخطأ وعدم التصحيح، لا شك ولا ريب ان الطريق قد يبدو غير قصير، وان الامر ليس بالسهل، وان الطريق وعرة وليست مفروشة بالورود لكن كل ذلك لا يثني الانسان عن حمل المبادىء والدعوة اليها او ان يترك المسار السليم والنهج القومي. لابد من الثبات على الحق وعلى المبادىء والوقوف في وجه الباطل والخلل والفساد فإن الامور ستؤول في نهاية المطاف الى الخير والنور والاستقامة. فاذا ما قوي الحق ومورس الحق وثبت على الحق فإن الباطل سيذوي وسينزوي ويزول. اما اذا انهزم اصحاب المبادىء والقيم الحقة فإن اهل الباطل والشر سيأخذون دورهم في الساحة وسيعشش الباطل ويفرخ فحذار لاهل الحق والمثل والمبادىء ان يتنازلوا عن مثلهم وقيمهم ونهجهم الصحيح. وحذار ان ينكص اهل الحق على اعقابهم، فهم احرى بالثبات في الميدان والاستمرارية على الاستقامة والهدى والخير، فإن النصر كما يقال صبر ساعة وان مع العسر يسراً ولن يغلب عسر يسرين. ان معركة الحق مع الباطل والصواب مع الخطأ والبناء مع الهدم والهدى مع الضلال الى يوم القيامة فهنيئاً لمن كان على الصواب والهدى والخير والاستقامة، وهنيئاً لمن كان من اهل الحق وانصار الحق، هنيئاً وطوبى لمن كان صوتاً للضمير الحي ومثلاً لعلائم النور المبين. قف دون رأيك في الحياة مجاهداً ان الحياة عقيدة وجهاد د. حمزة ذيب مصطفى

(عدل بواسطة abubakr on 08-21-2010, 02:31 AM)