12/12 الساعه 12 والدقيقه 12 والثانيه 12

Quote: الاخوان فى منتدى الرياضة عامة .. ورابطة الهلال خاصة ... هذا الحوار الشيق ... تم قبل فترة .. ونجحت فى اقتلاعه من هارد ديسك ولدنا اكرم عمر (الذى اجرى الحوار) .. خلال زيارتى لدبى الاسبوع الماضى .. اتمنى أن يجد فيه المريخاب .. قبل الهلالاب .. نفحات من مفاهيم وممارسات الاجيال السابقة فى ادارة المؤسسات الرياضيه ... وان كان من حقى ان افخر بشقيقى الاكبر عمر ... ففخرى برفاعة التى انجبت عمر .. اكبر !!! لقاء صحفي مع الرئيس الأسبق لنادي الهلال اللواء شرطة (م) عمر علي حسن 1- دون الدخول في مُقدّماتٍ من جانبي، أطلبُ من سعادتكم وضع المُقدّمة أولاً. لأهلي في رفاعة السلام.. وأهل رفاعة كلهم أهلي... وسلامُ الأهلِ محبّةٌ خالصة تحسّها كلما لقيتهم أو جاء ذكرهم. 2- البطاقة التعريفيّة. جئتُ للحياة كأول مولودٍ لأبي علي حسن الطيّب وأمي نفيسة محمد أحمد العايدابي وثاني حفيد لجدّي الحسن ود الطيّب وأول حفيد لجدّي محمد أحمد العايدابي، فاكتسبت بهذه المُصادفة حُبّ كل العائلة ووجدتُ نفسي أحافظ على هذا الحُب حتى اللحظة. بقيّة حياتي صورة مطابقة لكثير من أبناء جيلي، نجاحات في الدراسة والعمل ومساهمات ثرّة في الحياة الإجتماعيّة والثقافيّة، أحمل شهادة في القانون وشهادات عليا في الإدارة وأحمل رُتبة نظاميّة رفيعة وأتوشّحُ بشرفٍ عظيم لم تبلغه إلا قِلّة.. وهو شرف رئاسة الهلال العظيم. وأنا الآن أقــبع خلف أبنـــائي إيـــهاب وأكــــرم وأمـــيــر وأســـامــة ومـُــنـــــــــى، وأحفـــــادي سُـهــى وســارة أمــير وعُــمــر أكـرم. 3- حدثنا عن هلال اليوم والهلال في عصر الكُرة الذهبي، وأين أنتم جيل الأمس من هلال اليوم؟ الهلال هو الهلال اليوم وأمس وغداً .. لا فرق إلا في وجوه الناس الداخلين الى مداره والخارجين منه الى رحاب الله. قال أمير الشعراء أحمد شوقي ســنونٌ تــُعادُ ودهــرٌ يُـعيـد لَعَمرُك ما في الليالي جديـــــــــد أضــاء لآدم هــذا الهــــلال فكيـــف تــقولُ الهـــلال الوليـــد ليس هناك عصرٌ ذهبي بعينه، فعصر الهلال كله ذهبي.. الهلال شديد الشبه بالإسلام يكتسب عظمته من مُجرّد وجوده.. ومن غريب شبه الهلال بالإسلام أن له في كل زمان أعلام ورجال يحفظون سموّه وتفرّده، يراهم معاصروهم في مقام الصحابة ونراهم نحن في مقام القابضين على الجمر.. كلهم يُحبّه ولا يرضى له دون العلياء والصدارة. 4- مباراة في الذاكرة. هي بلا شك مباراة سانتوس البرازيلي المُرصّع بجواهر الكُرة العالميّة من بيليه الى جيرزينهو والتي وقف الهلال فيها نِداً قوياً وانتزع إعجابهم بلاعبيه وجمهوره وستاده الذي كان أجمل ستادات الأندية الأفريقيّة. 5- لاحظنا أن علاقاتكم كانت مُميّزة جداً بإدارة نادي المريخ على الرغم من شدّة التنافس حينها، فكيف ترون العلاقات اليوم، وماذا تقولون لإدارتي الناديين؟ الهلال والمرّيخ هما سر الرياضة ووقودها الدافع في السودان.. إذا ذهب أحدهما تكسّحت وذهبت.. لذلك قامت علاقاتنا على هذا الفهم وكانت مواقفنا خارج الملاعب مواقف موحّدة ومُنسّقـة.. ما نراه الآن هو خروج غير مألوف على الأطـُر السليمة، ولو عاد الناس الى ثقافات الناديين الأصلية وتجنّبوا حدّة التطرّف لوجدوا أنه لا هلال بلا مريخ ولا مريخ بلا هلال... التنافـُس الرياضي لا يوجب العداء، وحُب الهلال أو المريخ لا ينبغي أن يكون إلاّ دافعاً للرفعة لا مهبّطا للتشنّج غير المُثمر... 6- الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري كان معروفاً بانتمائه للمريخ.. قــــدّم كاســــــات الذهب وخسرها. الرئيس جعفر نميري رجل شهم، أراد أن يدفع بالتنافـُس بين الهلال والمريخ الى آفاقٍ أسمى من الدوري وكأس السودان، فابتكر الكؤوس الذهبية وكانت فعلاً أقرب الى منال المريخ بفريقه القوي.. وبعيداً عن القول بأن كلمة الهلال كانت هي الأعلى فإن كؤوس الذهب قد أسهمت فعليّاً في رفع مستوى المُنافسة ولولا حماقة الرياضة الجماهيرية التي أعقبت آخرهما لكان للكرة السودانيّة شأن عظيم الآن. 7- من لاعبي الهلال الذين لا يُنسون؟ رحلوا.. عبد الخير صالح وطلعت فريد وزكي صالح وصدّيق منزول وايزاك ايلي وعوض أحمد ووالي الدين وآلاف غيرهم.. ويطول عمرهم إنشاءالله ســبــت دودو وأمين زكي وجـكـسـا وعـزالـدين الدحـيـش وعلي قـاقـرين وابراهيم يحي الكوارتي والدكتور محمّد حسين كســلا ومصــطــفـى النـــــقر وآلاف غيرهم، آخــــــــــرهم الهـيـثـمـيـن البـرنـس وطـمـبـل. كل من لعب للهلال لا يُنسى... 8- قرأت مقالاً للاعب الهلال الأسبق مُصــــطفى سيــــمـاوي (إبن رُفــاعة) يقول فيه (دفع عُمر علي حسن نفقات علاجي في القاهرة من جيبه الخاص) ما ردّكم؟ الخير في أمّة الهلال لا يُرفع به اسم بعينه، ومُصــطفى سيمـــاوي إبن الهــلال البــار (أب قلباً حار) كان يملك كل القلوب وما يأتيه من برٍّ لا يمكن أن يُنسب إلا للهلال كله 9- ذكرياتك مع رحلات الهلال الخارجيّة – وأفضل إداريي الهلال الذين عملت معهم. أجمل ذكرياتي كانت في رحلة الهلال إلى برازافيل حيث لعبنا ضد ديــــابــلو نــــوار (الشياطين السود) وفزنا عليهم بأربعة أهداف وانقلب جمهورهم يهتف باسم الهلال وحولوا الإستاد الى احتفالية رائعة بعد أن كان جحيماً من الطبول والوعيد عند دخولنا قبل المباراة.. وعبرنا بعدها نهر الكونغو الى كنشاسا حيث لعبنا أمام الفريق الوطني الكونغولي وتعادلنا معه، فمنح الرئيس موبوتو سيسيكو الدولة إجازة في اليوم التالي ورقصوا في الشوارع – وفي ذات العام فاز نفس الفريق بكأس أمم أفريقيا الذي أقيم في أثيوبيا. أما أفضل الإداريين، فإن كل الإداريين الذين عملت معهم كانوا فئة مُميّزة تعلمتُ منهم الكثير وبلورتُ فكري من كبارهم أمثال الراحلين حمدنا الله أحمد وعبدالله رابح ولكن أقربهم الى قلبي المهندس عبدالله السمّاني ومحمود زروق، وقد زاملت في خدمة الهلال أفذاذاً أمثال الطيّـب عبـدالله وطـلـعت فـريـد وابـراهيـم صـالح وفاروج سركيس وسورين اسكندريان ومحمد الحسن كرّار وعزالدين هارون وصديق حمد، وعملت في خدمة مجلس إدارة الهلال أحد عشر سنة مُتصلة تبوأت خلالها مواقع نائب السكرتير والسكرتير ونائب الرئيس والرئيس، وكنت أصغر رؤساء الهلال ربما باستثناء الراحل زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر. 10- ما رأيكم في موضوع حلّ الإتحاد العام والذي بات يشغل الشارع الرياضي ولم يُعرف بعد ما سيؤول إليه.. وما تأثير ذلك على الدوري المحلي ومشاركات الفرق القوميّة برأيكم، وما تقييمكم لموقف رئيس الهلال الحالي من ذلك. رغم اختلافي مع الدكتور شدّاد في أسلوب الإتحاد التعسّفي إلاّ أنني أحفــظ له قـــدراً عـالياً من الإحترام لأنه جزءٌ أصيل من تاريخ الحركة الرياضية بالسودان ورمـزٌ من رموزها، وقد كنت من أوائل المُنادين باسقاط هذا الإتحاد، بعد أن تــرك دوره فـــــي تنظيم اللعبة وتحوّل الى مجلس تأديب للرياضيين فأهدر دم الكبار وكرامة الصـــغار وبسط بأغلبيته الميكانيكية ديكتاتوريّة لم تشهدها الرياضة من قبل، واستــرهب الناس بالفيفا ومارس أنماطاً من التعسُّف مع الهلال بالذات آخرها حرمانه من تـــــمــثــيــل السودان في بطولة الأندية العربية. في الوقت نفسه فإنني أرى أن إزالة الإتحاد بقرار من المُفوضية لم يكن أمراً سليماً فقد كان الأجدى أن تـُبطل المُفوضيّة قــــراراتــــــه الخاطئة قبل أن تحكم بحلـّه من أول جلسة وكأن الأمر مُبيّتاً.. لمثل هذا القـــــــــــرار إفرازات لا تخلو من من الخطورة لما تسبّبه من اضطراب في البرامج والعلاقــات الدوليّة الرياضيّة للسودان.. القرار في تقديري من نفس درجة التعسّف التي كان يتعامل بها الإتحاد مع الغير، لذلك فإن المفوضيّة لم تكن أفضل من الإتحاد لأنها لا نشرت عدلاً ولا بسطت حكمة. وموقف رئيس الهلال من الإتحاد صحيح لأنه يدافع عن مبادئ من صميم قيم الهلال، فقط أعيب عليه أنه يحارب بالهلال وليس من أجل الهلال.. فالمُقــاومــة بـالتـجـمـيــد تُعرّض الهلال نفسه للأذى بينما من حق الهلال علينا جميعاً أن ندافع عنه وندرأ عنه الأذى .. وما يزال مُتاحاً لرئيس الهلال أن يحارب بقوّة الهلال وليس بكيان الهلال وذاته، فلا يمنح بذلك الفرصة لأي غاشم أن يؤذي الهلال نفسه.. لأقرّب لكم الصورة فالدفاع عن السودان يكون بالسلاح والجنود والناس والأصدقاء ولكنه لا يكون بالسودان نفسه أنا مع صلاح إدريس لإسقاط الإتحاد بكل الوسائل غير استخدام الهلال نفسه.. وقد نصره القانون حتى الآن وألتمس من أخي الدكتور كمال حامد شدّاد أن يترجّل، فقد خدم ما فيه الكفاية ويمكنه أن يواصل عطاءه في المحافل الدولية وأن يتيح الفرصة للأجيال الجديدة فهي الأقدر على التعامل بمتطلبات العصر ورؤاه وأدواته ولغته... أما جيلنا وجيل شدّاد فلهم دور آخر. لقد قام رابح وحمدنا الله أحمد وصالح محمد صالح وابراهيم منعم والــــــيسع خليفة ويوسف الجاك بتدريب جيلنا ثم تركوا لنا الساحة تماماً وجلسوا يمدوننا بالدفء والدعم والقيم فخرجنا للناس وكأننا وُلدنا في قيادة الهلال وتميّزنا عنهم بعــــــــنـفوان الشباب وقوته واندفاعه فظل الهلال فتيّـاًًً قوياً حتى جاء دورنا لنتقاعد وجاءت أجيال طــه علي البشير وعبدالمجيد منصور ثم جيل عبدالرحمن سر الختم وصلاح إدريس تُجدّد وقع الخُطى وتضّخ في المسيرة دماً جديداً وفكراً حديثاً آمل أن تُستحدث مادّة في قوانين الرياضة تنّص على تقاعُد الشيوخ لإتـــاحـــــة الفرصة لدورانٍ صحيح لحركة الأجيال. كلمة أخيرة سلام على رفاعة من (صِفيته) إلى (دلـّوت) ومن (تمبول) إلى جروف النيل الأزرق