|
Re: ميرلوبونتي ....وزيف عالمنا الإفتراضي (Re: Sinnary)
|
العالم هو العالم إن قاربناه بالبديهة أو رأيناه كلغز.. الإنسان العادي يقارب العالم ببداهته والفيلسوف يلغز العالم الفيلسوف يحول الواضح إلي غامض في عملية قلب للأدوار كأنما يبحث فيها عن عالم آخر لنا ليس الذي نعيش فيه ... لكن يبقي العالم هو العالم لن يتحول لأن فيلسوف ما فكر فيه بطريقة أخري أوأراد أن يغترب دون أي مسوغ عن عالمنا ليعلمنا كيف نري ما نراه ...إن الحقيقة عند الفلاسفة فكرة أو رؤية وليس واقع فلماذا يجهدون في دفع الناس للتأمين عليها علي فكرتهم عن العالم وليس العالم المادي الملموس الذي لا نحتاج إلا أن نخرج إليه في ضوء النهار لنري كيف يكون هو.. أنا علي كامل القناعة برؤية شاشة الكمبيوتر هذه التي هي أمامي وأقرأ فيها كتابة للأخ حسين ملاسيي يتوجه بها وعبر صورة من كتاب إلي الأخ بشري الفاضل .. نظري موجه تماماً نحو الشاشة وكلما قربت عيني منها وضحت الكتابة أكثر وكلما ما إبتعدت أصبحت أري طشاش طشاش .. فما بالك لو حاولت بعد ساعتين مع خيالي لعبة أن أستعيد ما أقرأه الآن لأحكيه لزوجتي .. حتماً لن يكون بنفس دقة معاينتي له جسداً بجسد ومادة لمادة لأن المادة أصلها لا يمكن إستنساخه أو دسه في دماغي بل أدس رؤية وليس العالم الطبيعي الذي عشته في وضح الشاشة فأعطاني يقيناً لا يماثله يقين الرؤية.. في بحث ديكارت عن اليقين سفّه الأحلام أن تكون يقيناً ولكنه سفّه الحضور في العالم أيضاً عساه يكون حلماً ومع إقرار ميرلوبونتي بهزال الحقيقة في الحلم يستنكر علي ديكارت أن يختزل الحقيقة إلي حلم خالطاً الحلم بالواقع .. إن لم يكن ديكارت يؤمن بيقين العالم فميرلوبونتي يؤمن أن زيف الحلم لا يمتد إدراكنا للعوالم المحسوسة.. ويرد بونتي بذكاء علي فكرة اليقين الديكارتية بأنها إن كانت تري في إدراكنا الحسي للعالم غير يقيني فالسؤال هو قياساً علي ماذا ؟ لآننا عندما نقول أن هذا الذهب مغشوش أو غير حقيقي فذلك لمعرفتنا بما هو الذهب الحقيقي وقياساً عليه ..ومن يقيس نفس الكائن ...نفس الديكارت؟ الذي لا يفرق بين الرؤية الحسية المنفتحة علي عالم بلا حدود وإدراكات لا تحصي وأحلام باهتة مليئة بالفجوات .. فجوات اللاوعي مقابل وعي الحضور الصاحي والمكابد للعالم
|
|
|
|
|
|
|
|
|