|
ميرلوبونتي ....وزيف عالمنا الإفتراضي
|
راجت كثيراً فكرة التمثيل الذهني التي نكونها عن الأشياء التي تحيط بنا والتي تتشكل عبرها في أذهاننا صور للأشياء في عالمنا مما يسهل علينا عند رؤية أي من هذه الأشياء التعرف عليها والتعامل معها حسب قوانين العقل في التعرف والتحليل والإستنتاج...لكن ميرلوبونتي أو في الحقيقة هيدجر سبق بونتي في طرح فكرة مناقضة لفكرة التمثيل الذهني التي علي أساسها نشأت تقنية الحواسب الآلية علي أساس تطبيق قوانين عمل المخ علي الحاسب الآلي أو السي بي يو التي أصبحت تمثل مخ مصغر يزود بالمعلومات ليقوم بوظائف إستنتاجية يستخلصها مما زود به من معلومات وفق قوانين تشبه قوانين التفكير التي إقترعها كانط تطويراً للفكرة الديكارتية بأن الإنسان كائن مفكر (أنا أفكر أنا موجود) نجحت هذه الحواسب لا سيما بعد دخول النت في تقديم خدمات جد ذكية للبشر لدرجة أنها خلقت ما يسمي عندنا بالأسافير او العوالم الإفتراضية التي يتقابل فيها الناس يتواصلون ويشكلون درجة متقدمة من الحياة العلاقات والأنشطة التواصلية وإستمرت صناعة الحواسب في التطور ومعها صنعت أشكال من الروبوت أو الإنسان الآلي زودت بتقنيات إدخال معلومات وقواعد إستنتاجية تمكنها من أداء مهام تحتاج لدرجة عالية من الذكاء..وإنتشرت تبعاً لذلك فكرة الذكاء الإصطناعي إلي درجة التفكير في التدخل جينياً لتحسين ذكاء المواليد.. لكن كان لهيدجر رأي آخر وهو أن هذه التقنيات مهما بلغت دقتها ستفشل في هدفها الأخير ألا وهو التمثيل الذهني للعالم لسبب أساسي أن فكرة أن العالم ممثل في أذهاننا وأن لكل منا تصور معين عن العالم الذي نعيش فيه هي فكرة خرقاء..الصورة الذهنية كائن ميت ولا يستطيع الميت التفاعل مع الأحياء...أن علاقتنا بالعالم لا تتم عبر أفكارنا ولا عقولنا بل عبر التفاعل المباشر مع الحياة والآخرين وأن أي تفاعل غير مباشر هو تفاعل مع أشباح وليس أحياء..ومهما برعت النت في توفير عوالم مجهزة بالصوت والصورة للتواصل فلا يمكن أن تشكل إمتداد للعالم الواقعي الأمر الذي ييسر عملية الخداع في التواصل عبر النت بدرجة تترتب عليها خسائر جمة جراء هذه الحالة التواصلية إن لم يضع المتواصل مسبقاً الحيطو والحذر في إنفتاحه علي من يتواصل معهم إسفيرياً...بونتي ولأول مرة في تاريخ الفلسفة إستحدث فكرة الجسد كأداة وحيدة قادرة علي ملء الفراغ الذي خلفه عجز العقل في تمثيل العالم ...وكان الجسد هو فكرة بونتي لتمثيل العالم والتعامل مع الأشياء بإتجاه إنفتاحنا علي العالم والتواصل معه....نواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
|