نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
|
 السياسي ، والمثقف السوداني بين الانزعاج من الجماهير ومغازلتها
|
من خلال المعارك الدائرة الان في البورد ، يتضح جليا ان ان مشكلة السياسي السوداني انه لا يطيق احاديث الجماهير العادية ، بل اننا دائما نريد ان نرى كل الواقع من حولنا يتحدث في هم واحد هو الهم السياسي المباشر ، ولا نستطيع ان نتلمس صورة السياسي في الاحاديث العادية بين الناس والتي تدور حول الاجتماعي الذي لا ينفصل عن السياسي ، ولا نرى كيف نربط الجمالي الابداعي بترقية السلوك الانساني ودفعة نحو معانقة الجمال ، ولا نستطيع احتمال النكات العادية حتى وان تم نشرها على البورد ، ولذلك يتضجر السياسي من كل اشكال التعبير هذه ، ويريد من كل هؤلاء ان يتحدثوا في السياسة والسياسة فقط وكانما محنة الوطن الحالية اعمتنا عن ان الواقع حين نجرده من كل اشكال التعبير الاخرى سيكون فارغا بالجد ، وسيكون كئيبا ولن نستطيع تغييره ، وان الذين نسعى لتغيير من اجلهم هم هذا الشعب البسيط الغارق في ونساته واحلامه البسيطة ، وحديثه لا يتجاوز اللغة العادية التي تنبع من اليومي الذي يعيشه ، وبالتالي ان مسؤلية السياسي ان يقنع الجماهير بترك ثرثرتها الفارغة ، والانتماء لمشروعه للتغيير والذي بالضرورة يستلهم كل احلامه الفقيرة ويحولها لاحلام ممكنة التحقيق بل وينمي فيه احلام اخرى مشروعة ، وهذا لا يتم بأقصاء لغته بل على السياسي وبأدواته الخاصة ان يسرب خطابه للجماهير لا ان يرغمها على السماع له او مجاراته ، ولأن العجز يقود الى السخط ، فهذا ما قاد الجبهة الاسلامية حين وجدت ان خطابها مرفوض جماهيريا الى قيادة انقلاب للتسلط به على رقاب الناس وتفرض مناحاتها عليهم : وعليك ان تقرأ هذا التبرير للأنقلاب في واحد من (اناشيد الزنادقة ) الكيزان ، وعذرا للقدال لاستلاف العنوان الخصا بنصّه الجميل : قال احد كتابهم
صمت لينطق المدفع
لانني ايقنت ان النطق لا ينفع
فقف واسمع الى رصاصي
اذا (........ ) او قعقع
لا اذكر الكلمة البين قوسين .....
................................................ ان النطق ينفع في كل الاوقات ، ولي دراسة عن اناشيد للجبهة الاسلامية بعد الانقلاب سأنشرها اذا اكتملت
ومن ما سبق ان السياسي حين يصل مرحلة اسكات الاخر ليتكلم هو يكون قد وصل الى حالة من عدم القدرة على توصيل صوته ، او اقناع الاخر بالسماع له ، وهذا سيقود الى الكوارث ، ولكن الذي نطالب به ان لا نركن لسماع صوتنا بيننا فقط ، فالكتابه في المنابر المستهدف بها الناس الاخرين الذين نريدهم ان ينهضوا من ثباتهم ، الذين لا يبالون علينا ان ننبههم الى المخاطر المحدقة بالوطن وان الوقوف في الحياد في هذا الوقت العصيب جريمة وعلينا شرح ذلك بخطاب عقلاني وليس دعاية سياسية فالوقت يحتاج الى تقديم بديل سياسي وخطاب مقنع للجماهير فمشروع الجبهة الاسلامية انهار الى آخر طوبة فيه وسـيأتي الطوفان ليكنس كل وجوه الظلام ، لكننا نريد ان يأتي وبرؤى واضحة وهذه مسئولية السياسي التي انبرى لتحملها ، وعليه ان لا يتضجر او يتبرم من اي رأي او اساءة ، لانه لهذا نزر نفسه ولهذا يريد الناس ان يؤيدوه لانه الافضل او لان برنامجه هو الاصلح لشعبنا ..
اما المثقف السوداني الديمقراطي فهو الاخر بعيد عن الجماهير ، وذا اعتبرنا المبدعين هم المطالبين ان يكونوا هنا في هذا المنبر وفي المنابر الاخرى بكتاباتهم ومشاركاتهم نجدهم ينزوون بعيدا ، واعرف بعض المبدعين يتزمرون من ان المنبر الحر بسودانيز او لاين اصبح ملئ بلغو الحديث !!! اذن اين الحديث الجاد والمثمر ، اين الابداع ومن المطالب بتقديم ذلك اليس هو المبدع نفسه ؟؟ اليس من حق قراء البورد ان يقرأوا انتاج كتابهم ، ومبدعيهم .. واذا انزوى المبدع وطالب السياسي بمكان منفصل خاص به لمناقشة خطابه السياسي فهل لا نعود الى سماع صوتنا فقط يتردد في صالوناتنا المغلقة ، ووسط ضجيج هذا البورد هل كتب اي مبدع نص او رؤية لم تجد حقها من التأثير على الكثيرين ، نأخذ مثلا مساهمات الاستاذ ابكر ادم اسماعيل فما زال صداها يتردد ، وقد اثرت في الكثيرين وفتحت حوارات واسعة حول الهوية وحول رؤيتنا لبعضنا .... ولنرى الاستاذ الموصلي ومساهماته في كل ما يكتب ورايه ووجوده البسيط بيننا رغم ما يتمتع به من موهبة ومساهماته في ترقية الزوق السوداني موسيقيا ... ولكن بعض الساسة والمبدعين يريدون ان يكونوا مثل الممثلين المصريين الذين يعتقدون ان نزولهم للشارع واختلاطهم بالجماهير يسحب منهم ذلك الالق السحري الذي يلفون به انفسهم ، وان الاكثار من ظهورهم في التلفزيون يحرق شخصياتهم وبالتالي لابد من الحفاظ على الشخصية السحرية .. لا اعتقد ان هذه وسيلة جيدة للخلود .. لكن ان الدور الذي يفرضه علينا واقع السودان المأزوم ان يكتب مبدعينا وسياسيينا ، وان ينشروا مساهماتهم الفكرية على الملأ سواء كان في هذا المنبر المتاح او في اي مكان يصل للجماهير لانها هي التي تحتاج لأدوات للمجابهة اعتقد ان السياسي والمثقف يمتلكها ، وان لا نبحث عن مجتمعات مسيسة حتى نقدم لها خطابنا السياسي والثقافي ، لاننا وقتها لن نسمع الا صدى صوتنا ، وان لا ننزعج من ونسات الناس العادية في اي مكان في هذا المنبر او تحت اي ضل شحيح لأن هذا هو شعبنا على بساطته وعلينا ان نخاطبه بلغة بسيطة يفهمها ، وتجذبه ....
ومزيد من النقاش
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
ابنوس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست