اعترافات ميادة في دفتر السلفان او ( متاهة انثوية)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 06:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة يوسف ابراهيم عزت الماهري(ابنوس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-05-2003, 03:43 AM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اعترافات ميادة في دفتر السلفان او ( متاهة انثوية)

    في احدى زوايا الدفتر الصغير ، الدفتر الذي غلفته بأوراق السلفان ، كتبت مي~ادة اتفاصيل ليلة صدور الديوان ، وعامين ونصف من الذوبان على ورق الانتظار ، جلست بقربي في مكان يتسع لأثنين فقط ، ضغطت على يدي ، تركت الدفتر الصغير علي كفي .. وذهبت الى حيث لا ادري .. فتحت الدفتر وجدت الكثير من الشخبطات والكلمات الغامضة .. واللعنات .. حتى عثرت على هذه المتاهة ، حيث كتبت قائلة:
    احتضنته بقوة ، غطيت به وجهي ،دفنت رأسي بين صفحاته حتى ملأت رائحة الحبر رئتي . انه دعاشك الذي انتظرته سنتين وصيف ، فقط الان ادركت اني تجاوزت تماس الدائرة ووطأت مساحاتك - ايها المسكون بالجنوح - عامين ونيف ابحرت معك فيها على زورق الكلمات ، وانت تحتمي مني في اللغة المبهمة ، عندما جئتك كنت معطرة بالشبق ، كل شعرة في جسدي تتململ شهوة اليك ، ولساني تشله تواريخ الصمت الانثوي الطويل ، وتحذيرات امي الصباحية ، تلك التي تلاحقني بها حتى مزلاج الباب ، تصلح وضع طرحتي ، توصيني بكتم ابتسامتي في وجوه الرجال ، وعدم الجلوس وخلف رجلي فوق الاخرى -- كما هي عادتي -- وعدم . وعدم ... وعدم العودة للبيت بعد العاشرة .
    تسلقت اسوار كل تلك الوصايا ، وعبرت اليك ، قلت انت حريتي ضحكتي الفالته من قانون الصوت ، واغنيتي الطليقة وجلوسي الحر .. فلما تستل من قاموسك هذه الكلمات الكبيرة .. لماذا لا تدع الكلمات نحيلة وبلا موسيقى ؟؟فكبرها لا يسد رمق الحاجة .. ولا ترطب الطريق اليك .. قودني حتى اصعد ذروة اللغة وافرّ يدي .. لأحس خدش كلماتك .. مثل لمسة اصبعك الصغير على الجسد ..احاديثك تجعلني ادمن كلماتك ذات الرنين ، كلماتك المغسولة بوهج الشعر .. والفكرة المجنونة .. قادتني لادمان المنابر والاذاعات الاجنبية التي يأتيني صداها بصوت الاذاعي الرخيم ..فينمّل جسمي وتسري قشعريرة الاشواق في دمي ، يتصاعد مد صرختي ويتكسر على شواطيئ الحنجرة ، ملعونة انت يا ( منت كارلوا ) تسحبينني من تحت غطائي الى احاديث تجعلني اتكور ، واتهيأ للطيران في فضاء خيالاتي .. ثم تعيدينني الى عدم الاجنحة .
    في الصباحات التي آتيك فيها عرفت الانصات الى القصائد ، عرفت الرحيل مع الكلمات التي نثرتها على فضائي ، ورددتها في سري صلاة للنصف الاخير من ليلي اليتيم ، اعود اليك كل يوم بأشواق تسابق خطوتي ، اسلك اليك طرقا شائكة ، لأحثك على النطق ، لماذا فشلت في انطاقك ؟؟ لماذا والان هي اللحظة الممكنة
    قل
    ،
    انطق
    ،
    انطق
    ،
    فندائي اليك ستخرسه السنين ، عامين ونصف سجنته تحت لساني ، وكل الذي احرزته مجرد خطوات في طريق طويل ، كنت ادونها في دفتري
    الملاحظة الاولى : تركك تعاطي الصاعوت في حضورى
    الملاحظة الثانية : ارتفع مؤشر اهتامك بكي القميص وارنشة الحذاء الوحيد
    قدمت لك قطعة شوكلاته .. كبديل للصاعوت .. رفضتها وقلت تفاهات غير ضرورية للحياة .. حزنت سرا وفرحت لأنك ترى ان الحياة تستحق جدية اكثر ..كم انت وسيم عندما تكف عن الهذيان . لك سمرة تخصك وحدك ، شعرك في تبرمه الواضح مرتب في عيوني ، واجمل ما فيك جبهتك العريضة .. التي حدثتني عنها .. انها حلمك .. فلماذا لا تدعني انتمي اليك ؟ فالوقت منفرد بي ، وخيولك شاردة
    لماذا لا ننتمي لقصيدتك الاخيرة ولي؟
    لن اتركك تحترق بصمتك وتحرقني .
    ذهبت للبحث عنك في تلال اخرى ، في ارشيف سنوات عمرك المتعرجة ، في طفولتك ، وفي سنوات الجامعة التي لملمت تفاصيلها من الاصدقاء ، ومن اختك الوحيدة التي قابلتها ذات صدفة وجلسنا معا ، دلفنا الى احاديث النساء ، تصوّر !! لها تقاسيم وجهك دون تلك النظرات الشاردة ، لها نصف ابتسامتك التي تطل من بين وجهك الحزين ، ولك سيرة حكتها لي ، هي ايضا تقدسك حتى سربت الغيرة الي ، سألتني كيف التقيتك ؟؟
    ردتني الى بدايات العامين ونصف الماضية حين التقينا في مكتبة الابنوس ، بالقرب من كافتريا المنتزه ، ونظراتنا تسوح في عناوين الكتب حتى التقينا في عنوان واحد لجريدة جديدة اسمها ( ظلال ) وكانت النسخة الاخيرة في المكتبه .. هل تقاسمناها ام قرأتها وحدك ؟؟ اذكر انني اتفقت معك ان تقرأها اولا لاني سآخذها معي للبيت وانتظرك في الكافتريا .. ثم جلسنا خارجها ثم ذهبنا لنشرب القهوة تحت شجرة النيم .. ثم لم تكمل قرائتك .. وعرفت انك من كتب القصيدة المنشورة في هذا العدد تحت اسم مستعار .. لم تقل لي ذلك لكني اليوم عرفت هذا حين وجدتها منشورة في ديوانك وبأسمك ذاته .. اختك قرأت لي كتابا آخر في سيرة حياتك ، حدثتني عن النساء اللائي عرفتهن ، عن آخرهن التي غادرتك قبل شهرين من التقائنا وعرفت سبب شرودك عني .. لكني قررت ان احيطك من كل الجهات ، البيت ، والمقهي والشارع . فأين تذهب ؟؟
    تكونت لدي صورتها ، نحتّها من طفولتك ، من مسودات قصائدك ، من ظلال كلماتك الكبيرة / ومن رماد سجائرك بعد جلوسنا. رسمتها من اندلاق قهوتك على طاولة المقهي ، ومن كل نظرة فلتت منك الى النساء العابرات على الطريق .. كنت اتتبع مشيتهن ، اعريهن لالبسهن في خيالي .. كنت ارسمهن بأشكال مختلفة حتى ارى ما يعجبك فيهن . وقد تجمعت لدي صورتها الان ، خلعت عنها ثياب الحروف .. نفضت عنها رماد السجائر وغسلتها من رائحة القهوة ، فكشفت لي جسدا له حمرة الفخار المحروق ، البستها ثيابي وتأملتها في مرآتك ، وقد كنتها !! ( هل كل امرأة تنظر لنفسها في مرآة رجل لا ترى سوى ذاتها ؟؟)
    اعلنت تمردي على شكلي القديم ، أشهرت سيف جمالي اللامع في وجهه ، ودخلت المقهي رفع رواد الظهيرة عيونهم نحوي ، ارتبكت خطواتي ، رأيت بريق دهشتك فألقيت تحيتي وجلست على المقعد ، كانت يدي تتحرك نحو سحب فستاني الى اسفل ، فأسحبها قبل ان تصل . حركة بلهاء ، اصلح جلستي كل دقيقتين ، وادهشني تجمعهم هذا ، كلهم
    خالد
    وطارق
    واباذر
    وموسى
    كنت اريده وحده ، قال خالد : لماذا لا تهنئ نادر بصدور ديوانه الاول ؟؟ ومد لي نسختي .
    اخيرا ايها الشاعر المجنون ، اخيرا سأقرأك دفعة واحدة ؟؟ شعرت بفرح ما يغمرني كأني كاتبة هذا الديوان ، كأنه عمل يخصني ، وكنت احتاج الهدوء فقد كان المكان ضجيج ، حاولت تصفح الديوان لكني تراجعت عن رغبتي لأؤجل القراء ة الى الليل ، الليل الطويل الذي كنت اتذكر اشعارك فيه ، فهي الان صارت ديوانا بين يدي ...هربت الى الشارع تاركة قهوتي . ، واصدقائي ، وهو ايضا على جلسته المريحة محفوفا بأصدقائه وبفرحتهم بالديوان ، ضاق الشارع بي ، فقررت العودة الى بيتنا ، فتحت امي الباب ، نظرت لي من اعلى الى اسفل ، ومن اسفل الى اعلى ، قالت لي : ( انك تحتاجين لتوكة تشد شعرك للوراء قليلا ) واضافت جملتها المكررة ، هذا البيت يحتاج لرجل وتحدثت عن ابي ، وعن اللجام المفقود بالنسبة لي ، وكنت غير مهتمة فأذني كانت هناك ، تسمع الصوت البعيد ، صوت القصائد والكلمات الكبيرة ، ارتميت على الفراش بكامل هندامي ، وبحذائي الاسبورت ، اخرجت الديوان من حقيبتي ، تلمست اناقة اخراجه ، غلافه الابيض وعليه لوحة لأمراة بلا وجه ، لمست عنوانه البارذ بكثير من اللذّة ( العزف على اوتار الريح) ، انه اختيار صائب لعنوان يناسبك تماما ، فتحت الصفحة الاولى لم اجد اهداء لي بخط يدك ، تكدرت قليلا ، وتوغلت الى الصفحة الثانية وجدت اهداءك لي بالخط الحر ، وبحبر المطبعة
    الى سمرائي :
    سأكتبك في الصمت
    سأكتبك في العلن
    وسأغنيك قصيدة
    في اجراس الموسيقى القادمة

    فغطيت وجهي بالكتاب .. وبكيت




    القاهرة 2001

    (عدل بواسطة ابنوس on 10-05-2003, 01:57 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
اعترافات ميادة في دفتر السلفان او ( متاهة انثوية) ابنوس10-05-03, 03:43 AM
  Re: اعترافات ميادة في دفتر السلفان او ( متاهة انثوية) ابنوس10-05-03, 02:00 PM
  Re: اعترافات ميادة في دفتر السلفان او ( متاهة انثوية) THE RAIN10-05-03, 03:25 PM
  Re: اعترافات ميادة في دفتر السلفان او ( متاهة انثوية) ودقاسم10-05-03, 03:31 PM
  Re: اعترافات ميادة في دفتر السلفان او ( متاهة انثوية) ابنوس10-05-03, 05:27 PM
  Re: اعترافات ميادة في دفتر السلفان او ( متاهة انثوية) ابنوس10-05-03, 07:01 PM
  Re: اعترافات ميادة في دفتر السلفان او ( متاهة انثوية) Husam Hilali10-05-03, 07:06 PM
  Re: اعترافات ميادة في دفتر السلفان او ( متاهة انثوية) ابنوس10-06-03, 05:50 PM
    Re: اعترافات ميادة في دفتر السلفان او ( متاهة انثوية) EMU إيمو10-06-03, 06:04 PM
  Re: اعترافات ميادة في دفتر السلفان او ( متاهة انثوية) merghani hamza10-07-03, 12:50 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de