|
|
 وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ).
|
قرآءة قصيرة لكتاب صحرآئي الكبــــــــــــــــــرى
ابراهيم الكوني ، هذا المتعبد في محراب الصحراء ، يوشوش مع كائناتها ، يتكلم مع رياح القبلي .. ويخرج الاسطورة من الحجر ليرفعها عاليا .. ويقاربها مع الواقع حتى تبدوا لك حقيقية .. في كتاباته يشدك بحنين وشجن لذلك العالم السحري ، الى المجهول ، ابتدأءا من رحلة الانسان للبحث عن ( واو) تلك المدينة او الفردوس المفقود وصولا الى تمبكتوا عابدة الذهب ....وفي كل هذا تجدك مذهولا امام قدرة الروائي ان يشوقك على ان تطأ تلك الارض الجديبة التي سماها ارض العزلة وطن الله ! في كتابه الصحراء الكبرى حيث يقول :
في هذه المتاهة يولد الفنّ
في هذه المفازة المميته تنبثق الحاجة الى اللحون.
في هذا البر الفاجع يستقيم الصراط للكلم المجيد الذي سمته لغة الاجيال اشعارا.
في هذا الجحيم ( جحيم واقع لم نؤت فيه من العلم الا قليلا) استعار العاشق الابدي نار الطلب ، وفيه وضع حجر الاساس لمسيرة البحث عن الله ، فسادت قوافل العشاق الاغراب ان يجدوا الكنز المستحيل ( كنز يجيبهم على سؤالين صغيرين ، خالدين : من اين ؟؟ و ... الى اين ؟)
ويواصل الكوني في ابحار فلسفي عميق لكنه الوجود حتى يصل الى :
الوطن قال ان الحرية تميمة ومميته ، ووحيدة ، ولكنها هي الحياة !! ثم يضيف:
ولكن الفجيعة الاخرى ان لا وجود لهذه الحرية خارج حدود الصحراء ...!!
ومن هنا تتبدى لنا صحراء ابراهيم الكوني ، هي مفازة الروح وسؤالها عن الوجود وعن العدم ، الذي يرى الكوني ان الصحراء بجمعها للضدين هي اكثر من يمثل الوجود الحقيقي للحياة فالصحراء من حيث وجود الكائن الحي على سطحها فهي حياة ، وفي ذات اللحظة هي عدم .. وفي ذلك يقول الكوني متسائلا : ألن تكون الصحراء بهذا المعيار فردوسا مفقودا ؟ ألن تكون رديفا للعدم في عالم لا وجود فيه للعدم ؟اوليس العدم ، في نهاية المطاف ، هو رديف الحرية الحقيقي؟ الم نكتشف منذ الازل أن لا وجود للحرية الحقيقية الا في الموت ؟ ألن تصير صحرآئي بهذا المقياس لأرض منذورة لميعاد مجهول ؟ اليس حريا بمبدع قطع الصلة بالعالم الوحشي ، أن يلتجئ الى جنات الخلاء ، ويعتكف لخلق صحراء ، حتى لو لم تكن له الصحراء يوما وطن المهد ؟؟
هنا يتكشف لنا سر تمسك ابراهيم الكوني في كل ادبه بالصحراء ، ورغم انه من السكان الصحراويين ، وبالتالي ان قاموسه الصحراوي ملئي بالاسطورة وبعوالم ومسميات الصحراء الا اننا ومن خلال كتابه الذي نقرأه ( صحرائي الكبرى ) تتكشف لنا صحراء اخرى هي صحراء ابدية .. هي رحلة الانسان من الوجود الى العدم ... حنين الانسان الى الخفاء .. وبحثه عن كنه المجهول .. بحثه الدائم عن المعرفة .. اي معرفة ما وراء المرئي ، وفي هذا يقول ابراهيم الكوني ( لم يكن السكوت فضيلة الصحراء الوحيدة التي رفعتها الى منزلة الامكنة درجات ، لكن هنالك كان العراء )ويري ان التعري شرطا من شروط الالتحام الكلي ، الالتحام المطلق الذي يوحد برباط مباشر الجرم العريان ، بالمكان المقدّس الذي حوى كل مكان لأن لا وجود له في المكان . والجرم لا يستطيع ان ينال جرما اخر لا يحويه الفراغ ، ولا تدركه المسافة ، الا بحيلة التعري ..
فنتأمل كيف يكتسب التعري ( الذي نراه كريها بعين الاخلاق ) نبلا وبراءة وبهاء ؟؟؟
هذا ما يراه ابراهيم الكوني في صحراءه ، يراها وطن لله وللسر رغم التعري رغم العدم ولذلك من يقرأ ابراهيم الكوني يكتشف ان الصحراء رغم تبديها لك في كل النصوص الا انها ذات مدلول اوسع مدلول يتجاوز رياح القبلي والصهد واللثام ... مدلول للوجود ولرحلة الانسان ذاتها وكل الكائنات وعلينا ان ننظر لهذا السؤال :
أليس التحام الصحراء ، هنا ، بالفراغ المفتوح على السماوات هو تشبه بالفراغ الخالد الذي لا يتنازل عن وجوده في الخفاء الا اذا وجد فراغا اخر مماثلا لوجوده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كتاب صحرائي الكبري هو عبارة عن فك لشفرات ادب ابراهيم الكوني ورؤيته الفلسفية للحياة ولماذا استعار الصحرا كوطن لكل انتاجه الادبي ، فيه يتحدث ابراهيم الكون لغة صوفية مثقلة بالوجد تكشف عن روح متعطشة لمعرفة السؤال والبحث عن اجابة له .. روح تحلق في فضاء الوجود والعدم ....ومحيط الاسئلة الكبرى ...وتخرج من حدود الصحراء الكبرى الى صحراء اوسع واكبر ... هذا الكتاب الذي بين يدي جدير بأن يقرأ قراءه افضل من التي اقدمها ، لاني لست متخصصا في النقد او امتلك ادواته لكني احببت ان اشارك الاخرين متعة التسكع في حروف هذا المبدع وما يثيره في الذهن من اسئلة وفتح عوالم جديدة للتفكير فيها ...
الفصل الخاص بوشوشة الكائنات هو عبارة عن مقولات فلسفية سأنزل جزء منها والجزء الاخر يأتي لاحقا
*
جيل مهزوم ؟
كل الاجيال مهزومة
*
في اختيار الواجهة يكمن الزوال
والوجود في الظل خلود
*
نملك الشيئ اذا لم نمتلكه
نحن نفقد ما نملك دائما .
*
الامتلاك يرتد على صاحب الملك
الامتلاك ، في آخر المطاف ، اعدام لصاحب الملك
*
ليس متأخرا في اي مرحلة من مراحل العمر ، ان نبدأ الحياة من جديد
*
خلق الاموات لينسوا .
ام اننا خلقنا لننسى الاموات ؟
*
لماذ يتجنب الانسان وطن التحريم ؟؟
لأن التحريم نقيض الحرية
*
لا يتولى امر الناس الا من رفضته الطبيعة !!
*
حيثما وجدت جنة ، فثم شجرة محرّمة .
*
حنيننا الى الاوطان يستيقظ في الخريف
*
فتنة الصحراء في انها تهبنا ما لا يستطيع أن يهبه لنا اي مكان
تهبنا فرصة التنقل في رحاب العدم ، دون ان نفقد حياة كان فقدانها دائما شرطا للعدم !!
**
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | ابنوس | 09-26-03, 02:09 PM |
| Re: وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | ابنوس | 09-26-03, 04:13 PM |
| Re: وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | ابنوس | 09-27-03, 03:15 PM |
| Re: وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | ahmad almalik | 09-27-03, 03:29 PM |
| Re: وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | ابو جهينة | 09-27-03, 04:22 PM |
| Re: وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | ابنوس | 09-27-03, 06:01 PM |
| Re: وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | ahmed babikir | 09-28-03, 06:29 AM |
| Re: وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | ابنوس | 09-28-03, 04:35 PM |
| Re: وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | الجندرية | 09-28-03, 09:29 AM |
| Re: وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | ابنوس | 09-28-03, 04:05 PM |
| Re: وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | ahmed babikir | 09-28-03, 04:20 PM |
| Re: وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | ابنوس | 09-30-03, 00:14 AM |
| Re: وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | ahmed babikir | 10-01-03, 07:54 AM |
| Re: وشـــــــــوشة الكــــــــــــــــائنات ........ ( ابراهيم الكوني ). | ابنوس | 10-02-03, 07:59 AM |
|
| |
ابنوس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست