رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 06:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سيف الدين محمد جبريل(Saifeldin Gibreel)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-14-2004, 03:23 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة (Re: Abdel Aati)

    طلب استقالة من الحزب الشيوعى السودانى

    مقدم من عادل محمد عبد العاطى



    الى فرع الحزب الشيوعى السودانى ببولندا

    الى كافة عضوية الحزب الشيوعى السودانى



    ثقيل على القلب ؛شديد على العقل ؛عزيز على الخاطر ؛كان اتخاذ هذا القرار الخطير ..وان كان طلب انضمامى الى الحزب قد اقتضى فى وقتها اياما قليلة للتروى والتفكير ؛ فان اتخاذ قرار حول مستقبل عضويتى فى الحزب قد احتاج لشهور طويلة ؛من التفكير المضنى والسهر الطويل والصراع مع النفس والمشاعر

    اننى اعتبر نفسى من الجيل الجديد وسط عضوية الحزب ؛فقد انضممت للحزب الشيوعى السودانى فى يونيو من العام 1983 ؛وفق قناعة فكرية وسياسية راسخة بان الحزب هو من أكثر القوى السياسية نضالا من اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية والتنوير ؛؛وكان ولوجى صفوف الحزب فى فترة وصلت فيها الديكتاتورية المايوية اقصى درجات تفسخها ؛وكان الانتماء التنظيمى للحزب حينذاك فعلا للمقاومة والكرامة ؛وتكريسا لارفع القيم الثقافية والوطنية تحت ظل نظام باع الوطن ومرغ الثقافة ..وعبر 13 عاما ؛امضيتها داخل الحزب ؛عملت بكل جهدى على ايصال برنامج الحزب السياسى ؛وبذلت كل الطاقة ؛لانجاز مهامى الحزبية ؛السياسية منها والتنظيمية ؛الثقافية والاجتماعية والالتزامات المالية ..وفى ذلك لم ادخر جهدا؛ولم اوفر طاقة ..وفى كل هذا الوقت قدم لى الحزب ومجاميع من الزملاء ؛الدعم المعنوى والفكرى ؛والاحساس بالانتماء الى كيان واحد ؛ذو اهداف نبيلة وطموح عظيم.. اننى اذ اقرر اليوم الخروج من الحزب ؛ فاننى لا آسف على قرار انضمامى اليه ؛ ولا على السنين الطوال امضيتها فى داخله ..فقد كانت لى كنزا من التجارب والمعرفة ؛وساحة للنضال فى سبيل ما اعتقدت انه الافضل ؛وعائلة من الرفاق والاصدقاء قل ان يجود الزمن بمثلهم

    واذا كنت قد انضممت الى الحزب فى عمر مبكر نسبيا ؛(17 عاما وبضعة اشهر ) فان خصب الفترة التى انضممت فيها للحزب ؛بما فيها الحدث الوطنى الهام ؛انتفاضة مارس /ابريل 1985 ؛؛ وتنوع المجالات المتعددة التى عملت بها (مجال الشباب والطلاب بمدينة عطبرة 1983-85-جامعة القاهرة الفرع1985/86 -عطبرة مرة اخرى 1988 ثم فرع بولندا1990/96)قد اضافت لى الكثير من التجارب ؛وطورت فى حسا نقديا ؛والذى كان- فى صورته الجنينية -احد الدوافع التى جعلتنى انضم للحزب ؛فبدأت ارى السلبيات فى عمل الحزب ؛وان بصورة جد جزيئه ؛وفى تلك المجالات التى عملت بها .. وفى كل مرة كنت ارى ان هناك خطأ ما او تقصيرا ؛كنت احاول ان افهمه وانقده بوضوح وصدق ؛؛مستلهما فى ذلك تراث الحزب ؛وما كنت افهمه من دستوره ولائحته ؛مقتنعا بان من لا يعمل لا يخطئ ؛وان كل هذه الثغرات والسلبيات انما هى عثرات بسيطة فى ذلك الطريق العظيم ؛؛ملتزما فى كل ذلك قرارات الاغلبية الحزبية ؛وبقرارات الحزب عموما -بما فيها تلك التى لم اكن مقتنعا بفعاليتها -حريصا دائما ؛ما وسعنى ذلك ؛ان اكون ذلك العضو الملتزم العامل من اجل قضية شعبه وحزبه

    الا ان مرور السنين ؛وتراكم التجارب ؛وزيادة الوعى ؛هذا الوعى النقدى الذى ساهم الحزب -بمقتضى الامر - فى تطويره ؛وساعدت افاق المعرفة العلمية والثورية فى شحذه ؛قد بدا فى ربط مختلف السلبيات فى نسق واحد ؛ورؤية الجزيئات فى ارتباطها ؛وتشكيل الانتقادات المتفرقة ؛والملاحظات السريعة ؛فى كلٍ واحد يحاول ان يفهم ؛ويحلل ؛ويدفع بحركة الحزب ونشاطه الى الامام ؛فيما اعتقدت انه مهمة الثورى الحقيقى ؛وعضو الحزب الشيوعى فى المقام الاول

    بهذا الشكل ؛وصلت تدريجيا الى القناعة التى ترسخت عبر الايام ؛بان الحزب الشيوعى السودانى فى حقيقته ؛ليس كما هو فى صورته الباهية التى كانت عندى ذات يوم ؛؛وان الحزب يعانى مجموعة من الامراض المستعصية ؛والازمات المتشابكة ؛الامر الذى يجعل تجاهلها او التعايش معها ؛نوعا من التحايل على النفس ؛وخداعا للذات والاصدقاء والجماهير ؛وتغليبا للوهم على الحقيقة ؛والحلم على الواقع ؛والمرغوب فيه على ما هو كائن . هذا الوعى الذى توصلت له ؛ قد بدأ فى صورة صدمة ؛عشية انتخابات 1986 ؛حين كنت اسمع نتيجتها بالراديو ..وكم كانت صدمتى كبيرة ؛واملى مخيبا ؛حين خرج الحزب منها بثلاثة مقاعد فقط ؛أى اقل من 1% من جملة مقاعد البرلمان ..ان هذه اللحظة قد كانت نقطة تحول فى نظرتى ؛ وهزة عميقة فى داخلى ؛ ولحظة ادراك مفاجئة لضعف الحزب الشديد ؛ومصدر دفع متواصل ؛لمعرفة اسباب ذلك الضعف ؛وكيفية علاجه ..وحين شعر اعضاء الحزب العاديين بكل ذلك ؛فان القيادة لم تحاول ان تحلل هذه الهزيمة الماحقة ؛وتخرج منها بالدروس اللازمة ؛والاصلاحات المطلوبة ؛تاركة الامر لمنطق النسيان والتعود ؛ وملقية اللوم على قانون الانتخابات وشبهات التزوير ..ان كل هذه التبريرات لم تقنع شخصا واحدا يعمل ذهنه ؛وقد كانت محاولتى للفهم الصائب ؛التى لم تتوقف منذ تلك اللحظة واستمرت حى كتابة هذه السطور ؛قد اوصلتنى الى نتيجة ثابتة ؛وهى ان الحزب يعيش ازمة عميقة ؛ازمة فكرية وسياسية وتنظيمية ؛ ازمة فى اشكال العمل والقيادة ؛فى بنيته الداخلية كما فى صورته الجماهيرية

    مظاهر الازمة رأيتها فى ضعف الحزب الجماهيرى الشديد ؛ فى فشله فى الوصول الى جماهير الشعب وفى اقناعها ؛فى عجزه عن الوصول الى السلطة ؛و تحقيق جزء من برامجه واهدافه ؛وفى اهدار تضحيات المئات والآلاف من المناضلين ؛ على صخرة اللافعالية الصماء ..اما اسباب ذلك العجز وتلك الازمة فاراها فى بنية الحزب الجامدة ؛السرية والصفوية والحلقية ؛وفى تمسكه باشكال العمل القديمة التى عفى عليها الدهر ؛وتم انتقادها فى الستينات ؛ فى الجمود الفكرى ؛وتكرير مصطلحات ومفاهيم غريبة على لغة الشعب ؛متجاوزة لوعيه وواقعه ؛فى التمسك الحرفى بأيديولوجية وصيغ أيديولوجية بعيدة عن العلم ؛ قد اثبت الزمن بطلانها ؛ وادارت لها جماهير شعبنا ظهرها المرة تلو الاخرى ؛ فى التمسك باسم شيوعى ؛ لا يستجيب لطبيعة الحزب ؛ ولا يتواءم مع برنامجه "الوطنى الديمقراطى "؛ ولا مع مرحلة التطور الاقتصادى والسياسى والفكرى فى السودان ؛ويباعد بين الحزب وبين قطاعات واسعة من الجماهير الثورية والديمقراطية ..ادى كل هذا انعدام روح الجديد داخل الحزب ؛وجفاف منابع الحياة فيه ؛الى غياب الديمقراطية الحزبية ؛وبناء بيروقراطية حزبية ؛تنعدم وسطها المواهب والحساسية ؛ارجعت الحزب القهقرى ؛ وحولت العضوية الى كم مهمل ؛ وابدت القيادة وقدستها ؛وحولت الحزب الى تنظيم مغلق ؛ جامد وسلفى ؛ محافظ ومتحجر ؛صغير فى حجمه ؛ضعيف فى امكانياته ؛غارق فى تاريخه البعيد ؛ذاهل عن الحاضر المتغير ؛ولا يملك أى رؤية لاستشراف المستقبل

    ان هذه الازمة ليست جديدة فى الحزب ؛فبعض عناصرها كامن فى بنية الحزب ؛ذاهب عميقا فى تاريخه وظروف تكوينه؛ ؛ لكن اغلبها مستحدث وقد تراكم مع مرور الزمن وانعدام الاصلاح ؛وراجع الى ظروف ذاتية والى اختيارات واعية لقيادة الحزب المتنفذة ..لقد كانت مسيرة الحزب صاعدة فى الخمسينات والستينات ؛وكان تطوره منسجما -الى حد- مع التطور الاجتماعى والسياسى فى السودان ؛حتى العام 1971 ؛؛وكانت به قيادات شعبية ذات حساسية اجتماعية عالية (عبد الخالق ؛الشفيع ؛قاسم )؛وذات طبيعة صد امية؛ بذلت محاولات متعددة لتطويع بنية الحزب وفكره لمتحولات الواقع وظروف السودان ؛؛ وفى كل ذلك كان الحد الادنى من مصداقية الحزب مكفولا ؛والمساحة معقولة بين المطروح والممكن تنفيذه .ان مسيرة الحزب فى ال25 عاما الاولى لتأسيسه قد كانت مسيرة تنظيم صاعد بحق

    واذا كانت الكارثة الكبرى قد كانت فى تنظيم انقلاب 19 يوليو ؛هذا الانقلاب الخارج على سياسة الحزب وقرارات مؤتمراته والذى لم يجد الادانة ولا التوضيح من قيادة الحزب حتى اليوم ؛فان مسيرة الحزب بعد 22 يوليو 1971 قد كانت مسيرة انحدارية بحق ؛حيث تراكمت على المشاكل القديمة اخرى جديدة عمقتها ؛ فتحطم نفوذ الحزب الجماهيرى ؛وانغلق على نفسه ؛وتحت دعاوى السرية المطلقة ؛غيرت قيادة الحزب من تكتيكها ومواقفها المرة بعد الاخرى ؛؛ وانغلقت فى عالمها الحزبى ؛وتجمدت فى ذاتها ؛وحصرت نشاط الحزب فى اشكال عمل بائسة وقديمة ؛فانفض عنه مؤيدوه القدماء ؛ ولم يخلق له مؤطى قدم وسط الاجيال الشابة ؛؛ وواجه الحزب انتفاضة مارس / ابريل 1985 وعضويته لا تتعدى البضع مئات ؛وقيادته قد اضاع لبها 15 عاما من العزلة وطول الاختفاء

    حزب بهذا الشكل ؛ كان من الطبيعى ان يتحول من موقع المبادرة الى مواقع لتهميش ؛ومن منطق المقاومة الى منطق المساومة ؛؛ ومن ساحات النضال الى ميدان الاصلاح ؛ فاصبح ؛منذ العام 1977 ؛حين اعلن تكتيك "جبهة عريضة لديمقراطية وانقاذ الوطن"؛لتدشن التصالح مع القوى التقليدية فى جبهة تضم الصالح والطالح ؛وبصورة اكثر وضوحا وعمليا ؛بعد انتفاضة مارس /ابريل 1985 ؛اصبح الحزب ؛بسياسته المعلنة والخفية ؛رديفا للقوى التقليدية ؛لا بديلا عنها ..وتحت مسميات وحدة قوى الانتفاضة ؛ مارس الحزب تحالفات تكتيكية مع طرفى القوى التقليدية لا يربطها خط استراتيجى ولا تخرج فى النهاية عن مصالح تلك الاحزاب ؛وعبر اتفاقات ال"Gentelman” و مساومات العمل البرلمانى -حين لم يكن الحزب يملك قوة حقيقية فيه للمساومة -اهمل العمل الجماهيرى والنقابى والنشاط فى الشارع ؛لقد اصبح الحزب فى فترة الديمقراطية الثالثة صوتا لاظهار الوجود اكثر منه قوة لتغيير ؛وقد تراجع الحزب فى غير انتظام ؛فى اكثر من معركة فرضتها حدة الظروف وشراسة الاعداء وتعقد الظروف السودانية ؛وليس ذلك لتقاعس عضوية الحزب وانما لاختيار القيادة التى رأت ذلك"على امل الحفاظ على النظام الديمقراطى " ؛؛وكان النظام الديمقراطى يمكن ان يستمر دون محتوى اجتماعى ؛دون تغيير حقيقى فى حياة الناس ؛ دون اصلاح جذرى فى مؤسساته وبنيته ؛ وكأنةيمكن ان يستمر تحت ظل التهديد الدائم والعنف المسلط والمعلن من قبل القوى الفاشية ..بانعدام النهج المستقل ؛والغرق فى اليومى والعابر ؛وبابتعاده عن الشارع وتركه حكرا على نشاط الجبهة الاسلامية ؛اسهم الحزب ضمن من اسهم فى انهيار التجربة الديمقراطية الثالثة ؛؛ وما نتج عن ذلك من وصول الفاشية المتاسلمة الى السلطة فى 30 يونيو 1989 واستمرارها فيها الى الآن

    اننى ارجع ازمة الحزب فى المقام الاول الى ازمة القيادة ؛فالمجموعة التى تقود الحزب الآن ؛سواء فى داخل السودان او فى خارجه ؛لا تاخذ من صفة القيادة الا اسمها ..فهى لمدى اكثر من ربع قرن ؛لم تجر انتخابات حزبية تجدد بها قوامها ؛ولم تقدم كشف حساب عن نشاطها ؛بل ان عضو الحزب العادى لا يعرف حتى بعض افرادها ..ان هذه القيادة والتى تم اختيار جزء صغير منها فى اكتوبر 1967 ؛وصعد الجزء الاغلب منها للقيادة بالتعين ؛لا تملك أى شرعية لادارة الحزب ؛ وهى قد كلست الحزب فى حدود تصوراتها القديمة والمحدودة ؛ومارست تسلطا ابويا ؛ ومركزية قاتلة ؛جعلت الحزب ينضب من المواهب الجديدة ويعجز عن خلق قادة جدد ..وهى فى نشاطها لا محاسب لها الا نفسها ؛ليس للعضوية عليها من حقوق ؛ وليس للرقابة عليها من سبيل ؛فكان ان تبنت التكتيك وبديله ؛وكان ان تحالفت مع هذا وذاك ؛ وكان ان اصدرت كل قراراتها ؛لمدة 25 عاما ؛ فى حلقة ضيقة ؛ دون تشاور مع العضوية او حوار ؛ودون اتاحة الفرصة لها للاعتراض او التأييد ؛ فالتأييد الحقيقى انما ياتى عن قناعة ؛ والتأييد دون معرفة وصراع واقتناع انما هو تبعية عمياء ؛وهو طائفية جديدة ؛وهو منطق الاشارة؛ وهو ابعد ما يكون عن روح الثورية والديمقراطية

    تحت هذه القيادة ؛تراجع نفوذ الحزب ؛ ونمت على قاعدة ضعفه تنظيمات جديدة جذبت الاجيال الشابة ؛وتحت ضغط المركزية الصارمة ؛ لم يتحول أى فرع حزب الى قائد ومبادر فى مجاله ؛ وحولت آليات تربية وتطويع العضوية المختلفة ؛حولت الاعضاء الى آلة تأييد واتفاق صماء ؛لا ياتيها الجديد ؛ ولا تعرف الصراع ؛ وكانت كل محاولة للنقد او الاختلاف او الاتيان بالجديد ؛ تواجه بتهم الانقسام والتكتل وعجلة ومغامرة "البرجوازية الصغيرة"؛ وابتدعت فى محاربة الاختلاف شتى اشكال الترغيب والترهيب ؛ والضغط والاخضاع ؛فكان ان ترك الحزب العديد من اكثر عضويته نشاطا وموهبة ؛نضالا واخلاصا لقضية الشعب ؛ وودعهم الحزب باتهامات لم يكن اقلها تهم الانهزامية والتصفوية ؛ولم يستبعد فيها العزل الاجتماعى ..وبقيت وسط عضوية الحزب مجموعات رافضة ؛ لكنها صامتة صمت الحسن البصرى ؛ خوفا على سمعتها وتاريخها من التشويه ؛ وحرصا على روابط اجتماعية ونفسية لها بالحزب واعضاءه من الضياع ؛ واجبر آخرون على الصمت ؛بالتهميش والابعاد عن مواقع القرار ؛او الزامهم بحرف اللائحة

    وحين تزلزل العالم مرتين ؛ المرة الاولى بوصول الجبهة الاسلامية القومية الى السلطة ؛ والمرة الثانية بانهيار انظمة دول شرق اوروبا والاتحاد السوفيتى ؛ لم تهتز شعرة واحدة فى قيادة حزبنا الشديدة المناعة تجاه كل جديد ؛ ففى شان اانهيار االماركسية العظيم ؛فضلت ان تدخل النقاش من باب مراجعة تجارب الآخرين ؛ وترديد المقولات الخطابية عن تجربتنا المتميزة و"حزبنا الخاص"-راجع مساهمة محمد ابراهيم نقد فى مجلة الشيوعى (العدد 156)-دون ان تدرك ما آل اليه حال هذه التجربة المتميزة وذلك الحزب الخاص من انهيار وتراجع ؛اما فى مواجهة النظام الفاشى لعصابة 30 يونيو ؛فخلال ما يقارب السبع سنوات ؛لم يفلح الحزب فى تقديم التكتيكات والسياسات المناسبة للاطاحة بنظام الفاشية الاسلاموية ؛وان يوحد عضويته واصدقاؤه والجماهير حول هذه التكتيكات ..كما لم يفلح فى التصدى لقيادة النضال ؛متحالفا مع قوى كانت هى سبب النكبة ؛ وعاجزة هى وبعيدة عن روح أى نضال جماهيرى حقيقى ؛وابتعد الحزب عن ميدان الكفاح المسلح ؛شانه فى ذلك شان الاحزاب التقليدية ؛تاركا الحركة الشعبية منفردة فى الميدان ؛مخليا بذلك الساحة امام عنف الجبهة الاسلامية وسلطتها الفردى والجماعى ؛العشوائى والمنظم ؛الموجه ضد اعضاءه كما ذلك الموجه ضد جماهير الشعب ..ادى كل ذلك لان تتساقط اعداد كبيرة من عضوية الحزب ؛وان تفضل مجاميع لا تحصى من العضوية والكادر الهجرة الى خارج البلاد ؛وتخبط مئات الشيوعيين فى بلاد الله الواسعة دون توجيه او متابعة من القيادة ؛ ودون رابط او امل لهم فى الحزب

    فى مثل هذه الاجواء فتحت المناقشة العامة داخل الحزب ؛ والتى كانت بحق فرصة ذهبية لاصلاح الاخطاء وللخروج من الازمة ؛؛ولكن القيادة المتنفذة قد عملت على ان تكون المناقشة وسيلة لامتصاص الغضب ؛ولتنفيس الاحتقانات ؛فى حين لم تمتلك رؤية واضحة او منهجا جديدا لاخراج الحزب من ازمته ؛بل ان البعض منهم لم ير الازمة الى الآن!.. وحين بدأ نفر مخلص من عضوية الحزب وكادره فى طرح خط التغيير والتجديد ؛ووجه بالهجوم المر ؛ والتشنيع البشع ؛بلغة سالفة خارجة من عصور قديمة ؛فكنا كآل بوربون :لم ننس شيئا ؛ ولم نتعلم شيئا ..فاجبر من اجبر على الخروج من الحزب والاستقالة ؛وودعوا باكليشيهات التصفية والانقسام . وتحت الصراخ المتعالى باسم وحدة الحزب ؛يتم تمرير نفس الخط القديم الذى ادى الى الكارثة ؛وتكريس نفس القيادات التى اثبتت عدم فعاليتها ؛وتثبيت نفس المنهج والصيغ التى كلستنا فى كهوف الجمود

    لقد وضعت ؛مثل غيرى ؛آمالا كبيرة على المناقشة العامة ؛معتقدا ان كل اخطاء الحزب قابلة للاصلاح ..وساهمت ؛بجهدى المتواضع ؛فى محاولات دراسة الاخطاء وسبل الخروج منها ؛ سواء بصورة فردية او فى عمل الفرع ؛وارسلنا مساهمات متعددة ؛نشر بعضها واهمل اغلبها ؛واجرينا الحوارات والنقاشات ؛وتذرعنا بالصبر والهدوء ؛والتزمنا باللائحة التى خرقتها القيادة عشرات المرات ؛؛كل ذلك دون نتيجة تذكر فى ظل وضوح تام لرأى القيادة المتنفذة ؛والذى يقول -على لسان الاستاذ التجانى الطيب-(الذين لا يؤمنون بثورية الطبقة العاملة ؛وبالماركسية ؛ وبحزب الطبقة العاملة ؛لماذا لا يتركوا "حزبنا " ويبنوا "حزبهم " الديمقراطى )وفى الحديث المكرر للتجانى عمن يريدون (ذبح الحزب قربانا لكيان هلامى للبرجوازية الصغيرة )او تأكيداته القاطعة بانه (ليست هناك قوة قادرة على حل الحزب الشيوعى )-حتى ولو كانت اغلبية عضوية الحزب

    ان الخط الرئيسى والفكرة الاساسية للمتنفذين فى الحزب تعلن باختصار بانه ليس فى الامكان احسن مما كان ؛وان لا مكان للتغيير او دعاته فى صفوف الحزب الشيوعى السودانى

    ان المناقشة العامة مستمرة شكلا ؛ولكن مصيرها قد تحدد بصورة عملية .ان الاسلوب الذى عوملت به مساهمة الخاتم عدلان ؛والصراع غير المبرر وغير المبدى الذى خوض ضده ؛وتسمية خطوة استقالته هو و نفر من اصدقاءه انقساما ؛وذلك فى خطابات سكرتارية اللجنة المركزية كما فى وثائق مكتب الخارج؛يوضح ان الغالبية العظمى من قيادة الحزب تقف ضد اجراء أى تغيير جذرى فى الحزب ؛ كما ان المتابع لمجمل النقاش يرى انه يخطو فى اتجاه اجراء تغييرات شكلية ..ان اسهام القيادة يتركز فى الاصرار على نفس السياسات المختلف عليها ومحاولة تكريسها والبحث عن تنظير لها ؛ فى نفس الوقت الذى تواجه فيه كل الافكار الجديدة بتسخيف فج وردود ضحلة ؛خطها القائد هو تكريس القائم والموجود..ان المناقشة العامة قد ترهلت وابتذلت ؛وتجرى المحاولات جادة لاغلاقها فى اطار تصور القيادة ؛ويبدو الامل معدوما ان تتاح الفرصة لتيار الجديد ان يعبر عن رأيه وينتصر ديمقراطيا ؛ خصوصا فى ظل عدم وجود الادوات الحزبية -التنظيمية والسياسية والدعائية -تحت يده ؛ وتغدو أى محاولة لخلق منابر خاصة او النشر فى منابر مستقلة مهددة بتهم الانقسام والتكتل الخ من مصطلحات ذلك القاموس القديم

    وعلى الرغم من ان تيار الجمود غالب فى القيادة ؛ الا ان احد اعضاءها قد تطرف فى ذلك (الاستاذ التجانى الطيب).وانه لمن المؤلم ؛والذى فى نفس الوقت يقدم دلالة على ازمة الحزب ؛ان مجموعة صغيرة ؛يمثلها شخص واحد ؛مثابر فى تحجره ؛يمكن ان تقف حجر عثرة فى طريق تطور الحزب وتغييره؛وتملى ارادتها على اعضاء الحزب فى الخارج ؛وعلى عضوية وكادر الحزب فى الداخل ؛مستخفين بكل المساهمات ؛ وضاربين عرض الحائط بمستقبل الحزب ووحدته ..وفى ظل انعدام الافق وضعف الارادة عند غيرهم من القياديين ؛وتحت ظل علاقات التضامن والمؤازرة التى طوروها عبر عشرات السنين ؛فمن المحال ان يخطئوا او ينقدوا ؛ حتى ولو كان الثمن هو مستقبل الحزب ..ويبدوان ما تبقى لهم من سنين فى قيادة الحزب لهو اكثر قيمة عندهم من مستقبل الاجيال القادمة ؛ ومن باب اولى من رغبات عضوية الحزب الغالبة.

    اننى فى الفقرات اللاحقة الخص بكثافة ؛ما اعتقده خاطئا فى منهج الحزب وسياساته:

    الاصرار على صيغة الحزب الطبقى ؛المغلق ؛ النخبوى ؛حزب الكادر ؛ والتمسك الهستيرى بالأيديولوجية الماركسية الللينينة (الستالينية فى حقيقتها ) الامر الذى لا يستجيب لواقع السودان ؛ولا لمعطيات العصر ؛ وفى المحصلة تحويل الحزب الى شلة صغيرة بعيدة عن التأثير الجماهيرى

    فى نفس الوقت تعميم خط المساومة والاصلاح والتحالف مع القوى التقليدية ؛المستمر منذ ابريل 1985 ؛والمكرس من يونيو 1989 ؛وسحب شعارات التغيير الاجتماعى الجذرى فى البنية الاجتماعية السودانية ؛وتغييب واجب بناء الجبهة الديمقراطية لمصلحة تحالف عريض تلعب فيه الاحزاب الطائفية الدور المقدم

    انعدام التكتيكات الصدامية الواضحة فى مواجهة السلطة الديكتاتورية ؛وتحديدا اداة العمل المسلح ؛ وحماية التحركات الشعبية وضحايا القمع والتعذيب ؛ وتغييب صوت الحزب المستقل فى وسط ضجيج التجمع ؛ الامر الذى وضع الحزب على هامش النضال من اجل اسقاط النظام

    رفض دعوات تحالف القوى الحديثة ؛ والموقف العدائى تجاه محاولات توحيد القوى الديمقراطية ؛ والرفض العدمى لفكرة بناء حزب ديمقراطى واسع وكبير ؛جماهيرى وتقدمى ؛ يغير من الخرطة السياسية ويشكل رقما جديدا فى الحياة الاجتماعية والسياسية السودانية

    انعدام الديمقراطية فى الحزب ؛الامر الذى يتضح فى عدم عقد مؤتمراته ؛العامة منها والتداولية ؛ وابدية القيادة فيه ؛والتجاهل والرفض لدعوات كشف الحقائق موضع الاختلاف فى تاريخه ؛كانقلاب 19 يوليو 1971 مثلا .

    الحلقية المفرطة ؛والانغلاق المميت ؛ورفض الرأى الاخر ؛وادعاء الحقيقة المطلقة ؛ الامر الذى يتجلى فى الهجوم الكاسح على كل من يخرج من الحزب ؛ متجاهلين نضالاتهم واسهاماتهم ؛ والسنين الطوال التى امضيناها معا ؛ وتحويل هذا المنهج الى اداة تخويف وارهاب لاعضاء الحزب ؛ وليست بعيدة عن الحقيقة تلك النكتة القائلة بان الشيوعيين اذا خرجت منهم بيطلعوا ليك "اخطاء "الابتدائى



    )) لقد حز فى نفسى ؛ الهجوم العنيف والتسخيف الجارح لاراء واشخاص زملاء كانوا حتى الامس القريب ابناء الحزب المخلصين ؛ ومهما كانت درجة الاختلاف معهم فانها لا تصل الى درجة وصفهم بالخيانة والعداء للحزب والتشكيك فى ذمتهم المالية ؛الخ الخ ..اننى اتبرأ من كل كلمة زيف قيلت فى حق زميل سابق واعلن انها لم تمثلنى ولا تمثلنى .. ولن يكون هذا موضع فخر لاى حزب يعامل اعضاؤه السابقين بمثل هذه المرارة والكراهية ..ان هذه الاقوال والاتهامات فى نظرى لا تضر الا قائليها ومروجيها))

    ضرورى هنا ؛تثبيت بعض الحقائق ؛وهى انى ؛كغيرى ؛ لا استبعد ان اواجه ؛بشكل علنى او مخفى ؛على نطاق عام او فى ثرثرات فردية ؛ بمختلف الاتهامات عن الهروب من المناقشة العامة والانقسام وتشويه سمعة الحزب الخ الخ …واثبت ايضا ان لا مشكلة لى شخصية مع الحزب او مع أى احد من اعضاءه ؛ولم اتضرر كشخص من أى ممارسة فى الحزب ؛ كما ان غرضى لم يكن فى يوم من الايام الهجوم على الحزب او التشنيع عليه ؛بل العكس هو الصحيح ..لذلك فانى لا اعتبر هذا النقد -او غيره- حجة على ..فلقد آمنت ان لى حقوقا وواجبات داخل الحزب ؛اديت واجباتى بقدر المستطاع ؛ وحاولت ان استمتع بحقوقى بقدر الممكن ..واعتقد ان من حقى -ومن واجبى تجاه العديدين- ان اوضح مواقفى كاملة ؛وان انقد ما اراه خاطئا ؛ وان اخرج من الحزب حين ارى ان الشقة بينى وبينه قد بعدت ؛ وانه ما عاد يستجيب لآمالى ولخط تفكيرى وقناعاتى ..فلقد دخلت الحزب بقناعة كاملة ؛وبصورة فردية ؛ وبطلب مكتوب ..واليوم اذ تختلف قناعاتى عن القناعات المفروضة على الحزب بصورة جذرية ؛فانى اخرج منه عن قناعة ؛وبصورة فردية ؛ وبطلب مكتوب . ومهما كان القرار ثقيلا على النفس ؛ومهما كان التخوف من سيف الاتهامات المسلط ؛ فيظل قدر الثورى ان يكون صادقا مع نفسه ؛ شجاعا فى اتخاذ قراراته وتنفيذها ..واذا كان هناك من اسف ؛ فهو ان دواعى الاستقالة لن تكون معروفة للجميع ؛وسيمضى وقت طويل ؛ قبل ان يعرف كل من اهتم بهم ؛ويهتموا بى ان قرار الخروج من الحزب قد كان قرارا ثوريا ؛ حين اصبح الحزب جامدا ومتحجرا ..قد كان قرار احتجاج على منج سير الامور فى الحزب ..قد كان عملا نضاليا ؛بحثا عن منابر جديدة تتيح امكانيات افضل لتحقيق البرامج والآمال التى آمنت ولا ازال اؤمن بها : من تحقيق العدالة الاجتماعية ؛والديمقراطية الشاملة ؛ والوحدة الوطنية الحقيقية ؛وعلمانية الحياة الاجتماعية والسياسية ..هو التزام بالواجب تجاه الشهداء - الذين يكثر البعض فى الحديث عنهم والمزايدة باسمهم -بالبحث عن اشكال تجعل تضحياتهم لا تضيع هدرا ؛وما ناضلوا من اجله قابلا للتحقيق

    اننى استقيل من الحزب الشيوعى لنفس الاسباب التى دخلت بها الحزب الشيوعى ؛بحثا عن موقع للنضال فسيح ؛ورفضا للديكتاتورية والجمود ؛نقضا للسلفية واللا تسامح ؛ وبحثا عن نموذج ينطبق فيه الحلم والواقع ؛ ويكون للعمل ثمرته ؛ وللجهد عائده ؛وللاحلام امكانية التحقق .

    فى النهاية لا املك الا الشكر والتقدير لزميلات وزملاء اعزاء عرفتهم داخل الحزب؛ قدموا لى الكثير من الحب والجمال ؛ وعلمونى روح التضحية والاقدام ..التحية لهم فى أى موقع كانوا ؛ وطابت ذكراهم فى داخل الحزب ظلوا ام اصبحوا فى خارجه ؛ ولتهنأ ارواحهم الاحياء منهم ومن رحلوا عن دنيانا ؛اذكر هنا بالود والاعزاز روح الراحلين العم عبد العزيز فوزى والصديق كمال ابو عكر فالتحية موصولة لهم جميعا .والاعتذار موصول لمن لم يفهم منهم اسباب استقالتى ؛فربما تكون هى غلطتى فى انى لم اوضح افكارى كما ينبغى .. ولكن الاحترام لهم ولنفسى يفرض على هذه الخطوة ؛عسى ان تشكل للبعض هزة ؛ وفرصة لمراجعة الذات ؛فربما ينصلح شى ما .. والشكر والتقدير للحزب الشيوعى السودانى ؛على سنين جميلة ونبيلة قضيتها فى صفوفه ؛ سأظل اذكرها دائما بالود والاحترام .

    عادل محمد عبد العاطى (عماد/ عز الدين)

    وارسو فى 4 مايو 1996
                  

العنوان الكاتب Date
رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Saifeldin Gibreel08-26-04, 05:39 AM
  Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة هشام مدنى08-26-04, 06:39 AM
  Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati08-26-04, 06:54 AM
    Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati08-31-04, 06:17 AM
    Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة TahaElham08-31-04, 10:38 AM
    Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة TahaElham09-01-04, 07:08 PM
  Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة TahaElham08-31-04, 10:29 AM
    Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 05:36 AM
      Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 05:37 AM
        Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 05:38 AM
          Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 05:40 AM
            Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 05:42 AM
              Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 05:43 AM
                Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 05:44 AM
                  Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 05:52 AM
                    Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 05:55 AM
                    Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة TahaElham09-02-04, 11:31 AM
        Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة TahaElham09-02-04, 05:55 AM
          Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 06:09 AM
            Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 06:11 AM
              Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 06:11 AM
                Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة TahaElham09-02-04, 11:14 AM
      Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة TahaElham09-02-04, 06:04 AM
        Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة ود حماد09-02-04, 07:30 AM
          Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة TahaElham09-02-04, 10:58 AM
            Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 11:19 AM
              Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 11:27 AM
                Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 11:29 AM
                  Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 11:32 AM
                    Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-02-04, 11:36 AM
                Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة TahaElham09-02-04, 11:41 AM
  Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة TahaElham09-02-04, 07:56 PM
    Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-14-04, 03:14 AM
      Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-14-04, 03:23 AM
        Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة Abdel Aati09-14-04, 03:29 AM
  Re: رسالة للأخوة عادل عبدالعاطى وطه جعفر الخليفة كبسيبة09-14-04, 03:49 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de