يوسف عبد المنان.. سنة اولى صحافة!

Quote: قبل أيام قرأت مقالا لك جاء معبرا تماما عن واقع حال صحافتنا التي تعاني عجزا مهنيا جعل منها صحافة بائسة عاجزة متقوقعة في المحلية، واقرب في مضمونها ولغتها لما يعرف "بالجرائد الحائطية" التي يصدرها الطلاب في المدارس ، واقصد بذلك أنها صحافة غزيرة بشتى أنواع السخف الذي يسمونه صحافة، ولعل هذا البؤس مرده غياب المهنية الذي أحدث فراغا ستظل تعاني منه "الصحافة" نظرا لما نراه فيها من ضعف في التحرير والإخراج، وغياب التقرير والتحليل الصحفي المشبع بالمعلومات، والمقال الصادق الذي يعكس واقع الأحداث ويفندها تحليلا ، وفوق ذلك فهي صحافة تحاكي بعضها في شتى مجالات العمل الصحفي شكلا ومضمونا، وهذا دليل عجز على عدم قدرة القائمين على أمرها بتطويرها، وهنا أشير إلى أن هذا العجز جعل منها صحافة رأي تفتح صحافتها لكل من "هب ودب" ، وما محاولة يوسف عبدالمنان للتقليل من قيمة الحوار المهني الذي أجرته الشرق القطرية مع رئيس الجمهورية وأكد فيه عدم ترشحه مرة أخرى لرئاسة الجمهورية، إلا نموذجا لحال الصحافة التي يناكف رؤساء تحريرها بعضهم بعضا كل منهم يحاول التقليل من جهد الآخر، ولعل الغيرة لا المهنية هي التي جعلت بن عبدالمنان يسير في ذات الاتجاه، ولولا أننا نعرف أن الرجل له سنينا طوال في مجال العمل الصحفي لقلنا أنه واحد من القادمين الجدد الذين خدمتهم الظروف ليجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها إما رؤساء أو مستشاري تحرير، وحتى يعرف قدر ومكانة الصحافة العربية التي تسبقنا بكثير أشير إلى حوار أجراه أحد رؤساء التحرير واعتقد أنه "الأستاذ كمال حسن بخيت" رئيس تحرير الرأي العام ذكر أن السيد الرئيس قال له قبل بداية الحوار "انتو يا الصحفيين الواحد بجي شايل ورق ومسجل أنا حاورني رئيس تحرير صحيفة عربية جلس معي ساعة شايل ورقة وقلم وبكتب نقاط لمن قرأت الحوار لقيت ما نقصت منه كلمة" ولعل هذا اعتراف من السيد الرئيس بمهنية الصحافة العربية، والصحافة القطرية والخليجية تطورت كثير وهي تضم خبرات شتى وهذا التنوع اكسبها مزيدا من المهنية، وبفضل هذه المهنية اختارت "الشرق" الظرف المناسب وحاورت السيد الرئيس الذي عبرها أكد عدم ترشحه مرة أخرى للرئاسة وزهده فيها معبرا بكلمة "كفاية"، أما كان الأجدى ليوسف أن يذهب لينقب عن الأسباب التي دفعت الرئيس للجزم بعدم ترشحه بدلا من أن يهدر مداد قلمه طعنا وتقليلا في صحيفة "الشرق القطرية" التي يتجاوز ما تطبعه في اليوم كل صحف الخرطوم مجتمعه، ولن نتحدث عن دولية الصحيفة فهذا مجال لم تطرقه صحافنا بعد!!!