|
Re: سابرينا ... ( قصة حقيقية من واقع الغبينة ) (Re: ابو جهينة)
|
و لكن كل همي ينصب الآن في إلتحاقي بالجامعة و الأسرة التي سأعيش معها بالعاصمة... أسرة خالي ( ألْبينو ) ... هو و زوجته و إبنته الوحيدة ..
يعمل جندياً بالجيش ... منضبط أيَّما انضباط تجاه رفاق السلاح .. رؤساء و مرؤوسين .. و لكنه يحمل جذوة من التمرد بين جنبيه .. تتجاذبه هذه الأحاسيس المتنافرة التي تجعل من الوطن مشطوراً بهذا الأخدود الوهمي. ( غريب أمر بلدي .. و محير أمر السودان الحبيب هذا ... نفس منغصات حياتنا هي التي تعطينا الدافع بأن ندور في أفلاك مجريات الأحداث كالمنَوَّمين مغناطيسياً... ثم نصنع بأيدينا نفس الأحداث بسيناريوهات تختلف عما سبقتْها بقليل من الزيادات أو النقصان و نشارك في إخراجها و نجلس بعدها على قارعة الطريق نندب الأيام و نشكو حالنا لكل من هب و دب .. نصنع تاريخاً أعرج و نتوكأ عليه ثم ننكفيء على وجوهنا و نحن نلعن هذا الذي لم يتحمل ثِقَلَنا ... و تدور الساقية بنفس اللحن القديم الحزين الذي أدْمنَّاه على مر السنوات ) ...
بإبتسامته الساحرة التي تسبقه .. إحتضنني خالي في محطة القطار و هو يطلق سيْلاً من الأسئلة عن أمي و أمه و إخوته و الحال هناك و أخبار المعارك الدائرة بين الأدغال.. يريد أن يختزل كل سنوات غيابه عبْر إجاباتي ... عندما رأى مسْحة الحزن التي تكسو وجهي .. ربت على كتفي و هو يعزيني في أخي الذي أتتْنا أخبار موته دون أن نعرف كيف مات و أين دُفن... حزني كان خليطاً من شوقي إلى أمي التي وقفتْ تودعني و تنصحني بالبحث عن أبي و هي تعلق تميمة صغيرة تتدلى من سيْر جلدي على رقبتي ... لن أنسى دموعها و هي توليني ظهرها منتحبة .. إنتابني قلق خفي بأنني لن أراها مرة أخرى. دوامة أسى أحاطت بي لحظتها ... لفراقي أمي ... و مدينتي .. و صديقاتي .. و رحلة بحثي عن أبي المجهول ... و هذه المدينة الغريبة عني و التي سأذوب بين طياتها و أهلها ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|