غاب وجه زهرة من حى الناصر ,, تلاشت ملامحها يوم بعد الاخر ,,,, وعاد كل شئ لطبيعته المعتادة ماعد اثنان تطاردهم الذكرى او الاحساس بالذنب لست ادرى حسن وبت عبدالرحيم التى تناوشتها الامراض منذ رحيل زهرة ,,,,,, الحياة عادت من جديد وعادت الضحكات لتلك الوجوه ,,,,,, بعد حول زهرة جمعت جدتى بت الشريف نساء حى الناصر والمصنع والمهندسين ,,, استعداد للحولية الكبيرة التى يقيمها جدى مصطفى بعد ايام ,, وبدات ام مصطفى الوداعية تتناوش مع رباب وام عبدالباقى ورقية غير بعيدة تستمع للحوار وتبتسم فماكان من ام مصطفى الوداعية الا ان التفتت ناحيتها قائلة ( بنات الزمن دا عليكم جنس محن متين يا لمطموسة فكوا الحزن واصبحت لمن طلعتى فى راس الحفرة واتحننتى وحات نظرى احلف عليك مانمتى ليلك تزازى يامقطوعة الطارى ) على سيرة الحزن استلمت الحديث ام عبدالباقى :( انتى ياام مصطفى الغبا العليك شنو تلومى رقية ,,,, انتى مااتحننتى وادخنتى فى ود اخوى الصبى فى سبوع خباره ) ام مصطفى ( حليلوا هو, , انتى ياام عبدالباقى ماك عارفانى مرا عندى الظيران والدساتير ,,,, , وحات مصطفى وكت مات ابوى لمن تم سبعة شهور ماقدرت امشى على رجلى ختانى السواكنى حد الموت الابت ودالنصر بخرتنى وختت لى الحنة اها دحين يابت امى ماتسلى لسانك ساكت فى الخلق ) قطع الحديث دخول فرحة وهى تحمل صينية القهوة فبادرتها ام مصطفى متسائلة ( اها العرس متين يافرحة يابتى ماطولتو مخطوبين ) رددت فرحة فى حياء قريب ياخالتى , وركضت تجاه تجمع بنات حى الناصر فى الراكوبة الكبيرة , حيث جلست جواارى ووصال واسرت فى اذنى بكلام ام مصطفى وهى تضحك وتردد (العيد الكبير سمؤال نازل السودان ورابع العيد حدد المناسبة بس اكثر حاجة مخوفانى امى مصرة على رقص العروس وانا مابقدر عارفة كونى ارقص معناها كلهم حايشوفوا سمؤال واضحة والفضيحة وسط النسابة ) انفجرت ضاحكة وانا اردد ( طيب انتى ماعارفة انك حاترقصى الشلاقة الخلتك تكتبى اسم سمؤال , لا ,,,وكمان حشيتى الجرح كحل ,, , خمى وصرى وكت عاملة فيها البت حبيبة والعجب وكت امك تكتشف القصة ,, غايتوا اليوم داك ارجى الراجيك ساى ) فرحة : ( اسكتى خلاص فضحتينى وصال سمعتك , بالمناسبة ماملاحظة حاجة , حٌلم اليومين دى ماطبيعية شكلها عاملة مصيبة كبيرة ونجوى طرف فى الحكاية ) حديث فرحة جعلنى اٌحس ان الامر كبير جدا فمنذ وفاة زهرة وحُلم يتكرر اغمٌاءه بين الحين والاخر ,,, ومنذ ان تعرفت على اسامة فى منزل نجوى وهى تقيم مع نجوى اياماً وليالى ,, اهملت دراستها تماماً ,,, مايحيرنى هو ماالذى يشغل عبدالباقى عن تفقد ابنته ,, عن متابعتها ,عن معرفة احوالها,,, حٌلم ليست ملامة اذا كانت تعيش داخل حلبة صراع ,,,, تغضب والدتها اذا احست ميلها تجاه والدها ويغضب والدها اذا اتخذت منه موقف ويحسبه وقوفا مع والدتها فلم تجد ماينقذها من هذا الجو سوى علاقتها با ا سامة ولم تعد تجد راحتها الا فى منزل نجوى حيث لاحسيب ولا رقيب ,, فى ذلك الصباح سقطت حٌلم فى باحة المدرسة هرب الجميع عدا فرحة ,, تخشبت اطرافها وخرج الذبد من فمها ولنها لم تكن المرة الاولى , فقد جاهدنا حتى نتمكن من وضع اى شئ يحول دون ان تبتلع لسانها , او تقضمه تحت ضغط اسنانها ,,,,,,,,,,,,, ,ياالهى كم تتعذب هذه القلوب الصغيرة ,,,,,,,, ,,كم تتحطم ومن الجانى ياترى ؟ ومن الضحية ,,,,,,,,,,,؟
|
|