كانت أغلب الجرائم و التهم متعلقة بصناعة الخمور البلدية تليها الدعارة أو الزنا و الشروع في الزنا ، بالإضافة للحالات الأخرى مثل قضايا العنف عموماً بما فيها عدد قليل من قتل الأزواج و عدم حيازة بطاقة الشخصية للاجئات و مشاكل الإيجارات و حالات نادرة من قضايا الشيكات الطائرة و التهريب و السرقة و إستلام المال المسروق و إدارة بيوت الدعارة و غيرها. شهادات حية من الزمن الصعب آمنة إمرأة في الثلاثين من عمرها ، توفي زوجها العسكري أثناء الحرب في جنوب السودان. قدمت للعاصمة من جبال النوبة حيث كانت تعيش مع أطفالها ، و إستقرت في معسكر للنازحين في أطراف أمدرمان. حكت لى عن رحلتها بالأقدام مع عدد كبير من النساء و الأطفال و عدد قليل من الرجال ، إضطروا للنزوح بسبب الجفاف و النزاعات التي راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين. آمنة كان بصحبتها أربعة أطفال ، ثلاثة منهم كانوا برفقتها في السجن ، سألتها عن الطفل الرابع. حكت لى عن الجوع و الإعياء الذي أصابها و الأطفال و كل المجموعة بالإضافة للآلام النفسية و الجسدية و كيف أنهم وصلوا مجرد هياكل عظمية. قالت آمنة ودموعها تقطر على التراب بأنها كانت تمسك أطفالها الثلاثة بيديها و تحمل على رأسها ربطة كبيرة من الملابس و بعض الإحتياجات التي تمكنت من حملها و كان طفلها الرضيع مربوط على ظهرها. حدثتنى عن وفاة عدد كبير من الأطفال و العجائز أثناء الرحلة بسبب الجوع و العطش ، ماتوا و هم يبحثون عن ملاذ آمن. كانت آمنة تتحسس الرضيع بين الفينة و الأخرى للإطمئنان عليه و إرضاعه متى ما تمكنت من ذلك. و في مرة من المرات لم تجده ، نعم وقع الرضيع أثناء الرحلة. صرخت آمنة و نادت على الآخرين حولها بأن طفلها غير موجود وأنها تريد الرجوع للخلف قليلاً علها تجده ، لكنهم رفضوا بل و أعلموها أنهم لن يتخلفوا معها و أجبروها على مواصلة المسير و هي تلوك الألم و لم تخطر آمنة بقية أطفالها بما حدث. عندما سألتها عن إمكانية ترك أطفالها الثلاثة مع أقارب أو معارف خارج السجن حتى قضاء مدة الحكم ، أعلمتني بأنه لا خيار أمامها لأنها لو تركتهم في معسكر النازحين ربما ناس الحكومة يكسروا المعسكر بالبلدوزرات و يرحلوا الناس لأي مكان آخر و بالتالي تفقد أطفالها للأبد. كانت آمنة تعاني و مثيلاتها ممن لهن عدد كبير من الأطفال يضطرن للشحدة داخل السجن للحصول على بعض الطعام للأطفال حتى لو كان الجراية و الملاح لأن نصيبها لا يكفي لأربعة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة