المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 09:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-06-2013, 11:23 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36976

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد (Re: adil amin)

    (11)

    شغلتني أعمالي.. وانقطعت عني أخبار الفحل.. ربما هو الآخر شغلته أعماله الكثيفة في موقعه الجديد، أو مواقعه الجديدة.. بخلاف فترة اختفائه لم ننقطع عن أخبار بعضنا البعض.. توسع العمل، فتقاربت سفرياتي إلى فروع المكتب في الكويت وأبي ظبي والقاهرة..
    غبت عن السودان طويلاً.. منذ أن خرجت، لم أعد إليه.. انتهزتُ فرصة مجيئي إلى القاهرة فعرَّجت على الخرطوم، في إجازة قصيرة.. لم أخبر أحداً.. جئت لأفاجئ الجميع: أهلي ومعارفي وأصدقائي وعلى رأسهم الفحل..
    الكل لم يصدق أني بينهم.. من حسن حظي أنني جئت في نفس اليوم الذي جاء فيه الفحل من دارفور مع وفد أممي.. هكذا أخبرني شقيقه بعد يومين من حضوري.. قال: لو بدَّرت قليلاً في هذه الزيارة لانتهت أجازتك القصيرة قبل أن تلقاه.. هو الآن يجتمع مع الرئيس..
    كان لقاؤنا مثيراً.. لم يصدّق أني في الخرطوم!! وكما هي العادة أجلس لأسمع منه.. فالجديد دائماً عنده.. أما أنا، فحياتي تسير على وتيرة واحدة.. حياة رجل كان لاجئاً، ثم تحول إلى محام مركزه الرئيسي لندن.. أما الفحل، فهو فحل في كل شيء، حتى في مصالحته مع النظام..
    أخذني إلى مكتبه، في إحدى البنايات التي شُيّدت على بيوت (المقرن) القديمة.. عمارة فاخرة، ومكتب أكثر فخامة في الطابق السابع.. ترى منه (مقرن) النيلين، على مقربة منك كأنما تستطيع ملامسته بيديك!!..
    قلتُ له:
    - ما هذا؟!..
    قال مازحاً:
    - هذا من فضل ربي!!
    ضحكتُ وقلتُ:
    - تعلمت لغة الكيزان!!
    جاراني بهزله المعهود:
    - صديقك أصبح زيراً كبيراً!!
    وجدتُ فرصتي:
    - ما أنت زير نساء من زمان، إيه الجديد؟!
    انفجر ضاحكاً وقال لي محذراً:
    - ما تفضحنا يا فاسق!!.. نحن في حضرة السلطة العامة..
    في هذه الأثناء، كان مدير مكتبه يدخل ويخرج يحمل أوراقاً.. أراقب الفحل... رغم حديثه معي، لم يتوقف عن عمله.. يقرأ ما يُعرض عليه من أوراق.. يُوقّع على بعضها، ويزيح بعضها ويضعها جانباً..
    في إحدى المرات قال له مدير المكتب: بعض ولاة الولايات في الخارج في انتظار مقابلتك.. استاذنت منه لأتركه لعمله، ونلتقي فيما بعد، لكنه رفض وأصر على بقائي معه.. قال لي، الأمر لا يستحق!!
    دخل الولاة، وعددهم خمسة.. سلموا عليه باحترام زائد، وسلموا عليَّ بالضرورة.. ماذا هناك؟!.. ماذا يريد هؤلاء المسؤولون الكبار من الفحل؟!.. ولماذا هذا الاحترام وذاك الأدب الجمّ، من حكام الولايات أولئك؟!..
    أذهلني ما أرى وما أسمع!!.. كل واحد منهم يقدم إليهم طلباً مكتوباً، لزيادة مخصصات مالية.. ويسبق هذا الطلب تزلُّف ورجاء وتودد!! ماذا أرى؟! هل حلَّ الفحل محلّ رئيس الجمهورية؟! والأغرب من ذلك حديث الفحل ورده عليهم بالرفض الصارم!!.. تأبَّى بقسوة لا رحمة فيها، ولم يعارضه او يهاجمه أحد!!.. وعند إلحاحهم قال لهم متأففاً:
    - سأنظر في الأمر!!
    خرجوا مكسوري الخاطر!!.. وعند خروجهم، دخل مدير المكتب مباشرة فأمره أن يغلق الباب، مع عدم السماح لأي شخص بالدخول..
    تفرغ لي.. سألته:
    - ما هذا؟!.. هل فعلاً أصبحت رئيس جمهورية كما قالت الخواجية؟!..
    علق ضاحكاً:
    - جننوني!! كل فترة والثانية عاوزين زيادة اعتماد.. زيادة اعتماد!!
    عقبت ساخراً:
    - وأنت ما دخلك؟
    نظر إليَّ، وقد وجد ضالته:
    - كيف؟!! ألا تعلم بأن لي صلاحيات رئاسية؟!
    اعتلاني شيء من الفضول:
    - لا والله، لا علم لي، أطربني!!
    اعتدل في جلسته، وأزاح بعض الأوراق ثم بدأ يحدثني جاداً:
    - سيبك من الموضوع ده!! أنا حقيقة أصبحت قريباً جداً من الكبار الذين يحكمون البلد.. وكلفوني بملف دارفور.. وهذه ثقة يا صديقي أعتز بها.. فدارفور الآن صارت (إشو) دولي.. وعلينا أن نعالج الأمر بكل روية وحكمة.. ومُنحتُ صلاحيات واختصاصات بلا حدود!!
    واقع الأمر، اندهشتُ من حديثه.. شعرت أننا لا نزال في ضلالنا القديم.. أيعقل أن يُتركَ لشخص مشكلة كارثية بهذا الحجم، مهما كانت قدراته وإمكاناته؟!.. سمعنا وقرأنا في وسائل الإعلام والصحافة العالمية، أن إسرائيل خصصت جلسة خاصة لمجلس وزرائها لمناقشة أزمة دارفور.. وعند حكومتنا السنية تترك هذه المشكلة الكارثة لشخص واحد ليعالج أمرها بكل حكمة وروية!!.. من أين؟!.. قلتُ:
    - ألا يوجد فيكم رجل رشيد، يوجه سلطة الخرطوم بأن تشكل لجنة على الأقل من أهل التخصص في مختلف المجالات، لوضع حلول لقضية دارفور؟!
    قال مستدركاً:
    - حقيقة يوجد (تيم) يعمل معي، وتحت إشرافي.. أنا أعلم أن القضية أصبحت أكبر مني ومن معي، وأكبر من حكومة السودان.. ولكن مهما كان يجب أن نعمل ونسعى لإيجاد حلول!!.. قرارات مجلس الأمن على الرقاب..
    علقت:
    - عندما بدأت المشكلة، ألم تكن أزمة محلية؟! كانت كذلك!! لكن الخرطوم لا تعرف غير أسلوب القمع والبطش العسكري.. حينما بدأت لم تكن حرباً أهلية، وإنما صراع قبلي بين الرعاة والمزارعين.. بين الرعاة العرب والمزارعين الأفارقة.. كان هذا يحدث في الماضي، ويحل بالأعراف والعادات القبلية.. كان الصراع يحل بالاجتماع الأهلي (الجودية).. بالمعروف والحسنى.. وتستمر الحياة.. السلطة تجاهلت كل ذلك، لأنها منذ جاءت على ظهر دبابة، لا تعرف وسيلة لحل الأزمات غير القمع.. ونَسِيت أن الحال لن يظل هو الحال!!.. والأفظع أنها حيال الأطراف عموماً، تغابت عن وعي أبناء تلك المناطق بالظلامات الاجتماعية والاقتصادية التي وقعت على أهلهم.. الظلم اللاإنساني الذي قاد إلى التهميش والنسيان، منذ الاستعمار وحتى الآن.. هذا النظام لا يعرف غير البندقية.. يُباهي بها فهي التي جاءت به.. ومنهم من يقول على رؤوس الأشهاد من أراد السلطة فلْيشحذ بندقيته!!..
    لم يعترض على تعليقي.. أضاف:
    - أنا اتفق معك.. ولكن المؤسف أن السلطة أدركت تلك الحقيقة بعد فوات الأوان.. بعد أن تدوّلت المشكلة.. التدويل جاء نتيجة صراع خفي، وأجندة أخرى غير معلنة لحرب باردة جديدة بين الصين- التي ظهرت فجأة كقوة عالمية اقتصادية- وأمريكا التي كانت حتى وقت قريب القوة العالمية الوحيدة بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي.. التاريخ يعيد نفسه بالنسبة لأفريقيا.. القوى الكبرى تنظر لأفريقيا نفس نظرتها القديمة لها في الربع الأخير من القرن التاسع عشر.. وأكاد أرى (مؤتمر برلين) أخر، لاستعمار هذه القارة بأسلوب جديد.. أفريقيا، هي مصدر الثروة والطاقة البترولية الجديدة، البديلة لبترول الشرق الأوسط.. من ضمن أفريقيا السودان بالطبع، ودارفور على وجه خاص.. فهذه الدارفور، إلى جانب بترولها ومخزونها المائي الهائل، فهي من أكبر وأنقى ثلاثة حقول عالمية لليورانيوم.. وأحد أكبر أربعة حقول نحاس في العالم.. أمريكا هي التي صعدت الوضع ضدنا في مجلس الأمن، لأنها في حالة جنون نتيجة لدخول الصين في استثمارات في السودان، بالذات الاستثمارات البترولية، إضافة إلى إحلالها محل شركة شفرون الأمريكية التي اكتشفت بترول السودان..
    قاطعت:
    - ما قولكم في حرب الإبادة وانتهاك حقوق الإنسان، وممارسات الجنجويد البشعة من قتل واغتصاب وتدمير ونهب؟!
    عقب بحماس:
    - لا تصدق ما يُقال من حرب إبادة وغيره.. لجنة الأمم المتحدة برئاسة القاضي الإيطالي، نفت وجود حرب إبادة، وإن كانت قد قالت بالأفعال التي تمس حقوق الإنسان والممارسات غير الإنسانية.. أمريكا حقيقة غير منشغلة بحرب الإبادة التي ركز عليها وزير خارجيتها الأسبق كولن باول، ولا حتى بحقوق الإنسان أو الديمقراطية.. الذي يعنيها هو بترول دارفور والثروات المعدنية الأخرى..
    قلتُ:
    - هذا وارد.. قطعاً تحركها مصالحها قبل المواقف الأخلاقية والإنسانية، لكن نظام الخرطوم، هل تُغفل سياسته ومسؤوليته؟!..
    تجاهل سؤالي ، وأستمر في طرحه، فأضاف:
    - أقول لك، الحرب في الجنوب مشتعلة منذ عام 1955، ولم ينته حريقها إلا ببروتوكول مشاكوس 2002، ثم اتفاق نيفاشا 2005... وخلال هذه المدة الطويلة الممتدة لنصف قرن من القتال والتدمير وانتهاك حقوق الإنسان، لم يتدخل الغرب، ولا أمريكا، في الوقت الذي أقامت فيها الدنيا ولم تقعدها، بجبروتها الإعلامي الطاغي وهيمنتها على مجلس الأمن ضد السودان في أزمة دارفور في أقل من سنتين!!.. إذا كان الأمر متعلقاً بالفظاعة اللاإنسانية، فتلك حدثت في الحرب الأهلية في الجنوب، بطريقة تتضاءل أمامها أزمة دارفور!!.. وأمريكا....
    تدخلت مقاطعاً:
    - أمريكا لا تريد إسقاط هذا النظام، رغم العداوة الظاهرة!! هذا النظام حقق غايتها وغاية اللوبي الصهيوني وإسرائيل، بانفصال الجنوب.. ومع ذلك تريد من هذا النظام المزيد.. قبل أن تسطو الحركة الإسلامية على السلطة في عام 1989، كان النظام الديمقراطي على وشك توقيع اتفاقية سلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، دون تقرير مصير ودون وانفصال.. وعندما استلم الإسلاميون السلطة قالوا من ضمن ما قالوا في بيانات الإنقلاب الأولى: تحقيق وحدة السودان!! وما حدث الآن هو العكس تماماً.. انفصل الجنوب، واشتعلت الحروب في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.. وعندما أصرت الدول الأوروبية على المحكمة الجنائية الدولية في أزمة دارفور، اعترضت أمريكا لأن هذا الوضع قد يطال بعض جنودها في العراق وأفغانستان وجوانتانامو.. كانت صارمة وقاطعة عند طرح المحكمة الجنائية ولكنها تراخت في موقفها عند محكمة العدل الدولية.. ووقفت من هذه المحكمة موقفاً سلبياً، فامتنعت عن التصويت، وكان بإمكانها استعمال الفيتو لكنها لم تفعل، لتكون ممسكة بالعصا والجزرة كما يقال أمام حكام السودان.. ويظل السيف مسلطاً على رقابهم.. فهي لا تزال تريد المزيد منهم..
    قاطعني:
    - قوى الضغط الصهيوني واللوبي الزنجي، إضافة إلى ملوك وأباطرة البترول في أمريكا، يريدون تفتيت السودان والاستيلاء على بترول دارفور وتشاد، والسيطرة على منطقة البحيرات، خاصة بعد انفصال الجنوب، لخنق السودان ومصر عن طريق تشكيل تجمع إقليمي يضم بروندي ورواندا ويوغندة وكينيا وإثيوبيا وإرتريا إلى جانب جنوب السودان.. وبذلك تتم السيطرة على منابع النيل..
    قلتُ غاضباً:
    - كل الذي نعيشه الآن من محن ومصائب في الحاضر والمستقبل، سببه هذا النظام الذي تعمل معه!!
    بادر مدافعاً:
    - ما يعانيه السودان الان، سببه تراكمات من زمن الاستعمار.. وعندما جاءت الحكومات الوطنية بعده، لم تلتفت إلى تلك المشاكل وهي قنابل موقوتة.. أول انفجار لها جاء في عام 1955.. وكان مروعاً، ولكن لم تتم المعالجة.. نحن بلد كبير وعظيم وغني بموارده وأراضيه وإنسانه المتعدد الثقافات والإثنيات والأعراق والديانات.. غير أن إهمال الحكومات الوطنية للتنمية والخدمات، وعدم معالجة الاتجاهات العنصرية البغيضة القائمة على سيادة وتعالي ثقافة معينة، وعِرق بذاته، خلفت سلوكيات اجتماعية أضرت بمقومات الوحدة الوطنية.. وهذا قاد بالضرورة إلى ما يُعرف الآن بالتهميش والإهمال والعزل.. وانفجرت الاحتقانات في شكل حروب وفتن، و...
    لم أتركه يواصل:
    - (شوف) إنسان السودان المتعدد الثقافات وغيره، هاجر إلى الخارج، بحثاً عن الأمن والأمان.. والنظام الذي تنضم وتعمل فيه وتدافع عنه، هو الذي أشعل حرائق تلك السلبيات، التي تقولها، نتيجة لسياسة القوة والتمكين والجهاد، ليجعل من أهل السودان كلهم مسلمين وعرباً.. ووسيلته هي الحروب الجهادية والقهر والعنف والتعذيب والبطش والقتل.. فجاء بعنصرية تفوق عنصرية جنوب أفريقيا وأمريكا.. والغريب في ذلك، أنه مارس هذه العنصرية داخل تنظيمه الإسلامي.. فأهل دارفور المسلمين الذين ينتمون للتنظيم، لم يجدوا في التنظيم عدالة ومساواة.. كل صقور الثروة والسلطة من أهل الوسط والشمال العربي.. لا يوجد صقر دارفوري واحد!!.. انفصل الجنوب.. الرئيس السوداني مطلوب دولياً.. السودان هو البلد الوحيد في العالم، الذي لا يستطيع رئيسه حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.. في حين أن رئيس إيران يحضر هذا الاجتماع الدوري السنوي، ويلعن فيه أمريكا والغرب!!.. البلد الذي يلعن أمريكا والغرب يحضر اجتماعات الجمعية العامة والسودان الذي يتزلف لأمريكا والغرب، محروم (يا عيني) من الحضور!!... كل ذلك سببه نظامك الذي تدافع عنه..
    قال ممتعضاً:
    - طيب ما هو الحل في نظرك؟!
    أجبت صادقاً ومخلصاً:
    - نعتذر نحن أهل الشمال العربي المسلم لكل أهل السودان الأفريقاني بما في ذلك الجنوب الذي انفصل.. ويعتذر هذا النظام لكل أهل السودان عربهم وزنوجهم.. وللأمة الإسلامية قاطبة في كل ركن في العالم.. ويترك السلطة .. ويعيد الأموال التي نُهبت.. وتشكل حكومية قومية مؤقتة.. ويدخل أهل السودان في حوار وطني جاد من خلال مؤتمر وطني شامل، يصلون من خلاله إلى وضع عقد اجتماعي يمثل الدستور الذي يقبل به الشعب في استفتاء عام.. وينشئون بموجبه نظاماً ديمقراطياً، يقوم على الحرية والعدالة والمساواة والتسامح والمواطنة وحرية الدين والعقيدة، وحكم فيدرالي يمنح أقاليم السودان سلطة حكم حقيقية.. وتحديد منهج عملي توزع فيه الثروة والسلطة.
    يبدو أنه ملَّني، للدرجة التي شعرتُ معها، كأنما ندم على لقائي ومقابلتي، وفتْح حوارٍ معي أحرجه.. وكره أنه ناقش معي أزمة دارفور، التي قادت إلى كل هذا الهجوم.. قال في بؤس:
    - هذه طوباوية تعيش في رومانسية الفروسية الوهمية التي لا علاقة لها بواقع الإنسان، ولا مجال لها في هذا الزمن الذي نيعشه!!..
    - صمت قليلاً ، ثم أضاف:
    - مونتسكيو حكيم فرنسا العظيم قال: لا توجد ديمقراطيه سواء الآن أو في الماضي أو في المستقبل!!
    أشاح بوجهه عني.. وأخذ يتشاغل بأوراق مبعثرة كانت أمامه، مما أشعرني، كأن المقابلة انتهت.. صمتُّ أنا بدوري، ولم أعقب عليه.. لكني شعرتُ أن المسافة بيني وبينه أخذت تبتعد في كل دقيقة تمر.. نظرتُ إليه، فإذا بي أراه في غبش.. ضاعت فيه عني ملامحه.. ورغم حبي له، لا أدري في تلك اللحظات من الحوار، أين ذهبت كل تلك المودة؟!.. هل أصبح صدري ضيقاً؟! أم أن لعنة النظام أصابت حتى أخلص الأصدقاء، وفرَّقت بينهم؟!.. ما عهدته كذلك، كما أشعر به اللحظة!!.. كان صبوراً، منفتحاً، متسامحاً، مرحاً!!.. اين ضاع كل ذلك الجمال النفسي؟! أتفتيت النفوس أصبح جزءاً من تفتيت السودان؟!.. أسئلة كثيرة جعلتني أتيه في غياهب بعيدة، ضاعت فيها نفسي عني!!.. وفي متاهتي تلك سافرت في دنياوات غريبة غامضة دون وداع!!..
    ---------------------




                  

العنوان الكاتب Date
المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin02-28-13, 09:07 AM
  Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin02-28-13, 09:10 AM
    Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد جورج بنيوتي02-28-13, 11:58 AM
      Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-02-13, 10:25 AM
        Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-02-13, 10:28 AM
          Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-02-13, 10:29 AM
            Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-02-13, 10:30 AM
              Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-03-13, 11:32 AM
                Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-03-13, 11:34 AM
                  Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-04-13, 10:42 AM
                    Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-04-13, 10:47 AM
                      Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-05-13, 10:25 AM
                        Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-05-13, 10:26 AM
                          Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-06-13, 11:23 AM
                            Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-06-13, 11:26 AM
                              Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-06-13, 11:28 AM
                                Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-06-13, 11:35 AM
                                  Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-07-13, 10:00 AM
                                    Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-07-13, 10:20 AM
                                      Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-07-13, 10:54 AM
                                        Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-08-13, 02:35 PM
                                          Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-09-13, 11:48 AM
                                            Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-10-13, 11:57 AM
                                              Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-28-13, 10:30 AM
                                                Re: المكتبة السودانية :..رواية الفحل....الحسن محمد سعيد adil amin03-31-13, 11:18 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de