|
Re: باعت دينها من أجل إقامة .... الحلقة الثانية من مسلسل نهلة الجعلي.. (Re: rani)
|
لا أزال أرى استاذي صلاح بندر في بذته الفكرية المبينة, على ردهات جامعة الإسكندرية, أيام حكم نميري المتعاضد مع جهاز الأمن المصري. لكن قال ليهم{طظ} وراح ينادي الناس ويحرضهم من منبر الجبهة الديمقراطية, وفي خضم ذلكم التأجج المائز لصلاح بندر, تكسبت من معلومه ومن عنفوانه الثوري آنها, ولست وحدي بالطبع, إنما سائر القوم المتلهف والمنتظر لدالة على طريق غير.
ولموجب عاليه, فصلاح بندر هو مرجع إسترشدت بأفكاره وعمدت في نفسي كنهه الثوري, ولما ألهمني الكثير المفيد. بل كانت خصائص بندر الذاتية وقدراته على التحريض الثوري أعلى من أي مانيفستو ول أي مكتوب أو أكلشيه سياسي آخر. كان هذا واقعا موضوعيا, له شهوده وأعيانه ومحاضره وشخوصه الذين ما يزال الكثير منهم على قيد الدنيا... فليقولوا كلمة حق في صلاح بندر ... الذي يعلمون. وإن لم يشهد له الثوريون فخيالي يرمي لجهة الإسلاميين الإسكندارنيين الذين عايشوه, من أمثال محمد آدم وكدو وغيرهم, فللأحياء منهم شهادة يقتضيها الواقع والموضوع, وللموتي مغفرة وشهادتهم عند رب العالمين.
أما صلاح بندر الحاضر, الجوال بين الناس بما هو أقل وكثيرا مما سمعته منه في إسكندرية آخر السبعينات من القرن المنصرم, فهو ... وللحقيقة يثير إستغرابي, رغم إستصحابه لأرداف وطباقا من صحائف العلم والتأهيل المهني العالي. وكأن ذلكم التحصيل العلمي كان خصما على التواجد والتواتر الموضوعي بين الناس. وربما كنت أقبل خصوصية تفلت وغرابة أوضاع النبهاء, طالما ذلك هو مهر إمتطاءهم لصهوة جواد التاريخ إنجازا ومثابرة وكشفا جديدا على الناس. وكما كان ذلك شأن كثيرين من عمداء التاريخ المعاصر. أما أن تكون النهاية ج ب ا نة هايصة ولايصة فهذه ردة حمقاء ... آسف أن يكون أستاذي صلاح بندر في هذا الخياض الطيني الوحل ... والمكلف ... بالضرورة.
أكثر الدين يشترى, بأقساط التربية وبمعية التاريخ وبشواهد الهوية, وأقله يباع بإستطراد العقل لجهة المعرفة والإنفتاح حول الآخر {الملغوم تاريخيا} ... وهنا, أستاذي صلاح بندر مفارقة أشبه بموقفك الصمدي من ديكتاتورية نميري. فقد قاومت العسف وجهرت بإسقاط السلطة وناديت بحق الناس في الإختيار, والإختيار قاعدة إنسانية عامة, تشمل الإنتماء الديني كذلك, بل وأظن أن بسط الدين لجهة الإختيار والتفعيل العقلاني والإستقطاب العالمي, أفضل من التوريث في المجريات والمعطيات التاريخية والجغرافية التي توحي بثبات الخارطة الدينية.
فإن كان الواقع يشير لوفدة ملحوظة للإسلام, فهذا نصف الكوب , أما نصفه الآخر, هو حق {إختيار} المعقتد وبكامل الوعي في ظل العولمة الدينية الحاضرة , بل وهنا ظلال لملامح المستقبل المنظور, والذي أراه يحيل الدين إلى مادة مدارسة عقلانية, أكثر من كونه حالة نصوصية تلقينية ثابتة.
نهلة ... إنسانة لها عقل ومشاعر وداوفع ورواجع, كأي إنسان آخر. ومن قبل لها رب يستوظف عقلها ويحدد خياراتها ويرتضي منزلتها. وإن أحسنت تلقى أجرا, وإن أساءت يحاسبها ربها وهو المسئول الأوحد... فهنا آلية كاملة التعاقد بين عبد وربه, وحيث تستغني السماء عن إفتاءآت و خدمات البشر ... وهم القاصرون.
يبدو أننا ... وقبل أن نصل إلى ميس الحرية, سنخوض بحر الإنعتاق من الأبوية والوصائية خوضا.
... لي قدام
|
|
|
|
|
|