الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: تـصـريـــح صـحـفــــي (Re: فيصل محمد خليل)
|
فـي جـراد كـتـل ليـه زول ؟؟
كـمـــال كـــرار
الأسبوع الماضي طارت أسراب الجراد فوق بورتسودان فحيرت الأدروبات من ديم عرب إلي ديم النور، وكادت الشمس أن تكسف في المدينة بسبب كثافة الأسراب الطائرة. ولما وجد الجراد الشرق بائساً وفقيراً، انطلقت الأسراب الطائرة إلى الشمالية قاطعة الفيافي بسرعة طيارات سودانير فهجمت على أشجار النخيل وأكلت التمور، واستمعت بالجريد الطري، وكانت التحلية أحواض البرسيم، ولولا أن الجراد نفسه كان مستعجلاً لأكل ما بالدكاكين من بضائع وشرب ما طاب له من المياه الغازية ثم ( إنجمَّ) لأيام وليالي كيما ينطرب بالطنبور.
ولا تعرف وجهة الأسراب التالية، فالرادارات التي لم تكتشف طيارات اليرموك لا تترصد الجراد والقبور بأي حال من الأحوال ، كما أن الجراد نفسه ربما تم تعديله وراثياً – كالقطن- كيلا يظهر على شاشات الرادار .
أما ناس وقاية النباتات ومكافحة الآفات فهم في سبات شتوي بعد أن تحطم القطاع الزراعي ، ومن كان منهم على تربيزة مكتبه فهو مشغول بالمستثمرين الجدد الذين يخططون لطرد المزارعين والإستيلاء على الأراضي بعد تحويل أغراضها لتصبح فنادق وكافتريات وأمور مشتبهات. ولما كان الموسم الزراعي أساساً تعيس ، بسبب ارتفاع تكلفة الزراعة وجشع البنوك الإسلامية فإن الجراد قد( تم الناقصة) ولهذا فالفقراء موعودين بأسعار خرافية للطماطم والبلح والبرسيم .
وعندما يحتج عمك أحمد علي سعر رطل اللبن الذي سيرتفع إلى خمسة جنيهات، سيقول له سيد اللبن أسأل الجراد، وعندما لا يستطيع الجراد فهم لغة العم المنكوب سيتجه الأخير إلى المعتمد الذي سيحيله إلى اللجنة الأمنية بالمحلية التي ستجرجره في سين وجيم ، ثم تضعه في القائمة السوداء وسيتحول ملفه المكتوب على غلافه سري جدا إلى السلطات المختصة والتي بدورها لن (تقصر) في حقه فيحال للصالح العام وبعد تدخل الأجاويد سينزل للمعاش الإجباري، ولن يجادل سيد اللبن لأنه سيشرب الشاي سادة وربما دون سكر.
ولا يلومن أحد منكم الحكومة ، فالمسؤولون لا يصنقعون والتنابلة مشغولين بودائعهم الاستثمارية وبخطابات اعتماداتهم ، وبأرصدتهم الدولارية وبأسفارهم الطويلة ، كما أن ميزانيتهم المضروبة ليس فيها مكان للجراد.
ولأن الجراد لا يأكل القصور الحصينة ولا يهوب ناحية المطاعم الفاخرة والفلل الرئاسية فإنه لا يسبب مشكلة للسدنة الذين قالوا يوماً ما( في جراد كتل ليه زول ؟) ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد ، فأغلب الظن أن هنالك من اقترض من البنوك المليارات لاستيراد برسيم حجازي وطماطم أهوازي وبلح ايراني وعيش باكستاني من أجل القفز بالعمود في سلم الثراء .
وفي حفلة عرس أحد هؤلاء ( الجراديين) سيغني الفنان ( جراد الوادي يا راحل ) ، وسيعود الوفد المرافق من قمة الصحراء والساحل ، بمن فيه ذات الخصر الناحل .
|
|
|
|
|
|
|
|
|