|
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء (Re: Kabar)
|
Quote: و كتر خيرك على هذا الخيط و الخيط السابق الذي لم نوفق في المشاركة فيه.. اتفق مع الصديقة منى خوجلي في كون أن هناك ازمة حقيقية في تركيبة الشخصية السودانية..و التي تجلت في ازمة النخبة السودانية التي واتتها الفرص العديدة و اضاعتها بصورة تحسد عليها.. في نفس نسق الأسئلة لإستكشاف جذور الخيبات السودانية المتراكمة و المتناسلة بصورة تعجز الخيال..هناك ملاحظة اريد أن اضيفها هنا..
لماذا كل الأنظمة العسكرية في السودان تقف ورائها احزاب سودانية؟.. بمعني ادق..تجربة عبود ورائها حزب الأمة.. تجربة نميري ورائها اليسار (الحزب الشيوعي و القوميين العرب)..و تجربة عمر البشير ورائها الجبهة الإسلامية..مع ملاحظة ان نفس هذه الأحزاب هي التي تنادي بالديموقراطية و تجييش الناس لإسقاط الحكومات العسكرية..و السؤال: هل هذه الأحزاب فعلا تؤمن بالديموقراطية كطريقة لتداول السلطة بصورة سلمية؟.. فان كانت الإجابة نعم.. فلماذا اتكأت على المؤسسة العسكرية؟.. نفس الأمر ينطبق على الحركات المسلحة الناشطة الآن..الحركة الشعبية بدأت حروبها في السودان على منفستو لفرض التغيير بقوة السلاح.. فهل هذه حركة يمكن ان نثق فيها و في ايمانها بالديموقراطية؟.. نفس الأمر ينطبق على حركة العدل و المساواة..و هي جناح لنخبة اسلامية معروفة..فهل مثل هذه الحركة يمكن أن تؤمن بالديموقراطية؟..و ان كانت الإجابة نعم.. فلماذا تعاون اهلها بازالة النظام الديموقراطي..و ذلك بالتعاون مع عسكر الإنقاذ؟..
في نهاية حكم نميري.. حينما جاءت الديموقراطية و فتح الباب لتسجيل الأحزاب.. ظهرت على الساحة اكثر من خمس و سبعين حزب ..و حينما تم فتح الباب في انتخابات السودان 2010.. تم تسجيل اكثر من خمس و ثمانين حزب..و اليوم لو سقط نظام البشير و فتح الباب لتسجيل الأحزاب سوف تظهر ثلاثمائة حزب بالتمام و الكمال.. فهل هذه هي الديموقراطية؟.. و نسأل: هل الشعب السوداني مؤهل لممارسة الديموقراطية.. ام ان الأمر يحتاج منا سنوات للبناء حتى نحافظ على حاجة اسمها السودان؟.. التجربتين: تجربة الحكم الشمولي..و تجربة الحكم الديموقراطي.. هي تجارب فوقية و توضح انشطار النخبة السودانية و خوائها الفكري و العملي..و انها ليست امينة على قضايا السودان و اهله..و في نفس الوقت لا تملك المكونات الأخلاقية التي تجعل منها قيادة لشعوبها في السودان.. الشمولية التي يمارسها العسكر.. تمارسها الأحزاب من اقصى اليمين لأقصى اليسار..و ان كان البعض يعيب على الشمولية الكنكشة في السلطة.ز فالأحزاب لها كنكشة بطريقتها الخاصة و هي وجود قيادات معمرة..و اذا لم تحدث ازاحات حقيقية و بناء لإرادة قوية ..سيظل السودان مستمر في دائرة انتاج الأزمة و اعادة انتاجها باستمرار..
و دمتم.. كبر
|
أستاذ كبر تحياتي ، أعتذر لك عن تأخير الرّد لأنّى حين كتبت ردّى للأخ محمد حيدر كان ( البريك ) على وشك الإنتهاء و لذا لم أتمكّن من الرّد عليك رغم أنّى رأيت مداخلتك . الكثير من الأحزاب السودانية شاركت فى دعم حكومات عسكرية و مارست ممارسات لا تمت للديمقراطية بِصِلَة و حتى أنّ بعض الاحزاب فى ممارستها للديمقراطية نفسها لم تكن تضع فى حسابها مصلَحة الشعب و الوطن بقدر ما كانت تضع مصلَحَة الحزب كأولويّة تستميت للعمل من أجلها ، و هذا ما جعل بعض الوزراء يتنقّلون بين الوزارات تنقّل الفراشات بين الورود دون أدنى إعتبار لمسألة التخصص فى العمل أو الكفاءة و القدرات و المهارات الشخصيّة و يبدو الأمر و كأنّه توظيف الحزب لكوادره و توزيعها كيفما يري و كأنّ الأغلبيّة الحزبيّة تعنى للأحزاب مصادرة حقوق الآخرين أو تحويل ملكيّة الدولة إلى الحزب .
أعتقد إعتقاد لا يعلوه شك أننا فى السودان ما زِلنا فى مرحلَة ما قبل الدّولَة الوطنيّة و أرجو أن لا يزعج هذا الرأى أحد لأنّى حقًا لا أرى ملامِح للدولة العصريّة فى السودان كوطن ، فالكثير من المواطنين بل حتى بعض السياسيين و المثقّفين أنفسهم ما زالوا يضعون مصالحهم الشخصية و مصالح أسرهم و قبائلهم و أحزابهم فوق مصلَحَة الوطن و هذا ما يفتح علينا أبواب المحسوبيّة و الإقصاء بل و الإحتراب ( لأنّ الحروب لم ترتبط فقط بالأنظمة العسكرية ) بل إنّ الحرب ضد شعب الجنوب كانت مستمرّة فى أغلب الفترات الديمقراطية إن لم تكن فى جميعها . أضِف إلى ذلك تضخيم الإحساس بالأسرة و القبيلة إذ أنّه لا يعقل أن يكون هناك شعب ينتمى لدولة حديثة و ترفض أغلب قبائله التزاوج من القبائل الأخرى و لا أعتقد أنّ الإختلاف العِرقِى المتوَهّم هو السبب الوحيد فهناك أسباب أخرى موضوعيّة يتجاهلها البعض و منها إزكاء روح المنافسة بين القبائل و التى هى سلوك بدائي لا ينتمى للمدنيّة بِصِلَة إذ أنّ هناك دول فى عداد دول العالم الثالث بها قوميّات مختلفة و تعانى من تفاوت فى الألوان و العادات أشبه بما يحدث فى السودان و مع ذلك لم يكن هذا التفاوت حاجزًا يمنع تزاوج القبائل مع بعضها البعض و من هذه الدول مصر فالكثير من الأسر التى تعتبر نفسها أسر من جنس أبيض تزوّج بناتها لأناس تعتبرهم سود و كذلك المغرب ، بل إنّ الامر تتّسِع دائرته لتشمل دول أخرى مواطنوها مصنّفون من السود بالنسبة لتلك الدول التى يعتبر مواطنوها أنّهم عرب أو بيض و مع ذلك لا يقف اللون حاجزًا و لا حتى الجنسية و اللغة . أمّا بالنسبة للسودان فالأمر مختلِف و هو أشبه بالإتّفاق أو حتى الميثاق الذى يلتزم به الجميع حتى أنّ بعض الأسر يقاطع أفرادها بعضهم البعض بسبب زيجة يتم الإعتراض عليها . كذلك هناك أنواع سلوك أخرى تعكس أنّنا شعب إرتباطه بوطنه ضعيف فمثلًا إطالَة أمَد الإغتراب و الإبتعاد عن الوطن لسنوات طويلة دون العودة لأرض الوطن ( هنا لا أبرّئ نفسي من هذه الممارسة ) ، رغم أننا نتحجج بالظروف و المشاغِل إلّا أنّ شعوب أخرى تحيا نفس ظروفنا أو أسوأ منها و مع ذلك لا تبتعد كثيرًا عن الوطن . هناك ظواهر أخرى مرتبطة بالأسر و لا أتحدّث هنا عن الاخلاق فهذا الجانب لا يعنينى فى شئ و هو ليس من صلب الموضوع الذى اناقشه و لكن ما أعنيه هو إهمال بعض السودانيين لأبنائهم الذين ولدوهم من نساء غير سودانيات و قد ازدادت هذه الظاهرة فى السنوات الأخيرة و هى مؤشّر قوى على هشاشة هذا الإرتباط الاسرى الذى لا يصمُد امام المشكلات .
تلك قضايا قد تبدو أنّها لا تمُت لموضوع الديمقراطية بِصِلَة و لكنّى أراها تقع ضَمن دائرة الوعى القومى و الوطنى و الذى هو حجر الزاوية فى التفكير الجاد لحل قضايا المواطنين و ذلك ما يجعل المواطن المصرى البسيط يري بل و يوقِن بأنّ مصر أم الدنيا ، فكم سودانى ينظر للسودان نفس هذه النظرة العميقة التى تحمِل فى طيّاتها إحترامًا للذّات قبل إحترام الآخرين . تظل أم القضايا هى الإعتراف بوجود مشاكل حقيقيّة تخص مجتمع ما قبل الدولة و التى يجب حَلّها أوّلًا ثم التفكير فى حل قضايا الديمقراطية و التى لم نَتّفِق حولها أيضًا و لم نجاوب على سؤال أىّ نوع من الديمقراطية نريد و هل هى برلمانية أم جمهورية . نحن بحاجة إلى حسم قضيّة هويّة الدولة نفسها و الشعب ثمّ بعدها نفكّر فى قضايا الدستور و اطروحات الدين و الدولة و غيرها من القضايا الحديثة التى نقفز لمناقشتها و نحن لم نحسِم امر قضايا أهمّ منها تمس كيان مجتمعاتنا بصورة مباشِرَة تجعلنا أقرب للاعداء منّا إلى شعب واحد يجمعه وطن و ينتمى سكانه لنفس الهوية و العادات و التقاليد .
كن بخير
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-13-13, 04:47 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | حمد عبد الغفار عمر | 02-13-13, 04:56 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-13-13, 05:27 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | kamal omer | 02-13-13, 04:56 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-13-13, 05:33 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-13-13, 05:09 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | سيف اليزل سعد عمر | 02-13-13, 05:28 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-13-13, 05:52 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | Muna Khugali | 02-13-13, 07:03 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-13-13, 08:06 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | محمد حيدر المشرف | 02-13-13, 08:38 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | Kabar | 02-13-13, 09:16 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | سيف اليزل سعد عمر | 02-13-13, 10:52 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-14-13, 01:53 AM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-13-13, 09:16 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | Hani Arabi Mohamed | 02-13-13, 09:21 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | علي محمد الفكي | 02-13-13, 10:13 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | محمد نور عودو | 02-13-13, 11:08 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-14-13, 02:33 AM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-14-13, 02:21 AM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-14-13, 02:00 AM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | محمد حيدر المشرف | 02-14-13, 08:59 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | رؤوف جميل | 02-15-13, 10:34 AM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | ابراهيم حموده | 02-15-13, 11:14 AM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-15-13, 05:21 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-15-13, 03:05 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-15-13, 03:49 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-15-13, 04:40 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | وليد زمبركس | 02-15-13, 02:45 PM |
Re: خيبات سودانية معاصِرَة - حتى لا ينكسِر الزجاج أين يكمُن الدّاء | محمد حيدر المشرف | 02-15-13, 04:17 PM |
|
|
|