|
|
 Re: الانسان السوداني بين النجاح والفشل (Re: Mohammed Sedeq)
|
ترددت كثيرا قبل المشاركه
لست اعلم لماذا و لكن هذا البوست قد اصاب وجعا في دواخلي
لست ادري كيف ابتدر الرد عليك و لكن لنبدأ بمقولة ان الشعب السوداني في نظري لا تكمن مشكلته العميقه في الهويه او في الانهيار السياسي او الاقتصادي او التفكك الاجتماعي.
انا اعتقد اعتقادا جازما ان الاشكاليه عندنا تكمن في الانتماء و الولاء!
نعم نحن شعب لا يحب السودان... كيف؟؟ و لماذا؟؟
فلنجب على الاسئله التاليه و سنكتشف الحقيقه بهدوء و رويه:
لماذا يسرق المال العام في السودان؟
لماذا تتهدم الشوارع بعد فتره وجيزه من انشائها؟
لماذا يهدم ساستنا صورة السودان محليا و اقليميا و عالميا؟
لماذا انهار القطاع الصحي في السودان؟
لماذا انهار القطاع التعليمي و اصبحت مخرجات التعليم صفر كبير؟
لماذا يموت الناس في بلدي بيد جيشنا الذي يفترض انه جيش قومي؟
لماذا تتفكك المعارضه و تتشرذم و تصبح مثل الجثه الهامده؟
و بامكانك اضافه اي اسئله من هذه الشاكله و النوعيه
نحن شعب لا يجيد فن الانجاز.. الموظف فينا يرتشي و العامل لا ينجز عمله و الكل يأتي متأخرا لمكان العمل.. نحن نجيد االهروب و التبرير و نحلل ما حرم الله بكل سهوله و يسر.
لو احببنا السودان لانجزنا نحن قبل قادتنا دولة تضاهي السحب جمالا و القا و لاصبحنا قبلة العالم.
لو احببنا السودان لانجزنا المشاريع فيه بضمير حي... و لكانت انجازاتنا لتعيش لعدة اجيال قادمه.. ولكن ها هي الشوارع تتاكل بعد انجازها بفتره قصيره.
احدهم قد برر لي سرقه المال العام كالاتي: "تعريف السرقه في الاسلام هي اخذ مال الغير بغير وجه حق من حرز"... والمال العام لا حرز له لذا هو حلال!... لاحظ المنطق!.. هذه هي العقليه السائده في بلدي هذه الايام.
الرئيس في اي دوله محترمه توجد خلفه اداره كامله تتولى كتابة خطاباته و تصحيح الكلمات و تصويبها و حتى تغييرها و تتم المراجعه عشرات المرات للتأكد بأن المعلومه ستصل للمتلقي من الرئيس كما يراد لها ان تفهم.. اما عندنا فحدث ولا حرج.
اما عن الموتى في المستشفيات بسبب الاخطاء الطبيه فلا تسأل.
ومن اخطر الكوارث في السودان هي كارثة التعليم.. توسعنا كما في التعليم و لكن انهارت جودة المخرجات التعليميه.. فلا المهندس مهندس و لا الطبيب طبيب.. و التعليم في السودان يركز على الشهادات من مستوى البكالريوس و حتى الدكتوراه.. و لكن اين التعليم الفني لاخراج ايدي عامله ماهره؟... النهضه الاوروبيه لم تقم على اكتاف المهندسين و الاطباء.. بل على اكتاف العمال المهره و النجارين و الحدادين و الرسامين و النحاتين...الخ... و اسأل اخي الكريم عن تجارب اي شخص في بناء بيته و تأخر العاملين و الانجاز الردئ!
انا هنا لست انتقد الحكومه الحاليه فقط و لكن ارجع الي الوراء سيدي الكريم و لنستعرض منجزات الديموقراطيات السابقه... اين هي الانجازات؟؟... ماذا حققت في السودان من واقع فعلي؟؟... ماذا اضافت الي السودان؟
في اعتقادي الجازم لو كانت الاحزاب و لن اقول الديموقراطيات انجزت في السودان لما انقلب الجيش عليها و الكل ادرى بالواقع الذي عاشه السودان و التناحر في البرلمانات بينما الشعب يعاني و و و و و القائمه تطول.
العيب ليس في الديموقراطيه بل العيب فينا كأفراد نمارس هذه الديموقراطيه... العيب فينا اننا ننظر للمصالح الحزبيه الضيقه و نعمي ابصارنا عن مصلحه شعب و وطن بأكمله.
كل ما يعيش السودان عليه من منجزات سواء كانت مشروع الجزيره او السكه حديد او او او هي في الاساس بدأها الانجليز... نحن لم نضف للسودان جديد سوى هدم ما بناه غيرنا.
كنت اتحدث مع احدهم في القهوه على انغام الست ام كلثوم و فجأه سألته ما هي الوان علم السودان؟... لا داعي لتعرف الاجابه.
نحن شعب لا يحب وطنه... هذه قناعاتي الشخصيه.
لماذا اشعر بيأس عميق تجاه الازمه التي يعيشها السودان.. و لست ارى في الافق سوى ظلاما.
نحن قد وصلنا لمرحله الحلول المؤلمه... بمعنى ان الحلول التي يمكن تطبيقها لتجاوز الازمه ستكون اكثر ايلاما من الازمة نفسها.
تصور ان تيأس من نفسك... هو نفس الشعور عندما تيأس من وطنك.
و الفارق بين الوطن و الحكومة كبير و شاسع جدا.
قد رحل الحب عن السودان منذ امد بعيد...
حزم حقائبه و غادر ليعيش في ضمير غير ضميرنا...
اتمنى ان لا تفهم كلماتي على اني مع او ضد...
هي مجرد فضفضه لا اكثر.
انا مع السودان كوطن يسع الجميع بمختلف اطيافه و اعراقه.
دمت اخي محمد صديق بصحه و عافيه.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Mahmoud Gasim
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست