|
Re: النظرة للدين . فخ اليسار السودانى ! غموض فكرة العلمانية مقابل الاس (Re: خالد احمد محمد)
|
السؤال عن الدين و عن الموقف منه هو مؤشر فعال جدا لقياس امكانية التقدم نحو الأمام و ما اذا عاد ممكنا فتح الملفات التي تلامس هموم الشعب في حياة حرة و كريمة يتحقق فيها الرخاء و التنمية بدلا من الاستغراق في قضايا لا تودي و لا تجيب. و في تصوري فان هذا المؤشر يعمل في تناسب عكسي مع هذا السؤال، كلما زاد السؤال و اصبح الشغل الشاغل للجمهور يهتم به على حساب البرامج السياسية و الرؤية الاقتصادية إذا فالوضع ليس مبشرا و احتمال الخروج من مستنقع التخلف ضيئلة جدا، و كلما قل اهتمام الجمهور بهذه المسألة كان ذلك يعني أن الأذهان مفتوحة و أن التفكير نقدي و أن الاهتمام منصب على القضايا الحقيقية التي تهم الناس في دنيتهم و معاشهم. العلمانية ليست بضاعة مستوردة من الغرب و لا هي حالة خاصة بمرحلة تاريخية معينة في ارتباط الكنيسة بالدولة كما يردد اعداء الديمقراطية و حقوق الانسان، بل هي ضرورة تاريخية ملحة و حجر زاوية في بناء دولة الشفافية و المحاسبة و العدالة و المساواة، ثم أن في الدين المسيحي أساسا ليس هناك دين و دولة و إن حدث ذلك في فترة ما فهو ليس من صميم الدين المسيحي فقائل عبارة (ما لقيصر لقيصر و ما لله لله) هو المسيح شخصيا فانظر كيف يتحدث دعاة الدولة الدينية عن هذه العبارة باستهزاء و احتقار رغم أنها صادرة عن نبي يزعمون أنهم يحترمونه. ثم أن تاريخ الدولة الاسلامية على مدى تاريخها باستثناء مرحلتها الأولى النبوية- و التي هي موضع خلاف فهناك من يقول أن النبي لم يكن حاكما زمنيا بل كان رسول نبي- تاريخ هذه الدولة ليس مما يجعل الناس ينظرون اليها كمثال و نموذج للكمال و هي إن قامت على اكتاف السابقين فبوسعنا نحن اللاحقين أن نبني دولنا و نؤسس حكوماتنا على ما يناسب عصرنا و زماننا.
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|