|
Re: السودان وفوضى بناء الأمة (Re: محمد جميل أحمد)
|
السلام عليكم شكراً أستاذ محمد جميل على المقال الدسم قضية بناء الدولة الأمة بإختصار شديد تتمحور في وجود قيادة حصيفة تتمكن من تحقيق النظرية الشائعة " الوحدة مع التنوع" ، أي خلق وحدة بين مكونات و أقوام الدولة المختلفة دينياً ، ثقافياً عرقياً ، إجتماعياً ، أو أي كان شكل ذاك الإختلاف و في نفس الوقت إحترام هذا الإختلاف و التنوع بموجب قوانين و أنظمة عادلة مقنعة لهذه المكونات تطبقها و تحميها مؤسسات و أجهزة قوية محترمة لدى الجميع على أن يصحب ذلك قيام الدولة بدورها تجاه الأفراد و الجماعات على الوجه الأكمل من توفير الخدمات الضرورية و الرفاهية الإجتماعية و ما إلى ذلك منتهيةً ببناء نظام ديمقراطي مؤسسي راسخ و مستقر ليس بالضرورة ذوبان جماعة في أخرى أو ثقافة في غيرها بقصد تشكيل قومية واحدة متجانسة للدولة. ما يعزز القول أعلاه أن أغلب الجماعات التي حملت السلاح في السودان ضد السلطة المركزية كانت جماعات مطلبية تتمحور مطالبها في تنمية مناطقها و إحترام خصوصيتها و ثقافتها لا محاولة تذوبيها قسراً في هوية المركز المختلف لو إنتبهت الدولة إلى مطالبها وعملت بالجدية المطلوبة تجاه تلبيتها لما وصلت الأمور إلى هذه النهايات الكارثية. إذن القول بتسوية فيدرالية يلزمه شروح حتى يكتمل البيان – خاصة أن المعلن الآن أن السودان محكوم فيدرالياً و لم نحس أن تغييراً قد طرأ على الواقع- كما أن وصف هويات الجهات التي أشرت إليها بأنها "خام" قد يلتبس فهمه و يفسر على أنهم inferior و يجب أن يكونوا تابعين لما يمليه عليهم المركز(كلامات موطن درجة تانية)، و أخيراً أقول أن هنالك فوضى فعلاً و لكن المسئول عنها المركز الحاكم منذ الإستقلال و حتى تاريخه. تحياتي
|
|
|
|
|
|
|
|
|