رفيدة ياسين .... مغامرات صحفية داخل الأراضي السورية ! (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 01:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2013, 05:30 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رفيدة ياسين .... مغامرات صحفية داخل الأراضي السورية ! (1)


    قصص الحرب من قلب الأحداث
    لباسها الصحفي الواقي من الرصاص لم ينقذها من الموت..!
    [email protected]
    كانت الرفقة تبدو آمنة، العشرات من رجال الجيش السوري الحر يسيرون وهم يحملون أسلحتهم، مرددين شعارات النصر، فرحاً بالسيطرة على منطقة جديدة، وإذا بالمشهد يتغير فجأة وسط ذهول الجميع، كمين للجيش السوري الحكومي كان كفيلاً بأن يُغيِّر الموقف رأساً على عقب، لم يعلُ صوت فوق صوت طلقات الرصاص حينها، حاول عناصر الجيش الحر الانتشار في أماكن مختلفة للتصدي للكمين، وهرب المصور التليفزيوني جهة اليسار دون تفكير، أما هي فوجدت نفسها وحيدة إلا من أصواتٍ تُنذر بالموت في أية لحظة، فاتجهت يميناً دون أن تدري ماذا يمكن أن يلاقيها هناك.
    ظلت تركض وتركض علَّها تجد رفقتها مرة أخرى لكنها أصبحت في مواجهة بنادق لا تخطئ اهدافها، مجموعة من رجال الأسد ظلت تطلق النار عليها حتى سقطت أرضاً، حتى لباسها الصحفي الواقي من الرصاص لم ينقذها من الموت، فهو لا يغطي إلا أعلى الرأس والصدر والظهر، بينما لا تزال الرقبة هدفاً سهلاً لمحترفي القتل، ولاستهدافها يتبع هؤلاء حيلة اطلاق الرصاص على الأرجل أولاً لتعطيل حركة الشخص المستهدف،
    كانت هذه قصة صحافية أجنبية لقيت حتفها في مدينة حلب، تابعت القصة وغيرها من القصص حول مقتل 76 صحافياً اثناء تغطيتهم لأحداث الحرب في سوريا، وفق إحصاءات لجنة حرية الإعلام المختصة بمراقبة الانتهاكات ضد الصحفيين والناشطين الإعلاميين هناك، هذا غير 11 صحفياً قيد الاعتقال مصائرهم غير معروفة بحسب منظمة مراسلون بلا حدود، فحتى الإعلام بات هدفا في هذه الأزمة، خاصة وأن أوامر المسؤولين الأمنيين صدرت لكل المقاتلين في نظام الأسد بقتل كل الصحفيين العرب والأجانب في البلاد، باستثناء صحفيي الدول الصديقة كروسيا وإيران والصين طبعاً، هؤلاء يبقون في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة، وبرفقة ضُباطها لكنهم قد لا يسلمون أيضاً هناك، وخير شاهد على ذلك هو مقتل صحافي إيراني في دمشق قبل ما يقارب الشهرين.
    رؤية عن قرب
    تراودني رغبة ملِّحة منذ فترة بالذهاب إلى سوريا، ربما لرؤية الحقائق عن قرب، فالتجارب علمتني أن كل التغطيات قد تغفل حقائق مهمة لا يمكن اكتشافها إلا بالوصول إليها، وقد جربت ذلك في تغطية الثورة المصرية وكذلك الليبية، لكن سوريا تبقى تجربة مختلفة تماما.
    بينما كنت اُفكر في كل ذلك، استرجعت كل تحذيرات زملائي الذين سبقوني إلى هناك، بعضهم كان يُخيفني عند شعورهم باندفاعي، والبعض الآخر يترك لي معايشة التجربة، لكن القاسم المشترك بيننا جميعاً هو توقعات المتوجه إلى هناك بأنه قد يكون في مسيره إلى طريق اللاعودة....!
    فالحرب في سوريا لا تبدو لها نهاية قريبة، نيران مدافعها لا تفرق بين مسكن ومسجد.. طلقات رصاصها لا تأبه لطفل أو كهل أو إمرأة... أي شخص يمكن أن يكون جزءاً من فوضى الموت العبثي في أي لحظة..الموقف على الأرض بلا معادلات أو توقعات... هي المفاجآت وحدها سيدة الموقف!.
    مواجهة الموت
    صوت المضيفة هو الذي أخرجني من شتات أفكاري، دون أن أدرك ما تقول، لكن القلق الذي بدا على ملامح المسافرين معي إلى اسطنبول نبهني إلى أن شيئاً ما يحدث، فإذا بتحذيرات أخرى تدعو الركاب للهدوء وأن الأمر لن يزيد عن كونه مطبات جوية مرتقبة لسوء الأحوال الجوية، وإذا بأول مطب جوي يُحدثُ حالة من الخوف والهلع لدى الركاب جميعاً، اما لدي فأكون كاذبة إن ذكرت أن الخوف لا يعرف طريقه إلىَّ، لكن كرهي له يجعلني اُعاركه دوما بنيَّة الهزيمة، وما جرى في الطائرة زادني يقيناً بأن الموت لن يكون حتمياً في تغطية حرب، فربما ألاقيه في طائرة أو سيارة أو حتى على سريري، لذا أسخر منه حتى لا يقتلني الخوف منه ألف ألف مرة قبل ملاقاته...!
    مرت المطبات الجوية بسلام، ووصلنا إلى مطار اسطنبول بأمان لكنه لم يكن محطتي الأخيرة، فرحلة أخرى تنتظرني إلى بلدة غازي عنتاب التركية القريبة من الحدود التركية السورية، ست ساعات قضيتها بمطار إسطنبول انتظاراً لموعد رحلتي الثانية، لم يبدد ملل الوقت فيها متابعتي للمزيد من ملفات القضية السورية وأخبارها عبر الانترنت، فاستعنت بعدها بكتاب (أماكن في القلب) لعبد الوهاب مطاوع للخروج من حالة الكآبة التي اصابتني بها متابعة هذه الأخبار، فبالأدب وحده نعالج أرواحنا من سأم السياسة وأخبار القتل والدمار التي نقوم بدورنا المهني بتغطيتها كمن يوثق للقتلة أمجاد تاريخهم الملطخ بالدماء.
    معادلة صعبة
    دور الإعلاميين في تغطية الحروب، قدر اختياري قد يسوقنا إلى حيث لا نتوقع، لا هو موت ولا هو انتحار.. فأول قاعدة نتعلمها قبل البدء بهذا العمل هو أن الخبر لا ينقله إلا أحياء وإن كان وسط برك الدماء، او كما قال لنا من قبل إعلامي بريطاني مخضرم اثناء تدريب على تغطية الأحداث في المناطق الساخنة: "اصنع الأخبار ولا تكن أنت الأخبار"
    ( Make the news ,but don’t be the news)
    هي معادلة صعبة، تجعلك تفكر دوماً كيف تنقل ما يجري في حلقة الموت وتخرج بأقل خسائر ممكنة، حالة من المتناقضات لابد أن يعيشها الصحفي في هذه الأجواء القاسية إنسانياً قبل قسوتها المهنية، تفرض عليك ألا تكون جزءاً من الأحداث وإنما تنقلها فقط دون تعاطف، رغم علمك التام بأنه لا حياد بين الحق والباطل، لكن الحكم ليس من حقنا، ما علينا هو النقل وترك الحكم لكم من خلال الصورة والكلمة.
    قسوة مهنية تناديك لتوثيق كارثة انسانية دون أن تتدخل في انقاذ أحد حتى لا تصبح طرفاً في القضية ، هو الاحتفاء بتصوير شخص يحتضر من أجل السبق، وانتظار اكتمال انهيار مبنى اسقطه صاروخ عبثي لأحد اطراف الصراع على رؤوس مدنيين عُزَّل تتهافت القنوات أيهما ستقوم ببثه أولاً، رغم أنه كان يمكن أن يسقط في مبنى يقيم فيه مراسلوها ومصوروها، كما حدث مع غيرهم لكن الصدفة وحدها قادت هذا الصاروخ لمبنىً مجاور، لذا اخبرتكم أن الذاهب إلى هناك قد يكون في طريقه إلى اللاعودة، أو عودة مشوبة بمشاهد الفجيعة التي خلَّفت وراءها آلام جروح نفسية لن تشفى بمرور الأيام، وإنما تتبدل بغيرها عبر أحداث أخرى قد تسوقنا إليها أقدار المهنة في محطات تتجدد فيها ذات الجرائم ولكن بوجوه مختلفة لتبقى مجرد أرقام في صفحات الجرائد ونشرات أخبار القنوات!.
    على الحدود
    حان موعد رحلتي وسط كل هذا الزحام الفكري، ووصلت بعد ساعة ونصف إلى مطار غازي عنتاب البلدة التركية التي تبعد حوالي الساعة عن الحدود مع سوريا.
    كانت الساعة تقترب من العاشرة ليلا.. البرد قارس، تُغازل فيه سماء غازي عنتاب طبيعة تركيا الساحرة بإسقاط بَرَدٍ، تتلحف منه حسناوات المدينة بملابس شتوية تغطي أعناقهن، وتكشف عن منتصف الساق، وكأنهن يتحدين البرد بإضفاء مزيد من الأنوثة نصفها متوارية ونصفها مكشوفة تبدو على مظهرهن، وربما يكون هذا الشعور وحده كافياً لهن للشعور بالدفء.
    شوارع المدينة تبدو هادئة إلا من حركة المارة المنتظمة، الأولوية للراجلين في الحركة لا السيارات، اما الراغبون في طلب تاكسي فكل الجهد الذي يبذلونه هو الضغط على زر صغير بجوار عمود موجود على مسافة كل 500 متر، فإذا بدقيقتين ويحضر التاكسي، أما الفقراء في هذه البلدة فيجدون محطة مغلقة مزوَّدة بمدفأة في الشتاء ، ينتظرون فيها لحين مرور المواصلات العامة التي تحضر كل ربع ساعة تقريباً ".
    هذه المشاهد ذكرتني بالتاكسي في مصر الذي يقف بمزاجه ويأخذ الركاب إلى حيث يريد لا حيث هم يريدون الذهاب، هذا إن وافق على اصطحابهم من الأساس، ولحظة الوصول التي يقول لك فيها "خلي يا بيه خلي يا باشا" وهو يعد نقوده بشهية ويقترب من البصق في وجهك ان لم يجد زيادة في الأجرة "بقشيش يعني"، وذكرني المشهد أيضا ببلدي السودان حيث تقف لانتظار عربة امجاد او ركشة او تاكسي موديل 66 في درجة حرارة تقارب الخمسين ، "ولو ما لقيت وفضلتا ماشي زهجان وعرقان ، ممكن تخبطك عربية لو سرحتا ممتعضاً على حالك ويقولوا غلطان المرحوم(المرقه من بيته أصلا شنو، اصله الشلاقة دي بتقتل صاحبا)...!
    لغة الإشارة
    لم تكن المرة الأولى التي أزور فيها تركيا، لكنها كانت الأولى لهذه المدينة التي يسكنها حوالي مليونين ونصف نسمة، هي قروية في جمالها وطبيعتها، لكنها حداثوية في خدماتها،
    فقط هي المشكلة الأساسية التي واجهتني في كل أنحاء تركيا.. حاجز اللغة التركية التي لا أجيدها، وحاجز اللغة الانجليزية الذي لا يجيده الأتراك ما يجعلك تشعر بأن لغة الإشارة هي الوحيدة التي يمكن أن تجمعك بالأتراك رغم تقدمهم، أو بعض الكلمات العربية المشتركة مثل: "تمام وافندم، وفاتورة وحساب وبابا ولطفا ورجاء وسلام عليكم"،
    كلمتا فاتورة وحساب هما فيما يبدو ضمن الكلمات التي لا يخطئها أحد في العالم...!
    على أية حال وصلت الفندق، لأنام من طول الرحلة واستعد في اليوم التالي للمهمة التي جئت من أجلها.
    ما إن أطلت شمس صباح اليوم التالي في السماء إلا وجدت نفسي مستيقظة بحماس للوصول إلى الحدود، تناولت افطاري الذي وصلني بابتسامة وحفاوة النادلة على عَجَل، وبدأت طريقي مع فريق عمل سكاي نيوز عربية حيث نعمل ووجهتنا جميعاً الحدود، ساعة واحدة تفصلنا عن معبر باب السلامة والذي يعد نقطة حدودية رئيسية تغذي مدينة حلب السورية... وهنا بدأت القصة التي سأرويها في الحلقة القادمة...!
    في الحلقة القادمة..!
    قصة الطفلة فاطمة.. وحركة نزوح السوريين إلى مخيمات اللجوء!
    كيف ماتت اللاجئة السورية في المخيم بعد نجاتها من هول الحرب في بلادها؟!
    لماذا أغلقت تركيا المعبر؟.. وما الذي دفع جنود الجيش التركي لاطلاق الرصاص على هؤلاء؟ (.....)!
    أحلام ومعاناة أطفال سوريا داخل المخيمات!
    قصة رجل سوداني مع اللاجئين على الحدود التركية!

    http://www.sudaneseonline.com/2008-05-19-17-39-36/3...----------1----.html
                  

العنوان الكاتب Date
رفيدة ياسين .... مغامرات صحفية داخل الأراضي السورية ! (1) Ridhaa01-03-13, 05:30 AM
  Re: رفيدة ياسين .... مغامرات صحفية داخل الأراضي السورية ! (1) Ridhaa01-03-13, 05:39 AM
    Re: رفيدة ياسين .... مغامرات صحفية داخل الأراضي السورية ! (1) Ridhaa01-03-13, 05:40 AM
      Re: رفيدة ياسين .... مغامرات صحفية داخل الأراضي السورية ! (1) Abdullah Idrees01-03-13, 09:54 AM
        Re: رفيدة ياسين .... مغامرات صحفية داخل الأراضي السورية ! (1) Ridhaa01-03-13, 08:03 PM
          Re: رفيدة ياسين .... مغامرات صحفية داخل الأراضي السورية ! (1) Ridhaa01-03-13, 08:14 PM
            Re: رفيدة ياسين .... مغامرات صحفية داخل الأراضي السورية ! (1) Ridhaa01-03-13, 08:19 PM
              Re: رفيدة ياسين .... مغامرات صحفية داخل الأراضي السورية ! (1) Ridhaa01-03-13, 08:27 PM
                Re: رفيدة ياسين .... مغامرات صحفية داخل الأراضي السورية ! (1) مهدي صلاح01-03-13, 08:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de