|
Re: الجمـــــعـــــة (Re: كمال حسن)
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي يُطعم ولا يطعم، منّ علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا. الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العري، وهدى من الضلالة، وبصّر من العمى، وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا. الحمد لله رب العالمين، اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد أيها الأحبة في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يا سامعا لكل شكوى. يا خالق الأكوان أنت المرتجى...... وإليك وحدك ترتقي صلواتي يا خالقي ماذا أقول وأنت تعلمـــني وتعلم حاجتي وشكاتــي يا خالقي ماذا أقول وأنت........... مطلع على شكواي والأناتي اللهم يا موضع كل شكوى، ويا سمع كل نجوى، ويا شاهد كل بلوى، يا عالم كل خفية، و يا كاشف كل بلية، يا من يملك حوائج السائلين، ويعلم ضمائر الصامتين ندعوك دعاء من أشدت فاقته، وضعفت قوته، وقلت حيلته دعاء الغرباء المضطرين الذين لا يجدون لكشف ما هم فيه إلا أنت. يا أرحم الراحمين أكشف ما بنا وبالمسلمين من ضعف وفتور وذل وهوان. يا سامعا لكل شكوى أعن المساكين والمستضعفين وأرحم النساء الثكالى والأطفال اليتامى وذي الشيبة الكبير، إنك على كل شيء قدير. إخوتي المسلمين: إن في تقلب الدهر عجائب، وفي تغير الأحوال مواعظ، توالت العقبات، وتكاثرت النكبات، وطغت الماديات على كثير من الخلق فتنكروا لربهم ووهنت صلتهم به. اعتمدوا على الأسباب المادية البحتة، فسادت موجات القلق والاضطراب، والضعف والهوان، وعم الهلع والخوف من المستقبل، خافوا على المستقبل، تخلوا عن ربهم فتخلى الله عنهم: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ). جميعُ الخلق مفتقرون إلى الله، مفتقرون إلى الله في كل شؤونِهم وأحوالِهم، وفي كلِ كبيرةٍ وصغيره، وفي هذا العصرُ تعلقَ الناسُ بالناسِ، وشكا الناسُ إلى الناس، ولا بئسَ أن يُستعانُ بالناس في ما يقدرون عليه، لكن أن يكونَ المُعتمَدُ عليهم، والسؤال إليهم، والتعلقُ بهم فهذا هو الهلاكُ بعينه، فإن من تعلق بشيٍ وكلَ إليه. إن الفرار إلى الله، واللجوء إليه في كلِ حالٍ وفي كل كربٍ وهم، هو السبيلُ للتخلصَ من ضعفنا وفتورنا وذلنا و هواننا. إن في هذه الدنيا مصائبَ ورزايا، ومحناً وبلايا، آلامُ تضيقُ بها النفوس، ومزعجاتُ تورث الخوفَ والجزع، كم في الدنيا من عينٍ باكيةٍ ؟ وكم فيها من قلب حزين؟ وكم فيها من الضعفاءِ والمعدومين، قلوبُهم تشتعل، ودموعُهم تسيل ؟ هذا يشكُ علةً وسقما. وذاك حاجةً وفقرا. وآخر هماً وقلقا. عزيزٌ قد ذل، وغنيٌ افتقر، وصحيحٌ مرض، رجل يتبرم من زوجه وولده، وآخرُ يشكُ ويئنُ من ظلمِ رئيسه ومديره في العمل. وثالثٌ كسدت وبارت تجارته، شباب أو فتيات يبحثون عن زواج، وطالب يشكو صعوبة الامتحانات والدروس. هذا مهموم وذاك مدين ،وأخر ابتليَ بالإدمان والتدخين، ورابعُ أصابه الخوفُ ووسوسةُ الشياطين. تلك هي الدنيا، تضحكُ وتبكي، وتجمعُ وتشتت، شدةُ ورخاءُ وسراءٌ وضراءُ. وصدق الله العظيم: (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). أيها الأخوة، السؤال الذي يجب أن يكون، هؤلاء إلى من يشكون، و أيديَهم إلى من يمدون؟ يجيبك واقعُ الحال على بشرٍ مثلُهم يترددون، وللعبيدِ يتملقون، يسألون ويلحون وفي المديح والثناء يتقلبون، وربما على السحرة والكهنة يتهافتون. نعم والله تألمنا شكاوي المستضعفين، وزفراتُ المساكين، وصرخاتُ المنكوبين، وتدمعُ أعُينَنا - يعلم الله- لآهات المتوجعين، وأناتُ المظلومين، وانكسارِ الملذوعين، لكن أليس إلى اللهِ وحدَه المشتكى ؟ أين الإيمان بالله ؟ أين التوكلُ على الله ؟ أين الثقةُ و اليقينُ بالله ؟ يا أصحابَ الحاجات. أيها المرضى. أيها المدينون. أيها المكروب والمظلوم. أيها المُعسرُ والمهموم. أيها الفقيرُ والمحروم. يا من يبحث عن السعادة الزوجية. يا من يشكو العقم ويبحث عن الذرية. يا من يريد التوفيق بالدراسة والوظيفة. يا من يهتم لأمر المسلمين. يا كلُ محتاج، يا من ضاقت عليه الأرضُ بما رحبت. لماذا لا نشكوُ إلى اللهِ أمرنا وهو القائل: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ). لماذا لا نرفعُ أكفَ الضراعة إلى الله وهو القائل: ( فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ). لماذا ضُعفُ الصلةِ بالله، وقل الاعتمادِ على الله، وهو القائل: ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ ). لولا دعاؤكم. أيها المؤمنون، أيها المسلمون يا أصحابَ الحاجات، ألم نقرأ في القرآنِ قول الحق عز وجل: ( فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ) لماذا ؟ ( لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ). فأين نحن من الشكوى لله، أين نحن من الإلحاح والتضرعِ الله؟ سبحان الله، ألسنا بحاجةٍ إلى ربنا؟ أنعتمدُ على قوتنا وحولِنا، والله ثم واللهِ لا حول لنا ولا قوةَ إلا بالله. واللهِ لا شفاء إلا بيد الله، ولا كاشفَ للبلوى إلا الله، لا توفيق ولا فلاح ولا سعادةَ ولا نجاح إلا من الله. يا من نزلت به نازلة، أو حلت به كارثة. يا من بليت بمصيبةٍ أو بلاءٍ، ارفع يديك إلى السماء وأكثر الدمعَ والبكاء، وألحَ على اللهِ بالدعاء وقل: يا سامعاً لكلِ شكوى. إذا استعنت فأستعن بالله، وإذا سألت فأسأل الله، وقل يا سامعاً لكل شكوى. توكل على الله وحده، وأعلن بصدقٍ أنك عبده واسجد لله بخشوع إن الأنبياء والرسلَ، وهم خيرُ الخلق، وأحبُ الناسَ إلى الله، نزل بهم البلاء واشتدَ بهم الكرب، فماذا فعلوا وإلى من لجئوا. أخي الحبيب، أختصرُ لك الإجابة، إنه التضرعُ والدعاء، والافتقارُ لربِ الأرضِ والسماء، إنها الشكايةُ لله وحُسنُ الصلةِ بالله. هذا نوحٌ عليه السلام يشكو أمرَه إلى الله ويلجأُ لمولاه: قال تعالى: (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ). كانتِ المناداة، كانتِ المناجاة، فكانتِ الإجابةُ من الرحمن الرحيم. وقال تعالى: ( وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ). وقال عز من قائل: (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ). هذا أيوبُ عليه السلام، ابتلاهُ اللهُ بالمرضِ ثمانيةَ عشر عاماً حتى أن الناسُ ملوا زيارته لطولِ المدة، فلم يبقى معه إلا رجلانِ من إخوانهِ يزورانه، لكنه لم ييئس عليه السلام، بل صبرَ واحتسب، وأثنى الله عليه: ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)، أواب أي رجاعٌ منيبٌ إلى ربه، ظل على صلتِه بربِه وثقتِه به، ورضِاهُ بما قُسم الله له، توجه إلى ربه بالشكوى ليرفع عنه الضراء والبلوى قال تعالى:(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ). فماذا كانتَ النتيجة ؟ قال الحقُ عز وجل ، العليمُ البصيرُ بعباده، الرحمنُ الرحيم قالَ: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ). هذا يونسُ عليه السلام، رفع الشكاية لله فلم ينادي ولم يناجي إلا الله قال تعالى: ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ). فماذا كانتَ النتيجة ؟ (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ). وزكريا عليه السلام قال الحق عز وجل عنه: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ). ماذا كانت النتيجة ؟ (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ). الذين يشكون العقم وقلة الولد. إذا لماذا استجاب الله دعاءهم؟ لأنهم كانوا يسارعون في الخيرات، وكانوا لا يملون الدعاء، بل كان القلب متصل متعلق بالله، لذلك قال الله عنهم: (وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ). خاشعين متذللين، معترفين بالتقصير، فالشكاية تخرج من القلب قبل اللسان. يعقوبُ عليه السلام قال: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)، انظروا لليقين، انظروا للمعرفة برب العالمين: (وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ). فاستجاب اللهُ دعائَه وشكواه وردَ عليه يوسفَ وأخاه. وهذا يوسف عليه السلام ابتلاه الله بكيد النساء، فلجأ إلى الله، وشكى إليه ودعاه فقال: ( وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ)، إنه التضرع والدعاء، والافتقار لرب الأرض والسماء، إنها الشكاية لله، وحسن الصلة بالله. (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). وأخبر الله عن نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه فقال تعالى: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ). استغاثة لجأت إلى الله، شكوى وصِلة بالله سبحانه وتعالى. وهكذا أيها الأحبةِ حينما نستعرضُ حياةَ الرسلِ جميعاً، كما قصها علينا القرآن الكريم، نرى أن الابتلاء والامتحان كان مادتُها وماُئها، وأن الصبرَ وحسنُ الصلةِ بالله ودوام الالتجاءِ وكثرةُ الدعاءِ وحلاوة الشكوى كان قوَمُها. وما أشرنا إليه إنما هي نماذج من الاستجابة للدعاء، ومن في كتب السير والتفاسير وقف على شدةِ البلاء الذي أصاب الأنبياء، واعلم أن الاستجابةَ جاءت بعد إلحاحٍ ودعاء، واستغاثةٍ ونداء. إنها آياتُ بينات وبراهينُ واضحات، تقول بل وتعلن أن من توكلَ واعتمد على الله، وأحسن الصلة بمولاه استجاب الله دعاه، وحفظه ورعاه، فإن لم يكن ذلك في الدنيا كان في الآخرة: ( وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ). أنها صفحاتٌ من الابتلاء والصبر معروضةٌ للبشرية، لتسجل أن لا اعتماد إلا على الله، وان لا فارجَ للهمِ ولا كاشفَ للبلوى إلا الله. هذا هو طريق الاستعلاء أن تنظرَ إلى السماء، وأن نلحُ بالدعاء، لأن الشكوى إلى الله تشعرك بالقوةِ والسعادة، وأنك تأوي إلى ركنٍ شديد. أما الشكوى إلى الناس، والنظرِ إلى ما في أيدي الناس فيشعرك بالضعف والذل والإهانةِ والتبعية. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية الحمد لله ولي الصالحين ولا إله إلا هو عليه توكلنا وهو أرحم الراحمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إخوة الإسلام إن من أصول التوحيد أن تتعلق القلوبُ بخالقها في وقت الشدةِ والرخاء والخوفِ والأمن، والمرضِ والصحة، وفي كل حالٍ وزمان. وما نراه اليومَ من تعلقِ القلوب بالمخلوقين، وبالأسباب وحدها دون اللجأ إلى الله، لهو نذيرُ خطرٍ يزعزعُ عقيدةِ التوحيدِ في النفوس. أيها الأحبة : إن الشكوى لله، والتضرعَ إلى الله، وإظهارَ الحاجة إليه، ولاعتراف بالافتقار إليه من أعظمِ عرى الإيمانِ وثوابتِ التوحيد، وبرهانُ ذلك الدعاء والإلحاح بالسؤال، والثقةُ واليقينُ بالله في كلِ حال. ولقد زخرت كتبُ السنةِ بأنواعٍ من الدعاءِ تجعلُ المسلمَ على صلةٍ بربه، وفي حرزٍ من عدوه، يقضي أمره ويكفي همه. في كلِ مناسبةٍ دعا، في اليقظةِ والمنام، والحركة والسكون، قياماً وقعودا، وعلى الجنوب، ابتهالٌ وتضرعٌ في كل ما أهم العبد، وهل إلى غيرِ الله مفر، أم هل إلى غيره ملاذ. ففي المرض مثلا الأحاديث كثيرة، والأدعية مستفيضة، إليك على سبيل المثال ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها: ( أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه المعوذات، وينفث، فلما أشتد وجعه كنت اقرأ عليه وأمسح عليه رجاء بركتها.) وأخرج البخاري ومسلم أيضا من حديث عائشة قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: أذهب البأس رب الناس، وأشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفائك، شفاء لا يغادر سقما، أي لا يترك سقما. وفي صحيح مسلم عن عثمان أبن أبي العاص رضي الله تعالى عنه: أنه شكى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعا يجده في جسده منذ أسلم، فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): ضع يدك على الذي تألم من جسدك. انظروا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قدوتنا وحبيبنا يربي الناس، ويربي أصحابه على الاعتماد واللجوء إلى الله، ضع يدك، الإرشاد أولا لله، التعلق أولا بالله، لم يرشده أولا لطبيب حاذق ولا بأس بهذا، لكن التعلق بالله يأتي أولا. ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسم الله، بسم الله ثم يقول سبعا أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر. وفي رواية أمسحه بيمينك سبع مرات، وفي رواية قال عثمان فقلت ذلك فأذهب الله ما كان بي، فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم. سبحان الله، اسمعوا لحسن الصلة بالله، والتوكل على الله، فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم. أيها المريض، أعلم أن من أعظم أسباب الشفاء التداوي بالرقى الشرعية من القرآن والأدعية النبوية، ولها أثر عجيب في شفاء المريض وزوال علته، لكنها تريد قلبا صادقا وذلا وخضوعا لله. رددها أنت بلسانك، فرقيتك لنفسك أفضل وأنجح، فأنت المريض وأنت صاحب الحاجة، وأنت المضطر، وليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة، وما حك جلدك مثل ظفرك، فتوكل على الله بصدق وألح عليه بدون ملل، وأظهر ضعفك وعجزك، وحالك وفقرك إليه، وستجد النتيجة العجيبة إن شاء الله ثقة بالله. فإلى كل مريض مهما كان مرضه أقول: شفاك الله وعافاك، اعلم أن الأمراض من جملة ما يبتلي الله به عباده، والله عز وجل لا يقضي شيئا إلا وفيه الخير والرحمة لعباده، وربما كان مرضك لحكمة خفيت عليك، أو خفيت على عقلك البشري الضعيف، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. أيها الحبيب شفاك الله، هل علمت أن للأمراض والأسقام فوائد وحكم أشار أبن القيم إلى أنه أحصاها فزادت على مائة فائدة (انظر كتاب شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل صفحة 525). أيها المسلم أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك وأن يعافيك، هل سمعت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه، إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها. وهل سمعت أنه (صلى الله عليه وآله وسلم): زار أم العلاء وهي مريضة فقال الله ابشري يا أم العلاء فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة. قال أبن عبد البر رحمه الله: الذنوب تكفرها المصائب والآلام، والأمراض والأسقام، وهذا أمر مجتمع عليه. والأحاديث والآثار في هذا مشهورة ليس هذا مقام بسطها، لكن المراد هنا أننا نرى حال بعض الناس إذا مرض فهو يفعل كل الأسباب المادية من ذهاب للأطباء وأخذ للدواء وبذل للأموال وسفر للقريب والبعيد، ولا شك أن هذا مشروع محمود، ولكن الأمر الغريب أن يطرق كل الأبواب وينسى باب مسبب الأسباب، بل ربما لجأ للسحرة والمشعوذين، نعوذ بالله من حال الشرك والمشركين. ألم يقرأ هذا وأمثاله في القرآن:( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ). أيها المريض أعلم أن الشافي هو الله، ولا شفاء إلا شفائه. أيها المريض، بل يا كل مصاب أيا كانت مصيبته، هل سألت نفسك لماذا ابتلاك الله بهذا المرض، أو بهذه المصيبة ؟ ربما لخير كثير ولحكم لا تعلمها ولكن الله يعلمها،ألم يخطر ببالك أنه أصابك بهذا البلاء ليسمع صوتك وأنت تدعوه، ويرى فقرك وأنت ترجوه، فمن فوائد المصائب استخراج مكنون عبودية الدعاء. قال أحدهم: سبحان من استخرج البلاء بالدعاء. وفي الأثر أن الله ابتلى عبدا صالحا من عباده وقال لملائكته لأسمع صوته. يعني بالدعاء والإلحاح. أيها المريض، المرض يريك فقرك وحاجتك إلى الله، وأنه لا غنى لك عنه طرفة عين، فيتعلق قلبك بالله، وتقبل عليه بعد أن كنت غافلا عنه، وصدق من قال: فربما صحت الأجسام بالعلل. فأرفع يديك وأسل دمع عينيك، وأظهر فقرك وعجزك، واعترف بذلك وضعفك. في رواية عن سعيد ابن عنبسة قال: بينما رجل جالس وهو يعبث بالحصى ويحذف به إذ رجعت حصاة منه عليه فصارت في أذنه، فجهدوا بكل حيلة فلم يقدروا على إخراجها، فبقيت الحصاة في أذنه مدة وهي تألمه، فبينما هو ذات يوم جالس إذ سمع قارئ يقرأ: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ). فقال الرجل: يا رب أنت المجيب وأنا المضطر فأكشف عني ما أنا فيه، فنزلت الحصاة من أذنه في الحال. لا تعجب، إن ربي لسميع الدعاء، إذا أراد شيئا قال له كن فيكون. أيها المريض، إياك وسوء الظن بالله إن طال بك المرض، فتعتقد أن الله أراد بك سوء، أو أنه لا يريد معافاتك، أو أنه ظالم لك، فإنك إن ظننت ذلك فإنك على خطر عظيم. أخرج الإمام أحمد بسند صحيح من حديث أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن الله تعالى يقول أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله. يعني ما كان في ظنه فإني فاعله به، فأحسن الظن بالله تجد خيرا إن شاء الله. هذا في المرض، وأطلنا فيه لكثرة المرضى، وحاجة الناس إلى مثل هذه التوجيهات، وهي تحتاج إلى دروس ومحاضرات، ولكن حسبنا ما ذكرناه الآن لأن الموضوع عام في المصائب والآلام. ومن المصائب والآلام التي يحتاج الناس فيها إلى الشكوى إلى الله تراكم الديون وكثرة المعسرين. كم من مدين عجز عن الوفاء، وكم من معسر يعيش في شقاء، هم في الليل وذل في النهار، أحزان وآلام لا يغمض في منام، ولا يهنأ في طعام، طريد للغرماء، أو مع السجناء، صبية صغار، وبيت للأجار، وزوجة مسكينة لا تدري أتطرق أبواب المحسنين أو تسلك طرق الفاسقين. إلى هؤلاء وأمثالهم أقول: لماذا طرقتم الأبواب كلها ونسيتم باب من يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا خائبتين. وسنده جيد. قال السري السبطي: كن مثل الصبي إذا اشتهى على أبويه شهوة فلم يمكناه قعد يبكي عليهما، فكن أنت مثله إذا سألت ربك ولم يعطك، فأقعد وأبكي عليه. ولرب نازلة يضيق بها الفتى....... ذرعا وعند الله منها مخرج كملت فلما استحكمت حلقاتها..... فرجت وكان يظنها لا تفرج ومن الأدعية في قضاء الدين ما أخرجه أبو داوود في سننه من حديث أبي سعيد الخدري قال: دخل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المسجد ذات يوم فرأى فيه رجلا من الأنصار يقال له أبو أمامه، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إن أراك جالسا في المسجد في غير وقت صلاة، قال هموم لزمتني، وديون يا رسول الله. قال (صلى الله عليه وآله وسلم) أفلا أعلمك كلاما إذ قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك، قلت بلى يا رسول الله، قال قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال ففعلت ذلك فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى عني ديني. يعلق القلوب بالله صلوات الله وسلامه عليه. وروى البيهقي في فضائل الأعمال عن حماد ابن سلمة أن عاصما ابن أبي إسحاق شيخ القراء في زمانه قال: أصابتني خصاصة -أ ي حاجة وفاقة - فجئت إلى بعض إخواني فأخبرته بأمري فرأيت في وجهه الكراهة، فخرجت من منزله إلى الصحراء ثم وضعت وجهي على الأرض وقلت يا مسبب الأسباب، يا مفتح الأبواب، يا سمع الأصوات، يا مجيب الدعوات، يا قاضي الحاجات اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضل عن من سواك. يلح على الله بهذا الدعاء. قال فوالله ما رفعت رأسي حتى سمعت وقعت بقربي، فرفعت رأسي فإذا بحدأة طرحت كيسا أحمر فأخذت الكيس فإذا فيه ثمانون دينارا وجوهرا ملفوفا بقطنة، فبعت الجواهر بمال عظيم، وأبقيت الدنانير فاشتريت منها عقارا وحمدت الله تعالى على ذلك. لا نعجب أيها الأخوة، إن ربي لسميع الدعاء، ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ومن الأدعية عند الهم والقلق ما أخرجه أحمد في المسند من حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك، ابن عبدك أبن أمتك نصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضائك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزن وأبدله مكانه فرجا، وفي رواية فرحا، قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها، قال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. أيها الأخوة، إن الإنسان منا ضعيف، ضعيف فكيف إذا اجتمعت عليه الهموم والأحزان، وشواغل الدنيا ومشاكلها فزادته ضعفا، وجعلته فريسة للهم والقلق والتمزق النفسي.
وأبشر أخي الحبيب فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. ومن الأدعية عند النوازل والفتن والخوف ما أخرجه أبو داوود والنسائي عن أبي موسى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا خاف قوما قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم. وكان يقول (صلى الله عليه وآله وسلم) عند لقاء العدو: اللهم أنت عضدي وأنت ناصري، بك أصول وبك أجول وبك أقاتل. وفي صحيح البخاري من حديث ابن عباس قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم حين القي في النار، وقالها نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قال له الناس إن الناس قد جمعوا لكم. فإذا كان المحيي والمميت والرزاق هو الله، فلماذا التعلق بغير الله؟ لماذا الخوف من الناس و(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك. أيها الأخوة والأخوات، إن من أعظم البلايا وأشد الرزايا ما يصيب المسلمين في كل مكان من غزو واجتياح وتعديات ومظالم وفقر وتجويع حتى أصاب بعض النفوس الضعيفة اليأس والقنوط والإحباط وفقدان الثقة والأمل. لماذا أيها الأخوة ؟ أليس الأمر لله من قبل ومن بعد، أليس حسبنا الله وكفى بالله حسيبا، أليس الله بقادر، أليس هو الناصر وكفى بالله نصيرا، ألا يعلم الله مكرهم، ألم يقل: ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ). أليس الله بكافي عبده: (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ). ألم يقل: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ). ألم يقل: (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). فيا سامعا لكل شكوى، ويا عالما بكل نجوى. يا سابغ النعم، ويا دفع النقم، ويا فارج الغمم، ويا كشف الظلل، ويا أعدل من حكم، ويا حسيب من ظلم، ويا ولي من ظُلم. يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون، ولا تغيره الحوادث ولا الدهور، يعلم مثاقيل الجبال، ومكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، وعدد ما يظلم عليه الليل ويشرق عليه النهار. كم من نعمة أنعمت بها علينا قل لك عندها شكرنا، وكم من بلية ابتليتنا بها قل عندها صبرنا، فيا من قل عند نعمته شكرنا فلم يحرمنا، ويا من قل عند بلائه صبرنا فلم يخذلنا أقذف في قلوبنا رجائك، اللهم اقذف في قلوبنا رجائك، اللهم اقذف في قلوبنا رجائك حتى لا نرجو أحدا غيرك. اللهم إنا نسألك إيمانا ثابتا، ويقينا صادقا حتى نعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتبت لنا، اللهم لا نهلك وأنت رجائنا، اللهم لا نهلك وأنت رجائنا احرسنا بعينك التي لا تنام وبركنك الذي لا يرام. يا سامعا لكل شكوى، ويا عالما بكل نجوى، يا كاشف كربتنا، ويا مستمع دعوتنا، ويا راحم عبرتنا، ويا مقيل عثرتنا. يا رب البيت العتيق أكشف عنا وعن المسلمين كل شدة وضيق، واكفنا والمسلمين ما نطيق وما لا نطيق، اللهم فرج عنا وعن المسلمين كل هم غم، وأخرجنا والمسلمين من كل حزن وكرب. يا فارج الهم، يا كاشف الغم، يا منزل القطر، يا مجيب دعوت المضطر، يا سامعا لكل نجوى احفظ إيمان وأمن بلادنا، ووفق ولاة الأمر لما فيه صلاح الإسلام والعباد. يا كاشف كل ضر وبلية، ويا عالم كل سر وخفية نسألك فرجا قريبا للمسلمين، وصبرا جميلا للمستضعفين، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا، ويا ذا النعم التي لا تحصى أبدا، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آلي محمد أبدا. اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك
* منقول بتصرف
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 07-30-10, 09:47 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 07-30-10, 09:56 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 07-30-10, 12:12 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | نصار | 07-30-10, 12:28 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 07-30-10, 11:50 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 08-05-10, 10:41 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 08-05-10, 11:00 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 08-06-10, 08:44 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 09-24-10, 10:07 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 09-24-10, 02:55 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | منتصرمحمد زكى | 09-24-10, 08:25 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 10-01-10, 10:05 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 10-01-10, 10:18 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 10-07-10, 10:41 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 10-14-10, 10:20 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 10-22-10, 09:08 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 11-12-10, 03:27 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 11-19-10, 10:03 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 11-19-10, 10:06 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | بدر الدين اسحاق احمد | 11-19-10, 11:17 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 11-19-10, 05:19 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | عثمان نواي | 11-19-10, 06:57 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 11-26-10, 10:57 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 11-26-10, 11:54 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | رانيه محمد الشيخ | 11-26-10, 11:00 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 11-26-10, 12:01 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | بدر الدين اسحاق احمد | 11-26-10, 12:58 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | جمال محمود | 11-26-10, 02:18 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 11-26-10, 11:45 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 11-27-10, 12:55 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 11-27-10, 01:01 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 12-10-10, 03:35 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | بدر الدين اسحاق احمد | 12-10-10, 05:21 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 12-10-10, 05:33 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 12-17-10, 03:25 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | بدر الدين اسحاق احمد | 12-17-10, 08:51 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | saif massad ali | 12-17-10, 10:41 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 12-24-10, 12:39 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | المر | 12-24-10, 01:15 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 12-24-10, 03:16 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | بدر الدين اسحاق احمد | 12-24-10, 09:00 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 12-25-10, 01:10 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | تبارك شيخ الدين جبريل | 12-28-10, 06:31 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 12-30-10, 03:51 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 12-31-10, 02:01 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 12-31-10, 03:08 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 01-07-11, 00:15 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 01-07-11, 03:33 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 01-14-11, 11:54 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 01-14-11, 05:21 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | بدر الدين اسحاق احمد | 01-14-11, 09:53 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 01-14-11, 11:50 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 01-21-11, 09:53 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 01-21-11, 05:43 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 01-21-11, 06:14 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 02-04-11, 11:24 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 02-11-11, 00:25 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 02-11-11, 10:14 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 02-11-11, 02:46 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 02-18-11, 11:17 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | Frankly | 02-18-11, 12:43 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 02-18-11, 09:48 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 02-25-11, 10:36 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 02-25-11, 12:45 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 02-25-11, 06:31 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 03-04-11, 00:12 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 03-04-11, 03:21 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 03-04-11, 06:55 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | Frankly | 03-04-11, 08:47 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 03-11-11, 11:49 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 03-11-11, 02:59 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 03-11-11, 11:30 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 03-18-11, 02:39 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 03-18-11, 11:51 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 03-25-11, 09:34 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | SHIBKA | 03-25-11, 09:38 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 03-25-11, 07:05 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 04-01-11, 00:11 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 04-01-11, 09:59 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 04-08-11, 04:16 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 04-15-11, 12:04 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 04-15-11, 06:11 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 04-22-11, 11:44 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 05-06-11, 04:37 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 05-06-11, 04:38 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 05-13-11, 11:57 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 05-13-11, 05:53 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 05-20-11, 10:20 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 05-20-11, 05:52 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | بدر الدين اسحاق احمد | 05-27-11, 11:32 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 05-27-11, 05:23 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 05-27-11, 05:24 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 06-03-11, 12:52 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 06-10-11, 09:46 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 06-10-11, 03:34 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 06-17-11, 12:16 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | بدر الدين اسحاق احمد | 06-17-11, 12:45 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 06-17-11, 03:07 PM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 06-24-11, 10:43 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 07-01-11, 10:46 AM |
Re: الجمـــــعـــــة | كمال حسن | 09-16-11, 11:21 AM |
|
|
|