لله يلعنكم يا أحباش !!!

Quote: أعاد حديثك ذاكرتي سنيناً طويلة للوراء فتذكرت لقاء لي مع أخ أريتري رافقني في الطائرة وأنا عائد للسودان في الإجازة. جلسنا متجاورين ودار بيننا حديث طويل. أخبرني بأنه عاش سنيناً في السودان وبأنه يعمل ممرضاً بمستشفى في جنوب ألمانيا. صارحني أثناء الحديث بأنه رغم حبه للسودان وأهله إلا أن هناك شيئ يعكر عليه صفو ذلك الحب. إنها نظرة بعض السودانيين المستعلية إليهم وإفتراضهم أن كل حبشية عاهرة. لم يقلها وقد ملأ الحقد قلبه وإنما قالها معاتباً يفصح عما أثقل قلبه. أحسست بصدقه وحزنت لأنني علمت أن ما قاله حقيقة لا يمكن نكرانها. حقيقة كانت ماثلة أمام عينيي ولم أقف عندها قبل ذلك الحادث أبداً. كان راسخاً في ذهني قبلها أننا شعب كريم ومضياف فإذا بكلمات الرجل تعصف بأوهامي وتجعلني أنظر لتعاملنا مع هؤلاء البشر من وجهة نظرهم. نعم نحن نتكبر عليهم ولا يتحرج الكثيرون منا أن يغازلوا نساءهم أو أن يراودوهن عن أنفسهن وكأنهن ملك لنا. وقد روى المعاصرون من ,,الطرائف،، عن المرحوم أزهرى قوله للأمبراطور هيلاسيلاسي (رعاياكم في أحضاننا). وفي قوله كنايةً معلومة. وبغض النظر عن صدق الرواية فهي تعبر عن نظرتنا للحبشيات. ولعلنا نسترجع ما قاله الأخ نادر الفضلى ففيه حكمة (هو الغضب الإلاهى على السودان من هين .. ما يهو بسبب العجرفة والوهمة والإستبداد وتجاوز كل الخطوط فى إستخدام السلطة وإمتهان كرامة الإنسان. سلوكيات سالبة وتخلف مزرى، تحتاج لمراجعة وردع وحسم. وسيستمر غطيس حجر السودان حتى يبدل القوم ما بأنفسهم) .