على المغنية فهيمة عبد الله الاعتذار عن ترديد هذه الاغنية العنصرية .

Quote: هاجرت الى هولندا عام 99 مع الاسرة، لاسباب لها علاقة بالوالد، كانت احواله صعبة في السودان تحت الحكم القائم حينها . انا أظن أن واحدة من اهم الأشياء التي جرت في حياتي كانت في ذهابي الى هولندا. اعتقد ان الهجرة غيرتني جدا، والسبب اني كنت بنت مدللة جدا ، وأعيش في وضع اجتماعي لم أجتهد فيه اصلا. كنت متعجرفة، عنصرية، بناتية جدا .. ولم اكن أعرف ماذا اريد بالضبط . كانت التجربة الاساسية في طلب اللجوء السياسي، اول صدمة قابلتني عندما ذهبنا لمعسكر الللجوء: كنا كلنا ننام في غرفتين ، وكل واحد منا له صحن ومعلقة، وبطانية وملاية، ويجب أن تذهب ل"تتمم" في قسم شرطة الاجانب مرة كل اسبوع. لاول مرة اصطدمت بمعلومة أني انا ايضا إنسانة سوداء في نظر ناس آخرين ، وانه ليس عندي اي قيمة أمامهم: لاني لاجئة، وسوداء .. بعضهم اسقط علي التنميطات المحددة المرتبطة بالشخص الاسود في ذهنهم، ولم يعاملني كشخص متفرد مستقل. طبعا احتجت لمجهود خرافي حتى استوعب هذه النقلة. حتى الآن أذكر كيف كان شكلي غبياً وانا خارجة لقسم الشرطة في كامل اناقتي ومكياجي، فقط لاني تعودت عمل هذا في السودان، أي ان اهتم بشكلي قبل كل خروج . في هولندا تخلصت من كتير من العقد وتحررت في الحقيقة . تحررت من ان احبس نفسي في شكل تبنى كلام او سلوك محدد من أجل الناس. تحررت من افكار كانت تعقد علي حياتي، تحررت من المجهود الخارق الذي كنت أحاول لكيما اقنع نفسي اني احسن من الناس لأن ابي فلان أو علان . أحس اني اصبحت ارى الأشياء الحقيقية في الناس وفي العالم، وأصبحت انتمي اليها . عرفت اني انا اصلا لن يكون عندي قيمة ولن أكون احسن الا اذا كنت مفيدة لللناس و(حاسا بيهم ). عرفت ان الخلاص ليس فرديا . اكتشفت اني لست شخصا عجيبا، وأنما إنسان يحاول ويحاول، فقط مرات أحس اني اصبحت قاسية على نفسي. في هولندا اعدت اكتشاف سودانيتي .. زمان كنت أفتخر اني أعيش في امدرمان .. ولم أر الأقاليم إطلاقا (تخبل ) . زمان كنت أطلب من ماما الأ تأتي بشغالين في البيت، لأن ناس من هؤلاء لا يجب أن يكونوا معنا في مكان واحد (شوف طريقة التفكير دي معووجة ومرهقة كيف) . لكن المشكلة انه لم يكن هناك أبدا من هو حولي ليقول لي أن طريقة التفكيرهذه خطأ. التحرر من هذا النمط من التفكير يرجع الفضل فيه للهجرة . مثلا في عام 99 تمت دعوتنا لاحياء حفل في مناسبة اسمها ركن السودان الجديد. الندوة كانت بعنوان مشاكل المرأة... الخ ... وكان يفترض أن أغني في هذه المناسبة .. حينها سألت باستهتار : (هي المراة عندها مشاكل .. ومشاكلا شنو ؟؟) هذه هي النقطة التي كنت اقف فيها . انا اظن أنه بعد حدوث هزات كتيرة في حياتي أصبحت لي القابلية لاستيعاب أشياء جديدة .. . أفكر دائما انه رغم كل التشوهات التي كانت بداخلي، إلا إن الانسان الجيد في لم يحصل له خراب كبير. لكن الفضل الاكبر في تغييري يرجع للجو الذي كنت فيه بعد الهجرة ، تعرفت في هولندا على ناس من المعارضة .. محمد جمال الدين و من حوله .. التحالف (التحالف الوطني السوداني) والتحالف النسوي .. العديد من الناس التقيتهم وعرفتهم .. قرأت كل الادبيات الخاصة بالتحالف والتحالف النسوي ..هذا كله غير في افكاري .. حتى اصبحت الانسان الذي هو امامكم. يعني ببساطة أصبحت أرى أبعد من تحت قدميي. كل الاشياء مرتبطة ببعضها البعض، وهذه العين التى ترى العالم اليوم كانت تراه من قبل، لكن القناعات السابقة اهتزت .. وهذا ينطبق علي كل الأشياء. ما جري لي في هولندا لا اظنه تمرداً ، كان صدمة وبعدها اعادة اكتشاف. فقط البذرة للتغيير كانت موجودة مؤكد. أعتقد اني في هولندا اصبحت انسانة ثورية ، ثورة علي اي شي غير مفيد .. وبائس .. ويمتهن كرامة الإنسان: السطحية .. الظلم ، الخ . ورغم اني اليوم ليس لي علاقة بالسياسة كممارسة ، ولكن اذا كان الموضوع يتعلق بالاهتمام بالشان العام .. وحتي المساهمات باشكال مختلفة .. انا أدعي ان عندي علاقة.