|
Re: هذه هي مدينة عروس الرمال (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
ثم ماذا عن المدينة يا ترى هل شاخت وأدركها الخرف؟ فما الذي يحدث ؟ حينما لا تجد إلا القليل من جيرانك القدامى وحينما تمر بأزقتها كانك غريب ... أو عابر سبيل
فهل تنكرت لأبنائها وتركتهم لمصيرهم المجهول .. أم تبدي حزنها على فراقهم .. بتنكرهم لها .. والسفر بعيداً عنها... كانت الحياة سابقاً مغامرة حلوة التفاصيل .. المشي الصباحي من وإلى المدرسة ثم تناول الافطار مع حاجة السرة ومطعمها المتحرك الذي يحقن إكسيراً خفياً للسعادة .. أشجار ( النيم) والنسمات المتسكعة على الأرصفة تعلن عشقها في الفضاء ، وتبعث من أغصانها الملتحمة رائحة الحياة ..تلك الأغصان التي ضربنا بها كثيراً وتلوثت بها أرديتنا باللون الأخضر ... لقسوة المكان .. والمرحلة المتوسطة .. الأبيض كلها كانت شابة يومئذ .. كنت أستطيع أن أعلن أن بيتي في أي شارع وعلى أي جادة ، الأمر الآن اختلف الآن: أما الآن صار تكومنا في ( حي البترول ) كأنه تحزب غبي ضد خطر مجهول .. بل صار كذكرى بعد أن هربنا وأرغمنا الزمن على الرحيل الكلي منه... ومنها ... فبقيت الذكرى العطرة
عبد الدين الغربة التي نعيشها خدعة كبرى خاصة في الدول العربية ... فهل تتفق معي .... أنت وعشقك للأبيض وأنا ... روحان حللنا في بدن واحد .... فبرحيلك عن هذه الفانية سأرتحل ... لأن عشق كلينا .. لن يقبل الفراق لكم مودتي ... ودمت عثمان
| |