البوذيون يقدمون الأرز للمسلمين في سنغافورة بمناسبة شهر رمضان

Quote: شكراً، أخي عبد العزيز، على ردك الرفيع أيضاً. لم أزر سنغافورة بعد، ولكني أسمع عنها وعن أهلها ومسلميها كل خير. لا شك عندي أن مسلمي سنغافورة يقدمون نموذجاً رفيعاً لدينهم وسط عموم أهلهم السنغافوريين، ولكني كذلك أعتقد أن لديهم/لديكم هامش لفعل المزيد: كان من الأفضل أن يُقتَطع جزءٌ من هذه التمور، وإن يُهدى إلي الجهات البوذية التي أهدت المسلمين الأرز، أو إلى عامة السنغافوريين غير المسلمين، حتى لا يرتبط عطاءُ المسلمين لدى غير المسلمين بضرورة أن يصبح المرء مسلماً أولاً حتى يُهدَى إليه. في هذه الحالة التي بين أيدينا، يبدو لي، وأرجو أن تصححني إن كنتُ مخطئاً، أن البوذيين تبرعوا بهذا الغذاء المهم جداً بالنسبة لهم، أي الأرز، وبكميات كبيرة، لإخوانهم المسلمين، وفي مناسبة دينية غير بوذية هي رمضان. وفي المقابل، أخذ المسلمون تمورهم ووزعوها فيما بينهم، بحجة أن المناسبة مناسبةٌ إسلامية. أعتقد أن أي مراقب محايد سيرى أن البوذيين تفوقوا على إخوتهم المسلمين في هذه الحالة، وذلك بسبب عطائهم السمح، غير الإقصائي، لأفضل ما عندهم، وبكميات كبيرة، ولمن هم خارج مِلَّتهم. يمكن معالجة هذا الخلل في التوازن بأن تبدؤوا الاستعدادات الآن لرد الجميل لإخوتكم البوذيين وإظهار المزيد من روح الإسلام الكريمة، وذلك بأن تأخذوا، مثلاً، جزءاً من هدايا عيد رمضان، وتوزعوها على الأُسر والأطفال البوذيين الفقراء، أو المرضى، أو المحتاجين من السنغافوريين غير المسلمين، أو المهاجرين الفقراء في بلادكم الغنية. القصد من ذلك هو أن يرتبط رمضان في أذهان إخوانكم السنغافوريين غير المسلمين بكرم الروح غير المحدود وغير المشروط وغير المحصور في ملّةٍ بعينها. لا يشترط أن يتعلق الأمر بالهدايا. فكروا في خيرٍ ما، ثم قدموه إلى إخوتكم غير المسلمين في رمضان أو العيد بلا أدنى شروط، من مسجدكم العظيم هذا. الهدف من كل ذلك هو إظهار مسلمي سنغافورة كمبادرين بالخير وليس فقط كمستقبِلين له، مثلما فعل إخوتكم البوذيون، وألا يُتركُ انطباعٌ، أنتم بالتأكيد لا تقصدونه، مفاده أن الإسلام دينٌ منغلق على أهله وغير كريم، في شهرٍ نؤمن فيه نحن المسلمون بأنه شهر العطاء والنفس السمحة الكريمة. تقبل الله صيامكم وقيامكم وأثابكم على ما تقومون به من خير كثير.

في معية الامام الحبيب حسن العطاس وبروفيسور بازهير المستشار الثقافي السعودي -
رئيس "سوكا" المركزالرئيسي للبوذيين يقدم لنا شرحا لاقسام وعمل المركز..

الاخ العزيز/ موسى أحمد مروح
سلام وكل سنة وانت طيب
"فئ رمضان من العام الماضي فطر معنا في نفس المسجد نائب رئيس الوزراء (الرجل الثاني في البلد), جلس معنا في مائدة الافطار بصورة عادية جدا وكان بساطه أحمديا لا يفوت فرصة الا ومعها دعابة..
وتركت زيارته أثرا طيبا عندنا كمسلمين والغير مسلمين.. فالدولة من قمة هرمها تنتهج سياسة متوازنة ومسافات متساوية من كل المعتقدات.. والشعب يرى قيادته كقدوة يتبعها بنفس الروح..
فالدولة عندما تكون قائمة على العدل والشفافية ولها سياسات واضحة ومنحازة لصالح المواطن، ينعكس ذلك ايجابيات في سلوك المواطنين.. ومسلمي سنغافورة جزء من هذه التربية الوطنية المتميزة التي صارت
لهم سلوكا يميزهم كثيرا..
أما عن التمور.. فأخرت الرد حتى أجد الاجابة المؤكدة من الامام العطاس عندما اتصلت عليه قبل قليل... فقال لي بالحرف.. نحنا سبقناهم بالعطايا وأهديناهم تمورا طيبا وجاء الأرز الذي هو اصلا متوفر عندهم بكميات كبيرة هدية منهم كرد للهدية التي قدمناها لهم..
ومسلك المسلمين يوضح أن لهم اليد العليا والمبادرة تجاه الآخر..
فزيارتنا الكبيرة الى مقر المركز العام للبوذيين كانت بادرة استباقية بعد عدة زيارات في شكل افراد ومسؤولين من الجانبين.. وهي تسهم كثيرا في خلق روح من الالفة والمشاعر الطيبة، فمن الاشياء
الفريدة هي أن تجد كبير قيادات البوذيين يتحدث بايجابية عن الاسلام والمسلمين..
فالبوذيين لم يكن لهم تفوقا بما قدموه ولا أحد يقدر أن ينكر أن روح المبادرة تجاه الآخر دائما تتحرك من المسلمين..
وهذا ما عكس فعلا مفهوما رفيعا بأن الاسلام دين منفتح ويقبل الآخر..
وأذكر جبيا أن أحد اساتذة البوذين قال في كلمته أثناء زيارتنا: اننا نفهم جيدا أن الاسلام ليس هو القاعدة ولا طالبان أو الجماعات الارهابية..

مودتي