اللواء عمر محمد الطيب يتحدث عن ترحيل اليهود الفلاشا و يقول ما كنت أُريد نشر الغسيل الوسخ ولكن.

Quote: تامانا جندي “إسرائيلي” من يهود الفلاشا على درجة عالية من الانضباط، وهو ينفذ التعليمات التي تصدر إليه بكل دقة، رغم أنه غير مقتنع بمعظمها، ولكنه يؤدي واجبه جندياً ملتزماً. وقبل مدة عثر عليه جثة هامدة في خيمته في المعسكر، فقد انتحر، ليرفع عدد الجنود من أصل اثيوبي الذين اقدموا على الانتحار خلال السنتين الماضيتين إلى 20 جنديا. وتحاول قيادة الجيش التكتم على التحقيقات التي تجري حول انتحار هؤلاء، ولكن أهلهم يتكلمون، وفي مقابلة صحافية أجريت مع تولاد مازال، شقيقة تامانا، قالت إن شقيقها انتحر لأن الجنود “الإسرائيليين” يمارسون عنصرية مكشوفة معه، وهم يطلقون عليه وعلى أمثاله من يهود الفلاشا في الجيش اسم “كوشي” أي (الزنوج)، ويعرضونهم للإذلال والتحقير لمجرد أن لون جلدهم أكثر قتامة من لون جلد اليهود الذين جاؤوا من أوروبا، وقالت تامانا إن شقيقها أبلغها قبل انتحاره أن قائد وحدته أبلغه أنه غير مسموح له باستخدام أكواب الشاي التي يستخدمها باقي الجنود البيض في المعسكر، وأن عليه أن يجلب كوبا من منزله إذا أراد شرب الشاي كباقي المجندين. وقبل مدة، أمر ضابط “إسرائيلي” بنقل جندي من أصل إثيوبي يدعى آفي أسمرة، من عمله في أحد المستشفيات العسكرية، بحجة أن وجود جندي ملون بين العاملين في المستشفى يخدش أحاسيس باقي أعضاء الأسرة الطبية والمرضى البيض، وطلب إلى الموظفين تعليق لافتة على مدخل المستشفى تقول: “لا يسمح بدخول الزنوج”، وقد اكتفت إدارة الجيش “الإسرائيلي” بتوجيه “لفت نظر” إلى الضابط، ولكنها لم تصر على إعادة الجندي إلى وظيفته السابقة. وقال موشيه باهاتا ، رئيس تجمع الفلاشا في “إسرائيل” إن الضباط والجنود في الجيش ينظرون إلى الفلاشا باعتبارهم “بدائيين وقذرين” وأضاف “عندما كنت أؤدي الخدمة في الجيش، كان الجنود يرفضون الأكل إذا علموا أن الطباخ في المعسكر من يهود الفلاشا”. وفي الجيش “الإسرائيلي” حاليا 1750 مجندا من يهود الفلاشا الإثيوبيين الذين يزيد عددهم على في “اسرائيل” 62 ألفا، ونسبة التزام هؤلاء بتأدية الخدمة العسكرية الإلزامية أعلى من غيرهم، إذ إنها تصل إلى 95%، بينما هي حوالي 84% على مستوى “إسرائيل”. ومع ذلك فإنهم يتعرضون لعنصرية وتمييز واضطهاد شديد من باقي “الإسرائيليين”، ونسبة الفقر بينهم مرتفعة جدا، ومعظمهم لا يزال يعيش في الكرفانات التي استخدمتها الحكومة “الإسرائيلية” لإيوائهم عندما نقلتهم في منتصف الثمانينات في أضخم جسر جوي في العصر الحديث إلى “إسرائيل”. وحالة الاحتقان لدى هؤلاء، كما هي لدى اليهود من أصل عربي، مرتفعة جدا، وقبل مدة أثار عدد من يهود الفلاشا واليهود العرب شغبا في أحد الصالات الليلية، وصعد بعضهم إلى المسرح، وانتزع الميكروفون من المطربة، وبدأ يردد أغاني فريد الأطرش وأم كلثوم، وسط تصفيق جمهور الصالة وحماسهم. ويقول اليهود من أصل عربي إنهم يحتفظون بأشرطة لكبار المطربين العرب في منازلهم يستمعون إليها، ويحنون إلى حياتهم السابقة في الدول العربية، ويرفضون الثقافة العنصرية التي تفرضها “إسرائيل” عليهم. ورغم أن أقوى لواء ضارب في الجيش “الإسرائيلي” يتألف من اليهود العرب والأقليات العربية، وهو لواء جولاني الذي قاد المعارك في حرب الأيام الستة وحارب في الجولان في حرب اكتوبر ،1973 فإن ذلك يمكن تفسيره بأن هؤلاء يضاعفون ولاءهم وانتماءهم، لكي يصبحوا أكثر قبولا في المجتمع “الإسرائيلي”، ومع ذلك فإنهم يواجهون بالرفض. وأكثر المشككين في نيّات “إسرائيل” في حديثها عن السلام مع العرب هم الفلاشا واليهود من أصل عربي، ويقول هؤلاء: إذا لم تتمكن “إسرائيل” من تحقيق السلام داخل مجتمعها، وبين سكانها من اليهود، فكيف تحققه مع الآخرين؟