مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 03:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-06-2008, 10:39 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه (Re: عبدالله عثمان)


    .حيدر إبراهيم في حوار المراجعات
    نسخة للحفظ نسخة للطباعة أخبر صديق اضف تعليقك

    لستُ شيوعياً.. وأرفض تماماً عقلية القطيع!

    يتهمه البعض بـ(الفردانية) في العمل والتعامل، لكنه يرد على هذا الاتهام بأنه رجل (مؤسَّسِي) يؤمن بأخلاقيات العمل ويحترم علاقاته وزمنه، وهذا يشعره بالرضا عن نفسه دون أن يكترث كثيراً بتقييم الناس له، حتى ولو وصل الأمر إلى بقائه (دون صليح).
    من إشلاق البوليس إلى بيوت السكة حديد في عطبرة، ومن فرانكفورت إلى القاهرة ثم الخرطوم، تشعَّب حوار المراجعات مع د.حيدر إبراهيم مدير مركز الدراسات السودانية، وتناول همومه التي توزعت بين القراءة والكتابة والبحث والدراسة وبعضاً من صلات بالفكر والسياسة والثقافة. كان صريحاً في بعض الإجابات، مثلما كان دبلوماسياً في الرد على بعضها الآخر، لكن الخلاصة حوار لا يخلو من إفادات تستحق المطالعة والتوثيق على الورق، مثلما كانت على شاشة (مراجعات) على قناة النيل الأزرق.

    أجراه: رئيس التحرير

    • د.حيدر لديه برنامج شخصي قاسٍ يبدأ فيه يومه منذ الساعة الخامسة صباحاً؟

    ـ هذا في أصلي وفي أصل الترابلة عموماً، وحتى عندما دخلت عصر التكنولوجيا تحول معي مزاج الترابلة وتكامَل مع المزاج العصري الجديد، المهم، وفي النهاية، هي محاولة لزيادة عدد ساعات اليوم؛ متبعاً قول الشيخ فرح ودتكتوك: (يا أم البدري.. قومي بدري.. وحِشَّي بدري.. شوفي كان تنقدري).
    في فترات التكوين الأولى كنت أدعي أن لي آباء روحيين منهم الكاتب سلامة موسى الذي كان كأب يوجِّهني حين يقول بوضوح أنك إن أردت الارتباط بالقراءة والثقافة فإنك يجب أن تضحي بالاجتماعيات. المسألة تتعلق بالوقت، وكيف تكيف نفسك على هذا الوضع، من ناحيتي أشعر بقدر من الرضا، ولكن لا أدري كيف ينظر الناس إليّ.

    • يقولون إنك تركت البيت وانتقلت إلى أستديو صغير تعيش عزلة الكتابة؟

    ـ إنه نوع من العزلة المجيدة، ولكن طبيعة العمل مرتبطة بهذه الخيارات، ثم إنني لا أجيد عملاً غيرها، ولذا لا بد أن أذهب في هذا الاتجاه حتى نهايته، وهذا لا يعني أنني لا أحب الناس اجتماعياً، ولكني أريد أن أحل المعادلة، فأكسب زمني وأحب الناس، وإن بطريقة أخرى.

    • إذا أردنا تناول رحلة د.حيدر في نطاق البدايات، فإننا نتوقف عند أربع محطات؛ الأولى هي القشلاق، والثانية جدك أحمد بابكر، والثالثة عطبرة والرابعة فرانكفورت، كل محطة تحتاج منك إلى حديث؟

    ـ عندما سُئلت مرة عن مصدر معرفتي الاشتراكية قلت ببساطة إنني أخذتها من الحياة الاجتماعية التي عشتها في القشلاق؛ فوالدي كان يعمل في البوليس وترقَّى إلى درجة (نقيب)، في القشلاق لا نعرف كلمة (دا حَقِّي)، إذ كنت، عندما أعود من المدرسة، أدخل أول بيت يقابلني وأتغدى وأنام كأنني في بيتي، الناس من خارج القشلاق كانوا ينظرون إلينا كأننا عصبة؛ لأن الناس هناك أخوان. أعتقد أن قيماً كثيرة في تكويني أخذتها من القشلاق، جدي أحمد بابكر كان رجلاً تنويرياً سبق عصره، كان مزارعاً وشاعراً ومادحاً وعسكرياً و(فَكِي)، كان من نوع الشخصيات الشاملة التي تستطيع أن تفعل مجموعة من الأشياء دون ترابط بينها، يكفي أن أقول إنني رأيت مجلة (الرسالة) لأحمد حسن الزيات لأول مرة في مخزنه بالقرير.
    فرانكفورت محطة مهمة ترتبط بخلفية محبتي للسفر، فقد عمل والدي لفترة في عطبرة وهناك ارتبطت بالقطار والسفر، ومن الأسباب الكبيرة التي دعتني لدخول معهد المعلمين أنهم كانوا يصرفون للمعلم يومها راتباً شهرياً يبلغ واحداً وعشرين جنيهاً، ويوم قررت السفر جمعت راتب ثلاثة أشهر وقطعت تذكرة الباخرة من شركة (كونت مخلص) في رحلة من الإسكندرية إلى اليونان، وقد تكررت هذه السفرة أكثر من مرة، وفي عام 1971م قررت السفر إلى باريس، إذ كنت معجباً بالحياة هناك، وقد شجعني أكثر وعد أستاذي الراحل محمد علي مختار أن نلتقي في باريس وأن يساعدني في الحصول على فرصة للدراسة هناك، وفي طريقي إلى باريس قررت أن أزور فرانكفورت وأبقى بها لسبعة أيام، فأصبحت سبع سنوات نلت خلالها درجة الدكتوراة وكان موضوعها (التقارب الاجتماعي بين الشايقية)؛ ليس تعصباً ولكن ذلك يعود لأكثر من سبب، الأول أنني قدمت إلى مشرفي مقترحاً أن أتناول في رسالتي موضوع الإشتراكية في إفريقيا، فاعترض وطلب أن أكتب عن منطقتي وأهلي، وفي النهاية اتفقنا أن تكون الأطروحة شاملةً الفكرتين، وجاء الجزء الأول منها إثنوغرافياً وصفياً عن المنطقة، فيما تناولت في الجزء الثاني مسألة التغيير الاجتماعي.
    نشأ اهتمامي بالموضوع من ملاحظتي للاختلاف الذي يميز هذه الجموعة الإثنية وقد وجدت في كتاب (تاريخ الخرطوم) لمحمد إبراهيم أبو سليم أحد الرحالة هو يصف احتفالات تعقد في الخرطوم قائلاً: (وكان يشارك في هذه العرضة الأتراك والمصريون والسودانيون والعرب والشايقية)، ثم أتْبعتُ ذلك بمقارنة كنت أجريها بين بعض أهلي من جهة والدي الذين رحلوا إلى شندي واستقروا فيها وأهلي الذين كانوا لا يزالون في الشمالية، وقد لاحظت اختلافاً كبيراً بينهم، وقد اكتشفت خلال بحثي أن الشايقية ليسوا مزارعين جيدين كما يشاع والدليل أن موروثاتهم الزراعية هي ملك للنوبة، وأنهم ليسوا (حنينين) كما يشاع ولكنهم واقعيون ويحبون أرضهم وهذا ما جعل حياتهم منظمة بشكل مختلف، كل هذه الأفكار تناولتها في رسالتي.
    عطبرة ارتبطت في ذهني للمرة الأولى بسليمان موسى والشفيع والحركة العمالية وبإضراب البوليس الشهير في 1951م عندما دخلت المدرسة الأولية، وفيها بدأت علاقتي بالقراءة يوم أشركني والدي في مكتبة دبورة فعرفت مجلتي (الصبيان) و(المصور) وغيرهما وظلت تمثل محطة مهمة في تكويني الفكري.

    • هل كانت عطبرة، بكل ما فيها من زخم وحراك، هي المدخل لجذب د.حيدر إلى الحزب الشيوعي؟

    ـ أنا لم أنتمي للحزب الشيوعي ولم أكن في يوم من الأيام عضواً فيه. وعطبرة مدينة جماعية، وبها قدر من المساواة الاجتماعية في معيشة الناس وحياتهم، وكانت بها حركة نقابية نشطة يصر الشيوعيون رغم إسهامهم فيها أنها مستقلة.

    • قلتَ إن محطة القشلاق هي التي قادتك إلى الإشتراكية، أمَا كان بدهياً أن تقودك الإشتراكية إلى الشيوعية؟

    ـ ليس بالضرورة، هذا لسبب بسيط أنني أميل إلى القراءة أكثر من ميلي إلى التنظيم؛ فأنا مثلاً أحب الأدب السو?ييتي وقد قرأته باكراً.

    • إذن، فقط كوابحك الذاتية هي التي حالت دون انضمامك إلى الحزب الشيوعي؟

    ـ أنا من داخلي فوضوي، في داخلي بعض من فوضى باكونين والقذافي وعبد الله زكريا، وهذه الفوضى لا تحتمل التقييد وتقف حائلاً أمام انخراطي في أي تنظيم.

    • لو أنهم أعفوك من التنظيم فهل كنت ستقبل الشيوعية؟

    ـ لماذا تصر على (شيوعي).

    • طيب الماركسية؟

    ـ أنا أعتقد أن التفسير الوحيد الصحيح لفهم المجتمع وتفسير حركته وبنائه كتحليل اجتماعي واقتصادي وتاريخي مكتمل هو التحليل الذي أتى به ماركس.

    • وهل رأيت في عطبرة صراعاً طبقياً بين العمال والرأسمالية؟

    ـ ليس هناك طبقة عاملة أصلاً في عطبرة، حتى العام1945م لم يتجاوز عدد سكان عطبرة السبعة آلاف، عطبرة لم تكن بها مصانع لذلك هم عمال خدمات، وعموماً السودان ليس فيه صراع طبقي وإنما استغلال طبقي، السودان قطر زراعي فلاحي، فلو أن فيه صراعاً طبقياً فقد كان من المفترض أن يظهر عند المزارعين.

    • أنا استغرب؛ لماذا لم يعمل الحزب الشيوعي على تجنيد د.حيدر؟

    ـ عندما أتيت إلى معهد المعلمين دخلت إلى الجبهة الديمقراطية عن تلقاء نفسي، أما تجنيدي فربما كان قرارهم أن أظل متعاطفاً كنوع من المراعاة، في بعض الأحيان يكون المتعاطفون الحقيقيون أكثر فائدة بما يملكون من مساحة للتعامل، أنا شخصياً لم يكن غرضي وهمِّي أن أكون مفيداً للحزب الشيوعي.

    • هذا يعني أنك كنت ماركسياً في بنيتك الفكرية وأن عدم علاقتك بالشيوعيين سببها إشكال تنظيمي يتعلق بطبيعتك الشخصية؟

    ـ إذا كنت تصر على هذه التسمية فلا مانع.

    • وكيف عبرتَ عن الماركسية إلى الصوفية؟

    ـ إن الذي يقرأ الماركسية قراءة جيدة يدرك أنها تهتم بمسألة اغتراب الإنسان الذي يفصله عن الطبيعة. وإلغاء الاغتراب هذا فيه روحانية كبيرة جداً وهو يعني إلغاء الاغتراب بين داخل الإنسان وخارجه وهذا بعض من الصوفية.

    • لكن الغيب حاضر في الصوفية، في حين أن الماركسية ضد الغيب؟

    ـ الصوفية سلوك، وإلغاء الاغتراب عند الماركسية هو ما يجعل الانسان متسقاً، وبمفهوم ديني بسيط يمكن اعتبار الآلاف من الشيوعيين الذين ماتوا خلال الحرب العالمية الثانية شهداء رغم أنهم ملحدون، أنا أفسر ذلك بأن لديهم ما آمنوا به روحياً إلى درجة الموت من أجله، عندما يصل الإنسان إلى حد المراهنة بحياته فحتماً هناك ارتباط روحي.

    • أنت تسعى إلى نوع من المقاربة بين الصوفية والماركسية، ولكن الماركسية، بالفهم البسيط، نقيض السماء، في حين أن التصوف هو ابن المشروع السماوي، أين تجد العلاقة؟

    ـ الإنسان مستويات ورؤى، فأنا، عندما أحلل حياتي مثلاً، أجد مجموعة من الشخصيات التي تأثرتُ بها رغم تناقضها؛ فأنا تأثرت بمحمود محمد طه والتجاني الماحي وخضر بشير ومحمد محمد علي وإسماعيل عبد المعين، وعندما أراجع أجد أن ما يربط كل هذه الشخصيات هو خيط صوفي، المعنى البسيط للصوفية هو السلوك غير المتناقض.
    من الأخطاء التي تردد أن للماركسية مشكلة مع الدين، وكتابي (لاهوت التحرير) مثلاً يشرح كيف اندمجت الماركسية في أمريكا اللاتينية وتحالفت مع الكنيسة الكاثولوكية، قضية الماركسية الأساسية لم تكن مع السماء ولا كانت متعلقة أساساً بإذا ما كان هنالك إله أم لا. إنها قضية الأرض، وكيف يمكن أن تتحقق العدالة، الكنيسة الكاثوليكية كانت ضد الحياة والإنسان، فحدث الإصلاح الديني من داخلها، ومارتن لوثر لم يكن ماركسياً لكنه اعتبرها بشكلها القائم أفيوناً للشعوب، أنا شخصياً ليست لدي مشكلة في التعامل مع الغيب، وأعتبر أن مشكلة الإنسان أن يمنح حياة منذ يوم يولد إلى أن يموت وأن يعيشها بكرامة بحيث إذا سئل عنها يوم يخرج منها لقال إنها حياة جديرة بأن تعاش.

    • لماذا لم يجذبك محمود محمد طه؟

    ـ كنت قريباً منه، وكان يعجبني سلوكه، ولكن الفكر الجمهوري به ثغرات كثيرة، محمود يتحدث عن الاتساق بين الفكر والقول والفعل وهذا كلام متطور، وأنا أقدر جداً كونه دافَع عن فكرِه حتى المشنقة بغض النظر عن صحة الفكرة أو خطأها.

    • وما رأيك في مشروعه الديني؟

    ـ أفكاره في القضايا ذات الصلة بالدين لم تكن جديدة، والرسالة الأولى والثانية فيها حيلة قديمة من الحيل الفقهية، لكن الناس يومها لم تكن في استعداد فكري ونفسي لتلقي هذه الأفكار رغم أنها أعطته فرصة كمجدد ليقدم قراءة جديدة للقرآن الكريم، وقد كتبت ناقداً لها، ودليلي على عدم صحة هذه الأفكار أنها أصبحت اليوم صفوية، ولو أنها وجدت جماهيريتها لكانت مستمرة حتى اليوم، ولكنها أصبحت فكرة نخبة قليلة كانوا تلاميذ محمود الذين لم يستطيعوا الاستمرار بعد إعدامه لكن هذا لا يمنع من القول بأن مواقف محمود عن الاشتراكية والمرأة وغيرها كانت جاذبة لي.

    • يقدِّر البعض، من خلال موقفك من الحوار القومي الإسلامي الذي دعا إليه مركز دراسات الوحدة العربية، وكذلك موقفك من الفكر الجمهوري، أنك لست من أنصار التقارب بين الأصالة والحداثة؟

    ـ أنا لست من أنصار التوفيقية أو التلفيقية التي لا تقوم على أسس فكرية؛ فالعمل الذي قام به مركز الحوار القومي هو عملية تلفيقية أكثر من أي شيء آخر. أنا أفهم أن الحوار يقوم على أسس معينة، وأنت، عندما تحاور من تختلف معه، فإنك تحاول الوصول إلى المشترك بينكما، القوميون يرفعون اليوم شعارات الاشتراكية والوحدة العربية، والإسلاميون ضدها تماماً، بل ويعتقدون أن النظم القومية هي أشد مَن أساء إليهم من النظم منذ عهد عبد الناصر والبعثيين، ليست هنالك واو عطف بين الفريقين، وما تم ليس حواراً فكرياً، ويمكن أن يبحثوا لها عن تسمية حتى لو كانت جبهة سياسية ضد الإمبريالية.

    • أما من سبيل إلى الاتفاق والتعايش بينهما؟

    ـ بلى، بأن يقفزوا على خلافاتهم الفكرية لكي يحققوا الاتفاق السياسي فقط.

    • د.حيدر أسَّس مركز الدراسات السودانية واستهل نشاطه بكتاب (أزمة الإسلام السياسي)، البعض يرى أن الكتاب كان محاولة لتدشين العلاقة بينك والمعارضة السودانية؟

    ـ لا، ليس تدشين صلة؛ فأنا أصلاً معارض، لكن التاريخ يقول إن فكرة المركز بدأت منذ فترة أبعد، مع الراحل أبو القاسم حاج حمد. وفي جامعة الجزيرة كان همي إنشاء مركز للدراسات السودانية، دون أن أربط ذلك بالمعارضة، وربما القدر هو الذي جعله يبدأ في ذلك التوقيت؛ أي العام 1991م، عندما كانت بيوت الأشباح والتعذيب والتشريد. الشكل الذي وضعته للمركز لا صلة له بالمعارضة أو الحكومة، وما قدمته يومها كان إسهامي في الكشف عن النظام.

    • ولكن المركز، ظل وعلى طول الخط، يعبِّر عن لون واحد هو لون المعارضة؟

    ـ هذا غير صحيح، عندما أقمت ندوة لتقييم التجارب الديمقراطية في السودان، وقدم فيها د.عبد الوهاب الأفندي ورقة، انتقدني الناس أن أقدم الأفندي، وهو يعمل يومها ملحقاً إعلامياً للحكومة في الخارج، فدافعت عن ذلك بأن الديمقراطية تقتضي أن تسمع رأي الجميع، وكذلك فعلتُ عندما أقمت ندوة أخرى حول التنوع الثقافي؛ حيث بعثت بالدعوة إلى د.حسن مكي في السودان، ورغم ذلك قال لمن أتاه بالدعوة إن مركزالدراسات السودانية مركز مشبوه.

    • هل أنت راضٍ عن المعارضة السودانية وألوان طيفها؟، وهل قدمت فيها نقداً حقيقياً؟

    ـ لو سألت المعارضة عن رأيها فيَّ فستجده نفس رأي الحكومة فيَّ، أنا على قناعة بأنه ليس بالضرورة أن ترضى عنك الأطراف، وهذا البلد لم يصل إلى هذه الحال إلا نتيجة مشاكل ظلت تتضاعف منذ الاستقلال، فوصلنا إلى هذا الدرك من السوء والانحدار الذي أسهم حكم الجبهة القومية في مفاقمته بأساليب جديدة لم تكن موجودة.

    • هل يمكن القول إن نقدك للحزب الشيوعي السوداني كان نقداً خجولاً؟

    ـ لا.. لم يكن كذلك؛ لديَّ العديد من الكتابات عن الحركة الوطنية عموماً، وعن الشيوعيين، وحسبك أن تسألهم عني، ستجد أن رأيهم لا يختلف عن رأي غيرهم، ليس هناك طرفٌ راضٍ عني.

    • لا الحكومة ولا المعارضة ولا الشيوعيون ولا الإسلاميون راضون عنك؟، أنت في موقف فردي مختلف؟

    ـ أعتقد أن السودان بلد محافظ، ويعتمد ما يسمى (عقلية القطيع) الذي لو خرج أحد أفراده جانباً فإن النبال تنهال عليه، لو فكرتَ في التجديد قالوا أنك (مخالف) أو قالوا أنك تبحث عن أمجاد شخصية، كل ما في الأمر أنني أحاول أن أجرب دروباً غير تلك التي يألفها الناس.

    • مركز الدراسات السوداني هو د.حيدر إبراهيم؟

    ـ هذا اتهام كثيراً ما يتردد، وأنا أقول لو أنه كان ذلك لكنت سميته باسمي، هذا المركز ملك للشعب وللدراسات السودانية، المركز يقدم كل سنة تقريراً استراتيجياً عن السودان، وهذا ما لم ينجح فيه مركز آخر مثل مركز الدراسات الإستراتيجية الذي يديره وكيل وزارة أو وزير دولة، حيث توقفوا بعد ثلاثة تقارير.

    • د.حيدر (لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب)، قدَّم كذلك نقداً للمثقف السوداني؟

    ـ هذا يعود بي إلى ذِكْر (عقلية القطيع). في البلدان الفقيرة، يدفع المزارعون والعمال (دم قلبهم) حتى يتعلم المثقف ويكمل دراسته الجامعية بالداخل والخارج. ولو أن هذا المثقف السوداني حرص على الأقل على رد الجميل لما وصل السودان إلى هذه الحال، أنا أنتقد المثقف من ناحية التزامه بقضايا شعبه الحقيقية. هل بالضرورة أن يظل المثقف على الدوام أنانياً؟، هناك نماذج مشرقة لمثقفين وصلوا إلى حد تقديم أرواحهم دفاعاً عن قضايا شعبهم؛ مثل محمود محمد طه وعبد الخالق محجوب وغيرهم، وهؤلاء هم النموذج الذي نبتغيه لا ذلك المثقف الموظف الذي ينتظر إكرامه بـ(ظرف) لو أنه شارك فقط في اجتماع عام.

    • هل تعني أن المشهد الثقافي في بلادنا اليوم (مُسَيَّس)؟

    ـ الحقيقة إن السياسة تطغى على الثقافة اليوم في السودان؛ فالحاكم وصاحب السلطة هو من يطغى اسمه، لا المثقف. د. الترابي يدلل على هذا الخلل بالتذكير أن الناس سابقاً كانوا يتذكرون الشيخ عبد القادر الجيلاني مثلاً ولا يتذكرون الحاكم في زمنه، اليوم يعرف الناس ويتذكرون الساسة فقط.

    • احتراف البحث والدراسة يتطلب حيدة، هل يعتقد د.حيدر أنها متوافرة فيه؟

    ـ أحاول قدر الإمكان أن أكون محايداً، في وضع مثل وضع السودان من الأفضل أن لا تكون ظالماً.

    • د.حيدر إبراهيم ركب موجة العداء للإسلاميين؟

    ـ ليس صحيحاً، أنا لديَّ عمل ومشروع قديم، ولا أعادي الإسلاميين ولم أهاترهم يوماً، أنا ضد الحركة الإسلامية في أمرين واضحين؛ هما التعذيب والفساد، لو أنهم قدَّموا نقداً لأنفسهم لكفونا كل هذا العناء، لكن المشكلة أنهم لم يعترفوا.

    • وهل يستحق الآخرين أي نقد حتى لا نقع في ذات الأخطاء؟

    ـ الآخرون نقدناهم كذلك، والسكوت ليس شيمتنا.

    • أما من سكوت متبادل بينك والحزب الشيوعي؟

    ـ عندما كنت بالقاهرة كنت أهاجم التجمع، ولم يعتبر الاتحاديون أن في ذلك هجوماً على الحزب الاتحادي الذي كان رئيسه يقود التجمع، لكن الشيوعيين اعتبروا نقدي موقفاً عدائياً من حزبهم، وعندما دعوت في العام 1995م إلى عودة المعارضة المقيمة في الخارج إلى البلاد هاجموني أيضاً وقالوا إنهم كانوا يعتبرونني ضمن معسكرهم.

    • هل تشعر بالرضا حيال تجربتك في مركز الدراسات السودانية؟

    ـ هو ليس بالرضا الكبير؛ لأنه مشروع مستمر، ما يرضيني أننا نفكر دائماً في المستقبل عبر مشروعات، المركز يعمل كذا وكذا ويفكر في إنجاز كذا وكذا، وقديماً قالوا: كن واقعياً واطلب المستحيل.

    • أحاديث كثيرة تدور بين المثقفين عبَّروا فيها عن عدم رضاهم عن (فردية) د.حيدر في التعامل؟

    ـ أنا لست فردياً، لكن السودانيين ليست لديهم أخلاقية عمل؛ فأكثرهم لا يلتزمون بالمواعيد ولا يحترمون الوعود، خذ مثلاً أننا نطالب المشاركين في مجلة (كتابات سودانية) ربع السنوية بتسليم موادهم قبل فترة كافية، لكن أغلبهم لا يحرص على التسليم إلا قبل أيام من الصدور، برغم أننا نكافئهم مالياً مقابل أعمالهم، مع العلم بأن العديد من الدوريات لا تفعل ذلك، ويكفي أن أدلل على ذلك بالقول إن خير الدين حسيب الذي يصدر مجلة (المستقبل العربي) عن مركز دراسات الوحدة العربية قد كتب على الصفحة الأولى من مجلته بأن (لا مكافآت) للمشاركين.

    • من أين يموَّل د.حيدر المركز؟

    ـ أكثر من ثلاثين عاماً وأنا أجوب أطراف الأرض، ولو أنني بعد كل هذه السنين بقيت بلا علاقات ولا معارف فلا بد أنني شخص عاطل، هي ليست كلها علاقات وإنما مصالح مشتركة.

    • المنظمات الدولية حاضرة في تمويل بعض الأنشطة؟

    ـ أنا أتعامل مع عدد من الجهات كشريك، وليست هنالك يد عليا وأخرى دنيا، ولم يحدث أن كتبت أو نشرت عملاً تحت إملاء او وصاية، أنا أتعامل مع الأمم المتحدة ومنظماتها ومع مراكز الوحدة العربية والسفير وغيرها، وأؤمن بأن هناك ما يسمى (مجتمع مدني عالمي) والمركز في السنوات الأخيرة يحمل سمات عالمية.

    • لكن هذه المنظمات لها أجندتها وأهدافها أيضاً؟

    ـ ليست كلها، أنا أميِّز.


    http://newkhartoum.khartoummag.com/view.asp?release=52&...tion=article&id=1189
                  

العنوان الكاتب Date
مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:35 PM
  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:39 PM
    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:40 PM
      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:42 PM
        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:43 PM
          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:45 PM
            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه حيدر حسن ميرغني10-06-08, 08:57 PM
              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:23 PM
                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:28 PM
                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:30 PM
                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:42 PM
                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:46 PM
                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:52 PM
                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:56 PM
                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:08 PM
                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:13 PM
                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:18 PM
                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:21 PM
                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:23 PM
                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:29 PM
                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:32 PM
                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:36 PM
                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:39 PM
                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:44 PM
                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:46 PM
                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:52 PM
                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه مامون أحمد إبراهيم10-06-08, 11:17 PM
                                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:29 PM
                                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:31 PM
                                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:32 PM
                                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:34 PM
                                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:36 PM
                                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:50 PM
                                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:03 PM
                                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de