الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 00:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-24-2007, 02:54 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! (Re: Abu Eltayeb)


    أستراحة تحكى المزيد من "تناقضات" السلفيين - لمن يصبر عليها -
    ========
    نقلا عن ما كتب في جريدة الرياض الجمعه 26ربيع الثاني 1421ه العدد11722زاوية تحقيقاتالعلماء والفقهاء والدعاة يفتحون قلوبهم
    طنطاوي, واصل, القرضاوي,عمارة, شلبي, محمود, وآمنة يتحدثون عن "أسرار" بيوتهم
    القرضاوي: أفضل مشاهدة الأعمال الكوميدية لأنها تريح النفس من التعب والإرهاق

    حسن عبدالله *



    بيوت العلماء والفقهاء والدعاة اسرار, والدخول اليها يحتاج الى "تأشيرة" خاصة.. فهي لا تفتح للصحفيين الا عند "الضرورة الصحفية" القصوى, وبعد الحاح شديد, ووساطة المعارف والاصدقاء. والاهم هو خزانة الاسرار العائلية التي تعطيك صورة كاملة عن "الوجه الآخر" للداعية والعالم اما مفتاح تلك الخزانة فهو الفهم الصحيح للتركيبة الانسانية لكل عالم او مفكر او فقيه على حدة.

    معظم اثاثات وديكورات بيوت العلماء عصرية, وقد تطعم ببعض الارابيسك او اللمسات الفنية الاسلامية, الا ان ذوقها العام "عصري" الصالونات فخمة.. ضخمة.. مذهبة.. ترى مثلها كثيرا في منازل ابناء الطبقة المتوسطة, التي وحد اذواقها الاثاث الدمياطي الشهير. الستائر مشغولة بالورود, والحوائط تزدان بآيات قرآنية منقوشة بالخط العربي, او بصور فوتوغرافية شخصية, او مناظر طبيعية لجداول الماء والانهار والاشجار. قدماك لا تغوصان في فراء السجاد المصري الذي يغطي الارضيات, لانه ـ ببساطة ـ من النوع المعتدل الثمن, والذي ينتشر في معظم البيوت.

    يدور الحديث في الغالب عن زوجة الشيخ وليس معها, ويشترك في الحديث الاحفاد والابناء, وبالطبع هناك مناطق "محظور" الاقتراب منها..

    الآن اقف امام منزل الداعية والمفكر الاسلامي د. يوسف القرضاوي, يقع المنزل في مدينة نصر ـ وبالتحديد في اشهر شوارعها واكثرها صخبا شارع عباس العقاد ـ وبعد الانعطاف يمينا في شارع هادي اصل الى "بناية" بيضاء تتكون من 5 طوابق الواضح انها تخص اسرة الشيخ القرضاوي, لان اهلها يتخاطبون عبر بئر السلم بصوت مرتفع, كما ان الشيخ يشغل طابقها الارضي بمكتبة ضخمة.. تتكدس كتبها في صناديق وفوق ارفف تحتاج الى تنظيم مدخل البناية ابيض اللون.. وتحيطه على الجانبين نباتات ظل خضراء مزروعة في احواض رخامية. صعدت السلم على قدمي, حتى الطابق الثالث.. وانفتح الباب: انه الطابق الذي تعيش فيه اسرة الشيخ القرضاوي. تتناثر قطع بسيطة من الاثاث.. ويتوسط الصالة جهاز تلفزيون. دخلت حجرة صالون عصرية تطل على حديقة موصولة بحديقة كنيسة فخمة. الجدران سلسة لا تغطيها سوى لوحة لآية قرآنية تحمل دعاء: ربنا لا تزغ قلوبنا اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب . دق باب الحجرة بهدوء ودخل الشيخ الفقيه القرضاوي بجلباب بيت ابيض ولا عمامة. خلع خفه امام الباب واقبل باتجاهي ليصافحني. وجهه مضيء لكن آثار الاعوام الـ 73 التي يحملها فوق ظهره رسمت خطوطها, فقد اشتعل شعر اللحية شيبا, فيما بقي شعر الرأس رماديا. قلت للشيخ: لولا الـ 20 كتابا التي قرأتها لك فلربما كنت الآن ارهابيا!؟

    ضحك الدكتور القرضاوي وهو يقول 20 كتابا فقط؟! لقد كتبت 90 كتابا فلماذا لم تقرأ الـ 70 الباقية؟ قلت: سأقرأها. وسرح الشيخ ببصره قليلا باتجاه جارته الكنيسة وابتسم وهو يبوح: الحب والتسامح والاخوة هي اهم ما يميز اهل مصر, ان الاسلام بريء من اي تعصب او تطرف او تشدد او ارهاب, ولا اتصور ان هناك مسلما يضع قنبلة في ميدان عام, او يحطم كنيسة باسم الدعوة, فالاسلام بريء من هؤلاء جميعا.

    يقيم الدكتور يوسف القرضاوي في هذا المنزل خلال فترة الاجازات, حيث استقر به المقام في دولة قطر الشقيقة, لكن الشيخ جهز المكان لاقامة دائمة ولذلك سألته: كيف تختار اثاث بيتك مع ملاحظة غياب ملامح الفنون الاسلامية سواء في الديكورات او في الاثاث؟ ابتسم د. يوسف القرضاوي وهو يقول: اثاث المنزل وديكوراته من اختيار زوجتي وابنائي.. فكثرة الاسفار وتعددها وامور الدعوة والكتابة لم تترك لي فرصة للاهتمام بمثل هذه الامور. اما عن الارابيسك والمقرنصات والفن الاسلامي الاصيل فنحن نجل هذا ونقدره وندعو الى الابداع فيه والتمسك به.

    بدأ المصور يلتقط الصور للشيخ القرضاوي فاستمهله حتى يرتدي الجبة والعمامة.. فسألته: لماذا تصر على ارتداء الزي الازهري رغم ان معظم علماء الازهر قد هجروه الى البدلة؟ فقال بعد ان ارتدى العمامة والجبة: هدا الزي عرف به العلماء فهو يعبر عن الشخصية الازهرية, وحتى عندما ذهبت الى الخليج وقدمت برنامجين تليفزيونيين في تليفزيون قطر وقناة الجزيرة (هما هدي الاسلام ـ والشريعة والحياة) تمسكت بهذا الزي, وارى ان شيوخ الازهر ينبغي ان يحتفظوا بهذا الزي مع اللحية والعمامة, احياء لهذا السنة.


    أصالة ومعاصرة

    الشيخ القرضاوي مفكر وفقيه واقعي يعرف ملامح مدرسة التربية الاسلامية ويطبقها في بيته. فالشيخ ربى اولاده الخمسة تربية انسانية وعلمية شديدة الرقي, وبعضهم يتقن عزف الموسيقى ويعزف الآلات الشرقية والغربية, واعطى لبناته الاربع فرصة الصعود في طلب العلم حتى الدكتوراه في الكيمياء والفيزياء النووية, وفسخ ـ بلا تردد ـ خطبة ابنته لأن خطيبها رفض ان تعمل, وفيما تبدو مشغولا بالنظر الى اركان البيت وحولك تتهادى الى سمعك نغمات صوت فايزة احمد تغني "بيت العز يا بيتنا" او ثورة يقودها عبدالوهاب باغنية "اخي جاوز الظالمون المدى" او صوت ام كلثوم مطرزا بقصيدة ايمانية روحانية تناجي "على روحي بكت روحي.. على عيني بكت عيني".

    وانتبهت الى صوت د. يوسف القرضاوي وهو يقدم لنا الشاي والبتي فور ويقول: حاجة خفيفة حتى الغداء ان شاء الله. واقترب الحفيد عمر 13 سنة نحو الجد فقبله, وجاءت اصغر حفيدة للشيخ القرضاوي "يسر" بعمامة جدها وقفزت على كتفه فابتسم الشيخ الجد وقال: عندي 4 بنات, الاولى حاصلة على الدكتوراه في الفيزياء النووية, وذهبت في بعثة الى امريكا, والثانية دكتوراه في الكيمياء وهما مدرستان في الجامعة, والثالثة تدرس دكتوراه في كلية البنات بقطر, والرابعة حصلت على ماجستير في الهندسة الوراثية من امريكا واكتفت بهذا, وعندي ثلاثة اولاد ذكورا اكبرهم يدرس الدكتوراه في الهندسة بامريكا, واوسطهم يدرس ماجستير شريعة في دار العلوم, واصغرهم ـ مهندس يعمل بوزارة الكهرباء بقطر. وعندي 11 حفيدا كلهم اولاد البنات, واصغرهم الصغيرة "يسر" التي تشاغبني دائما وتهتم بأمر عمامتي.

    سألت الشيخ القرضاوي: هل تساعد زوجتك في "شغل " البيت؟ وهل تسمعها كلاما حلوا طيبا؟ فانفجر ضاحكا وهو يقول: اما عن الكلام الطيب فالحمد لله متوفر بشدة, واما عن المساعدة في "شغل" البيت, فأنا "خايب" جدا, حتى عندما كنت طالبا رزقني الله بمجموعة من الزملاء الذين يحسنون الطهو والغسيل وكل هذه الاعمال فكانوا يقومون بهذا الامر نيابة عني فطبيعتي كرجل فكر واشتغال بالعلم تجعلني اجلس 14 ساعة يوميا لاقرأ واكتب.. والحمد لله رزقني الله بزوجة ربة بيت من الطراز الاول وام لا نظير لها, وهي كفتني كل هذا. وفي شهر ديسمبر من كل عام اقدم لها هدية بمناسبة عيد زواجنا حيث اننا تزوجنا منذ حوالي 43 سنة.

    يستمع الدكتور يوسف القرضاوي للغناء في اوقات فراغه: "الحقيقة انني لا استطيع سماع اغنية عاطفية كاملة لام كلثوم, لانها طويلة جدا وتحتاج الى من يتفرغ لها. لكني استمع الى فايزة احمد وفيروز وشادية وهي تغني يا دبلة الخطوبة, ولا تسألني لمن استمع من الجيل الحديث لانني من الجيل القديم وارى ان الجيل الماضي من المطربين والمطربات اقرب الى نفسي من الجيل الجديد. ويضيف: "والحقيقة انني افضل مشاهدة الاعمال الكوميدية لعادل امام وفؤاد المهندس ودريد لحام لانها تريح النفس من التعب والارهاق".

    وقبل أن يودعنا الشيخ يوسف القرضاوي ألقيت نظرة على صومعة الكتابة في الطابق الخامس فبدت "محراب علم" حيث الهدوء والسكينة والفراغ الذي يفتح النفس للقراءة والكتابة, وبدت فيها ملامح "مزاج فني" فالقرضاوي شاعر وله ديوانان.


    شيخ الأزهر

    وكما جمعتهما الصداقة طوال فترة البداءة الاولى, وقبل "وهج" المناصب والشهرة والآراء المتباينة التي ادت الى توتر العلاقة بينهما, جمع شارع عباس العقاد الشيخين: القرضاوي, والامام الاكبر د. محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر, فالقرضاوي يسكن في اوله وطنطاوي يسكن آخره في شارع جانبي. تستطيع ان تشاهد الامام الاكبر د. طنطاوي ـ يوميا ـ وهو يتمشى بعد الفجر, وقبل العشاء وبعدها, مرتديا جلبابا ابيض, ويعتمر طاقية بيضاء.. وربما كان في صحبته احد أحفاده, وهذا هو سر القوام المتماسك للدكتور محمد سيد طنطاوي حيث يسير حوالي الساعتين يوميا, اضافة الى التزام الامام الاكبر بنظام غذائي يتناسب ومرض السكر الذي اصيب به مؤخرا.. ويؤدي الى عصبيته وتوتره, يتكون منزل شيخ الازهر من 6 طوابق, ويعيش الشيخ مع حرمه ـ التي هي ابنة عمه في نفس الوقت ـ في الطابق الثاني, ويشاركه اولاده واحفاده السكن في بقية الطوابق.

    يبدأ شيخ الازهر السنة الثالثة والسبعين من عمره في الثامن والعشرين من اكتوبر القادم حيث ولد في نفس الشهر عام 1928م بقرية سليم الشرقية بمحافظة سوهاج التي تقع جنوب مصر على بعد ستمائة كيلومتر من القاهرة, وقد انجب الشيخ الجليل ثلاثة اولاد: أحمد ويعمل بالجهاز المركزي للمحاسبات, وعمرو وكيل نيابة, والابنة تعمل طبيبة, وكلهم متزوجون ويعيشون في كنف الشيخ الذي يعلق: "انني واحد من اسرتي ومسؤول عنها مسؤولية كاملة ولقد تزوجت منذ 40 سنة واعيش حياة زوجية هادئة, واعرف حق زوجتي علي كما انها تبادلني هذا الحق نفسه والشعور تجاهي. "فالست أم احمد" انسانة هادئة وطيبة وكريمة, واولادي كلهم متزوجون ومعي عدد من الاحفاد التقي بهم دائما ولا يكاد يخلو يوم الا والتقي بهم لانهم يسكنون معي في المنزل نفسه. وهم امتداد لي.. كما أنهم قرة العين.. وحبي لهم لا يوصف".

    يجلس الشيخ محمد سيد طنطاوي في ركنه المفضل بالصالون بجوار منضدة تحمل مجسمين فضيين للازهر الشريف, ولوحة ذهبية لاسماء الله الحسنى, ومجسم ذهبي لاسم الجلالة محفورا ومكتوبا بالخط الكوفي, وثمة باقات ورود صناعية تحيط بطرفي المنضدة.

    تقفز الحفيدة "نورهان" الى حضن جدها فيتلقفها بحنو ويدللها: حاسبي يا بت يا نور. يا حبيبة قلبي اهدئي. لكن الصغيرة تستمر في مداعبتها لجدها وتفرض على الجميع وجودها.

    يبدأ د. محمد سيد طنطاوي يومه بصلاة الفجر وقراءة القرآن, ثم ينام قليلا ليستيقظ ويذهب الى مكتبه بالمشيخة قبل جميع العاملين, ويبدو مكتب الشيخ طنطاوي في مشيخة الازهر التي بنيت واثثت على الطراز الاسلامي, وزينت بمختلف صفوف الفن الاسلامي من ارابيسك ومقرنصات واطباق نجمية ومشربيات, يبدو رحبا وانيقا ومتناسبا مع كونه مكتبا لشيخ الازهر.

    ويبتسم شيخ الازهر وهو يقول: "نحن على وشك الانتهاء من دراسة انشاء كلية للفنون الاسلامية, تدعيما واظهارا للفنون الجميلة الاسلامية, التي ابدعها الفنان المسلم وهي كثيرة. والحمد لله فقد نشأت محبا للمناظر الجميلة, والفنون الاسلامية من ارابيسك وعمارة اسلامية, لانها تمثل جوهر الاسلام مجسدا في مشربية او مئذنة او منبر, واتصور ان دور عالم الدين ليس فقط مجرد نشر العلم, ولكن اظهار الجمال المكنون في روح الاسلام وتعاليمه ومبادئه".

    قلت للشيخ: تختفي كلمات الحب بين الازواج بعد عدة سنوات من الزواج, وانت بعد 40 سنة زواج هل مازلت تقول لزوجتك: "احبك"؟ وضحك شيخ الازهر د. محمد سيد طنطاوي وهو يجيب: رسولنا الكريم كان يحب زوجته ام المؤمنين عائشة ويقول: "رزقت حبها" وكان يخاطبها باجمل واعذب كلمات الحب, ولذا فان الازواج الذين يحجمون عن قول كلمات الحب لزوجاتهم لا يفقهون الاسلام جيدا. وانا بالطبع لا اتردد في ان اقول لزوجتي "احبك" اكثر من مرة, وفي كل وقت, وان لم اقلها بلساني, اقولها بكل جوارحي وسلوكياتي, وقد تغضب زوجتي لسبب ما فأصالحها بكلمة طيبة وبالدعاء لها او بعمل "كوب شاي" وتقديمه لها, في جلسة صفاء ومودة نستعيد فيها ذكريات السنين التي مرت بنا منذ زواجنا. واذكر انه في السنة الاولى من زواجي كانت العلاقة مع زوجتي تقوم على نوع من الاعتداد بالنفس من كل جانب, ولكن بمرور الايام وبعد ان انجبنا وتقدمت بنا السن تغيرت كل هذه الامور, واصبحت العلاقة تقوم على التسامح والود, ويجب ان يركز الابوان حياتهما على تربية الابناء والبنات تربية كريمة, وانا شخصيا اميل الى ان يؤخذ الذكور منذ الصغر بالحزم, بينما تربى البنات بشيء من الرأفة والتسامح واللين, لان القاعدة الاصولية تقول "ما بالذات لا يتغير".

    يشاهد شيخ الازهر التليفزيون ويحرص على متابعة نشرات الاخبار والاحاديث الدينية, والاقتصادية والاجتماعية ويتابع الاعمال الدرامية الكوميدية والاجتماعية, ويستمع الى اغاني ام كلثوم الدينية. ويقرأ حوالي 5 ساعات يوما.

    ومددت يدي لاصافح الامام الاكبر د. محمد سيد طنطاوي مودعا, لكن سؤالا قفز الى ذهني فقلت: هل انت كشيخ للازهر ـ رجل دين ام سياسة؟ فاجاب الشيخ بهدوء: "لا, فبالطبع انا عالم دين متخصص في الامور الدينية الشرعية, ولكن اذا كانت السياسة هي معرفة كما يجب علي نحو وطني وامتي فهو امر واجب, وانا سياسي بهذا المعنى, ومن هنا فالسياسة لا تتعارض مع الدين".


    من اليسار إلى الإسلام

    استدير الى الخلف.. لاتوجه الى منزل المفكر الاسلامي د. محمد عمارة الذي يسكن احد اكثر احياء القاهرة ازدحاما واكتظاظا بالسكان وهو حدائق الزيتون. لا اعرف كيف اصف منزل الرجل الذي بدأ حياته شيخا معمما ثم ثائرا يساريا وانتهى به المقام الى حيث بدأ.. مفكرا اسلاميا مدافعا عن الاسلام, وطارحا مشروعا فكريا مهما؟! كل ما اذكره اني دخلت بيت د. محمد عمارة مرات عدة, وفي كل مرة اسأله بالحاح: لماذا تصر على السكن هنا وكيف تكتب في هذا المكان؟ فيضحك ويكم عباءته من حوله ويبتسم في بساطة: انا احب هذا المكان, واعيش فيه منذ 30 سنة, واشعر انه يناسب صحتي وانا في هذه السن, فهناك نسمات طرية تهب من بين اشجار نادي المياه المقابل لنا, ورغم ان عندي شقتين لابنائي, وفيهما الكثير من الكتب, فانني انطلق هنا على سجيتي".

    يشرف الدكتور محمد عمارة على السبعين من عمره, عاش منها 6 سنوات في سجن الواحات, و30 عاما في هذه الشقة التي لا تزيد مساحتها على 60 مترا, يكتب فيها ويقرأ ويأكل ويشرب ويستقبل ضيوفه وتجد العصافير الملونة حبيسة الاقفاص مكانا لها ايضا حيث تتدلى اقفاصها قريبا من المكتب الذي يكتب عليه د. عمارة. اعود الى الوراء قليلا واتأمل: العمارة تآكلت اطرافها وتساقطت احجارها, وطمس الزمن ملامحها تماما, وربما اصابها الترنح تحت وطأة تلك النسمة الطرية التي يتحدث عنها د. عمارة.. واذكر انني كنت اسارع في الاتصال بالدكتور محمد عمارة عقب الاعلان عن اي هزة ارضية, وحتى ولو خفيفة جدا للاطمئنان عليه لانني لم اكن اتصور ان هذا البيت من الممكن ان يصمد امام اي هزة قوتها (3) بمقياس ريختر!!

    يستقبلك د. محمد عمارة بجلباب "شعبي" ابيض وبابتسامة تختزل حالة النقاء الثوري اليساري القديمة وتمزجها بزهو وروحانية المفكر الاسلامي الذي يعمل له "اليسار" الآن الف حساب. يضحك د. عمارة ويعلق: "اعتقد ان الله ـ سبحانه وتعالى ـ له مقادير وتقديرات. فهذه الاطلالة على اليسار كانت بمثابة "بعثة" لاكتشف مفاتيح هذا الفكر, حتى يأتي اليوم الذي يحتدم فيه الجدال مع الاسلام, واكون من اقدر الناس على كسر شوكة اعداء الفكر الاسلامي من اليساريين والمتغربين".

    لشقة الدكتور محمد عمارة التي تقع في الطابق الثاني من البيت العتيق, عبقريتها الخاصة, فعندما تجلس في الصالة ستكتشف بعد قليل ان هذا هو الصالون, وهو عبارة عن عدة كراسي فوتيه يجمعها لون واحد, ويبدو انها اثاث زواج د. عمارة, اي ان عمرها اكثر من 35 سنة, ويأخذك الحديث الى المكتب الذي شهد ابداعات د. عمارة فتكتشف انك ما زلت في الصالة, وتنظر حولك فتجد انك لم تخرج من الصالون, وقبل ان تسأل د. عمارة عن سر عبقرية هذا المكان, يصلك صوت زقزقة عصافير من الشرفة المزروعة بنباتات ظل لتكتشف من جديد ان الشرفة دخلت على حجرة المكتب المنصوب في الصالون التي هي "الصالة" ايضا!! وفي كل الاماكن والاحوال والاركان تطل عشرات الكتب التي سرحت من باب الشقة وحتى اقفاص العصافير. اجلسني د. محمد عمارة على الكرسي الذي يكتب عليه, اكراما لي, جلست فانحشرت وراح الكرسي يتأرجح لكني صمدت وسألته: اراك لا تتوقف عن ادارة المعارك الفكرية فكيف تدير بيتك؟ فأجاب وهو مستريح فوق "فوتيه تاريخي": تزوجت وعمري 35 سنة. وانجبت ولدا وبنتا, ونحن والحمد لله اسرة مترابطة, أنعم الله علينا بنعم كثيرة, فنحن ـ على سبيل المثال ـ ليس عندنا "مصروف بيت" لكني اضع الفلوس في "درج" وكل من له حاجة يأخذ من الدرج حسب حاجته, حتى ابني وهو عضو هيئة تدريس في كلية الطب ومتزوج وعنده اولاد, ويسكن في شقة مستقلة, يحضر ليأخذ مصروف بيته من هذا الدرج. فالمعاش واحد حتى الآن. ورب الأسرة ـ الذي هو أنا ـ اقل افرادها حاجات. اما زوجتي فهي سيدة عظيمة, ضحت بدراستها العليا وبالماجستير والدكتوراه في سبيل ان تعطي المنزل الهدوء وتربي الاولاد, ولكي تتفرغ

    للمشروع الفكري. وأعتبر أن انجازاتي الفكرية, وهي تقترب من 130 كتابا , كلها راجعة إلى التوفيق في إقامة الأسرة الطيبة".

    يقولون إن الإسلاميين غلاظ.. أفظاظ في تعاملهم مع زوجاتهم.. فكيف تتعامل مع زوجتك؟

    يعترض د. محمد عمارة على هذا ويجيب: أنا أساعد زوجتي كثيرا , وربما كنت خيرا بأمور الطهو, والمطبخ, نتيجة أنني عشت في فترة العزوبة, بل وعشت وحيدا منذ الابتدائية, لذلك فأنا "ذواق" وشاطر جدا في أعمال المنزل".

    هل تشاهد التلفزيون؟ كنت أشاهده جيدا في الستينيات ـ يجيب د. عمارة ـ لأنه كانت هناك حركة فنية ومسرحية وسينمائية تستحق المشاهدة والتلفزيون كان له احترامه, أما الآن, فلا يفتح التلفزيون في منزلنا إلا قليلا , والراديو مفتوح دائما على إذاعة القرآن الكريم, وأتابع نشرات الأخبار على (البي. بي. سي). لم أذهب إلى السينما منذ سنوات, وآخر أفلام شاهدتها هي صوت الموسيقى وسبارتاكوس وعمر المختار وناصر 56, وحتى وقت قريب كنت أستمع إلى إذاعة أم كلثوم, هذه السيدة العظيمة صاحبة الدور الرائد في الفن, وهناك فيروز صاحبة الصوت الجميل, أما الموجة الشبابية في الغناء فلن تعيش لأنه ليس فيها فن ولا وموسيقى.. إنها موجة سوقية".


    منزل بدون أثاث

    حالة من الزهد تشكل أسلوب حيادة د. مصطفى محمود. فالرجل الذي يمتلك مستشفى ضخما يدر آلاف بلا ملايين الجنيهات, والكاتب الذي يكتب الكتاب فتدور المطابع لتطبعه عشرات الطبعات ويشتريه آلاف القراء, وصاحب البرنامج الشهير "العلم والإيمان", د. مصطفى محمود لم يشتر بدلة جديدة منذ 10 سنوات, ولم يغير سيارته المرسيدس منذ 20 سنة, ولا يمتلك مكتبة, بل يقرأ الكتاب ويهديه إلى غيره. والمدهش أن الشقة التي يسكنها تكاد تكون خالية من الأثاث, ولا وجود فيها لمكتب. يسكن د. مصطفى محمود أعلى "جامع محمود" في المهندسين وتحديدا فوق سطح الجامع حيث يوجد المرصد ومكتبة الجامع, وامامهما تطالعك لوحة صغيرة مكتوب عليها "منزل مصطفى محمود" الشقة بسيطة إلى حد مدهش, وليس فيها سوى مائدة سفرة صغيرة, وطاقم انتريه, وعلى يسار الشقة توجد غرفة نوم شقيقته التي تقيم معه, وعلى اليمين مدخل صغير طالعنا منه د. مصطفى بالترحاب وبيده وسادة طبية تلازمه اينما ذهب ويضعها خلفه في أي مكان. لاحظ صاحب "العلم والإيمان" اندهشنا من بساطة المكان فقال: "هو يحتوي على كل ما احتاجه ولا أريد أكثر من هذا" وقادنا إلى حجرة صغيرة ـ هي حجرته التي يعيش فيها ـ مليئة بالأوراق ولا تحتوي سوى على سرير وجهازي تلفزيون وكمبيوتر, ومنضدة بها عدة أدراج, وأشار إلى لوح خشبي صغير قائلا : "وهذا هو مكتبي الذي أكتب عليه وأنا مسترخ على فراشي. أنا أحيا في هذا المكان منذ 21 سنة, وكان المهندس الذي بنى الجامع يريد أن يجعله أكثر اتساعا , لكني رفضت أن أضيف مساحات تزيد عن احتياجاتي".

    يعيش د. مصطفى محمود "أعزبا " رغم أنه تزوج مرتين ولم يوفق, ولذا سألته عن فشله في الحياة الزوجية رغم أنه كان يقوم بحل المشكلات في مجلة صباح الخير, فأجاب: لكل زواج ظروفه فزوجتي الأولى السيدة سامية شاهين كان زواجي منها بعد قصة حب قوية, فقد كانت أجمل بنات مصر, وكنت اكن لها مشاعر قوية إضافة إلى انها كانت أم أولادي أمل وأدهم واستمر زواجنا 11 سنة, وكان السر في عدم نجاح زواجنا هو عدم ادراكها أن الفنان له عالمه الخاص الذي لا يمكن أن يتنازل عنه لأي شخص, بالإضافة إلى الغيرة التي يمكن أنت تهدم أي علاقة زوجية ناجحة. وبعد طلاقي من زوجتي الأولى بأربع سنوات, تزوجت السيدة زينب حمدي, وعقدت قراني في الكعبة كي اسبغ على زواجي البركات, وللأسف لمن ينجح هذا الزواج أىضا , لأن زوجتي الثانية لم تكن معتادة على الحياة المتقشفة التي اخترتها لنفسي ومن ثم جاء الانفصال".

    يحتفظ د. مصطفى محمود بمتحف جيولوجي يضم معظم أنواع الأحجار وحتى أحجار من القمر وعشرات الفراشات والحشرات والأسماك العجيبة في متحف ثان ولديه أربعة مراصد إلكترونية يرصد من خلالها حركة الأفلاك والنجوم. يأكل قليلا جدا ولا يمارس أي نوع من أنواع الرياضة, ولذلك, أو نتيجة لهذا فهو يعاني من آلام في المفاصل. لا يكتب إلا ليلا . يسير في الشقة حتى تتجمع الفكرة ويكتبها وهو جالس فوق سريره, يحتفظ في شقته بألعاب إلكترونية تعمل بالطاقة الشمسية, ويقدمها لأحفاده الذين يزورونه بشكل منتظم. ترتدي ابنته أمل الحجاب, ولم يسمح د. مصطفى لها بالعمل لأنه يرى أن على المرأة أن تلزم بيتها لرعاية ابنائها بدلا من أن تربيهم خادمة.

    كان يتأمل النجوم من خلال التليسكوب الضخم في مرصده وعندما صافحناه مودعين ابتسم د. مصطفى محمود وهو يشير إلى السماء: "لقد أمرنا الله بالنظر في السماء والكون لنتدبر آياته وها أنذا أفعل ما أمرنا الله به".


    مفتي مصر

    لم يوافق الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر على دخول أي صحفي بيته, لكن, عندما جلست إليه في مكتبه بدار الإفتاء المصرية ضحك وقال: اسأل وسأجيبك عما تريد, ولم ينتظر الشيخ الجليل سؤالي وقال: عمري الآن 63 سنة حيث ولدت في 9/3/1937 في قرية ميت بدر حلاوة بمحافظة الغربية. عندي ابني محمد طالب بالسنة الرابعة بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر, وابنتي أمل طالبة بالسنة الرابعة بكلية التجارة, لم أنجب غيرهما, وأدعو لهما ولزملائهما بالنجاح والتوفيق.. ماذا تريد أيضا ؟

    قلت: لو لم تكن مفتيا لتمنيت أن تكون ماذا؟

    ضحك وقال: أن أكون مهندسا ! فأنا كنت من عشاق دراسة الحساب (الرياضيات) وكنت متفوقا جدا في هذا الجانب, إلى جانب حفظي للقرآن الكريم, لكن أمي قالت بالحرف الواحد: ستدخل المعهد الديني, لقد وهبتك وأنت في بطني إن جئت ذكرا للسيد البدوي أي للمعهد الديني بطنطا. حيث مقام السيد البدوي, حاولت أن أخبرها بحبي للهندسة لكنها اصرت وقالت: خلاص أنا نذرتك لله سبحانه وتعالى. وكان ما أرادت أمي بإذن الله.

    مفتي مصر لم يكن من المعممين قبل توليه مسؤولية الإفتاء في مصر, وإنما استعار عمامة وجبة من أحد أصدقائه ليذهب بهما إلى دار الإفتاء, "الإسلام ليس له زي محدد. وعموما أنا اعتبر اختيار ملابسي شيء خاص بي وشخصي جدا , وأحيانا أدع أفراد الأسرة يتدخلون في حاجات بسيطة مثل اختيار الألوان".

    هل تقوم "حرم" المفتي بالإفتاء أيضا ؟

    يضحك د. نصر فريد واصل وهو يقول: طبعا هي لا تفتي في كل الأسئلة, هي تأتيها الفتاوى كثيرة جدا , ولكن الأمور الدينية ترجئها ثم تسألني وتقول: إن فلانة سألت في كذا وكذا, فإذا كان الأمر من الممكن أن ينقل بدون تحريف, أجيب عليه, أما إذا كان الأمر غير ذلك فأطلب أن تأتيني طالبة التقوى بنفسها, ولكن تبقى الأمور العامة والتي لا لبس فيها ويمكن لها أن تفتي فيها, يعني سؤال محدد وإجابة محددة, إذا كان ذلك معروفا جيدا لها من خلال ما تعرفه من قضايا عامة فهي تفتي النساء أحيانا . وللعلم فإن زوجتي هي ابنة عمي التي اخترتها بكامل ارادتي لتشاركني حياتي. قبل انشغالي بمنصبي كمفت كنت أقوم بشراء كل ما تحتاجه من السوق وغير ذلك. أما الآن فيمكن لمحمد أو أمل أن يقوم أي منهما بهذه المسؤولية عني. وصدقني أنا عندما أدخل المنزل أكون في خدمة أهلي, فقد أصنع الشاي لزوجتي وأبنائي, وقد أساعدها في غسل الأكواب, ولا مانع من غسيل عدة أطباق في الحوض بعد الأكل, فأنا أفعل ذلك تعاونا وحبا , لأنني لا أجد سعادتي إلا بين أسرتي, ونحن في هذا نقتدي بنبينا الكريم .


    شيخ المؤرخين الإسلاميين

    يعيش المؤرخ الإسلامي الكبير أحمد شلبي في منطقة المعادي حيث يسكن الطابق الأرضي في عمارة محاطة بالأشجار, ويشاركه بعض أولاده السكن في نفس العمارة, ويزوره أحفاده بل ويقيمون معه أحيانا إقامة كاملة. وقد بلغ شيخ المؤرخين الإسلاميين الثمانين لذا فقد قلت حركته وأصبح يهتم بأشجاره وبوروده التي تمتلئ بها شرفة منزله الواسعة, وتساعده زوجته في انجاز أعماله, ويعتبر الدكتور أحمد شلبي زوجته العامل الأساسي في توفير الجو العلمي له, حيث تفرغت تماما لأبحاثه, وقامت بمتابعة أعمال الكمبيوتر الخاصة بمؤلفاته التي زادت على المائة كتاب ما بين موسوعة ومؤلفات عادية. ولا يتوقف د. شلبي عن الكتابة, حيث يقول: "أنا شاعر أكتب أفكاري بسلاسة وسهولة, ولذا لابد أن أكتب طالما بقيت في حياة".

    ويضحك د. شلبي عندما لفت نظره إلي أن أثاث بيته لا علاقة له بالتاريخ الذي يكتبه صاحبه, حيث ينم الأثاث عن ارستقراطية؟ ويقول: "زوجتي هي التي قامت باختيار أثاث بيتنا فهي فنانة في كل شيء, وذوقها راق جدا , وأنا أعتمد عليها في هذه الأمور, وليس بالضرورة أن يكون أثاث منزل المؤرخ تاريخيا , فنحن أولاد عصرنا أليس كذلك؟".

    شيخ المؤرخين د. أحمد شلبي مشغول هذه الأيام بأبحاثه عن القدس وعروبتها وتاريخها, خصوصا أن المدينة المقدسة موضوعة على مائدة المفاوضات العربية ـ الإسرائيلية هذه الأيام.


    أسرار العالمات

    عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالاسكندرية د. آمنة نصير تكشف سرا من اسرار حياتها الزوجية وتقول: كانت نكبة وابتلاء من الله, فعندما جاء زوجي وأخبرني بأنه سيتزوج بأخرى, طلبت منه الطلاق وحصلت عليه بالفعل, لأني لم أجد ضرورة للاستمرار في حياة زوجية لا أرضى عنها, فأنا لست في حاجة إلى زوج يمول لي مطعمي ومشربي أو يأويني في بيت, فعندي الإمكانات التي تفوق ما يوفره لي الزوج, إذن ماذا بقي من الزوج بعد هذا؟ انها المودة والرحمة والسكينة فإذا فقدت هذه القيم فماذا يتبقى من الزواج أصلا ؟! ولذا طلبت "الخلع", ولم أشعر ـ كما يحدث للبعض ـ بأن الدنيا ضاقت بي بسبب لفظ "مطلقة" بل ضربت المثل بنفسي وأخذت على عاتقي استكمال مشوار حياتي مع ابنائي, وحافظت لهم على علاقة محترمة مع أبيهم, والحمد لله تخرج أبنائي الأربعة من أرقى الكليات, وكلهم متزوجون ويعيشون حياة سعيدة.

    على العكس من هذا فإن د. سعاد صالح عميدة كلية البنات بالمنوفية, والمرشحة لمنصب "مفتية" النساء في مصر, والمرشحة للحصول على جائزة الملك فيصل العالمية, لها تجربة خاصة تحكيها: كنت قد اشتغلت عن بيتي بعمادة الكلية وبأبحاثي ودراساتي, وكنت اسافر يوميا إلى الكلية ـ حوالي 150كيلا ـ وأعود في التاسعة مساء متعبة ومنهكة, وتركت أمور بيتي لخادمة, وانشغلت عن زوجي ورعاية أولادي, فشعرت انني مقصرة في حق بيتي, لأن النبي يقول:"كلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته" فذهبت إلى زوجي واعترفت له بأنني مقصرة في حقه, وطلبت منه أن يتزوج علي امرأة أخرى ترعاه, لأنني أخشى الله واتقيه فيه, فضحك زوجي الصحفي والكاتب السيد عبدالرؤوف رئيس تحرير جريدة عقيدتي الدينية ـ وظن أنني أداعبه, لكني أكدت له أنني جادة في هذا, وإذا أراد فإنني سأختار له زوجة أخرى, فرفض طلبي بشدة وأكد لي أن نجاحي كداعية ومربية وأستاذة هو نجاح للأسرة كلها, وأن الواجب عليه كراع لهذه الأسرة أن يدعمني في دراساتي وابحاثي وأن يتحمل في سبيل ذلك أي شيء, والحمد لله مرت الأزمة وعدت إلى رعاية أولادي وزوجي الصبور الذي أعطاني درسا مهما في رعاية الزوج لزوجته ودفعها للنجاح.


    * وكالة الأهرام للصحافة

    (ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة)



    http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=189974

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 09-24-2007, 03:53 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-21-07, 04:53 AM
  Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! elnawrani margan09-21-07, 08:09 AM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! mohamed osman bakry09-21-07, 08:41 AM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-21-07, 10:38 AM
      Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! adil amin09-24-07, 01:13 PM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-23-07, 04:01 AM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-23-07, 03:10 PM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-25-07, 03:09 AM
  Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! خالد العبيد09-21-07, 10:10 AM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-21-07, 01:16 PM
  Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! kamalabas09-21-07, 12:07 PM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-22-07, 00:00 AM
  Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Elawad09-21-07, 03:51 PM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! MAHJOOP ALI09-22-07, 04:01 AM
      Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Abu Eltayeb09-22-07, 06:22 AM
        Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! إسماعيل وراق09-22-07, 08:58 AM
          Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Mohamed Doudi09-22-07, 03:49 PM
          Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-22-07, 04:10 PM
            Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Abu Eltayeb09-22-07, 05:15 PM
              Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Abu Eltayeb09-22-07, 05:16 PM
              Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Abu Eltayeb09-22-07, 05:17 PM
                Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Abu Eltayeb09-22-07, 05:20 PM
                  Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Abu Eltayeb09-22-07, 05:23 PM
                    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Abu Eltayeb09-22-07, 05:25 PM
                Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-24-07, 02:54 AM
          Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-22-07, 08:07 PM
            Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! adil amin09-22-07, 09:15 PM
          Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-22-07, 10:04 PM
            Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Abu Eltayeb09-23-07, 08:14 AM
              Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! adil amin09-23-07, 12:36 PM
        Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-24-07, 08:47 PM
      Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-24-07, 08:31 PM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-24-07, 08:27 PM
  Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! abdelwahab hijazi09-23-07, 05:47 PM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-23-07, 07:35 PM
  Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله الشقليني09-24-07, 05:02 AM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! إسماعيل وراق09-24-07, 08:34 AM
      Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! adil amin09-24-07, 12:23 PM
        Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! إسماعيل وراق09-24-07, 12:41 PM
          Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Mohamed E. Seliaman09-24-07, 12:55 PM
          Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! adil amin09-24-07, 12:56 PM
            Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! إسماعيل وراق09-24-07, 01:06 PM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-24-07, 04:33 PM
  Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! على عمر على09-24-07, 08:59 PM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Abu Eltayeb09-24-07, 09:51 PM
      Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Abu Eltayeb09-24-07, 10:05 PM
        Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! Abu Eltayeb09-25-07, 05:25 AM
          Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! إسماعيل وراق09-25-07, 08:36 AM
            Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبد الحي علي موسى09-25-07, 10:50 AM
              Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! adil amin09-25-07, 11:46 AM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-27-07, 03:19 AM
  Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! adil amin09-25-07, 12:49 PM
    Re: الهدية: المهدى: وتغبيش الوعى!!!! عبدالله عثمان09-27-07, 03:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de