مصر تتنازل عن منصب أمين عام جامعة الدول العربية

Quote: حمد بن جاسم: سحبنا مرشحنا دعماً للثورة المصريةالعربي أميناً للجامعة بتوافق قطري - مصريhttp://www.alarab.com.qa/admin/artic...6889269_b4.jpg 2011-05-16 القاهرة - عبدالواحد عاشور وأحمد علي أعلن معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية، أن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى اتفق خلال زيارته لمصر مؤخرا على أن تتنازل قطر عن مرشحها لمنصب الأمين العام للجامعة العربية تقديرا لمصر وللثورة، لأن المندوب المصري هو القطري والقطري هو المصري. وأعرب معالي الشيخ حمد بن جاسم في تصريحات له على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة أمس -حيث تم التوافق على اختيار وزير الخارجية المصري الدكتور نبيل العربي أمينا عاما جديدا للجامعة العربية- عن خالص أمنياته للعربي بعمل موفق. وقال «إن الاختيار الصحيح لهذا المنصب هو ما حمّسنا في قطر لدعمه، ونأمل له التوفيق»، وأثنى على اختيار مصر للعربي، موجها التحية للأمين العام المنتهية ولايته عمرو موسى. وكان التوافق المصري القطري قد حسم اختيار وزراء الخارجية العرب للدكتور نبيل العربي أمينا عاما لجامعة الدول العربية خلفا لعمرو موسى. جاء ذلك بعد اجتماع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مع وزير الخارجية المصري نبيل العربي، قبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب لتنسيق المواقف بين البلدين. وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة ل «العرب»، إن العربي قدم خلال المقابلة شكر مصر لدولة قطر، ولحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، ولمعالي رئيس الوزراء، على دور قطر ودعمها لمصر الثورة بعد إعلانها سحب مرشحها عبدالرحمن بن حمد العطية، الذي أكد العربي أنه نموذج باهر مشرف للدبلوماسية العربية، وهو ما تجلى في دوره وعمله خلال توليه الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي. وقد أشاد محللون سياسيون مصريون بسحب دولة قطر مرشحها لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية عبدالرحمن بن حمد العطية، لإفساح الطريق أمام الدكتور نبيل العربي الذي رشحته القاهرة في اللحظات الأخيرة بدلا من مصطفى الفقي، الذي واجه اعتراضات داخلية وخارجية. وقال هؤلاء ل «العرب» إن هذا الموقف يدل على دعم لا محدود تقدمه دولة قطر إلى ثورة 25 يناير المجيدة، وتعكس وعيا كبيرا بمصالح الشعوب العربية وتطلعها نحو الأفضل. وقال الدكتور عمار علي حسن الباحث السياسي، إن هذا الموقف من جانب دولة قطر يصب في اتجاه الدعم الذي توليه الدوحة لمصر في عهد ما بعد الرئيس المخلوع حسني مبارك، مشيراً إلى أن المصريين يقدرون عاليا هذا التوجه الذي لم يعد غريبا على دولة قطر التي تناصر الشعوب العربية وسعيها نحو التحرر. وأضاف أن تحركات دولة قطر في أكثر من محور للتوصل إلى تسويات للأزمات التي يعاني منها العالم العربي، دليل على توجهها العروبي الداعم لتوحيد الصفوف. من جهته، قال سامي منصور مستشار التقرير الاستراتيجي العربي، إن هذا الموقف لم يعد مستغربا على توجهات دولة قطر وحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي يحرص على لمّ الصف العربي لمواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة في الفترة الحالية. واعتبر سحب المرشح القطري واحدا من المواقف الداعمة لثورة 25 يناير التي أعادت مصر إلى دورها الإقليمي الذي افتقدته المنطقة في العهد السابق. وجاء سحب مصر للفقي بعد اعتراضات مصرية وعربية على شخصه، نظرا لمواقفه المؤيدة للنظام المصري السابق. في المقابل، حظي ترشيح العربي بارتياح عربي ومصري نظرا لمواقفه المحترمة. وتناقضت مشاعر المصريين إزاء القرار بين مرتاح لاستمرار منصب الأمين العام مصريا، وبين حزين لتركه منصب وزير الخارجية، نظرا للاحترام الذي يحظى به العربي في أوساط المصريين. وقوبل نبأ ترشيح العربي بهتاف من قبل المواطنين المصريين المحتشدين خارج مقر الجامعة العربية، والذين كانوا يهتفون: «الشعب يريد أمين مصري». وعلى العكس من ذلك، كان هناك انقسام بين المصريين إزاء ترشيح الفقي، لدرجة أن عددا من الصحافيين المصريين الذين يغطون اجتماع وزراء الخارجية العرب كتبوا على جباههم «لا لمصطفى الفقي أمينا عاما للجامعة العربية»، بينما نظم المستشار أحمد الفضالي رئيس الحزب الديمقراطي الجمهوري الذي يحسب على النظام السابق، مظاهرات مؤيدة لمصطفى الفقي، حيث حمل المتظاهرون لافتات تقول «يا مصطفى يا مصطفى أنا بحبك يا مصطفى». وسبق أن ترشح الفضالي لرئاسة الجمهورية ثم تنازل للرئيس السابق حسني مبارك، غير أنه بعد الثورة كان أحد الذين رفعوا قضية لحل لحزب الوطني. وقال الفقي من جانبه إن قرار مصر سحب ترشيحه للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، جاء بعد أن أبدت قطر اعتراضها الرسمي على شخصه، وقال إنه تم التوافق بين مصر وقطر على أن ترشح القاهرة شخصية مصرية أخرى، على أن تسحب قطر مرشحها، وهو ما تم بترشيح مصر للدكتور نبيل العربي وزير الخارجية. وأشار الفقي إلى أنه ليس حزينا على قرار سحب ترشيحه، لأنه يؤمن بأهمية أن يظل المنصب في مصر أيا كان المرشح، وقال إنه كان يعلم بقرار سحب ترشيحه منذ عدة أيام، لعلمه بالاعتراض القطري عليه، لافتا إلى أن المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة استقبله أمس، دون أن يشير إلى فحوى المقابلة. وجاءت المشاعر التي انتابت المصريين أمس جراء ترشيح العربي، مماثلة لما حدث عند قرار ترشيح عمرو موسى وزير خارجية مصر الأسبق أمينا عاما للجامعة العربية، إذ كان موسى يحظى بشعبية كبيرة آنذاك، وجاء ترشيحه للحفاظ على المنصب مصريا أيضا في مواجهة محسن البيضاني اليمني، وسوار الذهب السوداني. وفي هذا الإطار، قالت مصادر دبلوماسية ل «العرب» إن سفير مصر السابق لدى واشنطن نبيل فهمي، أحد أبرز المرشحين لتولي منصب وزير الخارجية المصري خلفا للعربي. العرب القطرية