|
خطاب هام لمولانا في ذكري الاستفلال موجه الي الامة السودانية
|
من اهم ما ورد بالخطاب الوثيقة
لقد أردنا أن تكون اتفاقية نيفاشا بدايةً تتوسع قاعدتها الضيقة لتكتسب الإجماع الوطني ، وتطرح للشعب في استفتاء عام بعد نقاش مستفيض ، وشاء الله أن يتزامن ذلك التأييد مع مبادرتنا للوفاق الوطني الشامل ، و التي استمرت وستستمر تدق أبواب كل أطياف المجتمع السياسي والمدني ، متخذة من الوفاق الوطني مدخلًا للخروج من المشكلة السودانية والأزمة الوطنية الحالية ، ولم يكن ترحيبنا باتفاقية السلام بنيفاشا إلا تأكيدًا على موقفنا الرافض لمواصلة الحرب، وكنا نعلم أنها الخطوة الأولى في الطريق لتحقيق السلام ،
ا إن رصيدنا في العمل مع الإخوة في الجنوب ، يؤهلنا تمامًا لوصف العلاقة بيننا بأنها علاقة إستراتيجية ، قامت على الاحترام المتبادل و عدم المزايدة على الوطنية ، وقد توجناها باتفاقية السلام السودانية الموقعة في 16 نوفمبر 1988م ( مبادرة الميرغني / قرنق ) والتي تضمنت وحدة السودان تراباً وشعباً ، وقدمت لمؤتمر دستوري حقيقي ، يتساوى فيه الجميع بدون احتكار أو عزل لأي جهة ، ولكن ضيق الأفق السياسي والإنقلاب العسكري وقفا أمام ذلك .
. إن إقـامة الاسـتفتاء في جو من الاستقطاب الحاد ، أطلق صافرة الإنذار لمحاذير الانفصال ، حتى أن الوحدة الجاذبة ، أُلبست ثوب القهر و الاستبداد والنفاق ، وأصبحت وحدة كاذبة بكل أسف، ولم يُفسح للصادقين المؤمنين بوحدة البلاد أن يبشروا بها ، أو يسعوا لتثبيتها في أرجاء الوطن . إن عوائق الشريكين وإخفاقاتهما المتتالية، لم ولن تُثبِط من عزيمتنا، وسـنظل نعمل من أجل الوحدة حتى آخر لحظة .
بغض النظر عن النتائج التي سيتمخض عنها الاستفتاء ، في حال إصرار الجهات على قيامه دون مراعاة للمصاحبات الأمنية المهمة، فإننا سنواصل حمل لواء الدعوة إلى الوحدة ، وأعلن في خطابي هذا ، قيام المبادرة الوطنية لتوحيد السودان، متخذًا من ميثاقي مع الراحل الدكتور جون قرنق مدخلاً لها، حيث سنبحث في المؤتمر العام القادم للحزب، إقامة اسبوع وحدة السودان الثقافي الرياضي الاجتماعي ، في 16 نوفمبر من كل عام ، وتقام فيه بطولة الميرغني / قرنق الرياضية ، ويتضمن حوارات علمية سياسية فكرية عن أسس وحدة السودان ، وهموم مواطن السودان ، و كذلك العديد من المناشط المصاحبة التي نسعى من خلالها رتق النسيج الاجتماعي وضمان استمرار التواصل بين أهل الجنوب وأهل السودان، وسيكون ذلك بصفة دورية بين الخرطوم وجوبا ، وتقام فعالياتها الثقافية في دار السيد علي الميرغني رمز الوحدة في الشمال وعند ضريح الدكتور جون قرنق رمز الوحدة في الجنوب، على أن تقوم اللجان المختصة بدراسة ذلك ومباشرة الإعداد له، في كل الحالات الانفصال أو الوحدة
إن العالم كله يمضي في طريق التوحد ، فلماذا يُراد لنا التفرقة ؟ إن الأوربيين وما بينهم من تاريخ دموي وتنافر وتعدد، أجبرتهم مصالحهم على المُضي والزحف نحو الائتلاف والاتحاد، وإن الولايات المتحدة الأمريكية مزجت بين عرقيات مختلفة ، وضمت أعراقًا مختلفة . ولهذا فإن نجدد الدعوة لقيام اتحاد يجمع مصر والجماهيرية الليبية واريتريا وتشاد والسودان ، وفي حالة انفصال الجنوب، يجمع الاتحاد دولة شمال السودان ودولة جنوب السودان، وقد عبرنا عن ذلك في لقائنا مع وجوه المجتمع الدولي، ونرى أن هذا الاتحاد يحقق السلام والاستقرار في المنطقة ، ويؤسس لوحدة تضامنية جاذبة في مستقبل الأيام .ا
إننا نؤكد بأن استغلال اسم الشريعة في تطبيق نماذج اجتهادية أضر بصورتها وسيضر بها، وأن رفعها كأداة سياسية وشعار مرحلي من أجل كسب الدنيا أمر يجب مراجعته.إن ظواهر التطرف التي بدأت تستشري في السودان ، أصبحت تمثل تحديًا كبيرًا، نبهنا له منذ تسعينيات القرن الماضي، وإننا نكرر وننبه لها من جديد ، وندعو إلى التوعية بخطرها،
إن مجتمع السودان متعدد الأعراق ، وهذا الاختلاف الإثني والعرقي في المجتمع كانت تصهره الطرق الصوفية و الأحزاب السياسية والنقابات الوطنية ، واستطاعت تحقيق الحد الأدنى من الوحدة ، ولكن هذه المكونات الأساسية تعرضت لحملات تخريب أضرت بالكثير من قيمه، فظهرت بضعف أدوارها الكثير من الأمراض في المجتمع ، وعلى الذين غرسوا معاول التخريب والهدم أن يرفعوا أيديهم من تهديم النسيج الاجتماعي ، فإن مآلات هذه الأعمال المؤذية والأفكار الهدامة أضرت بوحدة وأمن واستقرار البلاد .
|
|
|
|
|
|
|
|
|